الرئيسية > تقارير
تسليم مقرات حكومية في تعز صفقة خلط الأوراق أم تطبيع الحياة ؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الإثنين, 30 أبريل, 2018 - 09:10 مساءً ]
ما يزال الغموض يكتنف المشهد بتعز، بعد أن تسلمت قوات الأمن الخاص ووحدات الشرطة العسكرية, اليوم الاثنين, المباني الحكومية في الجبهة الشرقية، والبالغ عددها 20 موقعا.
وقال قائد القوات الخاصة ,جميل عقلان, إن القوات بعد أن بدأت اليوم باستلام المربع الامني كاملا شرق المدينة، سيجري نشر النقاط الامنية في تلك الأماكن، وإعادة تطبيع الحياة، واستكمال تنفيذ محاور الاتفاق المتبقي.
جاء هذا بعد أن أقرَّت اللجنة الأمنية بتعز يوم أمس الأحد، برئاسة المحافظ أمين محمود، آلية تسلم المقار والمؤسسات الحكومية الواقعة في المربع الشرقي، والخاضعة لسيطرة كتائب "أبو العباس".
وكان محافظ المحافظة قد وجه قبل أيام بعودة القوات قيادة المحور الشرطة العسكرية، وإدارة الأمن إلى مقراتها الرسمية في المربع الأمني شرقي تعز، وتأمين المنطقة، وتفعيل مؤسسات الدولة.
وأبدى مراقبون تفاؤلهم إزاء تلك الخطوة التي اعتبروها خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تطبيع الحياة، وعودة مؤسسات الدولة المعطلة منذ نحو ثلاث سنوات، بينما رأى البعض أن خلط الأوراق مستمر بالمدينة، وتستفيد منه قوى دولية وإقليمية لتنفيذ أجندتها التي يبدو معها مستقبل المحافظة مظلما.
تفعيل مؤسسات الدولة
بينما وصف الصحفي محمد أمين الشرعبي خطوة تسليم المؤسسات الحكومية بـ"الممتازة"، مؤكدا أنها تصب في طريق إعادة تفعيل تلك المؤسسات خلال الأيام القادمة.
وقال لـ"المهرة بوست" بأنه يجب أن يتم تسليم تلك المؤسسات بشكل كامل ودون أي محاولات للالتفاف على ذلك، عن طريق عدم تسليمها لمن كان بشكل أو بآخر هو المسؤول عن السيطرة عليها.
وأضاف بأنه يجب فور تسلم تلك المؤسسات إعادة العمل فيها بشكل سريع، حتى لا تظل مباني فارغة، كون الهدف ليس تلك الأماكن، وإنما إعادة العمل فيها بعد ترميمها، مثل مبنى البريد العام، والضرائب، والمياه، وإدارة الأمن.
سيناريوهات قادمة
ومع وجود علامات استفهام كثيرة حول قائد كتائب أبو العباس العقيد عادل عبده فارع، المصنف كداعم للإرهاب، والممول إماراتيا، والذي لم تندمج كتائبه بشكل كامل مع اللواء 35 مدرع، يعتقد الصحفي والكاتب عمار زعبل، أن هناك غرفة عمليات مشتركة, أحد أطرافها أبو العباس الذي يظهر بتصريحاته أنه أقرب من النظام السابق أكثر من الشرعية.
ولفت في تصريحه لـ"المهرة بوست" أن هناك خطة يتم تمريرها, لخنق تعز جنوباً ومحاولة فرض حزام أمني لكن بمميزات أخرى تختلف عنها في العاصمة المؤقتة عدن.
وبيَّن أنه سيكون هناك ترتيب لتحرير تعز، لكنه يهدف إلى تصفية حسابات ستكون ضحيتها المدينة التي تعاني من الحرب منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبحسب زعبل فالإمارات لم تستطع أن تلعب على المكشوف في الجنوب, لكن بمقدورها أن تفعل ذلك بتعز، مؤكدا أن خلط الأوراق بهذا الشكل لصالحها.
وفيما يخص عدم تسليم أبو العباس لنقطة الهنجر التي يحصل منها على الكثير من الجبايات، وقلعة القاهرة التي تتمتع بموقع استراتيجي، رأى بأن إخلاء تلك المواقع، هو أهم من المباني الأخرى.
وأوضح أن "قلعة القاهرة معلم تاريخي بارز من المفترض أن يكون هناك ضغط قوي لتسليمه, بينما نقطة الهنجر هي منفذ أمني من اختصاص قوات الأمن".
واستدرك "لكن هناك استعدادات لفترة قادمة من الصراع، وتأصيل الإرهاب في تعز وتجذيره وبرعاية إقليمية, إن لم يكن دولية".
وعود سابقة
وكانت كتائب أبو العباس قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استعدادها لتسليم المرافق الحكومية بتعز، بالتزامن مع زيارة وفد حكومي للمحافظة بقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري.
وقالت الكتائب في بيان لها، إنه: "انطلاقاً من تأييدنا لنتائج زيارة الوفد الحكومي إلى تعز وتزامنا مع التوجه الحكومي للبدء بتفعيل مرافق الدولة، فإننا في كتائب أبي العباس نعلن التزامنا بتطبيع الحياة في المدينة وتسليم المرافق الحكومية، التي ليس لها ارتباط بالمواقع العسكرية".
وطالبت نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية رئيس الوفد الحكومي إلى تعز بسرعة استلام 21 مرفق حكومية وهي قيادة المحور، نادي الضباط، الإشارة، إدارة الامن، صحيفة الجمهورية، ملعب الشهداء، معسكر الشرطة العسكرية، مدرسة الثلايا، المتحف الوطني، كلية الآداب، النادي الاهلي، البريد، المواصلات مكتب المالية، مكتب الضرائب المنشآت، الدفاع المدني، مدرسة النجاح، مدرسة أروى، الاستخبارات العسكرية.
إلا أن تلك العملية لم تتم، باستثناء البوابة الشرقية لجامعة تعز، التي تم تسليمها منتصف في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعن سبب ذلك، كشف نائب رئيس الوزراء، عبدالعزيز جباري، أن أبو العباس عدل عن وعوده لهم بتسليم مختلف مؤسسات الدولة للواء 35 مدرع والشركة والعسكرية، بعد تلقيه توجيهات من أبوظبي بعدم تسليم أي من تلك المنشئات والمؤسسات الحكومية التي يسيطر عليها.
وتشير إحصائية حديثة إلى أن عدد المؤسسات والمنشآت الحكومية التي توقفت عن عملها، نتيجة القصف أو تعرضها للتدمير من قبل مليشيات الحوثي وصالح، بلغ عددها 4204 منزل ومنشآه، وهو ما يكشف عن حجم الضرر الذي تعرضت له المحافظة.
مشاركة الخبر: