الرئيسية > تقارير
في اليوم العالمي لحرية الصحافة... صحافيو اليمن يدفعون ضريبة "الحقيقة" .. (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 03 مايو, 2018 - 10:41 مساءً ]
منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تغيَّر واقع الصحافة في اليمن بشكل غير مسبوق، نتيجة لتعدد أطراف الصراع وانعدام الأمن في البلاد.
ويعمل الصحفيون في اليمن في ظل ظروف بالغة الصعوبة، وهم معرضون لمختلف أنواع الانتهاكات التي تمارس بحقهم والممارسات التعسفية، كالسجن والاختطاف والتعذيب والاعتداء الجسدي.
وتحتفل مختلف دول العالم، باليوم العالمي لحرية الصحافة، بينما يدفع الصحفي اليمني ضريبة باهظة لعمله في هذا الحقل، في الوقت تكاد تنعدم فيه الحريات الصحفية.
وقتل (27) صحفيا يمنيا، خلال فترة الحرب الممتدة منذ (مارس/آذار 2015م) وحتى اليوم، وفق إحصائية حديثة صادرة عن نقابة الصحفيين اليمنيين. ويكشف ذلك الرقم عن شراسة ما يواجهه الصحفي من انتهاكات خاصة من قِبل مليشيات الحوثي الانقلابية.
مصاعب وإهمال
في سياق ذلك، يؤكد الصحفي يوسف عجلان، أن اليمن التي تعيش في ظل الحرب منذ أكثر من ثلاث سنوات-تمر بأسوأ مرحلة في حرية الصحافة.
وأوضح لـ"المهرة بوست" أن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يعانون من قتل واعتقال وتهديد وتشريد، وقتل البعض منهم أثناء الحرب، وآخرين ما زالوا معتقلين، بينما تم تشريدهم العديد منهم في عدة مدن يمنية وكذا في بعض الدول.
وأفاد عجلان -أحد الصحفيين الذين أفرجت عنهم مليشيات الحوثي قبل أسابيع وعانى من التعذيب في سجونهم- بأن الظروف التي يعيشها الصحفيون في اليمن، وإغلاق المؤسسات الإعلامية والقنوات، تجعل وضعهم معقدا.
وانتقد عدم قيام الجهات المعنية المختلفة بدورها من أجل الصحفيين، وقال إنها لا تهتم بوضعهم، ولا تعيرهم أي اهتمام إلا البعض منها وبمستوى محدود، وهو ما يؤكد أن الصحفيين اليمنيين في وضع بائس جدا، على حد تعبيره.
انعدام الحريات الصحفية
من جانبه اعتبر عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي الحديث عن الحريات الصحفية في زمن الحرب، بأنها حديث من الماضي كونها باتت منعدمة.
وفي توصيفه لواقع الصحافة اليوم في اليمن، ذكر لـ"المهرة بوست" بأن الحرب قضت على ما تبقى من عمل صحفي وإعلامي، كونه تحول إلى إعلام حربي، أثار الكثير من التناقضات داخل المجتمع فضلا عن تأجيج الصراع، بسبب تحويل مختلف الأطراف لوسائل الإعلام بحسب توجهاتها وأهدافها.
وأشار إلى تعرُّض العديد من الصحفيين للتشرد وفقدان وظائفهم، فضلا عن إغلاق المؤسسات الإعلامية ومكاتب القنوات، مؤكدا أن مليشيات الحوثي هي أبرز الأطراف التي مارست الانتهاكات بحق الصحفيين، في ظل غياب دور الشرعية التي لا تقوم بالتزامها تجاههم.
وعن دور النقابة تجاه الصحفيين، بيَّن بأنها هي كذلك تعرضت لانتهاكات مختلفة خلال الحرب في مختلف المحافظات وتم إغلاق مكاتبها.
وتعد النقابة الآن بمثابة الوسيط لإيصال صوت الصحفيين للمجتمع الدولي ومختلف المنظمات الحقوقية، وفق الأسيدي.
وأضاف أن النقابة تقوم برصد وتوثيق مختلف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، وذلك لمعاقبة مختلف الأطراف التي قامت بتلك الممارسات بحقهم مستقبلا.
انتهاكات مختلفة
ومنذ دخول الحوثيين إلى صنعاء في (سبتمبر/أيلول 2014م)، انهارت وبشكل تام الصحافة في اليمن، بعد التضييق الكبير الذي مارسته مليشيات الحوثي على الحريات في اليمن.
وحتى اليوم لا يزال (14) صحفيا في سجون مليشيات الحوثي، التي تمارس بحقهم التعذيب النفسي والجسدي، بحسب شهادات صحفيين تم الإفراج عنهم، وآخر في معتقلات تنظيم القاعدة بحضرموت.
وتحتل اليمن المرتبة الـ(70) بعد المائة في البلدان الأكثر انتهاكا لحرية الصحافة، بحسب التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود.
ومنذ مطلع العام (2017م) ، رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين قرابة 300 حالة انتهاك وثقتها، طالت صحفيين ومصورين وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية ومقار إعلامية وممتلكات صحفيين.
بدورها اعتبرت منظمات حقوقية دولية عديدة، أن اليمن أصبحت ساحة رئيسية لتكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين، فضلًا عن أنها سُجلت كواحدة من أسوأ البلدان في انتهاك حقوق الصحفيين.
وأفادت في بيان صحفي سابق، أنه وخلال الربع الأول من عام (2018م) ، وصلت حالات الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن إلى (60) حالة، منها حوالي (29) حالة اختطاف واعتقال.
وقالت إن حرية التعبير وحرية الصحافة في اليمن، تواجه اسوأ حملة قمع في اليمن من قبل مقاتلي الحوثي في المحافظات الشمالية ومن قبل القوات الموالية لدولة الإمارات في المحافظات الجنوبية.
دعوات لإيجاد حلول
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد أشادت النقابة في بيان لها، بكفاح الصحفيين اليمنيين من أجل نيل حريتهم وصون الحريات العامة، داعية السلطات اليمنية إلى إيجاد حلول سريعة وعملية لاستعادة حقوق العاملين في وسائل الإعلام، وكذا المنظمات الدولية المعنية بالوقوف إلى جانب الصحفيين في أزمتهم هذه، التي يقدمون فيها تضحيات كبيرة بأرواحهم ومعيشتهم وحقوقهم الأساسية في الحياة.
كما جددت دعوتها لكافة الأطراف إلى إيقاف سياسيات العداء تجاه وسائل الإعلام والعاملين فيها، مطالبة بإطلاق سراح جميع الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي، وإيقاف كافة الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين سواء من قبل الجماعة أو سلطات الشرعية ومكوناتها.
ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين المنظمات الدولية والأطراف الفاعلة لتبني قضايا الصحافة والصحافيين، والضغط لإدراجها ضمن التزامات كافة الأطراف في المشاورات والمسارات السياسة، والعمل على إصدار قرار يضمن حماية الصحافيين اليمنيين وصون حقوقهم.
مشاركة الخبر: