ترامب يرفع دعوى قضائية ضد نتائج الانتخابات

يدخل اليوم الاثنين، الموعد الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبدء فريقه القانوني، برفع دعوى قضائية لدى المحكمة، للتشكيك في شفافية عمليات فرز الأصوات.

وكان ترامب قال إن "الانتخابات لم تحسم بعد وما زالت بعيدة عن النهاية، وبايدن يتعجل بإعلان فوزه على نحو مزيف".

ونقلت صحف أمريكية عن مصادر من داخل البيت الأبيض، أن "الرئيس ترامب يعزز فرق محاميه بعناصر مخضرمين لتحدي النتائج غير المكتملة"، وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن "حملة ترامب الانتخابية مصممة على التوجه قضائيا لتحدي الإعلان العاجل عن النتائج".

وأفاد موقع "أكسيوس" عن مستشارين لترامب، بأن فريقه "سيعلن عن فرق مهمتها متابعة إعادة فرز الأصوات بولايات رئيسة".

وأضاف أن "مركز الانتقال الرئاسي يحث إدارة دونالد ترمب على البدء فورا في عملية نقل السلطة إلى فريق جو بايدن".

وقال في بيان إن "نتيجة الانتخابات واضحة وكافية، لبدء نقل السلطة وإن كانت هناك نزاعات قانونية تتطلب الحسم".

في المقابل، قررت حملة ترامب تعيين النائب الجمهوري دوغ كولينز، لقيادة الفريق القانوني المكلف بمتابعة إعادة فرز أصوات جورجيا.

اللجنة القضائية بالشيوخ

من جهته، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إنه "من الضروري التحقيق في جميع الادعاءات الصحيحة بشأن مخالفات التصويت لضمان نزاهة الانتخابات".

وأضاف أنه "لا تزال الانتخابات الرئاسية متقاربة في ولايات متعددة، وبصفتي رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، فسيتم التعامل مع جميع الادعاءات الخاصة بالمخالفات على محمل الجد، وسأطالب وزارة العدل بالتحقيق في هذه الادعاءات".

وأشار إلى أنه سيكون أيضا على اتصال مع مدير البريد العام، "وأطلب منه النظر في هذه الادعاءات، وقد تتبعها جلسة استماع له".

وشدد على أن "المسؤولين في بنسلفانيا ينبغي أن يأخذوا الادعاءات تلك على محمل الجد، قبل التصديق على النتيجة النهائية".

وخالف ترامب التقليد المعتاد ولم يتصل ببايدن لتهنئته قبل خطاب الفوز، وواصل تشكيكه بالنتيجة، مؤكدا أن حملته سترفع دعوى قضائية في المحكمة الاثنين.

بايدن ووضع خطط الرئاسة

وبعد يوم من فوزه بالرئاسة الأمريكية، كان الديمقراطي جو بايدن ومستشاروه يعملون منذ الأحد على كيفية معالجة أزمة فيروس كورونا في البلاد، كما أكد الرئيس المنتخب عزمه على مداواة الانقسامات السياسية المتفاقمة في الولايات المتحدة.

وفي خطاب ألقاه في مسقط رأسه في ولاية ديلاوير مساء أمس السبت، قال بايدن إن "الوقت حان لتضميد جراح" البلاد والتواصل مع الأمريكيين الذين صوتوا لصالح ترامب والجمهوريين في الكونغرس.

وقالت كيت بيدينغفيلد نائبة مدير حملة بايدن لشبكة (إن.بي.سي): "العمل يبدأ الآن".

وقال بايدن بوضوح إن التصدي للجائحة سيكون على رأس أولوياته بعد توليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.

ولقي ما يزيد على 237 ألف أمريكي حتفهم بسبب كوفيد-19 وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى أرقام قياسية خلال الأيام الماضية. وقالت بيدينغفيلد إن من المقرر أن يعلن بايدن غدا الاثنين عن تشكيل فريق من 12 عضوا لوضع خطة لمواجهة الوباء.

وسيمضي بايدن ومستشاروه قدما في اختيار المسؤولين للعمل في إدارته.

وقال عدد من مسؤولي المخابرات الحاليين والسابقين إن اثنين من كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية السابقين، هما مايكل موريل وأفريل هينز، ظهرا كمنافسين رئيسيين لرئاسة المخابرات الوطنية أو وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) في عهد بايدن.

وقالت بيدينغفيلد: "سيبدأ العمل الانتقالي بشكل جدي هذا الأسبوع.. سيجري مكالمات ويصدر بيانات للشعب الأمريكي حول كيفية وفائه بوعود الحملة الانتخابية".

ويقول بايدن إنه يعتزم التوقيع على أوامر بإلغاء حظر على المسافرين من عدة دول ذات أغلبية مسلمة، والانضمام مجددا إلى اتفاق دولي للمناخ، والتراجع عن انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية، ودعم برنامج الحماية من الترحيل المعروف باسم (الحالمون) والذي يتعلق بالمهاجرين إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في عمر الطفولة.

وقال أحد مستشاري بايدن إنه يعتزم المضي في تنفيذ هذه الخطط بعد وقت قصير من توليه منصبه.

احتجاجات في جورجيا

واستخدمت الشرطة في جورجيا مدافع المياه لتفريق مئات المحتجين الذين احتشدوا أمام مفوضية الانتخابات، تأييدا لدعوة المعارضة إلى إعادة الانتخابات التشريعية التي أجريت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر بزعم حدوث تزوير.

وذكر بعض الشهود والقنوات التلفزيونية أن الشرطة استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع، لكن الشرطة نفت ذلك.

ورشقت مجموعات صغيرة من المحتجين الشرطة بالحجارة. وسار المتظاهرون إلى مبنى مفوضية الانتخابات من شارع روستافيلي الرئيسي بالعاصمة حيث نظم الآلاف مسيرة سلمية.

وقالت الشرطة إن المحتجين حاولوا اقتحام مبنى المفوضية.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: "مع لجوء المحتجين للعنف وعدم التزامهم بتعليمات الشرطة، استخدمت وزارة الداخلية القوة المتناسبة في حدود صلاحياتها".

ولايات لم تُحسم بعد

وتتواصل في الولايات المتحدة عملية فرز عدد من الأصوات في إطار الانتخابات التي شهدتها البلاد الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن فوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة على حساب الرئيس الحالي، الجمهوري دونالد ترامب.

ورغم الإعلان عن فوز بايدن، إلا أن ثلاث ولايات لم تُعلن فيها النتيجة، وهي ألاسكا التي لا يتوقع أن يكون للمرشح الديمقراطي أي حظوظ فيها، ونورث كارولاينا المائلة بفارق مريح لصالح ترامب، وجورجيا التي سيشكل خروجها من أيدي الجمهوريين ضربة قوية لهم.

وتضيف وسائل إعلام ولاية أريزونا إلى القائمة، رغم أن أغلب المنصات حسمت منحها لبايدن.

وحتى لو فاز ترامب بجميع تلك الولايات، بما في ذلك انتزاع أريزونا من غريمه الديمقراطي، فإن مجموع مقاعدها بالمجمع الانتخابي ليس كافيا لإنقاذه من نتيجة الخسارة.

جورجيا (16 صوتا بالمجمع الانتخابي)

يسيطر الجمهوريون على هذه الولاية منذ عام 1996، وتشكل خزانا مهما لهم على الساحل الشرقي للبلاد.

وحتى مساء الاثنين، تظهر البيانات تقدم بايدن بواقع نقطتين مئويتين فقط، تمثلان نحو 10 آلاف صوت، مع فرز 99 بالمئة من الأصوات، ما يرجح ذهابها نحو إعادة للفرز على كل حال، وميلها لأحد المرشحين بفارق ضئيل جدا.

أريزونا (11 صوتا)

ولاية جمهورية أخرى شكلت صدمة للحزب هذا الموسم، إذ لم يتمكن مرشح ديمقراطي من الفوز بها منذ عام 1952 باستثناء بيل كلينتون عام 1996.

ويتقدم بايدن بواقع 20 ألف صوت، تشكل نحو 0.5 بالمئة من الأصوات، فيما بلغت نسبة الفرز 97 بالمئة.

وقررت أغلب وسائل الإعلام، بما فيها "أسوشييتد برس" حسم احتساب مقاعد الولاية بالمجمع الانتخابي للمرشح الديمقراطي، على اعتبار أن الأصوات المتبقية قادمة عبر البريد ومن مناطق موالية له.

لكن الولاية ستتجه نحو إعادة للفرز على كل حال، ما لم يتجاوز بايدن هامش الـ1 بالمئة مقابل ترامب.

كارولاينا الشمالية (15 صوتا)

يتجه ترامب لحسم الولاية المتأرجحة، مع فارق بواقع 75 ألف صوت لصالحه، أو 1.4 بالمئة من الأصوات.

وبلغت نسبة الفرز، حتى مساء الأحد، 99 بالمئة، ما يرجح أن النتيجة لن تتغير.

ألاسكا (3 أصوات)

لا مفاجآت في الولاية الجمهورية تقليديا، ورغم فرز نصف الأصوات فقط، فإن ترامب يحلق بواقع 62.1 بالمئة مقابل 33.5 بالمئة فقط لبايدن.