الرئيسية > عربي و دولي
حملة غير مسبوقة في السعودية للإفراج عن نجل الملك عبدالله
المهرة بوست - وكالات
[ السبت, 22 أغسطس, 2020 - 04:56 مساءً ]
دشنت حسابات سعودية تحمل أسماء غير حقيقية، حملة تطالب بالإفراج عن الأمير "تركي بن عبدالله"، أمير الرياض السابق، ونجل الملك الراحل "عبد الله بن عبد العزيز".
وتم اعتقال الأمير تركي ضمن حملة مكافحة الفساد التي شنتها السلطات في تشرين ثان/ نوفمبر 2017، التي طالت أمراء ومسؤولين من بينهم شقيقه مشعل (أمير مكة السابق)، وأخويه غير الشقيقين، متعب وفيصل.
وأفرجت السلطات عن جميع الأمراء بعد أسابيع من الاعتقال عقب التوصل إلى تسوية مالية معهم، إلا أن الأمير تركي بقي سجينا حتى الآن.
وقال المعارض السعودي "عمر الزهراني"، إن بعض أبناء الملك عبدالله قرروا رفع دعوى جنائية في الخارج، بقصد الحصول على تعويضات من الظلم الذي تعرض له إخوتهم من قبل السلطات بتوجيهات من ولي العهد محمد بن سلمان.
وبحسب ما ذكر "الزهراني" في فيديو، فإن الفكرة جاءت من بعض أبناء الملك الراحل ممن يقيمون خارج المملكة، وقوبلت بتأييد من البقية، والأمر الذي دفعهم لقبول الفكرة، التداعيات الضخمة التي أحدثتها قضية سعد الجبري.
وذكر "الزهراني" أن الجبري رفع دعوى على نحو 109 صحفات، وبإمكان أبناء الملك عبد الله إرفاق أكثر من 500 صفحة من المعلومات الخطيرة في دعواهم.
حملة منظمة
ورصد موقع "عربي21" نحو 25 حسابا تنشط بشكل يومي منذ تموز/ يوليو الماضي، في نشر تغريدات تدعو بالفرج للأمير تركي.
وتقوم هذه الحسابات بطرح قضية الأمير تركي المعتقل منذ نحو 3 سنوات بأساليب مختلفة، إما بشكل مباشر بالدعاء له بالفرج، أو بالتغزل به وبماضيه، وذكر أبرز خصاله بحسب قولهم وهي "الكرم والسعي في عتق الرقاب".
وكان لافتا أن بعض الأمراء تحدثوا علنا عن الأمير تركي، وغردوا بالدعاء له بالفرج، وآخرهم الأميرة دنا بنت خالد بن عبد الله.
ووفقا لما كشفت عنه بعض تلك الحسابات، فإن الأمير تركي محتجز في مكان جيّد، ويقابل أفراد أسرته بشكل مستمر.
إلا أن تلك الحسابات أوضحت أن مسألة إنهاء ملف اعتقال الأمير تركي لا تزال مجهولة وغامضة، وسط ترجيح بأن يكون أمير الرياض السابق يرفض التوصل إلى تسوية مع السلطات، يتنازل بموجبها عن جزء كبير من ثروته على غرار إخوته وأبناء عمومته، مقابل الإفراج عنه.
وكان حساب "العهد الجديد" ذكر أن "تركي بن عبد الله" حاول الانتحار بالسجن، وأنه يعاني من ظروف اعتقال سيئة وتعرض للتعذيب.
حضور لابن نايف
كان لافتا أن أبرز الحسابات القائمة على حملة إطلاق الأمير تركي، هي من المروجين لولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف.
وذهبت بعض هذه الحسابات إلى دمج صور الأمير تركي مع ابن نايف، وأخرى مع الأمير أحمد بن عبد العزيز.
وتلمح هذه الحسابات إلى أن الأمير محمد بن نايف مستهدف من قبل الذباب الإلكتروني الذي يحاول إسقاط سمعته، وربطه بملفات الفساد، بعد خروج قضية ساعده الأيمن سعد الجبري للعلن.
وبعض هذه الحسابات تعترض على سياسات السعودية الحالية على الصعيد الخارجي، وتهاجم الإمارات.
اللافت أن جل هذه الحسابات لم تنشأ حديثا، إذ يعود تاريخ نشاط بعضها إلى 8 و7 سنوات للوراء، أي منذ عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من هو الأمير تركي؟
تركي بن عبد الله، 48 عاما، هو الأمير السابق لمنطقة الرياض (أقيل بعد 6 أيام من تولي الملك سلمان مقاليد الحكم)، وهو الابن السابع من أبناء الملك الراحل.
الأمير تركي هو طيار حربي، قاد السرب 92 في قاعدة الملك عبد العزيز الجوية (شرق)، بعد تخرجه من كلية وليامز الأمريكية.
وحصل الأمير تركي على شهادات متقدمة في الاستخبارات الدفاعية والعسكرية بالولايات المتحدة، وشهادات أخرى خاصة بالقوات الجوية في بريطانيا وفرنسا، وهو ما أهله لترؤس لجنة تطوير ميادين القوات الجوية.
وحصل الأمير تركي على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وشهادة أخرى بالدراسات الاستراتيجية من جامعة ويلز في بريطانيا، وكان يحضر درجة الدكتوراه في ذات التخصص بجامعة ليدز، بأطروحة تتناول العلاقات بين الصين والسعودية.
مقتل مدير مكتبه
بعد أسابيع من حملة الريتز، نعت حسابات مقربة من أسرة الملك عبد الله، اللواء علي القحطاني، الذي يعد أحد رجالات العهد السابق، وهو مدير مكتب الأمير تركي.
بحسب ما ذكرت مصادر معارضة، فإن اللواء القحطاني تمت تصفيته بعد اعتقاله في حملة الريتز، نظرا لحساسية المعلومات التي بحوزته.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن شاهد عيان على مقتل القحطاني، قوله؛ إنه رأى "رقبته كانت ملتوية بشكل غير طبيعي كما لو أنها كسرت وكانت الكدمات والجروح منتشرة في أنحاء جسده، بينما غطت جلده آثار التعذيب".
وطبقا لشهادة أحد الأطباء وشهادة شخصين آخرين اطلعا على حالة الجثة، فقد كانت على جسده آثار حروق يبدو أنها نجمت عن الصعق بالكهرباء.
واللافت أن القحطاني بحسب ما أكدت "نيويورك تايمز" لم يكن ثريا، وهو ما أثار تساؤلات عن ضمه لحملة الريتز.
أخ آخر معتقل
في أيار/ مايو الماضي، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن السلطات تعتقل الأمير فيصل بن عبد الله، الأخ غير الشقيق للأمير تركي، وتعزله عن العالم الخارجي منذ آذار/ مارس الماضي.
ولفتت المنظمة إلى أن الأمير فيصل تم اعتقاله سابقا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، ضمن حملة "الريتز"، وأفرج عنه بعد أسابيع رفقة متعب ومشعل بن عبدالله، قبل أن يعاد اعتقاله هذا العام.
وأبدت عائلة الأمير فيصل (55 سنة) خوفها على صحته، إذ إنه يعاني من مشاكل في القلب، بحسب المنظمة.
مشاركة الخبر: