تضرر سفينة بعد تعرّضها لهجومين قبالة سواحل اليمن     إصابة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير إثر انقلاب سيارته     تحذير أممي جديد من فيضانات بسبب الأمطار خلال الأيام المقبلة في اليمن     القوات الحكومية تعلن إحباط محاولات تسلل للحوثيين في جبهات تعز     الصحة العالمية تعلن تسجيل نحو 240 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال باليمن     الداخلية تحيل موظفا في مصلحة الأحوال المدنية بسيئون للتحقيق     شركة بريطانية تعلن رصد 3 صواريخ على بعد 15 ميلا بحريا جنوب غربي المخا     شركة أمبري تعلن عن حادثة جديدة على بعد 15 ميلا بحريا من المخا     وفاة وإصابة أربعة أشخاص بحادث سير في شبوة     القوات الأمريكية: دمرنا زورقًا ومُسيرة والحوثيون أطلقوا صاروخا مضاد للسفن     الأرصاد.. توقعات بهطول أمطار متفاوتة وأجواء حارة     جماعة الحوثي تدين القمع الأمريكي للطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة     وزير الداخلية يبحث مع السفير الفرنسي التعاون الأمني بين البلدين     مباحثات يمنية فرنسية بشأن تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي     الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومواقع إسرائيلية في منطقة أم الرشراش    
الرئيسية > تقارير

الذكرى الثالثة لدخول السعودية للمهرة.. استحداثات عسكرية ومشاريع وأهداف احتلالية يقابلها يقظة شعبية ( تقرير )


الذكرى الثالثة لدخول السعودية للمهرة.. استحداثات عسكرية ومشاريع وأهداف احتلالية يقابلها يقظة شعبية

المهرة بوست - تقرير خاص
[ الأحد, 15 نوفمبر, 2020 - 10:23 مساءً ]

مضت ثلاث سنوات منذ قدِمت القوات السعودية إلى محافظة المهرة (شرقي اليمن)، تكشفت خلالها أجندة الرياض وأطماعها، والتي تختلف كليًا عن الأهداف والمبررات الواهية التي أعلنتها.


ظلت محافظة المهرة بعيدة عن الحرب، ولم تطأها أقدام جماعة الحوثي التي أعلن التحالف السعودي الإماراتي أنه جاء لمحاربتها؛ إسنادا للشرعية اليمنية، ومع ذلك بحثت السعودية عن حيلة لإرسال قواتها إليها، سعيا منها لتحقيق مطامع ليست وليدة اللحظة.

 

وصلت القوات السعودية إلى المهرة في نوفمبر 2017، وعقب ذلك قدمت تطمينات للسلطات المحلية ووجهاء القبائل بالمحافظة بأن هدف تواجدها هو مكافحة التهريب وتعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب، لكن تلك التطمينات لم تلبث بضعة أشهر، حتى بدأت الأهداف الحقيقية للتواجد السعودي بالمهرة تتكشف وتطفو على السطح.

 


وبسبب موقف السلطة المحلية الرافض لتواجد القوات الأجنبية في المحافظة آنذاك، لجأت السعودية بعد وصول قواتها إلى مطار الغيضة إلى الضغط على الرئيس هادي لإقالة محافظ المهرة "محمد بن كده" وتعيين راجح باكريت، الموالي للرياض، بديلا عنه.
 

 
وتؤكد مصادر محلية لـ"المهرة بوست" أنه في الفترة بين إقالة بن كده في 27 نوفمبر 2017، ووصول المحافظ الذي فرضته السعودية "راجح باكريت"، مطلع يناير 2018، سارعت السعودية في تكثيف تواجدها العسكري في المحافظة، وضاعفت الرحلات الجوية بين الرياض والغيضة، كما عززت جنودها في مطار الغيضة.

 
وأضافت المصادر " كما سارعت القوات السعودية في السيطرة على ميناء نشطون، إلى جانب منفذَي شحن وصرفيت الحدوديَّين مع عُمان.

 
وعملت القوات السعودية على وضع إجراءات أمنية إضافية في منفذ شحن، الأمر الذي سبب إزعاجا كبيرا للتجار والمواطنين، الذين شكوا بطء وصول البضائع.

 

بدوره، أكد عضو قيادة اعتصام المهرة السلمي، سعيد محمد عفري، لـ"المهرة بوست"، أن "السعودية تسعى إلى إحكام سيطرتها على المهرة، ومن ثمّ ستبدأ في تحقيق مآربها المتمثلة بمد أنبوب نفطي إلى البحر العربي.

 

ويؤكد مراقبون أن السعودية تعمل على فرض سيطرتها على المهرة لتتمكن من الوصول إلى خليج عدن، حيث تحلم المملكة بإنشاء خط أنابيب عبر اليمن من شأنه أن يسمح لها بتقليل اعتمادها على مضيق هرمز.

 

بروز الأجندة السعودية دفع بمشائخ ووجهاء المحافظة، إلى تأسيس حركة سلمية لرفض التواجد السعودي بالمحافظة، وتمثلت تلك الحركة بـ"لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة"، والتي جرى إعلانها في مايو من العام 2018.

 
وتمحورت أهدافها حول الدفاع على السيادة والوطنية وحماية مؤسسات الدولة اليمنية، كما أنها عملت على تنظيم الاحتجاجات الرافضة للتواجد السعودي في المحافظة.



استحداثات وقواعد عسكرية


وبحسب القيادي في لجنة الاعتصام، سعيد عفري، تتواجد القوات السعودية في مطار الغيضة والمنافذ البحرية (ميناء نشطون) والمنافذ البحرية المتمثل بمنفذي شحن وصرفيت الحدوديين، وتتواجد على امتداد سواحل المهرة، بدءًا من منطقة الدمخ إلى مديرية شحن، حيث تتواجد في هذه الأماكن كمراكز وثكنات عسكرية، تسعى من خلالها لإحكام السيطرة على محافظة المهرة.

 
ومنذ وصول قواتها إلى المهرة، أنشأت السعودية قاعدتين عسكريتين كبيرتين الأولى في ميناء نشطون، والثانية في مطار الغيضة، إضافة إلى عشرات المواقع والنقاط العسكرية في مديريات المحافظة.

 
ومنتصف سبتمبر الماضي, وصل ضباط سعوديون إلى مديرية حوف استعدادا لإنشاء قاعدة عسكرية سعودية على الحدود مع سلطنة عمان.

 
وذكرت مصادر مطلعة للمهرة بوست "أن الضباط السعوديين استطلعوا, برفقة ضباط يمنيين من حرس الحدود, مواقع في منطقتي نحز وقاطن، الواقعتين على شواطئ المديرية لبحث إنشاء مواقع عسكرية جديدة على الشريط الحدودي مع سلطنة عمان.

 
وتأتي هذه الخطوة بعد السيطرة الكاملة للقوات السعودية على منفذ “شحن” بمحافظة المهرة في 26 أغسطس الماضي بعد استخدام القوة، وباتت السعودية تتحكم بأغلب المنافذ التابعة للمحافظة.

 
كما جاء ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية سعودية جديدة إلى مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة، بعد أن وصلت تعزيزات سابقة أواخر أغسطس الماضي قادمة من محافظة حضرموت، شملت، شاحنات ومصفحات وأطقما عسكرية وآليات حديثة.

 
وفي منتصف أكتوبر الماضي، كشف القيادي في لجنة اعتصام المهرة السلمي “حميد زعبنوت”، أن القوات السعودية تعمل على بناء قواعد عسكرية بمنفذ “شحن” الحدودي تحت مزاعم إعادة الإعمار.

 
وأفاد “زعبنوت” في تغريدات بصفحته الرسمية على موقع التدوين المصغر “تويتر”، إن القواعد العسكرية التي بدأت القوات السعودية باستحداثها تتضمن أبراج مراقبة وقاعدة عسكرية. مؤكدا أن تلك الاستحداثات عملية استفزاز لأبناء مديرية شحن والهدف منها التأكيد على ضعف السلطة المحلية والحكومة الشرعية في الرياض.

 


محاولات ترويض فاشلة


سعت الرياض منذ قدومها إلى المهرة، إلى ترويض السكان، عبر التجنيد القبلي ودفع رواتب لمشايخ القبائل والإعلاميين، وتوزيع الهبات وتقديم التسهيلات، غير أن تلك المساعي فشلت في تحقيق السعودية لأهدافها في ظل اليقظة العالية التي يتمتع بها أبناء المهرة وتجسدت في النضال المستمر في رفض التواجد السعودي والمطالبة برحيلها.
 

 

احتلال واضح

 
مضت القوات السعودية في انتهاك السيادية اليمنية، وفرضت جمركا تابعا لها في منفذ صرفيت الحدودي بمديرية حوف بالمهرة.

 
حيث أظهرت مذكرة تداولها نشطاء وصحفيون تحوي توقيعا لجمرك سعودي في منفذ صرفيت بمديرية حوف. حيث مراقبون تلك الخطوة بـ"الاحتلال الواضح".

 
وفي 7 سبتمبر الفائت، أقدمت القوات السعودية المتمركزة في منفذ صرفيت الحدودي بتفتيش سيارة مدير الهجرة والجوازات بالمنفذ العقيد أحمد سعيد رعفيت وبطريقة استفزازية، وهي خطوة لاقت استهجان موظفي المنفذ وأبناء محافظة المهرة.

 

 
إعادة الإعمار .. مشاريع مفضوحة

 
وبالتزامن مع استمرار استحداثاتها العسكرية في المهرة، عمدت السعودية إلى تنشيط برنامجها "إعادة الإعمار"، رغم أن المحافظة لم تصلها الحرب.

 
يقول القيادي في لجنة الاعتصام سعيد عفري، للمهرة بوست، إن "ما يُسمى بـ"برنامج الإعمار" جاء عبر القوات السعودية العسكرية، وهو ليس سوى "ذر الغبار في العيون".

 
ويؤكد عفري أن صندوق الإعمار يأخذ تمويله إيرادات محافظة المهرة، حيث أن القوات السعودية هي المسيطرة على منافذ وشواطئ المحافظة، كما أسلفنا.

 
ويضيف "لسنا بحاجة لهذا المشروع السعودي، فإيرادات المحافظة كافية لتغطية احتياجات المواطنين.


ويشرف السفير السعودي محمد آل جابر على البرنامج، وأعلن عن وضع "أحجار أساس" لمشاريع اقتصادية وتنموية في الغيضة.

 
وبدورها، قالت مصادر مسؤولة في المحافظة لـ"المهرة بوست" إن مشاريع إعادة الإعمار معظمها حبر على ورق، لا تتعدي وضع أحجار الأساس". مضيفين أن المحطات الكهربائية التي أُعلن عن تنفيذها قبل سنتين لم تترجم إلى واقع.
 

 
وخلال الأشهر الأخيرة الماضية، شهدت مدينة ومناطق محافظة المهرة, غضبًا شعبيًا لفضح مشاريع برنامج إعادة الإعمار" السعودي، وذلك من خلال حملات الكتابة الثورية "لا للإحتلال السعودي" على الجدران واللوحات الخاصة بالبرنامج. حيث اعتبر مواطنو المهرة أن المشاريع التي تنفذها السعودية في المحافظة مجرد أسلوب دعائي وتسويقي للاحتلال.

 
ويؤكد مراقبون لـ"المهرة بوست" : إن المشاريع المعدودة التي تبنيها السعودية في المهرة, ليست هدايا ولا إغاثات ولا كرم، كما أنه لا علاقة لها بالتنمية الاقتصادية". مشيرين إلى أنها " محاولة سعودية بائسة لتخدير المواطنين ليقبلوا بالاحتلال, في حين السعودية ذاتها تنهب مقدرات وموارد المحافظة وتسيطر على المنافذ والموانئ".

 
ولفتوا إلى أن مواطني المهرة أكبر من أن ينخدعوا بمشاريع احتلالية ووهمية.
 



ورقة القاعدة

 
تحاول السعودية تبرير تواجد قواتها في المهرة بأنها جاءت لمحاربة تنظيم القاعدة، حيث أعلنت في مطلع أكتوبر الماضي مداهمة وكر للتنظيم في الغيضة.

 
لكن أهالي المهرة يقولون إن محافظتهم متماسكة وإن القاعدة لم تظهر فيها إلا بعد التواجد السعودي في المحافظة, وهو ما يفسر أن السعودية هي من استقدمت وفرخت خلايا إرهابية لتثبت ادعاءها بأنها جاءت لمحاربة الإرهاب.

 
وقال نشطاء محليون لـ"المهرة بوست" إن "السعودية هي الإرهاب و المفرخة للجماعات المتطرفة, تحركها وفق مصالحها واطماعها بالمنطقة. مضيفين أنه "لا توجد عناصر إرهابية في ‎المهرة غير التي تمولها ‎الرياض". مؤكدين أن "استخدام السعودية لورقة القاعدة محاولة مفضوحة".

 
أين دور الحكومة ؟

 
وبالتزامن مع تصعيد السعودية من استحداثاتها العسكرية وإجراءاتها الاحتلالية، لا توجد أي ردة فعل حكومية أو رئاسي بشأن القوات السعودية وانتهاكاتها.

 
وبهذا الخصوص، قال القيادي في لجنة الاعتصام سعيد عفري لـ "المهرة بوست" إن موقف الرئاسة والحكومة من الاحتلال السعودي للمهرة "سلبي للغاية". مضيفًا أن "الرياض تحتجز الرئيس والحكومة في الرياض، ومنعتهم حتى من العودة والتواجد في المناطق التي يدعي التحالف أنها محررة".




ويتهم نشطاء في المهرة الحكومة اليمنية بأنها شريكة للاحتلال في جميع الانتهاكات التي يمارسها في جميع منافذ المحافظة. كما يطالبونها برفع الغطاء عن التواجد السعودي بالمهرة".
 


في حين يرى آخرون أن السعودية باتت تتحكم بالقرار اليمني، وأنه لا يمكن أن نسمع موقفا وطنيا من الحكومة بشأن الاحتلال السعودي للمهرة طالما ظلت مسلوبة القرار.
 

 


نضال مستمر

 
يواصل أبناء المهرة نضالاتهم - يقول سعيد عفري - ضد التواجد السعودي بالطرق السلمية حتى الآن، وذلك تحت قيادة لجنة الاعتصام السلمي.

 

 
ويضيف عضو لجنة الاعتصام: لكن إذا أقدمت السعودية على التصعيد فحينها من حق أبناء المهرة الدفاع عن محافظتهم بشتى الطرق.

 

 
وخاطب عفري القوات السعودية قائلا: مآربكم وأهدافكم انكشفت لدى الشارع العام في المهرة، حيث أنكم سيطرتم على الأماكن الاستراتيجية والإيرادية، فعطلتم عجلة التنمية من خلال تعطيل المطار والموانئ والمنافذ الحدودية.

 

 
ومضى بالقول: أبناء المهرة سئموا تواجدكم وتضرروا من قواتكم، وهم الآن يطالبون برحيلها، فما عليكم إلا الرحيل.

 

رغم كل الخذلان والتواطؤ الحكومي، وفي ظل التصعيد السعودي، يستمر الرفض الشعبي والاحتجاجات المطالبة بخروج القوات الأجنبية من المحافظة، في ظل تأكيدات من قيادة لجنة الاعتصام بأن ثمة خطوات تصعيدية قادمة، وأن النضال الوطني لن يتوقف إلا بإخراج الاحتلال السعودي من المحافظة.

 





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات