الرئيسية > ترجمات
هل اقتربت حرب إيران بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي؟
المهرة بوست - الخليج الجديد
[ السبت, 22 أغسطس, 2020 - 04:41 مساءً ]
إذا كانت هناك اتفاقية مصممة لإحداث حرب في الشرق الأوسط، فستكون هذه الاتفاقية بين (اسرائيل) والإمارات. لكن هل سيكون "ترامب" أو "نتنياهو" حاضرين لمواجهة الإهانة عندما تلعب إيران ورقتها؟
ربما كانت الصفقة المبرمة بين الإمارات و(إسرائيل) "تاريخية" كما أسماها "ترامب"، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنها شيء جيد لأي أحد.
يشير المعلقون في الشرق الأوسط الذين يشيدون بالصفقة إلى الفوائد التي ستعود على الإمارات بسببها (الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع والتجسس الإسرائيلية، ناهيك عن الأجهزة)، وعلى إسرائيل (المزيد من الأموال القادمة، والوظائف التي سيتم توفيرها)، وعلى "ترامب" (جرى الإشادة به كوسيط السلام في الشرق الأوسط).
ما يفعله "ترامب" هو نفس ما فعله الرؤساء تقليديا في الشرق الأوسط وهو محاولة الظهور بمظهر "وسيط السلام". من يستطيع أن ينسى كوميديا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" الذي أصبح "مفاوض سلام" في نفس المنطقة حيث كان مسؤولا عن قتل آلاف العراقيين الأبرياء على أساس معلومات استخباراتية مزيفة؟ لقد أراد الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي" الأمر نفسه، ولذلك أسس مؤسسته الفكرية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتعمل بالتوازي مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وباريس. يتظاهر "ماكرون" الآن بأنه يهتم بلبنان ولكنه يستغل الأزمة هناك لإرسال سفن حربية فرنسية إلى المنطقة لمواجهة تركيا المشغولة بتوسيع بصمتها في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط.
ما فشل المعلقون في ذكره مع احتلال صفقة "ترامب" عناوين الصحف هو أنها، أولاً وقبل كل شيء، صفقة مزيفة. وثانيا، أن اثنين من قادة المنطقة الذين أبرموا اتفاقيات سلام مع (إسرائيل) -في 1979 و 1994- انتهى بهم الأمر بالاغتيال (السادات ورابين).
ما تم توقيعه بين الإمارات و(إسرائيل) هو في الحقيقة أي شيء سوى اتفاق سلام، إنه أكثر من اتفاق يضمن المزيد من التوتر في المنطقة، وهو ما قد يدركه ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" الذي من المحتمل أن يكون الطرف الوحيد في الاتفاقية المتواجد بعد نوفمبر/تشرين الثاني.
لا ننسى أن كل من "ترامب" و"نتنياهو" يكافحان من أجل البقاء حيث أغرقهما مسارهما السياسي في مزاعم الفضيحة والكسب غير المشروع. وما يوحدهم على حد سواء هو استجابتهم المتعثرة للوباء والتحديات الحقيقية التي يواجهونها في بلدانهم بسبب فشلهم في حماية الوظائف وإنقاذ الاقتصاد.
بالتأكيد، الصفقة لن تدوم طويلا. وخاصة أن أحد أطرافها "نتنياهو"، الذي لا يمكن الوثوق فيه والذي يبحث عن أي قشر يمكن أن يلقي به في الهواء لإلهاء الصحفيين بعيدًا عن المرجل الذي يجلس فيه، والذي سيكون ساخنًا بشكل خاص في الأشهر المقبلة.
لقد حاول "نتنياهو" خلق أزمة على الحدود مع لبنان وأرسل وحدات عسكرية إلى هناك من أجل وسائل الإعلام للحصول على القصة التي يريدها. وفي الواقع، يُظهر لنا التاريخ مرة أخرى أنه يوجد في (إسرائيل) نمط من القادة الذين يستخدمون لبنان و"حزب الله" كذريعة لإعطاء أنفسهم فرصا سياسية. ويعتقد كثيرون أن (إسرائيل) كانت لها يد في انفجار بيروت.
إذا كنت تحب نظريات المؤامرة، فهناك الكثير لتفكر فيه. مثل "اتفاق السلام" الوهمي الذي وقعته الإمارات و(إسرائيل)، والذي يعد من نواح كثيرة تعزيزًا لعلاقات (إسرائيل) مع الدول العربية التي تعرف أنها لا تستطيع أن تأمل في تقديم أي تهديد حقيقي لإيران بمفردها.
ومن المفارقات، أن هذه الصفقة بالذات لن تؤدي إلا إلى مزيد من العداء لإيران وربما تقود نظامها إلى تمويل مجموعات في الضفة الغربية وغزة بشكل أكبر عندما تبدأ القذائف في الظهور وتبدأ انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة .
تستعد إيران بشكل أو بآخر للحرب مع الولايات المتحدة وحلفائها على أي حال؛ حيث يعتقد قلة في طهران أن النظام يمكن أن يستمر دون الاستجابة لمطالب المتشددين الذين أوضحوا أنهم لن يكتفوا بالمشاهدة فقط لمدة 4 سنوات أخرى في حال فوز "ترامب".
بالنظر إلى كل هذا، من الصعب معرفة مكان وجود الأخبار السارة لأي شخص ذكي ومطلع على تاريخ المنطقة. لقد تم إلقاء الفلسطينيين في النهر، بينما يقوم "ترامب" بمهمة انتحارية بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، ويكافح "نتنياهو" من أجل البقاء.
ويعاني "بن زايد" من مشاكل حقيقية مع الاقتصاد؛ حيث خسرت الدولة بالفعل 75% من دولاراتها السياحية، بينما يغادر العمال الوافدون في الوقت الذي لن يحدث فيه تخفيف القوانين المتعلقة بالكحول فرقًا.
يبدو أن الجميع بحاجة إلى حرب مع إيران فقط لتوجيه الكاميرات إليها، بينما يكتشفون خطوتهم التالية.
المصدر | مارتن جاي/ انسايد أرابيا – ترجمة وتحرير الخليج الجديد
مشاركة الخبر: