الرئيسية > أخبار اليمن
ماذا تعني عقوبات أمريكا الجديدة على قائدين بـ"الحوثي"؟
المهرة بوست - عربي 21
[ الخميس, 04 مارس, 2021 - 10:00 صباحاً ]
ردت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على هجمات جماعة الحوثي المستمرة ضد السعودية ومحافظة مأرب اليمنية، بفرض عقوبات على قياديين بالجماعة الثلاثاء، وهو ما أثار أسئلة عدة، حول دوافع هذه الإجراءات الأمريكية، بعد أسابيع من رفع الحوثي من قوائم الإرهاب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "تتخذ الولايات المتحدة إجراءات للرد على هذا السلوك، نقوم بمعاقبة اثنين من قادة الحوثيين وهما منصور السعدي، رئيس أركان القوات البحرية، وأحمد علي حسن الحمزي، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، لشرائهم أسلحة من إيران، بالإضافة إلى الإشراف على الهجمات التي تهدد المدنيين والبنية التحتية البحرية".
وأكد البيان على التزام واشنطن بتعزيز المساءلة عن أفعال الحوثيين الخبيثة والعدوانية، والتي تشمل تفاقم الصراع في اليمن، ومهاجمة شركائنا في المنطقة، وخطف المدنيين وتعذيبهم، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وقمع الشعب اليمني في المناطق التي يسيطرون عليها، وتدبير هجمات مميتة خارج حدود اليمن، وفق ما ورد في بيان الخارجية الأمريكية.
"ضغط ولا معنى لها"
وفي هذا السياق، يرى الإعلامي اليمني أحمد الشلفي أن العقوبات جزء من سياسة الضغط الفاعلة من قبل واشنطن على الحوثيين، خاصة أن قيادات الجماعة -بحسب المصادر- رفضوا اللقاء بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، عندما كان في مسقط.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن الحوثيين اشترطوا لحدوث ذلك، إظهار حسن النية برفع الحصار ووقف الغارات وإطلاق سفن المشتقات النفطية، مضيفا أنه "من غير المعلوم ما هو الرد الأمريكي على شروط الحوثيين".
وأشار إلى أن وضع قائدين عسكريين من قادة الحوثي في قائمة العقوبات الأمريكية، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي حملت الحوثيين مسؤولية تعميق الصراع، تعطي "مؤشرا على أن اتجاه واشنطن لجلب أطراف الصراع إلى مفاوضات السلام يتعثر في بداياته".
واستبعد الإعلامي الشلفي أي حل قريب لهذه الإشكالية المتمثلة في التباس الرؤية الأمريكية في إيجاد حل للمشكلة اليمنية، من خلال الملف النووي الإيراني أو حلها بشكل أقل تعقيدا في حوار داخلي، ثم الذهاب بالحل للمؤثرين الإقليميين.
وقلل من أهمية العقوبات وحتى التصريحات القوية ضد الحوثيين من قبل الإدارة الأمريكية في هذا الوقت، وقال إنها "ليست ذات معنى؛ لأن خارطة الصراع العسكري تعطي الأفضلية للحوثيين على الأقل الآن"، متابعا بالقول: "وهم أرادوا حاليا، أي الحوثيين، تحسين موقعهم بشكل أكبر بالفوز بكعكعة مأرب الكبرى، ثم دخول مفاوضات بشروطهم".
وتابع: "واقعيا وبنظرة بعيدة، ربما تحسم هذه الحرب جولة حرب أخيرة تساوي بين النافذين في الخارطة العسكرية، بحيث تصبح مسألة حسمها لطرف دون آخر مستحيلة"، لافتا إلى أن "هذه رؤية محلية صرفة قد لا تكون متطابقة مع الرؤية الأمريكية بحل الصراع من أعلى، وليس من الميدان للاعتبارات الإقليمية والدولية المعروفة".
ارتباك وغياب رؤية
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الوسط اليمنية جمال عامر إن " السلطة الأمريكية الجديدة لا تزال تعاني من ارتباك واضح في القضايا الخارجية بما فيها قضية الحرب باليمن".
وتابع عامر حديثه لـ"عربي21": "وعليها يبدو أن بايدن واقع تحت ضغوط وعوده الانتخابية بالسعي إلى إيقاف الحرب وبين محاولته عدم خسارة الرياض تماما"، مشيرا إلى أن قرار فرض عقوبات على قائدين عسكريين مغمورين جاء بهذا الاتجاه كهدف أول.
أما الهدف الثاني، وفقا لعامر، فله علاقة بالضغط على الحوثيين للموافقة على عقد اجتماع مع المبعوث الأمريكي المعين من بايدن بخصوص اليمن والمبعوث الأممي، وهو ما ترفضه جماعة الحوثي.
وأردف قائلا: "إلا في حال تم فصل الملف العسكري عن الملف الإنساني المتمثل بتشديد الحصار، ومنع دخول السفن المرخص لها والمحملة بالمشتقات النفطية، وعدم استخدامه في الصراع"، في تلميح منه إلى شروط جماعة الحوثي للقاء المبعوثين الأمريكي والأممي.
وحسب رئيس تحرير صحيفة الوسط اليمنية أن "ما اتضح حتى اليوم، يتمثل في أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك رؤية واضحة للدخول بشكل صحيح لحلحلة الصراع المتشابك في اليمن".
وأردف قائلا: "بل وأكثر من ذلك، فهي تسعى لربط القضية اليمنية بالتعقيد الحاصل في الملف النووي مع إيران، وهو ما يمكن اعتباره قصر نطر واختيار خاطئ للمنفذ الخطأ"، على حد قوله.
وأوضح الصحفي عامر أن إصرار الحوثيين على استعادة مأرب يمثل سببا إضافيا للغضب الأمريكي، مع أنه لا المبعوث الأممي ولا الأمريكي قاما بالبحث عن أسباب التصعيد، وبالتالي طرح حلول.
واستطرد: "لهذا يتم تسطيح المشكلة بالاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة والتوجيه بإيقاف التقدم نحو مأرب، وهو ما لن يؤدي إلى نتيجة"، وفق تقديره.
استرضاء وتلافي
من جهته، اعتبر الكاتب والصحفي اليمني كمال السلامي أن قرار الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على قائدين عسكريين حوثيين "محاولة من واشنطن لاسترضاء الرياض، وتحاشيا لوقوع نكسة في العلاقات، بعد تراجع إدارة بايدن عن قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، الذي أقره دونالد ترامب في آخر أيامه".
وقال في حديث خاص لـ"عربي21": "كما أن العقوبات الأخيرة، هي رسالة للحوثيين، بعد تجاهلهم الإشارات الإيجابية التي بعثت بها واشنطن للجماعة بإلغاء قرار التصنيف".
وبحسب السلامي فإن الهجوم الحوثي المتواصل على مأرب وتكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، أجبر الإدارة الأمريكية على فرض العقوبات بعد التحول الكبير من قبلها تجاه الجماعة.
وأكد الصحفي اليمني أن العقوبات الأخيرة "تمثل محاولة لتلافي التداعيات السلبية للتوجه الأمريكي الجديد، الذي بدء مع وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض".
وقلل السلامي من تأثيرات هذه العقوبات على الحوثيين، موضحا أنها لن تشكل فرقا بالنسبة للجماعة، ولن تؤثر على توجههم العسكري، كونها طالت قائدين ميدانيين صغيرين بالمقارنة مع العقوبات السابقة التي كان يمكن أن تطال الجماعة في حال بقيت في قائمة المنظمات الإرهابية".
وفي شباط/ فبراير الماضي، ألغت وزارة الخارجية الأمريكية قرار تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، والذي أقرته إدارة ترامب قبيل أيام من مغادرتها البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وجاء قرار الإلغاء، كما ذكر وزير الخارجية، بلينكن، لأسباب إنسانية ولضمان وصول المساعدات إلى اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، إلا أن الوزير ذاته اتهم، الثلاثاء، الجماعة بتعميق الأزمة الإنسانية الأليمة للشعب اليمني.
مشاركة الخبر: