الرئيسية > تقارير
السجون السعودية بمطار الغيضة وورقة الإرهاب.. تحذيرات مبكرة لقبائل المهرة تترجمها الرياض واقعًا
المهرة بوست - خاص
[ الاربعاء, 21 أبريل, 2021 - 11:37 مساءً ]
شرعت القوات السعودية في بناء السجون والزنازين والمعتقلات في مطار الغيضة الدولي، منذ أن وطأت أقدامها محافظة المهرة، إلا أن الأمر تطور مؤخرا إلى بناء ثكنات عسكرية جديدة وزنازين انفرادية تحت الأرض، تستخدمها لمن يخالفها من أبناء محافظة المهرة.
قبائل المهرة ولجنة الاعتصام السلمي، أدركوا خطورة الأمر بشكل مبكر، حين رفضوا دخول القوات السعودية إلى مطار الغيضة في نوفمبر 2017م عند قدومها للمحافظة، معللين ذلك بجملة من الأسباب والتحذيرات في مقدمتها المخاوف من تحويل المطار إلى سجون سرية على شاكلة مطار الريان بحضرموت الذي كانت تنبعث منه حينها أخبار عن سجون سرية ارتكبت فيها انتهاكات جسمية ضد معتقلين أبرياء توفي بعضهم من شدة التعذيب.
ورغم الرفض القبلي والشعبي، إلا أن الرياض اتخذت أسلوب النفس الطويل لتنفيذ مخططاتها في المهرة، الأمر الذي قوبل باحتجاجات وتصعيد قبائل المهرة ولجنة الاعتصام، مطالبين برحيل القوات السعودية والأجنبية من المحافظة ووقف الانتهاكات للسيادة اليمنية وتدمير مؤسسات الدولة.
لكن القوات السعودية استمرت في بناء معسكرات في مطار الغيضة ومناطق أخرى وإنشاء ثكنات وسجون وزنازبن انفرادية تحت الأرض، وسط اختلاق قصص وروايات تضليلية كاذبة للرأي العام الاقليمي والدولي تارة تحت مزاعم مكافحة التهريب، وبذريعة الإرهاب تأرة أخرى.
سجون انفرادية تحت الارض
مؤخرًا، كشف الشيخ القبلي المعروف والمناهض للتواجد الأجنبي في محافظة المهرة، علي سالم الحريزي، عن تحركات جديدة للقوات السعودية إلى جانب قوات أجنبية استقدمتها الرياض للقيام بأعمال عسكرية تخدم تواجدها في محافظة المهرة اليمنية الواقعة على الحدود العمانية.
الشيخ الحريزي، أوضح أن "قوات الاحتلال المتمركزة في مطار الغيضة الدولي عملت خلال الأيام الماضية على بناء هناجر وسجون تحت الأرض تحتوي على مائة زنزانة انفرادية.. مشيرا إلى أن هذه التحركات في هذه الأعمال تكشف عن عمل إجرامي تخطط له القوات الأجنبية، وتهدف إلى جعل المهرة مقرا عسكريا تمارس فيه كافة أنواع التعذيب".
واعتبر الحريزي، التواجد البريطاني الأمريكي في مطار الغيضة جزءًا من الاحتلال السعودي، وقال إن الطيران المسير البريطاني، يحلق باستمرار فوق الوديان والمدن ويروع الأطفال والنساء، ونشر جواسيس في مدن المهرة".
كما يقول الحريزي إن "السعودية تواصل جلب عناصر إرهابية إلى قشن وحصوين والغيضة في المهرة، من أجل اتخاذ الإرهاب ذريعة لها لاحتلال المحافظة، إلا أنه أكد أن أبناء المهرة سيدافعون عن محافظتهم ولا يمكن أن يقبلوا بما تمارسه تلك القوات الأجنبية.. مطالبًا جميع القوات الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية، بسرعة الرحيل من محافظة المهرة، محملا التحالف السعودي الإماراتي مسؤولية ما يجري، وما سيحصل في المستقبل".
آلة التعذيب السعودية
ترتكب القوات السعودية انتهاكات جسيمة بحق السكان المحليين في محافظة المهرة، وتزج بمن يخالفها أو يرفض تواجدها، داخل معتقلاتها، حيث تقوم بتعذيب المعتقلين في معتقل مطار الغيضة بمختلف انواع التعذيب، مستخدمة وسائل الضرب والصدمات الكهربائية والتهديدات، بالإضافة إلى إيذاء أفراد أسرهم.
منظمة سام للحقوق والحريات أكدت في تقريرها الأخير الذي حمل اسم "يمنيون في السجون السعودية"، والصادر بتاريخ 8 أبريل الجاري ، إن السعودية تعتقل مئات اليمنيين في سجون غير قانونية في المملكة، وأخرى في الأراضي اليمنية، منها سجن المطار بالغيضة.
وأضافت سام أن المواطن بسام شكري أحمد مطهر، أحد ضحايا سجن الغيضة اعتقلته القوات السعودية في يونيو/حزيران 2019 بعد قدومه من محافظة أبين إلى المهرة هاربا من التحالف السعودي الإماراتي هناك، بعد أن أفرج عنه بعد ثلاث سنوات من الاعتقال.
تقول سام نقلا عن والدته، إن "بسام حاول العمل في إحدى الشركات في المهرة، إلا أنه كان يعاني من مضاعفات الاعتقال في عدن، وتقول أم بسام أن ابنها اتصل عليه مرصع قايد الشرطة العسكرية في المهرة، وطلب منه ملف التجنيد، إلا أنه لم يكن يعلم ان السجن في انتظاره، حاولت الاتصال ببسام أكثر من مرة لكنه لم يجب حتى صباح اليوم الثاني، تفاجأت بالخبر: أنهم قبضوا على ابنه ونشروا صوره في كل القنوات.. ذهبت إلى المعسكر، ولكن قائد الشرطة رفض مقابلتها، قالت إنها لم تيأس، حتى اعترضت سيارة القائد مرصع في إحدى المرات الذي أخبرها ابنك قمت بتسليمه في المطار وهو الآن مع قوات التحالف".
تعد حالة بسام واحدة من بين العديد من الحالات التي تمارس بحقها شتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي، منذ ان سيطرت القوات السعودية على المطار نهاية 2017، بعد أن وصلت تلك القوات بمبررات محاربة الإرهاب والتهريب واختلاق قصص مصطنعة ومزعومة تضليل الرأي العام، كان اخرها مزاعم اعتقال زعيم القاعدة في المنطقة خالد باطرفي.
انتهاكات خطيرة
نفذت القوات العسكرية السعودية واليمنية المدعومة من الرياض انتهاكات خطيرة ضد اليمنيين منذ يونيو/حزيران 2019 في محافظة المهرة. شملت الانتهاكات الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والاختفاء القسري، والنقل غير القانوني للمحتجزين إلى السعودية.
نقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش''، عن سكان محليين المهرة، أن القوات السعودية اعتقلت بشكل تعسفي متظاهرين كانوا يحتجون على وجود القوات السعودية، وغيرهم من السكان المحليين غير المرتبطين بالاحتجاجات، في الغيضة عاصمة المهرة. فيما قال محتجزون سابقون إنهم اتُهموا بدعم معارضي السعودية، واستُجوبوا وعُذِّبوا في مرفق احتجاز غير رسمي في مطار المدينة يُشرف فيه ضباط سعوديون على القوات اليمنية الموالية للسعودية.
كما تؤكد عائلات محتجزين أن القوات السعودية أخفت قسرا عدد من المواطنين لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر، بينما نقلتهم بشكل غير قانوني إلى السعودية ولم تعرف عن مصيرهم او أي معلومات عن حياتهم.
نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مايكل بَيج، قال: "الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها القوات السعودية وحلفاؤها اليمنيون ضد سكان المهرة المحليين هي أمر مرعب، يُضاف إلى قائمة الأعمال غير القانونية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن، داعيا الحكومتان السعودية واليمنية إلى الإفراج عن المعتقلين والمحتجزين فورا.
تؤكد هيومن رايتس ووتش إنها وثقت قضايا 16 شخصا احتجزتهم القوات السعودية واليمنية المتحالفة تعسفا في محافظة المهرة بين يونيو/حزيران 2019 وفبراير/شباط 2020. نقلت قوات الأمن السعودية 11 من أصل 16 إلى السعودية، حيث جرى نقل بعضهم من الغيضة إلى سجن في أبها عاصمة منطقة عسير.
مزاعم القاعدة واعتقال باطرفي
قصص وأحداث تعمل السعودية على فبركتها لتضليل الراي العام وتبرير تواجدها في المحافظة المهرة، إلا أن هذه المزاعم سرعان ما تنكشف وتظهر خيوط الحقيقة، كان أخرها مزاعم اعتقال باطرفي .
حيث روجت السعودية مزاعم إلقاء القبض على زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي في محافظة المهرة، وكانت قد نظمت لعملية مدروسة في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بعمل تنظيم ارهابي، لتدفع بالقوات الحكومية لمداهمة هذا الوكر، واندلعت حينها اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ثلاثة مسلحين وأسر بقية أفراد الخلية، ليظهر في 3 فبراير/شباط 2021، تقرير الأمم المتحدة يتحدث عن اعتقال باطرفي، خلال عملية في مدينة الغيضة.
لم تمضِ سوى أيام من هذا السيناريو المضلل، لينشر التنظيم تسجيلًا مرئيًّا ظهر فيه باطرفي يتحدث عن اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي في 6 يناير/كانون الثاني 2021، هذا الفيديو كان كافيا لكشف كل المؤامرات التي تحيكها السعودية من أجل تبرير تواجدها في المحافظة.
كل هذه الأحداث والوقائع المزيفة المصبوغة بالسيناريوهات حاكتها السعودية، لكنها كشفتها وفضحتها أمام المجتمع المحلي والاقليمي والدولي، ما يؤكد أن ورقة القاعدة التي تتحدث عنها الرياض ما هي إلا صنيعتها لتبرير تواجدها في المهرة، من أجل تمرير مشروعها التي تسعى لتنفيذه وهو مد الأنبوب النفطي عبر محافظة المهرة.
مشاركة الخبر: