الرئيسية > عربي و دولي
كاتب أمريكي : ترامب ينهي نزاعاً في الخليج ليبدأ أخر
المهرة بوست - متابعات
[ الجمعة, 04 مايو, 2018 - 10:54 مساءً ]
يقول ستيفن كوك في مجلة “فورين بوليسي” أن التغير في موقف الرئيس دونالد ترامب من أزمة قطر مرتبط بإيران. وتحت عنوان “ترامب ينهي نزاعاً في الخليج ليبدأ آخر” بدأ كوك الزميل البارز بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية مقالته بالتذكير بما كتبه ترامب من تغريدات في السادس من حزيران (يونيو) 2017 والتي اتهم فيها دولة قطر بدعم الإرهاب.
وكانت هذه بمثابة انقلاب/انتصار لقادة السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر الذي فرضوا حصارا على الدولة الصغيرة قبل يوم من تصريحات الرئيس.
ومع تواصل الأزمة على مدار أشهر وانسداد الأفق لحلها، بدا ترامب راضياً عن استمرارها. وبالتأكيد أجرى الرئيس سلسلة من الاتصالات مع قادة دول الخليج حثهم فيها على إصلاح ذات البين بينهم إلا أن الأزمة لم تكن من أولويات البيت الأبيض. وعاد ترامب للتدخل ولكن عبر تراجعه عن موقفه. وبدلا من مهاجمة القطريين أرسل وزير خارجيته الجديد مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط حيث حمله رسالة قرأها لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير: “طفح الكيل”.
وتساءل كوك عن العامل الذي أدى لتغيير موقف ترامب. مجيباً أن إدارة ترامب اكتشفت أن علاقتها مع إيران وصلت إلى حد الصدام ولهذا يريد توحيد دول مجلس التعاون الخليجي. ويرى الكاتب أن تغيير ترامب نبرته من قطر يعني أنه بالتأكيد يريد الخروج من المعاهدة النووية في الأسابيع المقبلة.
ويعلق أن الحصار السعودي- الإماراتي- البحريني- المصري أصبح حقيقة إقليمية حيث استخدمت قطر ثروتها للتحايل عليه، وأنشأت صناعتها الخاصة للألبان وعدلت من مسار طيرانها وعمقت علاقاتها مع تركيا وقبلت شحنات غذائية من إيران، خاصة في الأيام الأولى من الحصار. واستخدم الأمير حقيقة معارضة الدول لقرار الدول الأربع لصالحه. وقامت هذه بعد اكتشافها أن قطر لن تستجيب لمطالبها الـ13 بتجاهل القائمة والعمل على تأكيد عزلة دائمة للدوحة في المنطقة.
واستقر الخلاف إلى أشكال من الحملات التي يقوم بها الذباب الإلكتروني ونشر الأخبار الكاذبة والتسريبات والقرصنات الإلكترونية التي حاول كل طرف أن يحرج الآخر. ووصف الكاتب أن التفاهات لم تتجاوز في بعض الأحيان مستوى المدارس. فقد قامت شركة طيران الاتحاد مثلا بنزع كلمة “قطر” من خريطة رحلاتها، وفي المقابل تم نشر الرسائل الالكترونية لسفير الإمارات في واشنطن.
سباق في البحر الأحمر
إلا أن النزاع كان يحمل إمكانيات الانتشار خارج حدود الخليج. فكل اللاعبين بالإضافة لتركيا ناشطون في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وقام القطريون والأتراك قبل فترة بتقوية علاقاتهم العسكرية مع السودان بشكل أثارقلق المصريين وزاد من الرهانات في الخلاف القائم بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن توزيع مياه نهر النيل وقضايا أخرى تتعلق بنزاعات حدودية. وهناك طفيف خافت للنزاع في تونس وليبيا حيث دعمت قطر والدول المحاصرة لها الجماعات المتنافسة هناك.
وانتقل النزاع إلى واشنطن “وبيلت وي” حيث أنفق القطريون والسعوديون بشكل باذخ على شركات العلاقات العامة للتأثير على أعضاء الكونغرس وصناع السياسة ومراكز البحث. ويرى الكاتب أن جيوش اللوبيات وشركات الإستشارة لم تنتج الكثير لزبائنها فالإجماع العام هو نفسه قبل 11 شهراً وينقل عن مسؤول قوله: “لا يعد هؤلاء الحلفاء كاملين، والقطريون بالتأكيد ليسوا ملائكة ولديهم علاقات استثنائية مفيدة وقاعدة العديد الجوية ثمينة لنا”.
لكن دول الحصار الأربع عبرت عن سرورها من تعيين بومبيو وزيراً للخارجية. فقد اعتبر المسؤولون في الرياض وأبو ظبي، سلف بومبيو جزءًا من المشكلة. ويعتقدون أن ريكس تيلرسون لم يضغط على القطريين وكان يوفر الحماية لهم من غضب الرئيس الذي وعد في حملته الإنتخابية أن يكون شديداً ضد الإرهابيين ومموليهم وإيران. ويقول إن القطريين وقعوا اتفاقيات لمحاربة الإرهاب وأخرى أمنية وكان لقاء ترامب الشهر الماضي مع الأمير تميم بن حمد إيجابياً، لكن وصول بومبيو إلى قمة الدبلوماسية يعني أن الامور ستكون حقيقية مع القطريين. ويقول إن أسباب تحول الأبيض كما ينظر إليها في الخليج تشير إلى تغيير القطريين أو نجاح حملة علاقاتهم العامة، وربما اكتشفت واشنطن أنهم “أخيار” وليس كما يصورهم الرباعي. وهو وإن شكك في كل هذا يتساءل عن نجاح اللوبي الآن وليس في الماضي خاصة بعد خروج الجنرال أتش أر ماكمستر كمستشار للأمن القومي وتعيين جون بولتون والذي لا يفكر مرتين هو وبومبيو من الحديث عن “الإرهاب الراديكالي الإسلامي” ودعا إلى تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. وهذا يجعلهما في صف دول الحوار.
تسوية الخلاف
لكن السبب وراء دعوة بومبيو الدول المحاصرة تسوية خلافاتها مع قطر منطقي ويتعلق باقتراب 12 أيار (مايو) حيث سيقرر ترامب إما الخروج او البقاء في الاتفاقية النووية. فمخاوف أمريكا الكبرى هي الكيفية التي سيؤثر فيها الحصار على قدرتها وحلفائها مواجهة إيران. ويعلق الكاتب أن القطريين لديهم رأي خاص من إيران مفاده إنها مشكلة يمكن ادارتها لا دفعها أو مواجهتها، وفي حالة ظهرت حالة من عدم الاستقرار في غربي الخليج فإنها ستكون فرصة أمام إيران لكي تقوم باختلاق المشاكل بمنطقة الجزيرة العربية والقيام بدورها الذي لعبته في العالم العربي، أي استغلال الفوضى وتعزيز تأثيرها.
ويعتقد الكاتب أن الإيرانيين لم يشعروا بالجرأة بسبب أزمة قطر. ومن الممكن ملاحظة هذا حالة قررت واشنطن الخروج من الإتفاقية النووية. ومن هنا فواشنطن ترغب بتشكيل جبهة موحدة للتخفيف من أية تداعيات محتملة. ومن غير المحتمل أن تقوم القوات الإيرانية بالحشد على الشواطيء السعودية لكن هناك احتمالات تخريب (مثل برج الخبر) والقيام بحرب معلومات تهدف إلى تشويش وتخويف دول الخليج. ومن الجيد ان لا تكون هذه الدول في حرب مع بعضها لأنها تعطي الفرصة لإيران وعملائها. صحيح أن ترامب يحب أن يظهر بمظهر الماكر والمتلوي قبل اتخاذه القرارات المهمة إلا أن هناك كلاماً لا معنى له يطرح بشأن الاتفاقية النووية. فالتحول بشأن قطر هو إشارة اخرى عن تصعيد ترامب مع إيران والاتفاقية معها. وجاء بعد اقتراح بومبيو في بروكسل أن ترامب لن يحافظ على الاتفاقية وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لم يستطع اقناع الرئيس الحفاظ عليها رغم ما شهدته زيارته لواشنطن من احتفاء به. ويقول كوك: “القطريون أصبحوا خارج منطقة الجزاء لأن ترامب مصمم على تحقيق وعده بالخروج من الصفقة مع إيران. وقد يكون بمثابة راحة للبعض وفي ضوء ما يحتمل وقوعه فإن الأمير قد يندم”.
نقلاً عن (القدس العربي)
مشاركة الخبر: