الرئيسية > تقارير
إنعاش السلام في اليمن .. تصعيد القتال وتفاؤل حذر .. (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 20 مايو, 2018 - 12:26 صباحاً ]
يكثف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من تحركاته في المنطقة واليمن، من أجل دعم عملية السلام في البلاد، وإحراز تقدم ملموس فيها، بعد أن دخلت الحرب عامها الرابع.
قبل أيام، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، أنه يحرز تقدما جيدا في وضع إطار عمل لمفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية، ويعتزم لطرحه في شهر يونيو/حزيران أمام مجلس الأمن.
وكان غريفيث قد التقى مختلف الأطراف في اليمن داخل وخارج البلاد، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم، وإيجاد أرضية مشتركة يلتقي عليها الجميع.
وفشلت في وقت سابق، جولات المشاورات التي عقدت في كلا من سويسرا والكويت وبرعاية أممية، نتيجة لعدم التزام جماعة الحوثي بالمرجعيات الثلاث، أبرزها قرار 2216.
تصعيد على الأرض
على الأرض، تشهد العديد من جبهات القتال في اليمن منذ أيام معارك طاحنة، أحرزت خلالها القوات الشرعية تقدما ملموسا، في كلا من تعز وصعدة والجوف والحديدة والبيضاء.
فقد سبق أن أعلن الجيش الوطني عن عملية عسكرية في مديرية برط العنان بالجوف، وتمكن من تأمين الخط الدولي الرابط بين محافظتي صعدة والجوف، وتحرير ميناء الحيمة العسكري بالحديدة، وكذا منطقتي حوران وقانية الواقعتين بين مأرب والبيضاء، بالإضافة إلى استعادة مديرية الوازعية بتعز.
تواصلت الانتصارات تلك اليوم السبت (19 مايو/أيار 2018)، فقد انسحب الحوثيون من منطقة القوز غرب تعز، فيما سيطر الجيش الوطني على الطريق الرباط بين حرض والملاحيظ.
الحوثيون من جهتهم، استمروا بالتصعيد ضد المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، وأطلقوا العديد من الصواريخ التي استهدفت مواقع داخل البلاد، في محاولة للضغط عليها والخروج بالعديد من الأوراق التي يمكن أن يراهنوا عليها في تحقيق مكاسب سياسية.
غريفيث بدوره عبر عن قلقه بسبب التصعيد في الهجمات من إطلاق الصواريخ أو الضربات الجوية أو البرية، وتأثيرها على العملية السياسية للعودة إلى المفاوضات بين الأطراف اليمنية.
ضغوط دولية
قوبل التصعيد على الأرض، بضغوط من قِبل المجتمع الدولي، الذي ينتقد ما يجري، بعد تحقيق الجيش الوطني لانتصارات في العديد من الجبهات.
ورأى مراقبون أن الأمم المتحدة تبدي انحيازا للحوثيين، حين تصمت عن إشعال الحوثيين للمعارك في العديد من الجبهات وتقدمهم، وتدعو للسلام والتهدئة حين تحقق الشرعية انتصارات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أدان الأربعاء الماضي "التصعيد الحاد” في اليمن"، ودعا طرفي النزاع للامتناع عن المزيد من التصعيد حتى لا تحبط فرص تحقيق السلام.
دور الأمم المتحدة
بين متفائل ومتشائم من إمكانية تحقيق المبعوث الأممي إلى اليمن، أي تقدم في الملف اليمني، يقول المحلل السياسي فيصل علي، إن الأمم المتحدة تقوم بدور الوسيط بين مختلف الأطراف، وتقدم النصائح لهم.
لكنه أكد ل"المهرة بوست" بأنها غير قادرة على فرض شروط السلام على أي من الأطراف اليمنية، كما أنها لا تمارس أي ضغوط على الحوثيين للالتزام بالمرجعيات، متوقعا أن يطول أمد الحرب، كون ذلك مرتبط بصفقات سلاح، وأجندة أخرى تهدف إلى استنزاف الخليج عموما.
وأفاد "المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يقوم بذات الدور الذي مارسوه سلفه، إلا أن الأخير لديه ثقل بحكم أنه بريطاني الجنسية، وربما سيقدم جديدا، كون الملف اليمني سيكون على طاولة لندن في المرحلة القادمة التي يتم فيها التهيئة لشرق أوسط جديد".
وعدَّ علي التقدم العسكري للشرعية في الجبهات، باعث للتفاؤل، كونه سيجعل جماعة الحوثي ترضخ، وتتراجع عن ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني.
وأدى استمرار الحرب إلى مقتل وجرح آلاف اليمنيين، وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، الذي أدى إلى تجاوز نسبة الفقر 85%.
مشاركة الخبر: