النائب العمراني يتهم "الرئاسي" بتسهيل تجزئة وتقسيم اليمن وتغييبها في القمة العربية     وفاة طفلين وأمهما وإصابة آخرين بانهيار منزل في ذمار     قمة البحرين تؤكد دعمها لوحدة الصف اليمني وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد     جماعة الحوثي تعلن تنفيذ أول هجومين ضد سفن في البحر المتوسط     السلطة المحلية بمارب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي     وكالة أمريكية: الحكومة ترفض إصلاح كابل انترنت في البحر الأحمر     رابطة حقوقية تحمل الانتقالي مسؤولة حياة محامي وتدعو لإنقاذه     الرئيس السيسي يؤكد تمسك مصر بوحدة واستقرار اليمن     مارب.. تسجيل أكثر من 300 حالة اشتباه بالكوليرا والدفتيريا منذ بداية العام     رئيس الحكومة يقر بالفساد والإخفاقات في ملف الكهرباء     فيديو لبوتين يتحدث عن "تعزيز العلاقات" بين موسكو والحوثيين.. حقيقي أم مفبرك؟     مرجعية قبائل حضرموت تلتقي وفدا أمميًا وتؤكد على دعم الجهود السياسية وتمثيل المحافظة في المشاورات     مباحثات يمنية بريطانية حول التعاون العسكري والاقتصادي     سقطرى.. مظاهرات شعبية تطالب بتغيير المحافظ "رأفت الثقلي" المحسوب على الانتقالي     "حضرموت الجامع" يحمل الرئاسي والحكومة مسؤولية تردي الأوضاع في المحافظة    
الرئيسية > أخبار اليمن

مخاطر الوجود الإماراتي جنوب شبه الجزيرة العربية على اليمن والإقليم

المهرة بوست - مركز يمان
[ الثلاثاء, 01 مايو, 2018 - 06:20 مساءً ]

تشارك الإمارات العربية المتحدة كثاني أبرز قوة بعد المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً من عِدة دول في اليمن لمواجهة الحوثيين منذ مارس/آذار2015، وكان لوحدة “النخبة” الإماراتية دور بارز في تحرير عدن إلى جانب المقاومة الشعبية في يوليو/تموز نفس العام. ووجدت الإمارات لها موطئ قَدم في جنوب اليمن وقرب مضيق باب المندب الحيوي على البحر الأحمر وخليج عدن.

وبدأ الهدف الرئيس للتحالف المتمثل في دعم الحكومة الشرعية ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، تنحرف على مساراتها الرئيسة نحو أهداف الإمارات من المشاركة في العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وهذه المسارات انعكست بالفعل جيوسياساً على البلاد إضافة إلى تأثيرات اجتماعية-عشائرية وأزمة إنسانية.

تحاول هذه الورقة تفكيك الدور الإماراتي في اليمن وأثاره وتخلّص إلى توقعات المرحلة المقبلة الخاصة بجنوب اليمن بشكلٍ خاص واستنتاجات المرحلة المقبلة داخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

قتلى من الجيش الإماراتي سقطوا في حرب “اليمن” -WAM
قتلى من الجيش الإماراتي سقطوا في حرب “اليمن” -WAM

أدوات الإمارات الخشنة في اليمن
تُعرَّف العلاقات الدّولية بصفتها علاقات ثنائية الأوجه؛ أو تفاعلات ذات نمطين الأول “تعاوني”، والثاني “صراعي”[1]، من وجهة نظر دبلوماسية يغلب على معظم العلاقات بين الدول علاقة الصراع بما في ذلك علاقة التعاون: فتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية لدولة ما يندرج في إطار صراع أوسع (في الإقليم) أو لأطماع تتعلق بالحصول على ثروات/اقتصادات/نفوذ للدولة الأخرى. وكان هذا التعاون الذي اندرج في إطاره التحالف العربي الذي تقوده السعودية يذهب بهذا الاتجاه المعقد، إذ أن السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف تذهبان إلى مصالحهما القومية، فالأولى تبحث عن تأمين حدودها والحصول على نفوذ أكبر في اليمن لمواجهة إيران باتهام الحوثيين بتلقي دعم من عدوتها اللدود، فيما كانت أبوظبي تذهب باتجاه صراع مع السلطة المعترف بها دولياً من أجل تقاسم/سيطرة على نفوذها في المحافظات التي تم تحريرها من المسلحين الحوثيين منذ مارس/آذار 2015م.

يبلغ عدد قوات النخبة الإماراتية الموجودة في اليمن 1500 فرد يشمل ذلك القادة العسكريين، وعكفت أبوظبي من خلال هذه القوة على تدريب قرابة 25 ألف يمني ضمن ميليشيات شبه عسكرية خارج إطار الحكومة المعترف بها دولياً وهيئة الأركان، تتلقى أوامرها من القيادة الإماراتية ولا تخضع للإدارة اليمنية.

التدخل العسكري الإماراتي في اليمن -ضمن التحالف العربي- ليس الأول من نوعه لهذه الدولة الخليجية فالتدخل جاء بعد عقدين من الزمن من تنميه قدراتها العسكرية والتدخلات في حروب أخرى بالمنطقة بما فيها الصومال وحرب الخليج عام 1991 وكوسوفو وأفغانستان وسوريا وليبيا. كما قدمت الإمارات قوة عسكرية إلى قوات “درع الجزيرة” بقيادة السعودية التي تدخلت في البحرين عام 2011م[2]؛

لكنها المرة الأولى التي تتدخل فيها بالطريقة التي تحدث الآن في اليمن بتكوين ميليشيات مسلحة وإدارتها في نفس الوقت الذي تُقدِّم نفسها كسلطة بديلة عن السلطة المعترف بها دولياً. يُقدِّم الدور الإماراتي في أفغانستان مثالاً جيداً لكيفية استخدام جيشها في عمليات التحالف، وكانت القوات البرية الإماراتية في أفغانستان منذ 11 عاما، وفي وقت كان حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون يشككون في جدوى وجودهم في أفغانستان بين (2012-2014) نشرت أبوظبي مقاتلات F-16للانخراط أكثر في دعم الولايات المتحدة وقصفت مواقع حركة طالبان الأفغانية. لكن كل تلك التحركات كانت تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكيَّة كمساعد ومعاون لها لا كمنافس لطموحاتها كما تفعل ضد السعودية في اليمن.

مؤخراً أُدرج “أبو العباس” -اسمه الحقيقي عادل عبده فارع- في قوائم الإرهاب الخليجية والأمريكية، لاكتشاف علاقة مثالية بين الرجل وكتائبه وتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) في تعز وبقية المحافظات اليمنية

ويمكن الإشارة إلى عناصر الدور الإماراتي في اليمن إلى مجموعة من التدخلات التي تستهدف في أصلها البُنية الأساسية للدولة اليمنية منها:

القوة الإماراتية ومجموعة المرتزقة
كما أشرنا في السابق فإن عدد قوات النخبة الإماراتية في اليمن (1500) جندي وضابط، إلى جانبهم عشرات المرتزقة من أمريكا اللاتينية في صفوفهم، ويعملون ضمن وحدة المهام الخاصة في قوة الحرس الرئاسي الإماراتي وهذه القوة تعمل فوق القانون، وخارج نطاق وزارة الدفاع الإماراتية، إلا أن “وحدة المهام الخاصة” -يطلق عليها أيضاً “سوك” (SOC)-  تعمل بشكل تقريبي فوق الحرس الرئاسي نفسه، ويناط بها -رسميًا- مكافحة الإرهاب في الداخل والخارج،[3] ويدخل في تكوين أغلبها جنود مرتزقة، ما يعنيه هذا من إمكانية إرسالها لأي مساحة صراع ممكنة بلا غطاء سياسي[4] ويقود هذه الوحدة “مايك هندمارش” وهو جنرال استرالي شارك في حروب عديدة بالشرق الأوسط، وبدأت آثار الجنرال “هندمارش” وقوات حرسه، خاصة الكولومبيين منهم صنيعة “بلاك ووتر” و “إريك برنس” الخاصة، إضافة إلى جنسيات أخرى في الظهور باليمن الممزق منتصف عام 2015. لكن مئات المرتزقة في هذه الوحدة عانوا من نكسات عديدة الصيف الماضي وغادرت مواقعها في اليمن إلى أبوظبي[5].

أوكلت إلى هذه القوة العديد من المهام في اليمن:
تدريب قوات أمنية يمنية تعرف باسم “الحزام الأمني/ النخبة” وهذه الميليشيات شبه العسكرية تم تشكيلها من القبائل في هدف ظاهر وهو مكافحة الإرهاب، وتقوم بالأعمال التي لا يمكن أن تظهر فيها القوات الإماراتية، وهي أعمال الاعتقال/ الاغتيالات/ الحماية/ السيطرة على المنشآت النفطية. وتعترف الإمارات بأنها قامت بتدريب وتمويل وتجهيز أكثر من 30ألف فرد يمني يعملون في المحافظات الجنوبية قرب عدن. وتعمل قوات الأمن اليمنية التي تدربها الإمارات العربية المتحدة خارج سلسلة القيادة العسكرية اليمنية[6].
التحقيق مع المعتقلين السياسيين والضلوع بعمليات تعذيب يمنيين، حيث تشير تقارير حقوقية وتحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس في يونيو / حزيران 2017، إلى أن القوات الإماراتية والميليشيات المدربة من الإمارات تدير شبكة من السجون السرية في جنوب اليمن (تحتوي 18 سجناً على الأقل واحد منهم موجود في قاعدة عسكرية بارتيريا) حيث يشتبه في وجود صلة بينهم وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة ويتعرضون إلى التعذيب الشديد. وقد اشتملت أساليب التعذيب هذه على استخدام “الشواء”، الذي وصفه تقرير أسوشيتد برس بأنه أسلوب “يربط الضحية على عمود ويُقلب بشكل دائري على النار”[7].
القيام بعمليات عسكرية إلى جانب قوات تابعة للولايات المتحدة، وأبرز تلك العمليات إنزال بري أمريكي/إماراتي فاشل وسط اليمن في يناير/كانون الثاني2017 أدى إلى مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء إلى جانب جندي أمريكي. وحسب تحقيقات أمريكية فإن وراء الهجوم الفاشل نصيحة إماراتية تلقها الجنرال المتقاعد ماك فلين الذي أقنع الرئيس دونالد ترامب بأن المخاطرة بالهجوم يمكن أن تميزه عن سلفه المتردد[8].
2– كيانات موازية للحكومة المعترف بها دولياً
تسيطر الإمارات وتدير عِدة ألوية عسكرية في المحافظات المحررة، وأكدت الحكومة اليمنية في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي في (مارس/آذار2018) أنّ تلك القوات لا تخضع لسيطرتها[9]. وهذه التشكيلات المسلحة تعمل خارج هرم القيادة العسكرية اليمنية، وتتلقى الأوامر فقط من القيادة العسكرية الإماراتية، وهذه الميلشيات تقوم بعمليات الاعتقال والتعذيب والسجن والمطاردة، وهي نتيجة تحالف بين أبوظبي (التي أيّدت، بصورة شبه رسمية، العلمانية في السياسات الداخلية والخارجية لجميع الدول الإقليمية، وفق ما تكشف عنه تصريحات السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة[10]، وبحسب ما ورد في مقال في صحيفة “الاتحاد” الحائزة على موافقة الدولة في أواخر آب/أغسطس 2017[11]) والمتطرفين السلفيين في جنوب اليمن، والتي يعتقد أن لها ارتباطات فكرية ومنهجية وتنظيمية بتنظيم القاعدة (التي تقول الإمارات إنها تدخلت في اليمن من أجل مواجهة التنظيم).


مسلحون انفصاليون مدعومون من أبوظبي في عدن – AFP

ميليشيات خارج إطار الحكومة
قامت الإمارات بإنشاء الميليشيات في عدن (الحزام الأمني) وحضرموت (النخبة الحضرمية) وأبين (الحزام الأمني) وفي شبوة (النخبة الشبوانية)، وفي جزيرة سقطرى (النخبة السقطرية) وفي لحج والضالع (الحزام الأمني) وفي المهرة (النخبة المهرية)، إضافة إلى المقر الرئيسي في عدن تتخذ الإمارات من “جزيرة سقطرى” منطقة خارج إطار الحكومة الشرعية ومقراً رئيسياً لقياداتها وقواتها والتدريبات العسكرية للجيش الإماراتي، إلى جانب عِدة فروع لقادتها منها المكلا حيث يتواجد قائد إماراتي رفيع، وفي شبوة بمنطقة “بلحاف النفطية”. أما في تعز فإن الإمارات تدير ميليشيات كتائب أبو العباس، وفشلت حتى  (ابريل/نيسان2018) في إنشاء ميليشيات عسكرية تحت مسمى “الحزام الأمني/أو/ النخبة” في مأرب وتعز والجوف، وهذه المناطق محررة (أو شبه) المحررة من الحوثيين، ويعود ذلك إلى الطبيعة العشائرية والاجتماعية/السكانية التي تختلف عن مثيلاتها في جنوب اليمن.

ومؤخراً أُدرج “أبو العباس” -اسمه الحقيقي عادل عبده فارع- في قوائم الإرهاب الخليجية والأمريكية، لاكتشاف علاقة مثالية بين الرجل وكتائبه وتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) في تعز وبقية المحافظات اليمنية، وتم ضم الرجل إلى القائمة حتى في أبوظبي التي تدعمه مباشرةً.

ويشير تقرير لفريق من الخبراء التابعين لمجلس الأمن إلى أن كتائب أبو العباس رفضت الانضواء إلى الجيش اليمني؛ بالإضافة لعدم خضوع قوات رسمية -كقوات النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية وقوات الحزام الأمني التي ترعاها وتمولها الإمارات- لسلطة الحكومة الشرعية[12]. كما عزز الصراع في تعز عزز دور “أبو العباس” بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي لحزب الإصلاح[13].

ليس ذلك فقط بل إن أبو العباس هو المسؤول الأول في تعز عن الدعم المُقدم من التحالف ويقول قيادي في المقاومة «تلقيت في أحد الأيام مطلع 2016، دعوة من قيادة قوات التحالف لزيارتهم في عدن لمناقشة الوضع العسكري في تعز، وعند وصولي إلى هناك التقيت بقائد قوات التحالف المرابطة في عدن، وهو من القوات الإماراتية، ووضحت له كافة الاحتياجات العسكرية والمادية لتحريك جبهات المواجهات في تعز، فتفاجأت بجوابه، حيث طلب مني العودة إلى تعز، ومن هناك أقوم بالاتصال بالقائد الإماراتي من جوار (أبو العباس)، ليقوم القائد الإماراتي بتوجيه الأخير بمنحنا بعض الاحتياجات العاجلة من المؤن العسكرية وغيرها»[14]. وكان أبو العباس قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني2015م عن وصول بارجتين إماراتية وسعودية محملة بالأسلحة من أجل تحرير تعز[15]. لكن لا يبدو أنه بات يحظى مؤخراً بدعم من المملكة العربية السعودية، إذ أنّ الدعم أصبح مقتصراً على أبوظبي وحدها. وتسيطر كتائب أبو العباس على منشآت حكومية عديدة وسط المدينة، وتمنع أعضاء الحكومة من الوصول إليها.

المجلس الانتقالي الجنوبي
وإلى جانب القادة الإماراتيين في اليمن تخضع تلك القوات إلى تعليمات مباشرة من القادة في المجلس الانفصالي. فتظهر الميليشيات المسلحة التابعة لأبوظبي كأداة لها العديد من المهام- مواجهة الحوثيين في أسفل أولوياتها- فهي أداة في يد نفوذ أبوظبي السياسي الداعم للحركة الانفصالية. فقد أسست أبوظبي في مايو/أيار 2017 المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو خليط من توجهات اشتراكية وسلفية موجودة ضمن عضوية المجلس. ووضعت الإمارات على رأس المجلس “عيدروس الزُبيدي” وهو جنرال سابق ينتمي لمحافظة “الضالع” التي تملك عداء دائماً مع محافظة أبين التي ينتمي لها الرئيس عبدربه منصور هادي.

وقام عيدروس الزُبيدي (رئيس المجلس) خلال خطاب ألقاه في عدن يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول2017، بالإعلان عن تشكيل “الجمعية الوطنية” الجديدة التي تضم 303 أعضاء. وهذه الجمعية تمثل (البرلمان)[16].

ويمثل المجلس في تكوينه حكومة موازية بدلاً من الحكومة المعترف بها دولياً. وفي يناير/كانون الثاني 2018 اندلعت اشتباكات طاحنة وسط المدينة بعد أنّ رفض “هادي” إقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، بعد أنّ طالب المجلس بإقالتها بعد اتهامات لها بعدم القدرة على إدارة المناطق المحررة، والحقيقة أنّ سبب عدم قدرة الحكومة على الإدارة كان بسبب نفوذ الإمارات المتزايد فيها.

هناك مؤشرات قوية على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتزم الحفاظ على وجودها العسكري في الجنوب حتى في المستقبل، بذريعة ظاهرها دور مكافحة الإرهاب.

قوات “طارق صالح”
بما أن الإمارات فشلت في الأساس لتأسيس قوة في الشمال لاعتبارات “قَبلية”، فقد كان تبديل علي عبدالله صالح لولاءه -في ديسمبر/كانون الأول2017 بعيداً عن حلفاءه الحوثيين، إلى التحالف الذي تقوده السعودية والذي أدى في النهاية لمقتله بعد يومين فقط- إلى تحريك أبوظبي وجودها في المحافظات الشمالية بعد ممانعة طويلة الأمد من السعودية. وتمكن “طارق صالح” وهو ابن اخ علي عبدالله صالح وقائد حرسه الخاص من الفرار إلى عدن حيث قامت الإمارات ببناء معسكرات تدريب للقوات المناصرة لـ”صالح” وتريد الانتقام من الحوثيين. لكن وبعد أربعة أشهر من الإعداد لم يتمكن “طارق” من تجييش قوة كبيرة تمكنه من الانتقال والتقدم في معارك الساحل الغربي.

رفض “طارق صالح” الإدانة بالولاء للحكومة “الشرعية”، وحرضت أبوظبي “عائلة صالح” لبناء قوة موازية تمولها أبوظبي، وتحركت القوات في ابريل/نيسان 2018 بمدرعات إماراتية حديثة لكنها لم تحقق أي تقدم حتى مطلع مايو/أيار 2018. ولم تتبن الحكومة العملية التي يقوم بها “طارق صالح”، لا يبدو أنَّ الإمارات أو التحالف يملك نيّة حقيقية للتقدم باتجاه الحديدة، إذ أنّ الهدف الرئيس لتحرك القوات يتمثل في إثبات أن “عائلة صالح” قوة على الأرض، ليكون لها مقعد في طاولة مفاوضات يخدد “مارتن غريفيث” مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أنّ تكون لجميع الأطراف المؤثرة على الأرض.

غايات الإمارات من دورها في اليمن
تقف المشاريع الإماراتية في اليمن التي تتنوع بين كونها اقتصادية وسياسية وعسكرية، وراء تزايد النزعة الانفصالية. وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك مؤشرات قوية على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتزم الحفاظ على وجودها العسكري في الجنوب حتى في المستقبل، بذريعة ظاهرها دور مكافحة الإرهاب[17]. وأشار مسؤولون في الحكومة اليمنية إلى أن الإمارات اشترطت من أجل وجود حل سياسي ينهي الأزمة في البلاد، عدم المساس من قاعدته العسكرية في ميناء المخا على الساحل الغربي للبلاد، وكانت أبوظبي قد فقدت بالفعل قاعدة عسكرية صنعتها في “جزيرة بريم” على مدخل البحر الأحمر[18].

الإمارات لا تستعرض قوتها في اليمن فقط، بل في مناطق أخرى عن طريق إقامة منشأة عسكرية في إريتريا استخدمت لنشر القوات السودانية في اليمن، كما وقعت أبوظبي اتفاقاً مع إقليم “أرض الصومال” غير المعترف به، لفتح قاعدة إماراتية هناك، وافتتحت قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية (في فوهة مضيق باب المندب)، وأسست لقواعد عسكرية في ميناء المخا ومنطقة ذوباب على الساحل الغربي[19].

وتزعم الإمارات أنها تبني هذه القوة العسكرية لعمل توازن ضد إيران، إلا أن أفعال الإمارات لا تتسق مع هذا الهدف، بل تعمل على تقويض مواجهة إيران، فعلى سبيل المثال، وفيما ينظر إلى التدخل العسكري في اليمن على أنه رد فعل ضد التدخل الإيراني، فإن معظم الخبراء يشيرون إلى أن الحوثيين ليس على تلك الدرجة للعلاقة بإيران، بل له مظالم طويلة الأمد، وهو ما يؤكده توماس جونيوا خبير الشأن الإيراني، الذي أشار إلى أن دعم طهران للحوثيين محدود، كما أن نفوذها في اليمن هامشي، ولن يكون هناك دقة إذا ما زعمنا أن الحوثيين هم وكلاء لإيران في اليمن[20].

كما أن الإمارات تعتمد على مجموعات انفصالية كانت في السابق تابعة لإيران وتأوي قادة الانفصال تلقوا دعماً في السابق من إيران، من بينهم “الزُبيدي” والرئيس اليمني الراحل أثناء تحالفه مع الحوثيين.

إذاً ماهي أهداف الإمارات لتدخلها في العسكري وإحكام سيطرتها جنوب اليمن؟!

بما أن العلاقات الدّولية هي علاقة مصلحة وذرائعية بكل ما تعنية الكلمتين من معاني إلا أن هناك أُطر معينة لهذه العلاقات من أجل الوصول إلى تلك المصالح؛ لكن ما تمارسه أبوظبي لم يسبق أن حدث من قَبل في دولة أخرى. لبناء نفوذ خارج إطار الحكومة الشرعية التي تدخلت من أجل تعزيز سلطتها، إضافة إلى محاولة البسط على الاقتصاد اليمني في أبشع الصور والطُرق[21].

فشلت الإمارات جزئياً في تحقيق كامل المصلحة عبر نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق خالد بحاح إذ أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اعتبر تقوية بحاح استهدافاً لشرعيته. فأطاح “هادي” بخطط أبوظبي لجعل “بحاح” بديلاً عن هادي وكان ذلك يحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكيَّة في عهد أوباما. أقال الرئيس اليمني نائبه بحاح في “إبريل/نيسان2016” وفتحت أبوظبي على الحكومة الشرعية أبواباً من الجحيم المُسلط عليها، فاستهدفت الرئيس هادي أكثر من مرة واندلعت اشتباكات أكثر من مره وفي عِدة مناطق في عدن بين قوات موالية للرئيس هادي والقوات الموالية للإمارات.

وكل ذلك لأجل تمكين رؤية أبوظبي من الحصول على موارد وأسواق جديدة من ناحية والتحول إلى قوة كبيرة؛ تعتقد “أبوظبي” إنّ وجود أي تكتل مدني أو “ممارسة العمل السياسي” يمثل خطورة على خططها في اليمن، لذلك قررت المضي في حملتها الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة (حزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن) إلى جانب حزب الرشاد السلفي، ومحاولة تهميشها وإبعادها عن أي نفوذ في المرحلة الانتقالية.

أولاً: السيطرة على القطاعات الحيوية
استغلت الإمارات مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية للحرب في اليمن، لتحقيق أهدافها الأساسية بدلاً من الهدف المُعلن -استعادة الشرعية من الحوثيين- وبدأت حملتها للسيطرة على قطاعات الاقتصاد في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن.

ولأجل ذلك تخوض أبوظبي حرباً شاملة ضد الحكومة اليمنية من أجل أفشالها في مجال الخدمات، لإقناع السكان بأن البديل الإماراتي سيكون كاملاً، ويعود الضغط إلى أنَّ الحكومة الشرعية/جزئيا (في السابق) السعودية لا ترغب بتسليم رقبة الاقتصاد للإمارات خوفاً من موطئ قدم استراتيجية في اليمن لا يمكن منها الفكاك ما يضر بالأمنين الدوليين على مضيق باب المندب والأمن القومي للمملكة واليمن بشكل خاص.

واستهدفت أبوظبي إفشال الحكومة في قطاعات الكهرباء والمياه والوقود، إذ تشهد المحافظات المحررة أزمة خانقة، فضلا عن العمل على تأخير صرف رواتب موظفي الدولة، وسبق أنَّ اتهم البنك المركزي الإمارات بمنع وصول شحنات المطبوعات النقدية الجديدة[22]؛ إضافة إلى منع وصول المشتقات النفطية إلى عدن، والتأثير على المصرف المركزي والعمل من أجل تجنب دعمه لاستقرار العملة. إضافة إلى احتكار تأمين المؤسسات وممارسة الاغتيالات- الخ مما ترتبط باليمنيين ومعيشتهم. وتحاول أبوظبي أنَّ تضع شركاتها ومؤسساتها المالية كبديل في المطارات والاتصالات وقطاعات الطاقة المختلفة إضافة إلى استخراج وتصدير واستيراد النفط ومشتقاته إلى جانب السيطرة على الغاز اليمني المسال.

ومن ذلك:

تضغط الإمارات لتسليم واردات المشتقات النفطية لشركة إماراتية حصراً، بدلاً من شركة “عرب غلف” التابعة لرجل الأعمال أحمد العيسي، والذي تتهمه الإمارات بالانتماء لحزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي. وتفضل شركة مصافي عدن عرب غلف لكونها تمتلك القدرة على توفير مواد بكميات كبيرة كما تقبل بالآجل والعملة المحلية في السداد. وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، أقال هادي مدير شركة النفط الوطنية فرع عدن والموالي للإمارات، عبد السلام حميد، على خلفية تورطه في توقيع عقد مع شركة إماراتية يمنحها احتكار واردات النفط، وهي الاتفاقية التي أعلنت الحكومة عن إلغائها. ثمَّ قام عيدروس الزُبيدي بنفس الطريقة بعد إعلان الحكومة السماح باستيراد المشتقات النفطية لكن تشتريها شركة النفط وتسلم قيمتها بالعملة المحلية في (يناير/كانون الثاني2017) ولم تُقدِّم أي شركة عرضاً خلال أربعة أشهر حتى حاول الزُبيدي توقيع عقد اتبعها “هادي” بإقالته في ابريل/نيسان2017[23].
في حضرموت اعتمدت الإمارات على اللواء أحمد بن بريك. حيث أشار بن بريك، في تصريحات سابقة، إلى التقائه في الخامس من إبريل/ نيسان الماضي بوفد من شركة إماراتية ووقع معها عقوداً لتولي مهام واردات مشتقات النفط، ومشروعا آخر لبناء مصفاة نفط. ودفعت الاتفاقيات الموقعة بشكل منفرد، الرئيس اليمني لإقالة محافظ حضرموت في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، تلتها بأيام إقالة مدير فرع شركة النفط بالمحافظة[24].
في المحافظات المحررة أرادت الإمارات رخصة من أجل تشغيل شركتي هاتف نقال وانترنت واحتكارها وهو ما أدى إلى معارضة شديدة من الحكومة اليمنية، وقامت بالفعل بافتتاح تلك الشركات في جزيرة سقطرى ببحر العرب[25].
سيطرت الإمارات على ثلاثة مطارات دولية (عدن-سيئون -المكلا) ومنذ وطأت قدم الإماراتيين عدن استخدمت نفوذها في منح عقود تأهيل المنشآت الحكومية اليمنية لشركات إماراتية، ومنها عقد تأهيل مطار عدن وصيانة مدرج المطار، والذي نفذته شركة النابودة للمقاولات، وهي شركة إماراتية.
تحتكر الإمارات رحلات الطيران إلى جزيرة سقطرى اليمنية على المحيط الهندي، وتقوم بحملات تسويق وسياحة لشركات إماراتية وتمنع أبوظبي أي طائرة أخرى لا تحجز عبر مطاراتها أو شركات السياحية فيها[26].
تسعى الإمارات لإعادة موانئ دبي العالمية لتشغيل ميناء عدن، بعد خمس سنوات على طردها من قبل الحكومة اليمنية التي نتجت عن الثورة الشعبية ضد نظام صالح، حيث تم إلغاء عقد أبرم عام 2008 ومنحت “موانئ دبي” بموجبه حق إدارة ميناء عدن، بما يشمل ميناء “المعلا” ومحطة “كالتكس” للحاويات، لمائة عام قادمة.
إضافة إلى ميناء عدن تسيطر أبوظبي على ميناء المكلا وتديره، إلى جانب مينائين نفطيين (ميناء الضبة -بحضرموت) و(ميناء بلحاف -شبوة).
قامت أبوظبي مؤخراً بعملية عسكرية في محافظة شبوة، تهدف لتأمين أنابيب النفط والغاز في المحافظة التي تعد من أكبر المحافظات اليمنية بإنتاج الغاز والاستحواذ عليها، لصالح شركة دوف الإماراتية التي كانت تتمتع بحق امتياز إنتاج النفط بقطاع (53) في حضرموت.
العملية التي نفذتها النخبة الشبوانية قد تسببت بنشوء أزمة غير معلنة مع السعودية لتتم معالجة الأمر عن طريق عقد اتفاق بين وزير النفط في حكومة عبدربه منصور هادي ومسؤولين في شركة أرامكو السعودية لإحلال أرامكو بدلا من عدد من الشركات النفطية الأجنبية التي غادرت اليمن منذ بداية الحرب في قطاع مأرب والجوف (شرق).
سيطرت أيضاً على ميناء النشمة النفطي في مديرية رضوم في شبوة، حيث توجد فيه خمسة خزانات سعة كلّ منها 126 ألف برميل.
 

ثانياً: قاعدة دائمة في اليمن
يبدو أنَّ صناع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتقدون بالفعل أن أبوظبي أصبحت “إسبرطة الصغيرة” لذلك قامت الدولة بإنشاء عِدة قواعد عسكرية على ساحل البحر الأحمر -بشقية الأسيوي والأفريقي- إلا أنها ترى في اليمن مكاناً استراتيجياً لقاعدة دائمة لتدخلاتها في أفريقيا -حيث التوسع الدولي الجديد (إيران وروسيا وأوروبا والولايات المتحدة)- إضافة إلى إحكام السيطرة على مضيق باب المندب ولأجل ذلك قامت الإمارات:

اشترطت الإمارات أنّ أي حلّ سياسي يجب أنّ يضمن بقاء قاعدتها العسكرية في المخا[27].
قامت بتحويل منطقة “ذوباب” إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت السكان من العودة إلى منازلهم.
قامت بتحويل ميناء المخا (الاستراتيجي) إلى ميناء عسكري مع قاعدة يشمل عِدة أحياء من المدينة يمنع الاقتراب منها.
حولت جزيرة سقطرى إلى “مستوطنة” إماراتية إلى جانب قاعدة عسكرية.
منفذ باب المندب هو عصب التجارة الدّولية ولذلك يحرص العالم على عدم وجود قوات لدولة واحدة على المنفذ، وتتواجد في المياه الدّولية قرب اليمن عشرات البوارج الحربية منذ 2008م عندما أُعلن عن ائتلاف لمكافحة القرصنة. وتواجد الإمارات بهذه الكثافة خصوصاً في جزيرة ميون وبقاعدة عسكرية دائمة يمثل خطراً على المضيق والدول الخليجية بشكل عام إذ أنَّ أبوظبي ستظهر بصفتها من تفتح وتغلق المضيق، وقد تستهدف ناقلات لأي دولة تتعارض مع سياستها.

كما أنَّ وجودها في المضيق يمنحها عنصراً إضافيا في السيطرة على السياسات الدّولية ويعوض عن حجمها الجغرافي وقِلة عدد السكان.

إضافةً إلى ذلك منحت الإمارات لنفسها الحق في تقديم وعود بمنح قواعد عسكرية لدول أخرى في اليمن! على سبيل المثال وعد تلقته روسيا من أبوظبي خلال زيارة ولي عهد أبوظبي إلى موسكو في إبريل/نيسان 2017 بالحصول على قاعدة عسكرية قرب خليج عدن[28].


من المستهدف من تحركات وأهداف أبوظبي؟!
تُصمم أبوظبي أهدافها وتحركاتها من أجل أنَّ تكسب هي وحدها ويخرج الجميع خاسراً، فالنفوذ الإماراتي الذي لم يسبق لهم مثيل يستهدف الجميع ومن أبرز تداعياته:

اليمنيون هم أول الخاسرين من تحركات وأهداف أبوظبي إذ أنَّ الدولة تتفكك إلى “كنتونات” وفقاً للهويات الفرعية، تسيطر أبوظبي على القطاعات الحيوية وتستعمر اليمن اقتصادياً وأمنياً.
تدفع أبوظبي المحافظات والفصائل الجنوبية نحو حرب أهلية جديدة، وتناحرات المشاريع الضيقة، ولن تشهد تلك المحافظات استقراراً.
سيطرة أبوظبي على جنوب اليمن يستهدف الأمن القومي العُماني الجارة الشرقية لليمن، حسب ما تشير مخاوف المسؤولين العُمانيين وهو التأثير الأكبر في محافظة المهرة وجزيرة سقطرى.
تصارع أبوظبي المملكة العربية السعودية بالسيطرة على مجال نفوذها الحيوي في المحافظات الجنوبية وخاصة حضرموت وشبوة.
المملكة العربية السعودية تخشى من انتزاع الإمارات موطئ قدم استراتيجية في اليمن وتتمكن من تقويض النفوذ السعودي في الفناء الخلفي التقليدي للمملكة. تشتد هذه المخاوف بسبب دفاع الإماراتيين عن عائلة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (الذي قُتل مطلع ديسمبر/كانون الأول 2017 برصاص الحوثيين- والدور المتوسِّع تدريجاً الذي يؤدّونه في الحفاظ على الأمن في البحر الأحمر. حسب ما يرى تحليل معهد ديل كارنيجي[29]. كما أنَّ دفع الإمارات لتنظيم القاعدة شمالاً باتجاه الحدود السعودية يعني إشغال المملكة بتهديدين خطيرين تنظيم القاعدة والحوثيين.
وجود قواعد عسكرية إماراتية على البحر الأحمر يؤثر في حجم القوات الدّولية المتواجدة على مضيق باب المندب، ويدفع ببقية الدول إلى الدفع بالمزيد من القوات، ما يستهدف الأمن والسلم الإقليميين.
تحكم الإمارات بمضيق باب المندب يعني أنَّ تكون هي القوة الأكبر والمهيمنة على دول الخليج التي تمر صادراتها النفطية عن طريقه.
الولايات المتحدة الأمريكيَّة أيضاً خاسرة من مشاركة أبوظبي، فواشنطن التي تعتمد على المعلومات المخابراتية من أبوظبي بشأن نشاط القاعدة في اليمن تحصل على معلومات مضللة -حسب ماتشير المعلومات- وهذه المعلومات هي التي أدت إلى كارثة الغارة الأمريكيَّة/ الإماراتية في قرية “يكلا” بالبيضاء في يناير الماضي والتي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين إلى جانب جندي أمريكي. دون الحصول على الأهداف التي تحركت الغارة من أجلها. كما أنَّ أبوظبي تستخدم مسرحية مواجهة القاعدة للحصول على غطاء أمريكي للتحرك من أجل أهدافها في اليمن. ما يستهدف سمعتها ويدعم التنظيمات الإرهابية فالتعذيب والغارات الخاطئة هو الأساس في دخول المدنيين ضمن تلك التنظيمات.
الشعب الإماراتي أيضاً خاسر من عمليات السلطة فهو يدفع بشبابه، ومليارات الدولارات يدفعها الإماراتيون من أموالهم (المال العام) دون حسيب أو رقيب.
 

خاتمة
بعد مقتل الرئيس اليمني السابق على يد الحوثيين، ستذهب الإمارات بعيداً لتوطيد أكبر قدر ممكن من سلطتها جنوباً ودفع الشمال اليمني إلى الحروب الدائمة على الحدود السعودية، فيما هي ستكون أكثر اقتراباً من تحقيق جُلّ أهدافها بإعلان انفصال الجنوب؛ لكن ليس قبل أن تفتح لنفسها حروباً صغيرة بالوكالة مع سلطنة عُمان والسعودية على الهيمنة والانتشار.

كما أن الإمارات خلال الفترة القادمة ستدفع باتجاه مبرراتها بمكافحة الإرهاب مستخدمة الإدارة الأمريكية الجديدة وحماسها وانتهاء الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ومخاوف وصول أعضاء التنظيم إلى اليمن، لتنفيذ مشاريع أبوظبي أكبر وأكثر في بقية المحافظات اليمنية.

لا يبدو أنّ أبوظبي تخطط لمغادرة اليمن قريباً، وسيحتاج اليمنيون إلى الإسراع في حلّ سياسي خارج حسابات أبوظبي، كما أنَّ على المملكة العربية السعودية أنّ تنظر أوسع من ثقب مفتاح وضعته الإمارات فيما يخص تدخلها في اليمن.

 

المراجع والهوامش 

[1] د. جمال سلامة علي : كتاب” تحليل العلاقات الدولية.. دراسة في إدارة الصراع الدولي”، دار النهضة العربية، القاهرة، 2012

[2] U.S. ??Arms??Transfers??to??the??UAE??and??the??War??In??YemenlSeptember??2017/By??William??D.??Hartung/Center??for??International?? Policy

https://www.ciponline.org/images/uploads/actions/Bill_Hartung_UAE_Arms_Report_92117.docx.pdf

[3] Special Operations: The Mysterious UAE Commandos – September 2, 2015 https://www.strategypage.com/htmw/htsf/20150902.aspx

[4] “مايك هندمارش”.. جنرال الظل في الإمارات وقائد حرس رئاستها! 4/6/2017م/ ميدان-الجزيرة https://goo.gl/bRHYx7

[5] Mercenarios de Blackwater se entrenaron para invadir Qatar/10/10/2017/ FRANCISCO DE ANDRÉS/ ABC/ http://www.abc.es/internacional/abci-mercenarios-blackwater-entrenaron-para-invadir-qatar-201710080136_noticia.htm

[6] Al-Qaeda is losing ground in Yemen. Yet is far from defeated .conomist. 10/6/2017 https://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21723159-it-may-have-lost-its-territory-its-fighters-and-ideas-live-al-qaeda

[7] Maggie ??Michael,??“In??Yemen’s??Secret??Prisons,??UAE??Tortures??and??U.S.??Interrogates,”Associated??Press,??June??22,??2107,??available??athttps://www.apnews.com/4925f7f0fa654853bd6f2f57174179fe/In-Yemen%27s-secret-prisons,-UAE-tortures-and-US-interrogates4

[8] How the Trump Team’s First Military Raid in Yemen Went Wrong

by CYNTHIA MCFADDEN, WILLIAM M. ARKIN and TIM UEHLINGER /OCT 2 2017,

https://www.nbcnews.com/news/us-news/how-trump-team-s-first-military-raid-went-wrong-n806246

[9] الحكومة اليمنية تشكو في رسالة إلى مجلس الأمن مدير أمن عدن والحزام الأمني والنخبتين الشبوانية والحضرمية

الحكومة اليمنية تشكو في رسالة إلى مجلس الأمن مدير أمن عدن والحزام الأمني والنخبتين الشبوانية والحضرمية

[10] Emirati Ambassador: Qatar Is a Destructive Force in the Region /KATHY GILSINAN AND JEFFREY GOLDBERG/ AUG 28, 2017

https://www.theatlantic.com/international/archive/2017/08/yousef-al-otaiba-qatar-gcc/538206/

[11] التطرف بين الدين والدولة/ عمار علي حسن/25/8/2017 http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=95379

[12] Confidential U.N. Report Suggests Saudi-Led Coalition Failing in Yemen – Foreign Policy. (18/8/2017)
Confidential U.N. Report Suggests Saudi-Led Coalition Failing in Yemen

[13] تقرير أممي: السعودية والإمارات تمولان مليشيات باليمن -الجزيرة نت (20/8/2017م) https://goo.gl/DC269K

[14] «أبو العباس».. ذراع الإمارات لاستنساخ تجربة عدن في تعز-الخليج الجديد (21/5/2017)  http://www.thenewkhalij.org/ar/node/68698

[15] بارجتان سعودية وإماراتية محملتان بالسلاح.. لحسم معركة تعز -الشرق الأوسط (6/11/2015) https://aawsat.com/home/article/490591

[16] مع نهاية ديسمبر/كانون الأول عَقدت الجمعية الوطنية (البرلمان) أولى الجلسات، وعيّن الزُبيدي قيادتها. وترفض الحكومة اليمنية الاعتراف بالمجلس بل إنه كان واحداً من أبرز مواضيع الخلاف بين هادي والإمارات.

[17] Referendum Declaration: Another Step toward the “Erbilization” of Yemen’s South? 19/10/2017م by Peter Salisbury / http://www.agsiw.org/referendum-declaration-another-step-toward-erbilization-yemens-south/

[18] UAE stops work on Bab al-Mandab island base http://www.janes.com/article/78929/uae-stops-work-on-bab-al-mandab-island-base

[19] وطأة القتال في جبال اليمن تدفع التحالف للتركيز على الساحل https://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN1HG2SB

[20] U.S. ??Arms??Transfers??to??the??UAE??and??the??War??In??Yemen/September??2017/By??William?? D.??Hartung /Center??for??International?? Policy/

https://www.ciponline.org/images/uploads/actions/Bill_Hartung_UAE_Arms_Report_92117.docx.pdf

[21] تقوم إيران ببناء نفس الجماعات لكن ليس كسلطة موازية للحكومة -كما تفعل أبوظبي- لكن كجماعة ضغط.

[22] «المركزي» اليمني يتهم الإمارات بمنع وصول رواتب الموظفين لعدن(13-08-2017) -الخليج الجديد- http://thenewkhalij.org/node/77614

[23] احتكار بالقوة… ممارسات إماراتية للسيطرة على القطاعات الحيوية في اليمن/ 13 سبتمبر 2017/ فاروق الكمالي/ https://goo.gl/ycBiR5

[24] فاروق الكمالي، المصدر السابق،

[25] الاتصالات بسقطرى.. إحدى فصول الهيمنة الإماراتية – الجزيرة.نت/ 09‏/10‏/2017/ الجزيرة نت/ https://goo.gl/tu9a8Z

[26] رحلات الطيران الإماراتية إلى جزيرة سقطرى تثير جدلاً إعلامياً واسعاً في اليمن/أحمد الأغبري/7/4/2017 http://www.alquds.co.uk/?p=700378

[27] وطأة القتال في جبال اليمن تدفع التحالف للتركيز على الساحل، مصدر سابق.

[28] Russia and the UAE: Friends with Benefits// /BY THEODORE KARASIK AND GIORGIO CAFIERO APRIL 25, 2017 / http://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/russia-and-the-uae-friends-with-benefits

[29] The UAE’s War Aims in Yemen http://carnegieendowment.org/sada/73524





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات