الرئيسية > أخبار اليمن
لماذا أرسلت الإمارات مرتزقة يمنيين إلى ليبيا؟
المهرة بوست - الخليج أونلاين
[ الثلاثاء, 25 أغسطس, 2020 - 06:39 مساءً ]
بين مواطنيها -وهم نحو 2.7 مليون نسمة- لا تمتلك دولة الإمارات عدداً كافياً من المجندين لخوض صراعاتها وحروبها الخارجية وتعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في المنطقة، ما يدفعها إلى الاستعانة بالأجانب لتحقيق أطماحها.
وبينما تخوض أبوظبي صراعاً في اليمن عبر مليشياتها التي تنضوي تحت مسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، للسيطرة على مدن جنوبية، بدأت بالعمل على الاستفادة أيضاً من تلك المليشيا للزج بها في معارك أخرى ولكن خارج البلاد.
وتحولت الإمارات مؤخراً إلى أشهر دولة على مستوى العالم في تجنيد مزيد من المرتزقة بشكل محموم، وصل إلى حد خداع البعض والزج بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
مجندون يمنيون
مؤخراً تحدثت تقارير إعلامية يمنية وعربية عن بدء الإمارات بتدريب مجندين ممن يخضع ولاؤهم لمليشيا موالية لأبوظبي، في حين سبق أن أرسلت آخرين إلى ليبيا لخوض معارك إلى جانب قوات المتمرد خليفة حفتر، الذي يخوض حرباً ضد حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
ونقل تلفزيون "الجزيرة"، في 23 أغسطس 2020، عن مصادر أمنية يمنية قولها إن الإمارات جندت عشرات اليمنيين للمشاركة بالقتال في ليبيا ضد حكومة الوفاق الوطني.
وذكرت المصادر أن تدريب اليمنيين تم في قاعدة بمحافظة لحج جنوبي اليمن، وقاعدة عصب التابعة للإمارات في إرتريا، مشيرة إلى أن السلطات اليمنية، ومن ضمنها الرئاسة، علمت بعملية التجنيد ولم تحرك ساكناً.
وجاءت هذه المعلومات بالتزامن مع ما نشره القيادي في المقاومة الجنوبية اليمني عادل الحسني، الذي قال: إن الإمارات "أخذت 40 مجنداً يمنياً إلى ليبيا للقتال هناك مع شركة فاغنر الروسية، وتعطي كل واحد مبلغ 5000 ريال سعودي (1333 دولاراً أمريكياً) شهرياً".
وأوضح الحسني في سلسلة تغريدات على "فيسبوك وتويتر" أن "بعض الأشخاص تمت إعادتهم من عصب ولم يكملوا رحلتهم إلى ليبيا"، وأن "المعلومات والصور من داخل الدفعة التي ذهبت إلى عصب ثم إلى ليبيا تظهر تعامل الإمارات مع أدواتها كعملاء حتى تخرجهم يقاتلون خارج البلد".
ليست الأولى
في منتصف يناير 2020، كشف موقع "بوابة ليبيا" الإخباري عن قيام الإمارات بـ"حملة تجنيد مجموعة من المقاتلين المرتزقة جنوبي اليمن، وإرسالهم إلى ليبيا للقتال بجانب حفتر".
وقال الموقع نقلاً عن مسؤول أمني يمني قوله إن المجندين الذين يتم تدريبهم يبلغ عددهم "2000 مقاتل للقتال في صفوف الجنرال خليفة حفتر، ومساعدته في حربه ضد حكومة الوفاق الليبية".
وأضاف أن المقاتلين اليمنيين تم تزويدهم بكميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة والمدرعات والشاحنات العسكرية، والتي كانت فيما يبدو رداً على دعم تركيا للحكومة الليبية المعترف بها دولياً.
وكانت الإمارات حاولت تمييع أنباء إرسال مجندين تابعين لها من اليمن إلى ليبيا بنشر أخبار في مواقع ووسائل إعلام تابعة لها وأخرى سعودية، اتهمت فيها حزب الإصلاح اليمني بالقتال في صفوف حكومة الوفاق الليبية، وهو ما نفاه الحزب واعتبره "مخططاً رخيصاً يستهدف اليمنيين".
ثلاثة عوامل لإرسال المرتزقة
يعتقد الصحفي والكاتب اليمني فهد سلطان أن ثلاثة عوامل تدفع الإمارات إلى الاعتماد على إرسال مرتزقة من اليمن إلى ليبيا.
ويرى أن العامل الأول يتمثل في شخصية المقاتل اليمني، الذي يقاتل حتى الموت دون الاستسلام، كما هو الحال حالياً في القتال المستمر في عدة جبهات داخل البلاد.
ويبين أن العامل الثاني يرجع إلى وجود أتباع للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات "مخلصين جداً للإمارات ومستعدين لتنفيذ توجيهاتها"، فيما يتمثل العامل الثالث بـ"قلة الأموال التي تدفعها لهم مقارنة بمرتزقة آخرين من عدة دول".
وأضاف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "الوضع في ليبيا يحتاج من الإمارات إلى إرسال مقاتلين جدد، وهو ما دفعها للتجنيد من عدة دول مقابل مبالغ طائلة، ما دفعها مؤخراً للجوء إلى المرتزقة اليمنيين الذين تدفع لهم الإمارات مبالغ ضئيلة، حيث يعتبرون أرخص مرتزقة، بحسب ما وصفه في وقت سابق موقع أمريكي".
صمت حكومي
ويشارك الناشط السياسي محمد السلمي حديث سلطان في أن الإمارات تنظر لليمنيين المواليين لها على أنهم "أرخص مرتزقة تستطيع الحصول عليهم مقابل ما تدفعه من أموال كبيرة لغيرهم".
ويقول في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن الإمارات "سبق أن كشفت عن قيامها بتدريب نحو 200 ألف جندي يمني، معظمهم من المواليين لها، خلال تدخلها في حرب اليمن، ما يجعل إعادة تدريب جزء منهم وإرسالهم إلى ليبيا أمراً غير مستبعد".
ويضيف: "لا تزال الإمارات إلى اليوم تحشد مزيداً من مناصريها باليمن وتدربهم، أولاً للسيطرة على مناطق جديدة مثل ما حدث في سقطرى وما يحدث حالياً في تعز وأبين، وثانياً لإرسال ما تبقى منهم إلى ليبيا".
وأبدى السلمي استياءه "من الصمت المستمر للحكومة اليمنية إزاء ما يحدث"، مضيفاً: "الحكومة تتحمل الوزر الأكبر من هذه الكارثة؛ حينما يتحول أبناء اليمن إلى مرتزقة يُقتلون في أرضٍ غير أرضهم".
دولة المرتزقة
وارتبط اسم الإمارات بتشكيلات المرتزقة الموجودة في عدة دول، حيث تزامن تأسيس فرق المرتزقة مع انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011، وتعددت الأهداف التي وقفت خلفها.
واستجلبت الإمارات مرتزقة أجانب ومنحتهم ميزات وضمانات كبيرة، واستخدمتهم من أجل تنفيذ أجندتها الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت باكورة أعمالها في هذا المضمار تشكيل محمد بن زايد لقوة سرّية مؤلفة من 800 مرتزق كولومبي تحت قيادة ريكي تشامبرز.
وإلى جانب ذلك وظفت الإمارات مرتزقة كانوا ضباطاً بقوات خاصة بعدة دول، ومرتزقة ذوي رتب رفيعة سابقة في جيوش أجنبية كبيرة، ومن ضمن ذلك الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا.
ولم يخلُ العمل الإماراتي من الاستعانة بالجانب الإسرائيلي، سواء فيما يتعلق بجوانب التدريب، أو توفير المعدات، أو غيرها من الوسائل، مع الوضع في الحسبان ذلك الدور المهم الذي أداه –وما زال– محمد دحلان، صاحب الشخصية الأمنية المثيرة للجدل، والذي يتمتع بعلاقات خارجية قوية ومتنفذة، لا سيما مع الجانب الإسرائيلي.
كما استخدمت الإمارات مرتزقة بأسعار منخفضة لجلب مزيد من المقاتلين من السودان والنيجر وعدة دول أفريقية، والزج بهم في القتال مؤخراً باليمن وليبيا.
مشاركة الخبر: