الريال اليمني يواصل التذبذب فوق حاجز الـ 1700 للدولار الواحد     جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرة وسفينة أمريكيتين في البحر الأحمر     العليمي يغادر عدن للمشاركة في قمة البحرين     عناصر مسلحة تخطف مالك محطة وقود في عدن     الإفراج عن 23 من نزلاء الإصلاحيات المركزية في مناطق سيطرة الحكومة     وزير المالية السعودي: لا بد من التعامل مع أزمة حركة التجارة بالبحر الأحمر     السفيرة البريطانية: هجمات الحوثيين في البحر تضر حياة اليمنيين وتقوض جهود السلام     الدولية للهجرة: وصول 1,479 مهاجراً أفريقيًا إلى اليمن خلال أبريل الماضي     الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة مصحوبة بالرعد وأجواء حارة     مصر تؤكد رفضها تهديدات أمن الملاحة في البحر الأحمر     وزير الخارجية الأسبق: الحل السياسي في اليمن معلق مع نذر التصعيد العسكري     شركة صينية تكشف عن روبوت مرن على هيئة إنسان     بريطانيا: دخول نحو 500 سفينة إلى موانئ الخاضعة للحوثيين منذ أكتوبر الماضي     الطيران الأمريكي البريطاني يستهدف مطار الحديدة بأربع غارات     للمرة الثالثة.. سلطة مارب:  "طريق مأرب - البيضاء" مفتوح من جانبنا منذ ثلاثة أشهر    
الرئيسية > أخبار اليمن

عاش زاهدا بالمناصب.. حزن يوحد اليمن برحيل القاضي العمراني

المهرة بوست - الجزيرة نت
[ الثلاثاء, 13 يوليو, 2021 - 02:59 مساءً ]

وداع مهيب وحّد اليمن المقسّم بالحرب والاضطرابات، إذ شيع الآلاف في العاصمة صنعاء جثمان مفتي الجمهورية القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين عن عمر ناهز 100 عام.

 

 

 

وتحولت صفحات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء، في صورة تعكس مكانة القاضي العمراني لديهم، إذ يعد أشهر الشخصيات الدينية والاجتماعية التي نأت بنفسها عن الحرب والصراع المندلع منذ منتصف 2014.

 

 

 

ولم يقتصر نعي القاضي العمراني على اليمنيين، بل امتد إلى العالم الإسلامي، كونه واحدا من أعلام الفقه والدين والتاريخ، وقال بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الأمة الإسلامية فقدت عالما من علمائها المخلصين الأفاضل.

 

 

 

وكان الفقيد الراحل مجتهدا وعالما في الحديث والفقه على جميع المذاهب، وطالما كانت فتاواه تحظى بالقبول من الجميع، إذ حرص على الإفتاء وفق جميع المذاهب؛ كون أهل اليمن يتمذهبون وفق المذاهب السنية والشيعية على اختلافاتها.

 

 

 

نشأته وزهده

 

 

 

ينحدر القاضي العمراني من أسرة علمية عاشت في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وانتقلت إلى العاصمة صنعاء إبان حكم الإمامة الزيدية لشمال اليمن. وعاش العمراني، المولود أواخر عام 1921، يتيم الأب منذ أن بلغ الرابعة من عمره، ونشأ متسامحا مع جميع المذاهب رغم حالة التشدد في ذلك الحين، الأمر الذي ساعده في التتلمذ على يد علماء وفقهاء أضفوا إليه معارف دينية مختلفة.

 

 

 

ويقول عبد الرزاق، نجل القاضي العمراني في مؤلف "سفينة العمراني"، إن والده دُفع به إلى العلم الشرعي منذ أن كان صغيرا، كون أسرته وجده الأول تتلمذ على يد الإمام محمد الشوكاني أحد أعلام الفقه والدين في التاريخ الإسلامي.

 

 

 

وحاز القاضي العمراني على إجازاته العلمية من علماء وفقهاء مذاهب مختلفة في اليمن والعراق، ووصفوه -كما يقول نجله عبد الرزاق- بأنه زاهد وورع وتقي وحافظ ونبيه ومدقق ومحقق ومؤرخ.

 

 

 

ورغم ذلك، فلقد كان متواضعا ويبغض حب الظهور والإطراء، وحرص على أن يعرّف نفسه أنه رجل عادي، وقال -كما نقل عنه نجله- "أنا لست عالما إلى الحد الذي تُنشر لي مؤلفات وكتب، أنا رجل عادي".

 

 

 

ورغم ذلك، فللقاضي العمراني مؤلفات كثيرة: أبرزها نظام القضاء في الإسلام، والمؤلفات الكاملة، وأبحاث فقهية بأدلة شرعية، إضافة إلى بحوث ورسائل فقهية لم تُطبع.

 

 

 

التدريس والمناصب

 

 

 

بدأ القاضي العمراني التدريس حين بلغ سنه الـ21، إذ بدأ مجلسه العلمي في مسجد الفليحي وسط مدينة صنعاء القديمة عام 1942، وظل يدرس أمهات الكتب في الحديث والفقه في المسجد ذاته لمدة 41 عامًا، حتى انتقاله إلى مسكنه الجديد عام 1982.

 

 

 

ووفق العمراني، فإنه خلال تلك المدة انقطع عن التدريس لـ6 سنوات فقط حين اندلعت ثورة 1962 ضد حكم الإمامة في شمال اليمن، وإعلان الجمهورية اليمنية، وما أعقب ذلك من حرب أهلية حتى منتصف 1968.

 

 

 

ومنذ 1983 واصل العمراني مهمته في التدريس إذ ظل ملازما مجلسه العلمي في مسجد الزبيري بصنعاء لـ29 عامًا، حتى إصابته بجلطة عام 2011، اضطر على إثرها للتوقف عن إلقاء الدروس، وفق ما ورد على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك.

 

 

 

كما درّس العمراني العلوم الشرعية لمدة عامين في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، كبرى جامعات اليمن (حكومية)، لكنه اضطر لتركها بسبب انشغاله، كما درس الفقه المقارن في جامعة الإيمان (خاصة) لمدة 20 عامًا.

 

 

 

ووفد طلاب القاضي العمراني من عدة مدن يمنية ومذاهب مختلفة، إضافة إلى طلاب من دول أخرى. وما ميّز العمراني في دروسه أو الفتاوى التي كان يلقيها عبر برامج التلفزيون والإذاعة أنه مزج الحديث الفقهي والإفتاء بالقصص والمزاح الوقور والطرفة الأدبية والتيسير في الأمور الفقهية، وحرص على البساطة في المسائل الفقهية.

 

 

 

وعُيّن العمراني في مناصب عدة، أبرزها عضوا في المحكمة العليا ورئيس مكتب رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية، ورفض قرار تعيينه حاكمًا لصنعاء عقب إعلان ثورة 26 سبتمبر/أيلول عام 1962، إضافة لرفضه قرارات أخرى في مناصب مختلفة، بحجة أنها تشغله عن التدريس.

 

 

 

مواقفه الأخيرة

 

 

 

حرص العمراني على تجنّب الخوض في الانقسام الحاصل باليمن، وإبداء رأيه أو مواقفه خلال الحرب، ووفق ما يُنقل عنه أنه سُئل يوما عن سبب دخول الجنة، ورد بقوله "لا تغثوا أحد"، أي لا تقهروا ولا تظلموا أحدا.

 

 

 

ومع سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء وانقلابهم على الحكومة اليمنية، أُقيل العمراني من منصبه، مفتي الجمهورية، وعيّن الحوثيون أحد الموالين لهم محله. ووفق معارضين للحوثيين، فإن قيادات حوثية -من بينها، رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق (أعلى سلطة حاكمة في مناطق سيطرة الحوثيين) صالح الصماد، الذي قُتل بغارة جوية للتحالف- عمدت إلى إهانة القاضي العمراني.

 

 

 

ولم تشارك سلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في تشييع جثمان العمراني، واكتفت وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية بنشر تعزيتي القيادي محمد علي الحوثي، ووزارة الأوقاف في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها.

 

 





مشاركة الخبر:

تعليقات