الرئيسية > أخبار اليمن
هل تسحب السودان قواتها العسكرية من اليمن وتضع "التحالف" في مأزق؟
المهرة بوست - متابعات خاصة
[ الاربعاء, 02 مايو, 2018 - 03:38 مساءً ]
أزمة جديدة تلاحق التحالف العربي المقاتل في اليمن، بعدما تصاعدت مطالب البرلمان السوداني بضرورة سحب قواته المشاركة مع التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
انسحاب القوات السودانية من اليمن قد تضع "عاصفة الحزم" في مأزق، خصوصا القوات البرية، فالسودان تشكل واحدة من أهم القوات التي يعتمد عليها التحالف في تمشيط المناطق العسكرية والمواجهات البرية.
أيضا، التحالف العربي بات أقل مما بدأ قبل 3 سنوات، فغالبية القوات العسكرية التي بدأت معه انسحبت، القوات القطرية بعد أزمة الخليج، والقوات المغربية، وكذلك ابتعاد بعض الجيوش القوية مثل الجزائر ومصر.
لم يعد طلب سحب القوات السودانية من اليمن قاصرا على فئة سياسية أو حزبية سودانية معارضة أو متوافقة مع الحكومة، بل تعداه إلى عموم المجتمع السوداني الذي يرى أن بقاء قواته هناك لم يعد مهما.
وكشفت صحيفة أخبار اليوم السودانية نقلا عما وصفتها مصادر مطلعة عن بروز اتجاه قوى لدى قيادة الدولة لسحب القوات المسلحة من حرب اليمن، يضاف له تنامي المطالب الشعبية والنيابية للقيام بهذه الخطوة، وعددت هذه المصادر أسبابا كثيرة تبرر هذه المطالب، أبرزها:
أنه، بعد نحو ثلاثة أعوام على قرار المشاركة في حرب اليمن، أشارت المصادر إلى تنامي روح واتجاه عامّين مطالبين بسحب القوات السودانية من اليمن، بسبب تطاول أمد الحرب بلا طائل وكلفتها الإنسانية الباهظة وخسائرها الفادحة في كافة الصعد.
وقالت إن خيار الانسحاب موضوع أمام القيادة نزولا للتيار الجارف الذي يطالب بإجابات واضحة ومحددة على التساؤلات والعوائد والحصائل من المشاركة ماديا وأدبيا.
وكشفت المصادر أن دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية خذلت السودان في أزمته الاقتصادية، وقالت إنه بينما ندرة الوقود تجبر السودانيين على الاصطفاف لساعات طوال أمام محطات الوقود، كان الجنود السودانيون في صفوف المعركة الأمامية يدفعون لسداد كلفة الحرب بالمقاتلة والمدافعة وحدهم، بينما الذين يفترض أن يسندوها خذلوها، وتركوها مكشوفة الظهر.
وعبرت عن استغرابها من موقف دول التحالف من أزمة الوقود، مشيرة إلى أن "وصول باخرة نفط من الصين يستغرق بضعة وعشرين يوما بينما وصولها من إحدى دول التحالف لا يتعدى بضع ساعات ويسهم في انفراج الأزمة، ولكن..".
وبشأن أوضاع القوات السودانية في اليمن، أكدت المصادر أن الرواتب لم تدفع لهم، رغم الأداء المتميز بشهادة الجميع ، مما شكل ضغوطا شديدة على الحكومة لمواجهة الموقف بما ينبغي.
ومما أدى لبروز الاتجاه القوى لدى القيادة لسحب القوات من اليمن، أضافت المصادر أن الاستهداف الحوثي الصاروخي هو رد فعل لحرب اليمن، وليس بعيدا عن السودان.
يضاف لذلك الكشف عن ضغوط دولية وأممية لتصنيف دول التحالف في قوائم سوداء تبلغ تهمها جرائم حرب جراء تطاول حرب اليمن.
وارتفعت الأصوات المطالبة بالانسحاب من اليمن مع ظهور الأجندات الخاصة لدى بعض دول التحالف بإنشاء قواعد وتشكيلات عسكرية في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي لضمان سيطرتها هناك.
وقد أربك هذا خطط التحالف عامة، وذكّرت المصادر بما جرى بلبنان يوما لدى خروج تحالف الدرع العربي هناك عن السياق.
وذكرت المصادر المطلعة أن دول التحالف والعاصفة خذلت المقاومة اليمنية الحية بحرمانها من أدوات وعتاد من دونهما لا تقوم لمقاومة قائمة، وأشارت المصادر المطلعة بصورة خاصة لمجموعة تعز والجيش الوطني. مما أذكى أوار الحرب وأطال أمدها الأمر الذي عرّض القوى المناط بها إعادة الشرعية للاستهداف.
كما شكل الصراع فرصة أتاحت لقوى الأذرع الطويلة الدخول في ميدان حرب اليمن، وقد انفتحت لها أبوابٌ بصور ملتوية، مثال ذلك التدخل الإيراني.
واختتمت المصادر بوصف العلاقة بين الشعبين السوداني واليمنى بأنها علاقة احترام ومودة منذ أربعينيات القرن الماضي، وقالت إن المشاركة في الحرب أساءت لهذه العلاقة وأضعفتها، مما استدعى بروز الاتجاه القوي لدى القيادة لسحب القوات.
يضاف لذلك اتساع دوائر الرفض العام التي شملت نوابا وكتاب رأي ومطالبات من الشعب، الذي كان مؤيدا منذ البداية لنبل مقاصد المشاركة في هذه الحرب، بناء على أنها عودة لروح التضامن مع دول التحالف، التي تُعد بالغة الأهمية للسودان في قضاياه الداخلية والإقليمية والدولية.
المعارض السوداني صلاح أبو سره قال إن الحكومة السودانية لا يهمها الخسائر التي يتعرض لها جنودها في اليمن، لكن من الواضح وجود حالات تمرد داخل القوات السودانية المشاركة في عاصفة الحزم، لذلك وجدنا المطالبات بسحب قواته من اليمن.
وأوضح المحلل السياسي السوداني لـ"مصر العربية" أن مجموعة رأس حربة القوات البرية كلها قوات سودانية، ولذلك يعتمد التحالف العربي عليها بشكل كبير، رغم أن الطبيعة القتالية مختلفة.
وتابع: القوات السودانية ليست جيشا منظما كما يعتقد البعض، فهي فصيل وجزء من مليشيات من أبناء قبائل الرحل في دارفور كلهم من دارفور ما عدا القيادات، يؤخذون من نيالا عبر طيران مباشر إلى السعودية والإمارات ويتم تجنيدهم والدفع بهم في القتال دون تدريب.
وأنهى أبو سره كلامه، الخرطوم "تقبض" أموالا كثيرة من السعودية والإمارات، لذلك لن تنسحب من عاصفة الحزم الآن.
في السياق، قال اللواء متقاعد المعز عتباني إن المشاركة في حرب اليمن "جاءت استجابة لتحالف يسعى لاستعادة الشرعية وليس وفق نداء دولي من الأمم المتحدة أو بقرار من الجامعة العربية الكيان الإقليمي المعروف".
وبرأي عتباني فإن للسعودية الحق في الدفاع عن حدودها "لكن على السودان أن يدرس أمر مشاركته بالطريقة التي لا تجعله محل انتقاد الجميع".
وعلى الرغم من رفض قوى المعارضة المشاركة في حرب اليمن ومطالب بعض القوى المشاركة بحكومة الوفاق الوطني الحالية، فإن تلك المعارضة لم تكن واضحة لقيادة البلاد على ما يبدو، وفق عتباني.
ويقول في تصريحات صحفية إن المشاركة "كانت لصالح الوطن بادئ الأمر، خاصة بعد قطع السودان علاقاته بشكل دراماتيكي مع طهران، وذلك لأجل الوصول إلى مصالح أكبر من التحالف العربي الذي تقوده السعودية".
واستدرك قائلا "الآن حدثت متغيرات سياسية كبيرة جدا في السودان اضطر معها للذهاب إلى المعسكر الشرقي بقيادة روسيا التي احتفت بالخطوة قبل أن تفرد لها حيزا إعلاميا كبيرا، وبالتالي فإن لهذا الانتقال تبعات أهمها إعادة النظر في استمرار القوات السودانية باليمن".
وحول ما يتردد عن حدوث خسائر في صفوف القوات السودانية، قال عتباني إن ذلك "يحتم على الحكومة اتخاذ قرار إعادتها لوأد الشائعة أولا، ولأننا لسنا مجبرين على دخول حرب يمكن أن نخسر فيها أكثر من 10% على الرغم من أن الخسائر لم تصل إلى مئة عنصر من عدد لواءين كاملين حتى الآن".
وخلص إلى القول "يجب سحب القوات السودانية اليوم قبل الغد، ليس لصالح إيران وإنما لصالح السودان بكل المقاييس الوطنية والسياسية" كما أنه ليس ذلك الغرض الذي يجعل من الجيش السوداني مستمرا في الحرب باليمن.
وكانت صحف سودانية تداولت منشورا للصحفية السودانية، شمايل النور، التي نقلت عن مصدر في الجيش (لم تسمه) أن "السودان أبلغ القيادة السعودية رسميا بالانسحاب من اليمن"، فيما لم تؤكد أي من هذه الوسائل صحة هذا المنشور.
ومنذ مارس 2015 اتخذ السودان قرارا بالمشاركة في تحالف عسكري تقوده السعودية ضد جماعة "أنصار الله" في اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك.
المصدر : مصر العربية
مشاركة الخبر: