الرئيسية > تقارير
زيارة السفير الأمريكي للمهرة.. محاولة لشرعنة التواجد السعودي في المحافظة باستخدام ورقتي "الإرهاب والتهريب"
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الخميس, 03 ديسمبر, 2020 - 08:36 مساءً ]
يؤكد مراقبون أن زيارة السفير الأمريكي لمحافظة المهرة جاءت في سياق محاولة خداع الرأي العام، وإظهار الإدعاءات التي تروجها السعودية عن أسباب تواجد قواتها في المحافظة، على أنها حقائق.
والإثنين الفائت، وصل السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، إلى محافظة المهرة (شرق البلاد) في زيارة مفاجئة أثارات التساؤلات حول الهدف والتوقيت.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن في مؤتمره الصحفي الذي عقده بالمهرة "بمساعدة من القوات السعودية فإن قوات الأمن المهرية بما فيها قيادة المنطقة العسكرية الثانية قد أتمت بنجاح مؤخرا عملية واحدة مؤخرا وذلك باستهداف أنشطة طائفية للقاعدة في محافظة المهرة".
ولفت إلى أن خفر السواحل اليمني يستحق التقدير على اعتراضه سفينة مقابل ميناء نشطون تحمل شحنة مخدرات بمئات الكيلو غرامات. حد قوله
كما هنأ السفير الأمريكي القوات اليمنية على نجاح عملية مكافحة الإرهاب في محافظة المهرة.
وتأتي تصريحات السفير الأمريكي متوافقة مع تبرير السعودية والذي فحواه أن الهدف من تواجد قواتها في المهرة هو مكافحة التهريب ومحاربة الإرهاب، وهو ما رفضه أبناء المهرة جملة وتفصيلًا.
غضب واسع
ولاقت زيارة السفير الأمريكي غضبًا واسعًا في أوساط الناشطين، الذين بدورهم أكدوا أن تصريحات السفير الأمريكي هدفها ترسيخ الإدعاءات الخادعة بشأن وجود إرهاب في المهرة، على أنها حقيقة، بحيث يكون المجال الوحيد أمام المواطن المهري هو التسليم بالمزاعم التي تروجها السعودية كأهداف لتواجد قواتها في الأماكن الحيوية بمحافظة المهرة.
وأكد الناشطون أن زيارة السفير الأمريكي إلى المهرة تأتي في سياق تحويل المزاعم السعودية إلى حقائق، وتثبيت التُهم التي حاكتها الرياض ضد المهرة ومواطنيها.
من جانبه، استنكر رئيس اعتصام شحن الشيخ حميد زعبوت، زيارة السفير الأمريكي إلى المهرة.
واعتبر زعبنوت هذه الزيارة سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، لا سيما أنه جاء برفقة السفير السعودي.
ولفت رئيس اعتصام سحن إلى أن ما تفعله الرئاسة والحكومة اليمنية من تنازل فاضح للسيادة الوطنية لم يعد مقبولاً.
دلالات الزيارة
وتعد هذه المرة الأولى التي يزور فيها سفير أمريكي المهرة، بعد أن كان الاهتمام منحصر فقط في لقاء السفراء بمحافظي المحافظة في الرياض.
وقال مراقبون للمهرة بوست، إن لزيارة السفير الأمريكي للمهرة وتصريحاته بشأن الإرهاب، دلالات عديدة.
وتهدف الزيارة والتصريحات - وفق مراقبين - لمحاولة توفير غطاء لتواجد القوات السعودية في محافظة المهرة، وذلك لتمضي تلك القوات في إجراءات احتلالية.
كما تهدف زيارة السفير الأمريكي للمهرة لقطع الطريق أمام أي موقف رسمي مناهض للتواجد السعودي بالمهرة، إضافة إلى منع أي تصعيد شعبي مناهض لهذا التواجد الاحتلالي، لاسيما في ظل تصريحات لجنة اعتصام المهرة عن وجود خطوات تصعيدية تهدف لطرد القوات السعودية من المهرة.
زيارة بلا موعد
وأثار الظهور المفاجئ للسفير السعودي في مطار الغيضة، دونما موعد أو إعلان مسبق، غضبًا واسعًا في أوساط أبناء المهرة.
حيث قال رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، الشيخ عامر كلشات، إن "السعودية أرسلت السفير الأمريكي لمطار الغيضة ليتحدث عن الإرهاب في المهرة. مضيفًا "والحقيقة أن تواجد القوات السعودية في المحافظة نعتبره نحن أكبر إرهاب".
وأشار رئيس اعتصام المهرة أن مؤامرات جديدة تحاك ضد المحافظة، بالتزامن مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واعتبر كلشات "الظهور المفاجئ للسفير الأمريكي في مطار الغيضة دون إعلان مسبق هو نوع من أنواع الاحتلال الذي يمارسه السفير السعودي في المحافظة.
تأتي زيارة السفير الأمريكي للمهرة عقب فوز بايدن على ترامب في الانتخابات الأمريكية، وكذا قبل موعد تسلّم بايدن الصلاحيات الكاملة، ما يوحي بأن السعودية تحاول أن تكسب مما تبقى من أيام ترامب في الرئاسة، أو ما يسمى الوقت بدل الضائع، وذلك في مسعى لشرعنة تواجدها في المهرة، قبل أن يدخل بايدن إلى البيت الأبيض، إذ أن لبايدن موقف مختلف عن ترامب إزاء السعودية وحرب اليمن.
في نوفمبر 2017، بدأت السعودية بدفع قوات ومعدات عسكرية إلى المهرة، لتسيطر بعد ذلك على مطار الغيضة وميناء نشطون ومنفذي شحن وصرفيت الحدودين، إضافة إلى مناطق حيوية أخرى.
و منذ وصول تلك القوات، تشهد المهرة احتجاجات واسعة ترفض التواجد السعودي في المحافظة.
ويعتبر أبناء المهرة وقبائلها التواجد العسكري للسعودية في المهرة، احتلالا من شأنه القضاء على ما تبقى من الشرعية اليمنية، إضافة إلى أنها محاولة سعودية لتحقيق أطماعها القديمة الجديدة والمتمثلة بالسيطرة على ميناء نشطون لمد أنابيب نفطها إلى بحر العرب.
ويؤكد أبناء المهرة أن الإرهاب الذي تزعم السعودية أن جاءت لتحاربه لم يظهر في المحافظة إلا بعد مجيء هذه القوات الأجنبية، ما يؤكد أنه ورقة سعودية تسعى من خلاله الرياض لتحقيق أطماعها الخطيرة الخادشة للسيادة.
ولفتوا إلى أن ثمة محافظات أخرى تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، غير أن الرياض لم تهرول لمحاربتها، ما يضع تساؤلات عريضة حول حقيقة الأهداف من التواجد العسكري السعودي في المهرة.
ظلت السعودية تروج أن الهدف من تواجد قواتها في المهرة هو مكافحة التهريب ومحاربة الإرهاب، لكن أبناء المحافظة كشفوا زيف أهدافها المعلنة مبكرًا، وأدركوا أجندتها وأطماعها المعادية، ما دفع السعودية للاستعانة بدور أمريكي يضفي على أهدافها المعلنة شيئًا من المصداقية.
مشاركة الخبر: