قطع كابل الألياف يعزل حضرموت وشبوة عن خدمات الإنترنت     تقرير أممي: تسجيل أكثر من 63 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة والدفتيريا خلال العام الماضي باليمن     مقتل ثلاثة جنود من قوات الانتقالي في هجوم للحوثيين بالضالع     "تايكواندو المهرة" يجري قرعة البطولة التنشيطية وينظم الاستعدادات الأولية     البنك المركزي بعدن يحذر من التعامل مع أي عملة قد تصدر من صنعاء     الحرب على غزة.. ارتفاع عدد الشهداء والاحتلال يعلن مقتل مزيد من جنوده     السلطة المحلية بالحديدة تشكل خلية لمجابهة "سوء التغذية"     مرصد حقوقي: بتر قدم مزارع نتيجة انفجار جسم حربي جنوب الحديدة     أسطول روسي يعلن عبور عدة سفن حربية تابعة له مضيق باب المندب     بالصور.. وكالة تكشف تفاصيل جديدة عن بناء الإمارات مهبط طائرات في سقطرى     هولندا تنشر فرقاطة لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات الحوثية     واشنطن تعلن تدمير أربع مُسيّرات حوثية كانت تستهدف إحدى سفنها الحربية في البحر الأحمر     موسكو تبحث مع غروندبرغ سبل حل أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وضباب أو شبورة مائي     صحة غزة تعلن ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 32 ألفا و490 منذ أكتوبر    
الرئيسية > أخبار اليمن

محافظة شبوة اليمنية تعود لواجهة الصراع مع الإمارات

المهرة بوست - عربي 21
[ السبت, 20 نوفمبر, 2021 - 10:08 صباحاً ]

تعود محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، إلى واجهة الصراع مع الإمارات، التي لم تتوقف مساعيها في استعادة هيمنتها على هذه المحافظة الاستراتيجية، وتوجيه دفة الأحداث لمصلحتها وحلفائها الانفصاليين الجنوبيين.

 

وما أن تنتهي جولة من التصعيد بين السلطات المحلية في شبوة والإماراتيين الذين يتحكمون بمنشأة لتصدير الغاز المسال عبر بحر العرب، إلا وتبدأ أخرى، منذ هزيمة ما كانت تعرف بقوات "النخبة الشبوانية"، ـ ميليشيات انفصالية شكلتها وسلحتها أبوظبي في آب/ أغسطس 2019، على أيدي القوات الحكومية.

 

وفيما كان منتظرا، إخلاء منشأة بلحاف وميناءها الاستراتيجي في مديرية رضوم، جنوبي شرقي شبوة، من القوات الإماراتية أواخر أكتوبر/تشرين أول الماضي، بموجب تسوية رعتها السعودية، بينها وبين السلطات الحكومية في المحافظة، إلا أن الإمارات قررت خوض جولة جديدة من التصعيد لتعويض خسارتها لنفوذها منذ العام 2019.  

 

بحسب مراقبون، فإن الإمارات أخرجت ورقة جديدة، وربما آخر أوراقها، إلى مسرح الأحداث في شبوة، إذ دفعت بالشيخ القبلي وعضو مجلس النواب، عوض بن الوزير العولقي، المقيم في أبوظبي منذ سنوات، بعدما وجدت نفسها، أمام سباق مع الزمن، قبيل انتهاء المهلة المحددة لمغادرة قواتها منشأة بلحاف لتصدير الغاز، الشهر الجاري.

 

وبدى الشيخ عوض العولقي، وهو قيادي بحزب المؤتمر الموالي للإمارات، والقريب من عائلة الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، نشيطا فيما رسم لها من أدوار منذ وصوله إلى مسقط رأسه في مديرية نصاب بشبوة، قبل نحو أسبوعين.

 

الشيخ العولقي، وهو من سلالة آخر سلاطين العوالق، يتمثل دوره الحقيقي في "تمهيد الطريق أمام نجل شقيق صالح، العميد، طارق صالح، الذي يقود تشكيلات عسكرية في الساحل الغربي من البلاد، إلى المسرح السياسي والعسكري في شبوة، وتوسيع رقعة حضوره المحصورة حاليا، في منطقة الساحل الغربي من محافظة تعز (جنوب غرب البلاد).

 

 وفي الأيام الثلاثة الماضية، عقد الشيخ العولقي، لقاءا قبليا موسعا، في مديرية نصاب، في الوسط الشمالي من شبوة، هدفه المعلن "توحيد صفوف المجتمع الشبواني"، إلا أنه كان شعارا لتنفيذ أجندة أبوظبي القادم منها، وفق ناشطين ومسؤولين يمنيين

 

وقد خرج اللقاء، بمصفوفة من المطالب، كان أبرزها إقالة محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، المحسوب على حزب الإصلاح ( إسلامي)، والذي يناصبه الإماراتيون العداء، والذي يحظى بشعبية واسعة، بفعل الإنجازات التنموية والبنى التحتية التي تحققت خلال عهده الممتد منذ عام 2019.  

 

وتتسم العلاقة بين دولة الإمارات وقيادة السلطة المحلية في شبوة، بـ"العدائية"، إذ ترى الدولة الخليجية، في محمد بن صالح بن عديو، مصدر إزعاج دائم لها، وحائط صد أمام نفوذها، ولذلك، بدى مطلب تغييره، في سلم مخرجات اللقاء القبلي الذي عقده، رجلها الجديد في المحافظة.

 

وكان لافتا، أن حظيت مطالب، ابن الوزير العولقي، بترحيب من قبل "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، فيما قوبلت باستنكار مسؤولين ودبلوماسيين يمنيين.

 

 

"دراهم إماراتية"

الدبلوماسي اليمني، عبدالوهاب طواف، علق على مخرجات اللقاء القبلي الذي نظمه، الشيخ، عوض العولقي، وقال: "تابعت كلمة الشيخ عوض الوزير العولقي ـ مستشار رئيس الجمهورية ـ وكنت في شوق لسماع تفاصيل خطط وبرامج ما سيوحد القوم، ويعضد جهود مواجهة إيران وحوثيها، ويُعيد لشبوة خاصة وللجنوب ولليمن عامة أمنه واستقراره وحريته وسيادته".

 

وأضاف عبر صفحته في "فيسبوك": "خاب الرجاء، وتكسرت المجاديف، وتفاجأت أنه لم يتطرق حتى بكلمة واحدة عن الحوثي"، متابعا: "كان الحديث فقط، والزوملة، كلها حول المحافظ، وأنه ينتمي إلى الإصلاح، وأنه يغالط في حسابات مشروع الجسر الذي انهار بعد شهر".

 

وأشار الدبلوماسي اليمني، وهو قيادي بحزب المؤتمر : "كل الحشود التي مولها عوض خرجت ببيان ناري يطالب الرئيس بمحاسبة المحافظ الذي يُدير بقايا السلطة في شبوة"، معربا عن أسفه من "تحول علية القوم إلى فوارس يتقاتلون حول ما تبقى من مغانم الدولة، التي لم تطالها صرخات الموت الحوثية".

 

وأردف طواف قائلا : "أنا أحترم عوض، وهو من قادة ووجهاء وعقلاء اليمن، إلا أنني أشم في تحركاته الأخيرة الدراهم الإماراتية".

 

وكان وزير النقل السابق، صالح الجبواني، قد حذر قبل يوم من اللقاء القبلي، من خطورة "تبني، الشيخ، العولقي، أجندات تؤدي إلى صدام مع السلطة المحلية وأجهزتها العسكرية والأمنية، وما سيؤدي ذلك إلى إحتراب أهلي ستكون نتيجته فتح كل الطرق للحوثي لدخول شبوة حتى بالحاف"، داعيا إياه إلى أن يربأ بنفسه من تحمل مسئولية مثل هكذا وضع أن حدث.

 

وقال : "لا أحد يدق الطبول، وأن دولا سوف تتدخل.. فلن يتدخل أحد ولن يتقاتل غير أبناء شبوة والمسئولية في هذا المنحى عظيمة والذي لم يستطع الانتقالي وخلفه، الإمارات بالأمس فعله، لن يستطيع غيرهم فعله وأن فعل سيهدي شبوة للحوثي” .

 

وعلى الرغم من التحشيد الإعلامي والمالي للقاء الذي سينظمه، البرلماني العولقي، إلا أن الحضور الباهت، مثل خيبة أمل كبيرة للإماراتيين قبل الجهة المنظمة له محليا.

 

وتقاتل حكومة أبوظبي، لأجل بناء نفوذ لها في هذه المحافظة، وتعويض خسارتها تلو الأخرى فيها، إلا أنه على مايبدو أنها فشلت في توجيه دفة هذه الجولة من الصراع لمصلحتها.

 

وأواخر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، أخلت القوات الإماراتية وجوها العسكري في قاعدة "العلم" في مديرية جردان، شرقي مدينة عتق، عاصمة شبوة، وسلمتها لميليشيات موالية لها، قبل أن تقوم القوات الحكومية باقتحام القاعدة والسيطرة عليها، بعد سنوات من تحكم الإمارات بها.

 

ومطلع الشهر الجاري، غادرت قوات سعودية، مطار "عتق"، في عاصمة شبوة، تحمل الإسم ذاته، بالتنسيق مع السلطات المحلية، نحو منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة.

 

وهو المكان الوحيد الذي كانت تتواجد فيه تلك قوات سعودية رمزية مكونة بعض الضباط والجنود والآليات العسكرية، وبعض الأجهزة والمعدات، منذ أواخر العام 2019.

 

 

 

"حائط صد وتقاطع مصالح"

وفي السياق ذاته، يرى كاتب وسياسي يمني أن الحراك الذي حصل في شبوة هو تقاطع مصالح بين تيار من المؤتمر الشعبي العام يرى أنه حرم من مواقع مهمة ونفوذ سابق كان رموزه يحضون به وبين رغبة إماراتية في الانتقام من سلطة شبوة التي مثلت عائق أمام بسطها لنفوذها في شبوة عبر أدواتها.

 

وقال في تصريح لـ"عربي21"، رافضا الكشف عن اسمه، : لقد تحولت شبوة إلى حائط صد لأي تمدد نحو حضرموت، شرقا، من قبل المليشيات المدعومة اماراتيا في عدن، جنوبا"، مؤكدا أن "هذه الحراك لن يتجاوز ماحصل في الحشد الذي قدم مطالب يراها ولن يجنح للعنف كون شبوة فيها من الخصوصية الاجتماعية والتركيبة القبلية ما يحول دون مثل هذا الاحتراب".

 

وأوضح : "يبقى الدور الأهم على قيادة الشرعية والتحالف في الحيلولة دون استغلال الإمارات للقوات المنسحبة من تهامة ( مدينة الحديدة) في تصفية الحسابات مع سلطة شبوة، وهو الأمر الذي سيجدد من الاحتراب الجنوبي الجنوبي".

 

وفي موازاة ذلك، يجرى الحديث أن ألوية من قوات العمالقة المنسحبة من جنوب مدينة الحديدة، سيُعاد نشرها في شبوة، تحت لافتة، تحرير مديريات بيحان التي سيطر عليها الحوثيون أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وورد ذلك، في البيان الذي أصدرته القوات المشتركة في الساحل الغربي، الذي تضم إلى جانب العمالقة، قوات "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق صالح، وألوية المقاومة التهامية، عقب انسحابها من محيط مدينة الحديدة بأنه "في سياق متابعتها للتطورات التي تشهدها جبهات البلاد كلها، والتي تفرض على كل حرٍّ قادر أن يقدِّم الدعم والعون بالوسائل المختلفة لجبهات الدفاع عن اليمن واليمنيين في مواجهة أدوات إيران، التي تعيث خرابا في محافظتي البيضاء والجوف ( وسط وشمال) وإسقاط ثلاث مديريات من محافظة شبوة وعبرها، تم الوصول إلى مشارف مدينة مأرب، (شمال شرق البلاد)".

 

وكان التوتر قد بلغ أوجه، بين السلطات المحلية في شبوة والسلطات الإماراتية، نهاية أغسطس الماضي، بعدما فرضت القوات الحكومية طوقا أمنيا على منشأة بلحاف الذي تتمركز فيها قوات إماراتية منذ العام 2016.

 

وتدخلت بعد ذلك، السعودية بوساطة لاحتواء الموقف، والتوصل إلى تسوية تقضي بمنح القوات الإماراتية مهلة تترواح مابين شهرين إلى 3أشهر، تنتهى في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

 

ومنشأة بلحاف هي أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في اليمن، حيث كلف إنشاؤها 4.5 مليارات دولار، وهي مخصصة لتخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال القادم من مأرب، شمال شرقي البلاد.

 

"رفض إماراتي"

وفي أحدث تصريحاته، أكد محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، الأحد الماضي، في مقابلة مع "وكالة سبوتنيك" الروسية، الأحد الماضي، إن الإمارات ترفض الخروج من ميناء بلحاف الذي يقع ضمن منشأة نفطية تحمل الاسم ذاته، والذي سيطرت عليها قبل سنوات، نافيا في الوقت ذاته، "وجود أي مباحثات بين السلطات المحلية للمحافظة وبين الإماراتيين في هذا الشأن".

 

وأضاف بن عديو أن السلطات المحلية في شبوة تستطيع دخول الميناء الاستراتيجي على بحر العرب الذي يتواجد فيه نحو 100 شخص من القوات الإماراتية إضافة إلى سودانيين وبحرينيين ولكن بأعداد قليلة".

 

وشدد محافظ شبوة على أن الثقة مفقودة مع الإمارات، متهما إياها " بخلق ميليشيات مناهضة للدولة لا تخضع لها ولا تأتمر بأمرها، كيانات موازية دخلت مع الدولة عدة مرات في حروب وصدامات وتنفيذ هجمات واغتيالات".

 

وتابع : "إن تمويل (هذه الكيانات) من الإمارات، وهناك 90 ألف مرتزق ـ تنضوي في هذه الكيانات ـ يستلمون مرتباتهم شهريا من الدولة الخليجية، في كل المناطق المحررة، ابتداء من المهرة، ثم حضرموت (شرقا) وشبوة ثم أبين ثم عدن وتعز (جنوب وجنوب غرب) وصولا إلى الساحل الغربي من البلاد".

 

ويتكبد اليمن خسائر كبيرة جراء وقف تصدير الغاز، بفعل تحويل منشأة بلحاف ومينائها إلى قاعدة عسكرية إماراتية منذ العام 2016، وهو ما حرم البلد من عائدات مالية تتراوح بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الماضية.

 

ويبقى وجود القوات الإماراتية في منشأة بلحاف، مصدرا للتوتر مع سلطات شبوة، ولا يمكن التنبؤ بمستقبل العلاقة بينهما، لاسيما بعدما شارفت المهلة المحددة في التسوية التي رعتها السعودية، في سبتمبر الماضي، على الانتهاء في الأسبوعين القادمين





مشاركة الخبر:

تعليقات