خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة     "القربي" يحّذر من خطورة التحركات العسكرية في البحر الأحمر على توافقات الحلّ في اليمن     الصين تشعر بقلق عميق إزاء التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وأجواء حارة نسبيًا     مسؤولة أمريكية تتحدث عن مناقشات دورية مباشرة بين واشنطن والحوثيين     غوتيريش يأسف لتعطيل جهود إحلال السلام في اليمن     مفتي عمان يشيد بـ"انتفاضة" الطلاب بأمريكا وأوروبا دعما لغزة     جماعة الحوثي: القوات السعودية استهدفت منزل مواطن في باقم​ بصعدة     جماعة الحوثي تعرض مشاهد لعملية إسقاط طائرة أمريكية بصعدة     شبوة.. وساطة محلية تنجح بإطلاق سراح شيخ اختطف قبل أيام من أمام منزله     الصحة العالمية تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي     تبادل الاتهامات بين القوات الحكومية والحوثيين بشأن مقتل 5 نساء في تعز     قوات مدعومة سعوديا تنتشر في الشريط الحدودي شمالي لحج     محافظ البنك المركزي بعدن يدعو لتعزيز التعاون من أجل تحقيق شمول مالي متاح للجميع      "الإنذار المبكر" يحذر من أمطار وإضطراب مداري على سقطرى وحضرموت والمهرة وشبوة    
الرئيسية > تقارير

في يوم العمال العالمي .. البطالة تبتلع طموحات الشباب في اليمن .. ( تقرير )


البطالة تبتلع طموحات الشباب في اليمن - خاص

المهرة بوست - يونس عبدالسلام
[ الثلاثاء, 01 مايو, 2018 - 05:06 مساءً ]

تتوالى الاحتفالات بعيد العمال في مختلف دول العالم، إلا أن اليمن بعيدة عن ذلك، في ظل توقف العديد من الشركات والمؤسسات والمصانع عن العمل نتيجة الحرب.

لا يتذكر هيثم علي (29عاما) هذه المناسبة، فهو كما يقول عاطل عن العمل منذ أن أغلقت الشركة التي كان يعمل بها أبوابها عام 2015.

وذكر لـ"المهرة بوست" أنه تخرج من كلية الهندسة تخصص صناعية، لكنه لم يجد أي فرصة عمل، وذهب أحلامه أدراج الرياح.

وتابع: حتى الآن لم أستطع أن أكون أسرة، وبدلا من أن أساعد أهلي بعد تخرجي، أصبحت عبئا عليهم، ويتحملون مسؤوليتي.

ويعيش اليمنيون منذ أكثر من ثلاثة أعوام في ظل الحرب، التي أدت إلى تدهور مختلف جوانب الحياة، وبات أكثر من 82% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية، فيما يعاني 13 مليون شخصا نقصا في الأغذية.

تبعات البطالة

ولا تختلف كثيرا تفاصيل حياة المواطن عبده منصور عن علي، فهو كذلك عاطل عن العمل، بعد أن كان يعمل في ورشة لتصنيع الأثاث.

يقول لـ"المهرة بوست" إن صاحب الورشة أغلقها بعد إفلاسه نتيجة لعدم إقبال المواطنين على شراء الكماليات، وانقطع رزقه منصور معها، وأمله بإنشاء ورشة نجارة خاصة به.

وأفاد بأنه يحاول من وقت لآخر البحث عن عمل، لكن سرعان ما يتم إغلاق جهة العمل بسبب الأوضاع الحالية وتردي اقتصاد البلاد.

وتابع "بالنسبة لي لا يهم إن أكلت أو لا، لكن يهمني أبنائي الأربعة، الذين أخاف أن أعجز عن تعليمهم ذات يوم.

 تدهور مستمر

وبحسب إحصائية أخيرة، فإن أجور العمال اليمنين تبلغ نحو 20 ألف ريال، وهو الحد الأدنى المعمول به، أي نحو 93 دولاراً شهرياً، وبالتالي فإن ساعة العمل في اليمن لا تتجاوز 58 سنتاً.

وأكد تقرير للأمم المتحدة أنه تم تسريح 70% من العمالة لدى شركات القطاع الخاص، حيث فقد نحو 80% من الشباب وظائفهم.

وكانت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء، أكدت في بيان سابق لها، أن هذه المناسبة استثنائية عن عمال العالم حيث تمر وعمال اليمن يلملمون جراحهم ويتشبثون بمعانيها النضالية، ولا يتحدثون عن امتيازات عمالية تحققت في ظروف العمل أو رفاهية العاملين، بل يتحدثون عن كيفية الحصول على أدنى فرص العيش والبقاء على قيد الحياة.

وأضافت أن "الواقع العمالي يستحيل تصور حصوله في عصرنا الحديث، بل إنه واقع يتجاوز كل القرون الأخيرة، على مرأى ومسمع من العالم بكل منظماته الإنسانية والحقوقية والعمالية، وفي ظل صمت مخز داخلي وخارجي.

وهاجمت كافة الأحزاب السياسية "لأنها لاذت بالصمت المطبق كونها شريكة في الحرب وفي تبعاتها لا من أجل قضية عادلة، وإنما من أجل الاستحواذ على السلطة والثروة.

وبحسب آخر إحصائية للبنك الدولي، فإن نسبة البطالة في اليمن ارتفعت إلى 56 بالمائة نهاية العام 2016، فيما يقدر خبراء اقتصاديون ارتفاع الرقم إلى 68% مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء الحرب.

 وتسبب الصراع الدائر في اليمن في كارثة إنسانية. إذ تشير التقديرات في مارس/آذار 2017 إلى أن 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي (نحو 60% من مجموع السكان)، بالإضافة إلى 7 ملايين آخرين يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي، بحسب البنك الدولي.

وقد ارتفعت معدلات سوء التغذية بمعدل 57% منذ عام 2015، وتؤثر الآن على ما يقرب من 3.3 مليون شخص - 462 ألفا منهم من الأطفال دون سن الخامسة، وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف أن هناك طفلا واحدا يموت كل عشر دقائق بسبب أسباب يمكن الوقاية منها.

واقع مأساوي

وارتفعت نسبة الفقر في اليمن بشكل غير مسبوق، لتشمل نحو 85% من إجمالي عدد السكان، بحسب تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.

في سياق ذلك، يؤكد الناشط المجتمعي محمد نجيب السامعي، أن العمال اليمنيين يعيشون للعام الرابع على التوالي، ظروفا معيشية صعبة لم يسق لها مثيل منذ عقود من الزمن، بعد أصبح الأغلبية يعانون من البطالة.

وأشار في تصريحه لـ"المهرة بوست" بأن أغلبية اليمنيين العاطلين عن العمال، يعانون من ظروف نفسية ومعيشية متدهور، هي الأسوأ على الإطلاق.

وأكد أن الوضع الحالي يستدعي أن يتم العمل على إنهاء الحرب والأزمة اليمنية، لتستقر الحياة وتتوفر معها فرص العمل.

ويأمل السامعي أن يتم الاحتفال بهذه المناسبة في العام القادم، وقد انتهت الحرب، وعادت اليمن إلى مرحلة البناء والإعمار والعيش باستقرار



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات