الرئيسية > أخبار اليمن
البيض الإبن .. بيدق الإمارات الجديد لإخضاع حضرموت
المهرة بوست - ديبريفر
[ الثلاثاء, 25 أغسطس, 2020 - 04:41 مساءً ]
بالتزامن مع حراك سياسي يشوبه التوتر وتبدو البصمات الإماراتية واضحة على أحداثه في محافظة حضرموت شرقي اليمن، خرج هاني البيض، نجل نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، ليسجل موقفاً مؤيداً للمجلس الانتقالي الجنوبي ودعوته للانفصال مستغلاً كونه وعائلته، من أبناء حضرموت المحافظة التي لا تزال تتمسك بالرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية الشرعية، وتنادي بدولة اتحادية تضمن لها حقها في الثروة، وترفض جرها إلى صراعات فوضوية كتلك التي جُرت إليها سقطرى والمهرة، وقبلهما عدن وأبين وشبوة.
ونقلت وكالة "ديبريفر" عن مراقبون قولهم : إن ما يفعله هاني البيض ليس إلا محاولة لعودة "عائلته" مجدداً إلى المشهد السياسي اليمني وخاصة الجنوبي، فيما يرى آخرون أنه "بيدق جديد تحركه الإمارات كيفما شاءت".
وأكدت الوكالة إن الإمارات تريد أن يكون لهاني البيض صوتاً وحضوراً قوياً في الجنوب وتحديداً في حضرموت التي لا تزال عصية عليها، وتأمل أن يخضعها البيض الابن لمشيئتها".
عودة إلى مشهد تتحكم به عدة أطراف إقليمية، وبعد صمت استمر لسنوات طويلة، يبدو إنها مدروسة، لها أطماع بثروات جنوب اليمن، لا يمكن التكهن بنجاحها، خاصة وأن هاني البيض لا يملك تاريخاً سياسياً يؤهله لتصدر مشهداً معقداً، لكنه يحاول أن يُحدث "ضجيجاً" قد يكون له أثراً ولو نسبياً.
يوم الاثنين، دعا هاني علي سالم البيض، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، إلى تعليق المفاوضات مع الحكومة الشرعية، وانتقد عدم تجميد قيادة الانتقالي للمفاوضات منذ وقت مبكر خاصة أمام "التصدع الواضح الذي أصابها".
وقال هاني البيض على حسابه في "تويتر" في وقت متأخر مساء الأحد:" أمام التصعيد المستمر في أبين وانتهاكات الهدنة المتكرر وتجدد الاشتباك العنيفة، على الانتقالي ان يعلن تعليق المفاوضات مع الشرعية" لأن هذا أبسط حق تفاوضي على اعتبار أن الحكومة الشرعية هي "الجهة المسؤولة عن تعليمات إطلاق النار على القوات الجنوبية وتجدد المعارك".
حضور باهت في مشهد ملتهب
بعد تواري أباه عن المشهد السياسي، يحاول هاني البيض المتواجد في دولة الإمارات، أن يكون صاحب حضور في المشهد السياسي الجنوبي، بعد صمت استمر لسنوات طويلة.
ويرى البيض الابن إن "أول مؤشر لأبناء الجنوب وللمتابع لِمدى صدق والتزام الشرعية وحزب الإصلاح من مخرجات اتفاق الرياض، ولمعرفة أيضا أهمية الاتفاق للتحالف، وما إذا كانت المملكة حريصة على نفاذ مخرجاته، هو تمكين محافظ عدن وتسهيل مهامه والبدء بفعالية في تحقيق انجازات بالجنوب من خدمات ومعيشة الناس"، مضيفاً" وهذا للأسف مغيب".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد عين محافظاً للعاصمة المؤقتة عدن ومديراً للأمن من شخصيات محسوبة على المجلس الانتقالي، وذلك بعد ساعتين من إعلان السعودية آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض في 29 يوليو الماضي.
البيض الابن خاطب المجلس الانتقالي بضرورة استيعاب أهمية دوره الوطني جيداً في الجنوب وتعزيز نفسه كقوة سياسية غير مقيدة، مؤكداً إن "الأمر يتطلب أحياناً من القوة السياسية الرائدة في المجتمع خروج عن المألوف أو الإعلان عن خطوات ليست في حسابات الأطراف التي تعنيه".
وتابع" فمثلاً إعلان الانتقالي للإدارة الذاتية رغم عدم تمكينه، إلا أن ذلك "خلق اتفاق الرياض 2"، وجعل من الشرعية تقر بتنفيذه، ووضع الانتقالي في "ميزان حسابات التحالف والعالم".
وأعلنت الرياض نهاية الشهر الماضي، عن آلية جديدة لتسريع اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر الماضي، لكن هذه الآلية ماتزال حتى اللحظة تواجه بعض الصعوبات والعراقيل وبالأخص فيما يتعلق بسحب المعسكرات الى خارج المدن ضمن بنود الشق العسكري والأمني للاتفاق.
وعقب الإعلان عن الآلية، هاجم البيض إعلان الانتقالي التخلي عن الإدارة الذاتية في الجنوب التي كانت قد أعلنها في نهاية أبريل الماضي، وتعهده بتنفيذ اتفاق تقاسم السلطة مع الحكومة الشرعية برعاية سعودية.
واعتبر إن فكرة المحاصصة ستدخل قيادات الانتقالي في ما وصفه بـ"مستنقع الشرعية" ذاته، وقال أنه" كان يتوجب على الانتقالي أن لا يقبل إلا بمناصفة حقيقية وتقاسم عادل في الحكومة وتمثيل حقيقي يضمن حق الجنوبيين في الحقائب السيادية دون انتقاص وللتأسيس عليه كشرط أساسي للذهاب إلى أي تسوية نهائية".
تصريحات استباقية ..وتظاهرات مضادة
تصريحات البيض، جاءت بالتزامن مع تجدد الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والانتقالي في محافظة أبين جنوبي البلاد، رغم المشاورات التي ترعاها السعودية بين الجانبين، ورغم تواجد اللجنة العسكرية السعودية، التي تشرف على انسحاب قوات الانتقالي من المواقع العسكرية، والمؤسسات التي سيطرت عليها سابقاً، بالإضافة إلى قيامها بعملية فصل القوات في أبين، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، كجزء من آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
وأتت تصريحات هاني البيض استباقاً للتظاهرات دعا لها الائتلاف الوطني الجنوبي، في سيئون ثاني أكبر مدن حضرموت، دعماً للرئيس اليمني والحكومة الشرعية، والدولة الاتحادية، وقد نجح الائتلاف الجنوبي في تسيير التظاهرات مساء الاثنين، رغم العوائق التي وضعها أنصار الانتقالي .
نجاح الائتلاف الوطني الجنوبي في تسيير التظاهرات، يؤكد أنه استطاع إيصال رسالة سياسية واضحة وقوية، حملتها تغريدة مهمة لمستشار الرئيس اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر قال فيها:" إن "أبطال حضرموت انتصروا اليوم لحريتهم ولوطنهم وكرامتهم وهويتهم اليمنية، ولحقهم في الثروة وحقهم في السلطة، وهتفوا هنا حضرموت، هنا اليمن، هنا الوطن الكبير والشرعية والدولة الاتحادية".
ومنذ مارس الماضي، لا يتوقف البيض الابن عن محاولة إثبات وجوده في المشهد الجنوبي، عبر سلسلة تغريدات، يعبر من خلالها عن رفضه لتفاوض الانتقالي مع الحكومة الشرعية، ومركزاً دعواته إلى رفض المفاوضات والشرعية والوحدة، واستعادة دولة الجنوب، من "الاحتلال اليمني".
عودة بعد سبات سياسي طويل
بعد حرب الانفصال وخسارة علي سالم البيض، رحل الرجل إلى سلطنة عمان ثم استقرت فترة في لبنان، ولم يظهر إلا في مقابلة تلفزيونية أجراها في مدينة جنيف السويسرية في الذكرى الأولى لحرب الانفصال، ثم دخل في حالة سبات سياسي استمرت لخمسة عشر عاماً.
في 21 مايو 2009 خرج علي سالم البيض إلى العلن، ليدعو في مؤتمر صحفي بمدينة ليستبو النمساوية إلى انفصال جنوب اليمن.
مثل خروج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، من السلطة في فبراير 2012، فرصة لنائبه السابق علي سالم، الذي استغل الوضع اليمني السياسي والأمن والاقتصادي الهش، فعمل عبر موالين له في المحافظات الجنوبية، على إنهاء أي وجود لدولة "الوحدة".
لكن "البيض" اصطدم بوجوه جنوبية جديدة، استطاعت في زمن الحرب الحضور في المشهد السياسي اليمني بشكل عام والجنوبي على وجه الخصوص، مدعومة بدعم دول إقليمية كانت داعمة للانفصال في 1994، ليخفت صوت "البيض" خلال سنوات الحرب الخمس، لكنه ومنذ مطلع العام الجاري عاد مجدداً ولكن عبر نجله هاني الذي تبنى علناً مواقف المجلس الانتقالي الجنوبي التي تدعمها الإمارات بقوة.
مشاركة الخبر: