مجلس الوزراء يوافق على خطة الانفاق للموازنة العامة للعام 2024     بريطانيا تؤكد التزامها بدعم جهود المبعوث الأممي لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام في اليمن     الانتقالي يهاجم الحكومة ويتّهمها بالفشل في إدارة ملف الخدمات في مناطق سيطرته     هيئة بريطانية: تلقينا إخطارا عن هجوم قبالة جيبوتي     محافظ المهرة يناقش جملة من القضايا المتعلقة بتطوير كرة القدم     محافظ المهرة يطلع على سير العملية التعليمية ويوجّه بصرف بدل سفر للمعلمين     البحرية البريطانية تقول إنها على دراية بهجوم جنوب غرب عدن     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة وتشكل الضباب في المرتفعات     الحلف العالمي للقاحات يوافق على مواصلة دعمه لبرامج التحصين في اليمن لمدة ثلاثة أعوام إضافية     الهجرة الدولية تعلن نزوح أكثر من 260 يمنيا خلال الأسبوع الفائت     هل في الإمكان إحياء العملية السياسية في اليمن؟     تواصل أعمال فتح الطرق المتضررة من المنخفض الجوي في المهرة     إصابة ثلاثة أطفال بانفجار قذيفة في الضالع     روسيا تؤكد على أهمية استمرار العمل على خارطة الطريق في اليمن     200 يوما من العدوان.. القسام: العدو عالق في غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة    
الرئيسية > أخبار اليمن

هل تنجح طهران في كسب حرب اليمن لمصلحتها؟

المهرة بوست - عربي 21 - أشرف الفلاحي
[ الثلاثاء, 20 أبريل, 2021 - 11:49 صباحاً ]

يكاد يجمع مراقبون ومتابعون للشأن اليمني أن معادلة الحرب تسير لمصلحة إيران وحلفائها الحوثيين، في ظل تبعثر مقاربات السعودية وتضعضعها وتحويلها ملف اليمن إلى ورقة مساومة ومقايضة توظفها دول أخرى لتحقيق أجنداتها خاصة.

 

ومع تعاظم الموقف الإيراني، واستمرار هجمات حلفائها الحوثيين الصاروخية وبالطائرات غير المأهولة داخل العمق السعودي، بعد 6 سنوات من الحرب التي تقودها الرياض، ورفض الجماعة للمبادرة التي أعلنت عنها الأخيرة، في آذار/ مارس الماضي، تثار أسئلة عدة منها : هل تنكسر السعودية في اليمن وتفلح طهران في تثبيت الحوثيين هناك؟

 

"الرياض غير غافلة"

 

وفي هذا السياق، يرى الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن إيران وجدت في اليمن ميدانا آخر لمواجهة السعودية والدول الغربية، في معركة متعددة الأهداف، عن طريق الحوثيين الذين تدعمهم بمختلف أنواع الطائرات غير المأهولة والصواريخ، والأسلحة الذكية، والخبراء العسكريين، فضلا عن الدعم السياسي والإعلامي.

 

وقال في حديث خاص لـ"عربي21": "لا شك، أن من أبرز هذه الأهداف تعزيز حضورها البحري في البحر الأحمر".

 

وأضاف الذهب أنه "لو تمكن الحوثيون من تثبيت سلطتهم شمالي اليمن، فإن الإيرانيين يكونون، بذلك، قد وضعوا أقدامهم على امتداد شرق وجنوب شرقي البحر الأحمر بالنسبة إلى اليمن".

 

ومن ثم السيطرة، وفقا للمتحدث ذاته، على نقطة الاختناق الاستراتيجية الثانية في المنطقة، بعد مضيق هرمز، ممثلة بمضيق باب المندب، للتحكم بحركة التجارة الدولية، والنفط، وذلك ما يعني أيضا التأثير في قناة السويس.

 

وأشار الخبير اليمني : "لا يقتصر استغلال إيران للحوثيين على هذا الجانب، فهناك مشكلة الاتفاق النووي مع الغرب، ومحاولة الولايات المتحدة ضم قضية الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى أجندة المفاوضات المعنية بالاتفاق، التي تجري، هذه الأيام، في فيينا، وما تطرحه الولايات المتحدة بشأن ملف الصواريخ.

 

وتابع: "وهذا الاستغلال تتشارك فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها، لكنه يمتد إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتحويل الأزمة اليمنية إلى ورقة مقايضة سياسية في مواجهة طهران، إضعافا أو إغراء، خلال هذه المفاوضات".

 

وتساءل الخبير الذهب قائلا: "هل سيتمكن الحوثيون من السيطرة على مأرب، وهل سيمكن ذلك ايران من تحقيق مشروعها في المنطقة، وهل السعودية غافلة عن ذلك؟"

 

وفي تصوري، يقول الذهب: "إن الحكومة السعودية غير غافلة..وهي تحاول أن تجعل من معركة مأرب مع الحوثيين استنزافا لإضعاف جميع الأطراف، ولن تسمح في الوقت ذاته، بهزيمة القوى المنضوية تحت السلطة الشرعية اليمنية، او بانتصار الحوثي".

 

وأوضح أنها حاليا، أي الحكومة السعودية، منشغلة بترتيب وضعها المتعثر في المحافظات الجنوبية، بإحلال هيمنتها محل الهيمنة المباشرة للإمارات التي تحولت إلى هيمنة غير مباشرة عن طريق وكلائها، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي(انفصالي).

 

وأردف : "وقد بدأ ذلك حين دفعت بالقوى الشرعية المناوئة للإمارات، للاحتدام معها، واستثمرت النتائج لمصلحتها، بنشر قواتها في سقطرى، وتوغلها أكثر في محافظة المهرة لان كلا منهما امتدادا للأخرى، فضلا عن نفوذها الخاص في حضرموت، شرق اليمن.

 

وزاد بالقول: "لقد تشكل الوجود العسكري السعودي في هذه المناطق في هي هيئة مثلث راسه في سقطرى وقاعدته في المهرة وحضرموت".

 

وبحسب الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية فإن "هذه هي الجائزة الكبرى التي تسعى اليها المملكة، للانفتاح على المحيط الهندي والتحرر من التحكمات الايرانية في مضيق هرمز".

 

ومضى قائلا: "لذلك لم تسمح للسلطة الشرعية أن تعود وتمارس مهامها في سقطرى، والجنوب عموما، وجعلت من نفوذها كمن يقف على رأس رمح، متأرجحا ينتظر  السقوط لا محالة".

 

فضلا عن ذلك، حرمت أعضاء الانتقالي من العودة إلى عدن، جنوبا.

 

ويلفت الخبير اليمني العسكري، إلى أن السعودية ليست منكسرة أمام الإيرانيين في الشمال، ولكنها، تدفع نحو صراع استنزافي مستمر لترتيب وضعها في المحافظات الجنوبية والشرقية ولاشك، أن الإمارات تشاركها ذلك أو تحاول.

 

وردا على سؤال، هل ستفلح ايران في تثبيت الحوثيين؟، أجاب الخبير الذهب: "هذه مسألة مرتبطة بتحولات أخرى وذلك إذا لم تستطع القوى الوطنية أن تحدث تحولا جوهريا خلال الستة الاشهر القادمة، أو خلال هذا العام كاملا".

 

وحذر من سيناريوهات مؤلمة للسلطة الشرعية حال لم تقم بأي إجراءات للحيلولة دون ذلك، حيث قال : "للأسف قد تكون، أي الشرعية، عرضة لانكسارات خطيرة تُمكن الحوثيين من تحقيق حضور داخلي فاعل، وعلى مستوى المنطقة، في مشروع الهلال الشيعي الذي سيحيط بالسعودية من كل الاتجاهات".

 

ولم يستبعد الخبير العسكري الذهب أن تتجه السعودية للتعايش مع الحوثيين، نزولا عند ضغوط وضمانات دول كبرى، بوصفهم سلطة أمر واقع في الشمال، مثلما تعايشت  مع العراق، وكذلك، مثل تعايشها مع إيران نفسها، وأن هذا الوضع أصبح مصيريا.

 

وأكد أن هناك قوى دولية تدعم الحوثيين، ضمن تحالفها مع إيران، لتحقيق هذه النهاية، وفقا لأجندات خاصة بها، منوها إلى أن الموقف الصيني والروسي يبرز هنا، بوصفهما مكملين للموقف الايراني.

 

وخلص الذهب إلى أن الأسلحة التي تتسرب إلى الحوثيين، لا يمكن أن تكون بهذه الغزارة، ما لم تكن وراءها هذه القوى أو قوى دولية أخرى، مشددا على أنه "لولا هذا الدعم والتسهيل ما ظهر الحوثيون خلال العامين الماضيين بهذه القوة، وتعاظم قوتهم أكثر استهدافهم معامل النفط في خريص وبقيق، في منتصف عام 2020".

 

"انكسار وتبعثر سعودي"

 

من جهته، قال الأكاديمي والباحث العماني في الشؤون الاستراتيجية، عبدالله الغيلاني إن طهران تتحرك في هذه المرحلة في المستوى التكتيكي، فهي توظف كل أدواتها في معركة التفاوض مع واشنطن، ومن تلك الأدوات الأزمة اليمنية التي تمسك إيران ببعض خيوطها.

 

وأكد الغيلاني في حديث خاص لـ"عربي21" أن التصعيد العسكري الحوثي ليس جديدا و لكنه ازداد كثافة في الأسابيع المنصرمة.

 

وأضاف :"رغم محدودية أضراره العسكرية، فإن دلالاته السياسية تبدو أبعد مدى وأشد إيلاما للرياض"، متابعا بالقول: "فإختراق الدفاعات السعودية وإستباحة الامن القومي السعودي و إثارة الرعب في الداخل السعودي كلها تعبيرات جيوسياسية مدمرة لمصداقية المملكة كقوة إقليمية".

 

فيما اعتبر الأكاديمي العماني أن حالة التضعضع السعودية أمام الهجمات الحوثية "تعد كسبا سياسيا لإيران". 

 

الباحث العماني في الشؤون الاستراتيجية، أشار إلى أن "إيران تملك مشروعا و تدير معاركها الاقليمية وفقا لإملاءات مشروعها الاقليمي ذاك، بينما تبدو المقاربات السعودية مبعثرة، تنقصها الرؤية و تستبد بها المغامرات".

 

وأردف قائلا: وهي في أغلب الاحوال، تخضع لتداعيات الصراع الأمريكي-الإيراني صعودا و هبوطا". 

 

وبحسب الاكاديمي الغيلاني فإن السلوك الجيوستراتيجي الايراني في هذه اللحظة ينبغي أن يفهم في سياق مسعى طهران الحثيث نحو إنجاز مصالحة مع واشنطن تفضي إلى عودة الاتفاق النووي، ورفع الحصار ولو بشروط جديدة"، موضحا أن الأزمة اليمنية في هذا السياق تستخدم إستخداما وظيفيا من قبل واشنطن وطهران. 

 

وأوضح أن عاصفة الحزم التي دشنتها الرياض في العام 2015، حولت اليمن إلى كارثة إنسانية بالغة البؤس وحالة سياسية عميقة الانهيار، هذا فضلا عن أكلافها المالية و الاخلاقية الباهظة.

 

ويرى الباحث الاستراتيجي العماني أن المقاربات السعودية إزاء اليمن لا تزال محكومة بقراءة جيوسياسية عوراء ما فتئت تنتج انكسارا وتراجعا، و تعظم في المقابل الكسب الايراني.

 

واستطرد : إنكسار الرياض في اليمن، والتصدع الاقليمي الذي أنتجته الازمة الخليجية، وإرتهانها إلى الظهير الامريكي، كلها أفضت الى تآكل مصادر القوة لدى المملكة، وعززت في المقابل الموقف الإيراني في الصراع.

 

وما لم تتخطى الرياض، وفقا للأكاديمي العماني، حالة التبعثر تلك وتشرع في إعادة بناء القوة على الصعيدين الوطني والاقليمي فإن "موازين القوى ستبقى مائلة لصالح طهران"،

 

أما الحوثيون، يقول الغيلاني، فهم ضمن الملفات الجيوستراتيجية التي توظفها إيران في إدارة صراعها الاقليمي.

 

"طهران ضمنت مكاسبها"

 

أما الباحث في الشأن الايراني، محمد مصطفى العمراني فيعتقد أن إيران قد ضمنت أن يحافظ حلفاؤها في اليمن على مكاسبهم التي حققوها حتى الآن على الأقل، بسبب سياسات السعودية ومواقفها.

 

وقال في حديث خاص لـ"عربي21": المملكة عندما قادت في 26 مارس/ آذار 2015، ما سمي حينها بـ" التحالف العربي لدعم الشرعية وإنهاء الانقلاب" كانت تهدف إلى تدمير البنية التحتية اليمنية وضرب الشرعية وتقسيم اليمن واستنزاف كافة الأطراف اليمنية والحفاظ على جماعة الحوثي بصفتها القوة المسيطرة على شمال اليمن.

 

العمراني أضاف أن الرياض لم تتعامل مع الحوثيين باعتبارهم "إنقلاب"، بل باعتبارهم حليف خرج على نص الاتفاق، فتم ضربه ضربات تأديبية ليعود إلى متن الاتفاق.

 

وبحسب الباحث اليمني فإن القيادة السعودية حتى اليوم تراهن على تيار كبير في الحوثيين تصفهم بـ"العقلاء"، للعودة بالجماعة إلى عمقها العربي وبالتالي إلى موالاة السعودية، وقطع صلتهم بإيران.

 

واستدل على ذلك قائلا: "الحوار بين الحوثيين والسعودية، الذي يجري بشكل متواصل بين الفينة والأخرى، فيما يبرز الخلاف بينهما حول ثمن الولاء فقط، مؤكدا أن "إيران قد ضمنت أن يحافظ حلفائها في اليمن على مكاسبهم طالما هذه هي رؤية السعودية لليمن وللحوثيين".

 

وأوضح الباحث اليمني في الشأن الإيراني إلى أن الحكومة السعودية لا تمتلك نوايا صالحة نحو اليمن والمنطقة، لافتا إلى أن من يتابع سياستها يجدها تعمل ضد مصالحها الاستراتيجية، بينما ايران وحلفائها هم المستفيد الأكبر من هذه السياسية ليس بسبب ذكاء الطرف الأخير، بل بسبب سوء النوايا السعودية.

 

وقال العمراني أن السعودية لديها استعداد لأن يقصفها الحوثيون بآلاف الصواريخ والطائرات المسيرة على أن ترى يمن موحد ومستقر، مهما سبب لها هذا القصف من خسائر كبيرة واستنزاف متواصل وضياع لهيبتها ومكانتها وذهاب لمصالحها".

 

ومضى قائلا: فالأهم عند السعوديين أن يتشظى اليمن ويتفتت ويظل أبناؤه في دوامة الحروب والأزمات والفقر والمعاناة ويظل اليمن تحت تصرف المملكة وهيمنتها.

 

واعتبر أن موقف الرياض من انقلاب المجلس الانتقالي بعدن ( أغسطس/ آب 2019)، ودعمها للمليشيا في كل أرجاء اليمن، يشير إلى أن هدفها "تدمير هذا البلد وتفخيخ مستقبله ليظل تحت هيمنتها".





مشاركة الخبر:

تعليقات