الرئيسية > تقارير
السعودية والأوراق الكيدية.. استمرار في تشويه "سُمعة المهرة" لتثبيت تواجد القوات الأجنبية
المهرة بوست - تقرير خاص
[ السبت, 06 مارس, 2021 - 08:24 مساءً ]
تواصل السعودية ترويج مبرراتها الكيدية الواهية، وفق أبناء محافظة المهرة، بشأن تواجد قواتها في المحافظة، في مسعى و محاولة للتوغّل والتجذّر في هذه المحافظة التي تطمع بها الرياض منذ عقود.
فبعد أن قوبل تواجد قواتها في المحافظة برفض شعبي، لجأت السعودية لاستخدام أوراق متعددة بدأتها بالتهريب، ومؤخرا لجأت إلى شماعة الإرهاب والقاعدة، في محاولة لتلطيخ سمعة المهرة المسالمة، وتشويه حقيقتها، ليتيح لها ذلك عملية توسيع تواجدها العسكري وتمكين مليشياتها وأدواتها خصوصًا "مليشيا الانتقالي".
مصادر أمنية وعسكرية رفيعة بمحافظة المهرة، أكدت لـ"المهرة بوست" أن عناصر القاعدة والمتشددين السلفيين "جماعة الحجوري", لديهم تواصل مباشر مع الرياض، منذ تواجد القوات السعودية في المهرة، حيث تحركهم الرياض متى ما أرادت؛ لتبرير تواجدها وتكثيف ترسانتها العسكرية، وإيجاد مبرر لضرب كل من يعارض مساعيها الاحتلالية؛ سيما ان قوات التحالف السعودي الاماراتي قُوبلت بالرفض من أبناء محافظة المهرة .
احتلال سعودي
وسبق أن حدد أبناء المهرة بكل الفئات والمكونات المجتمعية والسياسية، موقفهم عبر لجنة الإعتصام السلمي المدعومة من قبائل محافظة المهرة، والتي أيضًا أبدت موقفها بشكل واضح وصريح في أغسطس ٢٠١٩م.
حيث يصف أبناء المهرة التحالف السعودي الإماراتي بـ "الاحتلال"، ولم يعد الأمر حبيس الجلسات المغلقة، بل أصبح مشاعًا في الجلسات العامة، وعلى مستوى التصريحات الإعلامية.
وبحسب نشطاء، فإن الممارسات السعودية في المهرة ضاعفت من فاعلية الحراك الشعبي، المتمثل في اعتصام المهرة والهبة الشعبية، وتمثلت تلك الممارسات في تكميم الأفواه ومصادرة بضائع التجار من المنافذ، والسيطرة على منفذي شحن وصرفيت الحدوديين وميناء نشطون، ودعم المليشيا الخارجة عن القانون ونشر المعسكرات والسجون السرية، إضافة إلى إغلاق مطار الغيضة المدني وتحويله إلى قاعدة عسكرية تتواجد بها إلى جانب القوات السعودية، قوات بريطانية وأمريكية ضخمة.
وكان موقع "المهرة بوست" قد نشر سابقًا معلومات مؤكدة من داخل مطار الغيضة الدولي، بشأن تواجد قوات عسكرية بريطانية ضخمة في مطار الغيضة الدولي، ومروحيات وآليات عسكرية، إلى جانب القوات السعودية.
ومنذ إعلان تأسيسها في مايو 2018، عملت لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة على فضح المشاريع المشبوهة للسعودية، وتنظيم احتجاجات رافضة لتواجد القوات الأجنبية في المحافظة، في ظل تأكيدات من قيادة لجنة الاعتصام بأنها ستقدم على خطوات تصعيدية.
موقف المجلس العام
في ديمسبر الماضي، دعا رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى الشيخ محمد عبدالله آل عفرار، في أول خطاب له خلال المؤتمر التصحيحي للمجلس العام، دعا السعودية إلى إعادة النظر في تواجد قواتها على أرض المهرة، واصفا ذلك بأنه غير مبرر.
كما يؤكد عفرار في كل كلماته وتصريحاته على أن تقوم مؤسسات الدولة الشرعية ببسط نفوذها في محافظة أرخبيل سقطرى، وأن تعزز حضورها القوي والفاعل من خلال مؤسسات الدولة الرسمية وتمكينها من مهامها، ورفض أي مكونات خارج مؤسسات الدولة الرسمية.
السيطرة عبر الانتقالي
تحاول السعودية والإمارات فرض سيطرتها على محافظة المهرة عبر مكون الانتقالي الذي يتبعها وترفضه محافظة المهرة، بتوجهها الرسمي والشعبي.
ويتهم مواطنون السعودية بمحاولة استنساخ تجربة مليشيا الانتقالي في سقطرى، والتي نفذت انقلابًا على السلطة الشرعية بدعم من الإمارات.
حيث عملت السعودية على دعم الشيخ عبدالله بن عفرار ودفعه لخلخلة النسيج الاجتماعي في المهرة، وذلك بعد أن خلعه المؤتمر التصحيحي من رئاسة المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، بسبب مباركته للانقلاب في الأرخبيل وتحوّله إلى قيادي في مليشيا الانتقالي.
شماعة الإرهاب
لجأت السعودية لاستخدام شماعة القاعدة والإرهاب كمبرر لتواجد قواتها في المهرة، بعد إخفاقها في استخدام ورقة تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
حيث يؤكد مراقبون أن التحالف السعودي الإماراتي فشل في إقناع الرأي العام المحلي والدولي وإثبات اتهاماته التي ظل يلوكها ويدعي أن المهرة ممر لعبور الأسلحة للحوثيين، إضافة إلى أن أبناء المهرة كشفوا تمثيليات وأدوار نفّذتها أدوات السعودية في المحافظة، في محاولة لإظهار أن ثمة تهريب من محافظة المهرة.
ويؤكد مراقبون ونشطاء أن الفشل الذريع في إثبات "ورقة التهريب"، دفع السعودية والإمارات إلى تحريك ورقة القاعدة والإرهاب، واستقدام السفير الأمريكي لدى اليمن في 30 نوفمبر الماضي إلى داخل محافظة المهرة للتصريح حول الإرهاب، في محاولة لتبرير وشرعنة التواجد العسكري للسعودية والمليشيا التابعة لها في المحافظة، للعمل بدلًا عن مؤسسات الدولة، متناسية الوعي الشعبي المتنامي، الرافض رفضًا قاطعًا لتواجد القوات الأجنبية في المحافظة وكل اليمن.
مشاركة الخبر: