الرئيسية > تقارير
"خلية الجواسيس".. اعترافات تعزز موقف قبائل المهرة الرافض لتواجد القوات الأجنبية
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 25 فبراير, 2021 - 07:16 مساءً ]
عززت اعترافات خلية الجواسيس التي كشفتها سلطات صنعاء، الإثنين الفائت، موقف أبناء وقبائل المهرة المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، رفضًا للتواجد السعودي وأجندته الاحتلالية في المحافظة.
إذ أكدت الخلية المكونة من 6 جواسيس، مدى خطورة التواجد السعودي في المهرة الذي بدأ مع وصول قواتها إلى المحافظة في نوفمبر 2017 ، والذي يهدف لتنفيذ أجندة مشبوهة واحتلالية تجلت من خلال استحداث قواعد وثكنات عسكرية، وهو تواجد عززته الرياض باستقدام قوات بريطانية وأمريكية تتخذ من مطار الغيضة مقرًا لها.
حيث اعترفت الخلية أنها عملت لصالح المخابرات البريطانية والأمريكية المتواجدة في مطار الغيضة، الذي تسيطر عليه قوات سعودية، وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وهنا، يجدر بنا أن نشير إلى أن موقع "المهرة بوست" كان قد نشر سابقًا معلومات مؤكدة من داخل مطار الغيضة الدولي، حول وجود مروحيات وآليات عسكرية وقوة أمريكية بريطانية ضخمة، بجوار القوات السعودية التي تعمل تحت إشرافهم.
وبحسب الخلية، فإن راجح باكريت، المحافظ السابق للمهرة، هو المسؤول عن عملية الاستقطاب وتجنيد الجواسيس، وحلقة الوصل بينهم وبين ضباط المخابرات الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين.
وهذا الاعتراف، يؤكد صوابية موقف أبناء المهرة الذي أدركوا مبكرًا خطورة استمرار باكريت في منصب المحافظ، متهمين إياه بالعمل كأداة للتحالف السعودي الإماراتي، ينفذ أجندتهما المشبوة المعادية للمهرة ومصلحة أبنائها.
كما اعترف اثنان من خلية الجواسيس، أنهما عملا على مراقبة الشيخ "علي سالم الحريزي"، وغيره من القيادات والشخصيات المهرية، ورفعوا تقارير يومية لما يسمى بـ“كتيبة المهام الخاصة” التي يتزعمها ضباط بريطانيين في منطقة الغيضة، حسب اعترافاتهما، وهو اعتراف يؤكد مدى الانزعاج السعودي من الدور النضالي للشيخ الحريزي وعدد من الشخصيات، كقيادات لجنة الاعتصام، وذلك بفعل مواقفهم الوطنية الرافضة لتواجد قوات الرياض في المحافظة.
حقائق سابقة
وثمة حقائق يدركها أبناء المهرة، تؤكد ما كشفته خلية الجواسيس، ففي الثالث من يونيو 2019م ظهرت في أحد أحياء مدينة الغيضة عاصمة المهرة قوات سعودية مسنودة بقوات أمريكية خلال عملية أدعت أنها للقبض على أمير داعش، وهي عملية اعتبرها مراقبون محاولات تهدف لخلق مبررات للتدخل الأجنبي في المحافظة.
وفي 21 نوفمبر 2020م، قام وفد بريطاني يترأسه ضباط من الاستخبارات البريطانية، برفقتهم العميد السعودي تركي المالكي المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي، قاموا بجولة استطلاعية في مدينة الغيضة.
وفي الثلاثين من نوفمبر الماضي، زار السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، محافظة المهرة، قادما من الرياض، في زيارة مباشرة ومفاجئة، تفقد خلالها القوات الأمريكية المتمركزة في مطار الغيضة إلى جانب قوات سعودية وبريطانية، وعقد سلسلة لقاءات مع قيادة السلطات المحلية والأمنية بمحافظة المهرة وقيادات الأمن والجيش وأجهزة الاستخبارات.
وعقب زيارة السفير الأمريكي للمحافظة بأقل من أسبوع، في 5 ديسمبر تحديدًا، أعلنت البحرية البريطانية، تعرض سفينة تابعة لها لهجوم قبالة ساحل محافظة المهرة اليمنية، دون أي تفاصيل حول هوية السفينة المستهدفة، وطبيعة الهجوم الذي تعرضت له، وهو ما اعتبره مراقبون مجرد ادعاء يهدف للزج بالمهرة في حوادث الإرهاب، لشرعنة تواجد القوات الأجنبية في المحافظة.
وبالنظر في تصريحات السفير الأمريكي التي ركزت على "شماعة الإرهاب"، يتضح للناظر المنصف أنها تأتي في إطار تثبيت تلك الشماعة كذريعة للتدخل العسكري الأجنبي في المهرة.
ويتكشف من تلك الزيارات المفاجئة، والقوات المتواجدة في المطار، أن الرياض وواشنطن ولندن تسعى إلى جرجرة المهرة إلى مربع الصراع الدولي، وتحويل "مطار الغيضة" إلى مركز دولي للحرب على الإرهاب المزعوم، في المناطق الشرقية لليمن، وذلك لشرعنة التواجد في المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي الذي تطمع السعودية في احتلاله منذ عقود.
لم تكن مضامين اعترافات خلية الجواسيس غريبة عن أبناء المهرة، بل من الإنصاف القول أنها تعزز من المعلومات التي باتت حديث الشارع المهري، وتشكّل دافعًا في تنشيط المواطنين لإيجاد طرق للتصعيد وفقًا لما هو متاح، رفضًا لتواجد القوات السعودية الأمريكية البريطانية في المحافظة وللمطالبة بخروجها كاملة، حتى آخر جندي أجنبي.
مشاركة الخبر: