الرئيسية > تقارير
هل يحتدم الصراع بين الشرعية و الإمارات في سقطرى اليمنية؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الاربعاء, 02 مايو, 2018 - 11:28 مساءً ]
توقع مراقبون أن تبدأ الحكومة اليمنية جولة صراع جديدة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعم من المملكة العربية السعودية التي باتت تخشى استمرار النفوذ الإماراتي في اليمن.
وقالت مصادر لـ"المهرة بوست" أن طائرات شحن عسكرية وصلت الأربعاء ( 2مايو/ آيار 2018م) إلى مطار سقطرى الدولي، تحوي معدات وأسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدرعات عسكرية إماراتية ، ونفت مصادر عسكرية تابعة للحكومة الشرعية في حديث لـ"المهرة بوست" علمها نهائياً بوصول تلك التعزيزات .
من جانبها أكدت وكالة "اسوشوتيدبرس" الأمريكية، الأنباء عن وصول تعزيزات عسكرية إماراتية إلى جزيرة سقطرى اليمنية.
تزامن ذلك مع تواجد رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وعدد من الوزراء في جزيرة سقطرى والذي شدد خلال لقائه بشخصيات في سقطرى الثلاثاء (1 مايو/ آيار 2018م) على أهمية تماسك النسيج الاجتماعي في كافة مدن وجزر أرخبيل سقطرى وعدم السماح لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار ارخبيل سقطرى، بحسب ما ذكرت وكالة سبأ الرسمية في الرياض.
رفض شعبي
وأثارت الممارسات الإماراتية الأخيرة غضب أبناء سقطرى، الذين اعتبروها إهانة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
وأقيم مهرجان شعبي حاشد للحكومة بسقطرى، أكد مدى رفض أبناء المحافظة للممارسات الإماراتية.
ونددت في وقت سابق اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، بممارسات الإمارات بالأرخبيل، بتجاوزاتها بحث التراث الطبيعي فيها، من خلال تخريب وتجريف التربية والأشجار النادرة والحيوانات فيها.
وبسطت الإمارات نفوذها على سقطرى، بتنفيذها لمشاريع عملاقة وخيرية عديدة، مكنتها من السيطرة عليها، وتشكيل قوات كبيرة تشرف عليها وتمولها، بعد تجنديها للعشرات من أبناء المحافظة.
التفاف حول الشرعية
ووصف المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني، التحركات العسكرية الإماراتية بسقطرى بالملفتة وغير الطبيعية.
واعتبر في تصريحه لـ"المهرة بوست" أن وجود الحكومة وطول بقائها في سقطرى والحشد الشعبي اليوم، بأنه يؤكد التفاف الناس حول الشرعية، مؤكداُ أن الحكومة بتواجدها هناك استفزت الإماراتيين، الذين يعتبرون سقطرى جزيرة الكنز وطوق نجاه استراتيجي لهم على المحيط الهندي.
وبحسب الهدياني : "إن الرد الإماراتي على ذلك، جاء عن طريق إرسال قوة عسكرية تابعة لهم، هو محاولة لفرض أمر واقع في الجزيرة"، مضيفاً "أن تبني الشرعية للمكون الجنوبي الجديد الذي تم تشكيله قبل أيام، ضربة أخرى تراها الامارات بأنه ستسقط رهاناتها وأوراقها التي ترعاها منذ سنتين كـ"المجلس الانتقالي"".
تحرك ضد الإمارات
وكانت الحكومة اليمنية قد بدأت باتخاذ خطوات عملية ضد الإمارات، بعد منعها لها من تطبيع الحياة في المحافظات المحررة، ونتج إثر ذلك اشتباكات عنيفة بالعاصمة المؤقتة عدن في وقت سابق.
من جانبه رأى الإعلامي عبدالرقيب الأبارة، أن ما حدث اليوم في سقطرى هو مؤشر لحدوث صراع آخر بين الحكومة والإمارات، على غرار ما حدث بعدن.
وقال لـ"المهرة بوست" : "إن زيارة الحكومة للمحافظة هي رسالة قوية لأبوظبي، مفادها بأنها لن تترك سقطرى عرضة للأطماع الإماراتية، وهو ما يسفر ردة فعلهم بإرسالهم لقوات عسكرية."
وأضاف : "الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات، كشفت عن سلوك تلك الدولة "غير السوي" في التعامل مع الحكومة اليمنية، في محاولة لبسيط سيطرتها على المحافظة."، مشيراً إلى "مراسم الاستقبال التي حظيت بها الحكومة بسقطرى، والزخم الذي حظيت به، يؤكد فشل الإمارات وعدم قبول أبناء المحافظة بتواجدها هناك."
وتصنف اليونسكو أرخبيل سقطرى كإحدى المحميات الطبيعية النادرة. كما تقع الجزيرة على في موقع استراتيجي، كونها نقطة التقاء المحيط الهندي مع كل من بحر العرب مع بابا المندب قبالة شاطئ المُكلا جنوب اليمن (300 كم) وشواطئ الصومال (80 كم).
مشاركة الخبر: