الرئيسية > عربي و دولي
التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. فتح خطوط الهاتف ورئيس الموساد بطريقه لأبو ظبي و4 دول عربية على الدرب
المهرة بوست - الجزيرة نت
[ الإثنين, 17 أغسطس, 2020 - 01:43 مساءً ]
تتسارع وتيرة التطبيع الكامل بين الإمارات وإسرائيل، حيث دشن الجانبان الاتصالات الهاتفية المباشرة. وفي حين يتوجه رئيس الموساد إلى أبو ظبي، أوضحت إسرائيل الأسس التي قام عليها التطبيع، وكشفت عن دول عربية أخرى في طريقها للاقتداء بالإمارات.
وقد أعلن الجانبان الأحد تدشين الاتصالات الهاتفية المباشرة، إذ قالت مديرة الاتصال الإستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة -في تغريدة على تويتر- إن وزيري خارجية الإمارات عبد الله بن زايد وإسرائيل غابي أشكنازي "دشنا خطوط الاتصال بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وتبادلا التهاني، وأكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين".
وقالت وزارة الاتصالات الإسرائيلية إن مزودي خدمات الاتصالات في الإمارات رفعوا يوم السبت حظر الاتصالات الواردة من أرقام تحمل رمز الهاتف الدولي لإسرائيل وهو +972.
ونقلت وكالة رويترز أن موظفيها أجروا اتصالات هاتفية من الإمارات بإسرائيل أمس الأحد، وأنه أصبح من الممكن زيارة المواقع الإخبارية الإسرائيلية التي كانت محظورة أيضا في الإمارات عبر اتصالات الإنترنت في الدولة الخليجية.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعز هندل على تويتر "أهنئ الإمارات العربية المتحدة على رفع الحظر".
وأضاف "ستتاح العديد من الفرص الاقتصادية الآن، وخطوات بناء الثقة هذه مهمة للنهوض بمصالح الدولتين".
وفي ذات السياق، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الموساد يوسي كوهين سيتوجه إلى الإمارات مساء الأحد للقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين
أسس التطبيع
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "هذه هي أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية منذ 26 سنة، وهي تختلف عن سابقاتها من حيث اعتمادها على مبدأين: السلام مقابل السلام، والسلام من منطلق القوة".
وأضاف أنه "بموجب هذه العقيدة لا يطلب من إسرائيل الانسحاب من أي أراض، وتحصد الدولتان سويا ثمار السلام الكامل والعلني والمفتوح في كافة مجالات الاستثمار والتجارة والسياحة والطاقة والصحة والزراعة والبيئة، وفي مجالات أخرى بما فيها الأمن".
اعلان
ورأى نتنياهو أن "الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام على أساس الانسحاب والوهن، قد فارق الدنيا وتلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي".
وقال إن الوضع الجديد يتعارض كليا "مع الاعتقاد الذي كان يقول حتى قبل أيام معدودة بعدم وجود أي دولة عربية توافق على إحلال سلام رسمي ومفتوح مع إسرائيل قبل حل النزاع مع الفلسطينيين".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بالشرق الأوسط تنص على بسط "السيادة" على مساحة واسعة من الضفة الغربية، وأنه لم يطرأ أي تغيير على خطة ضمّ أراض من الضفة، بعدما أشار الإعلان الأولي عن التطبيع إلى "تجميد" خطة الضم.
وفي تصريحات أخرى اليوم، قال نتنياهو إن من المهم اعتماد السرية بشأن الخطوات اللاحقة التي تسعى إسرائيل لتحقيقها كما حصل في الاتفاق مع الإمارات.
لا ضمانات
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن مسؤولين إماراتيين قولهم إن الإمارات لم تحصل على ضمانات من إسرائيل بشأن وقف ضم أجزاء من الضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة عن عمر غباش مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الخارجية والثقافة والدبلوماسية العامة، قوله إنه لا شروط ترتبط باتفاق بلاده مع إسرائيل.
وأضاف غباش ردا على الانتقادات الفلسطينية للاتفاق، أن "الإمارات دولة مستقلة وليس الفلسطينيون من يحدد لها طبيعة علاقتها بإسرائيل".
السعودية والبحرين وعمان والسودان
وفي ضوء توقعات إقدام دول أخرى على التطبيع مع إسرائيل، قال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، "سيتم توقيع اتفاقيات أخرى مع المزيد من دول الخليج والدول الإسلامية في أفريقيا".
وتابع قائلا "أعتقد أن البحرين وسلطنة عمان على جدول الأعمال بالتأكيد. بالإضافة إلى ذلك، فهناك في تقديري فرصة بالفعل العام المقبل لاتفاق سلام مع دول أخرى في أفريقيا، وعلى رأسها السودان".
أما الهدف الأكبر في مسار التطبيع فهو السعودية، وفقا لتصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين في مقابلة مع قناة "إن بي سي" NBC الأميركية.
وقال أوبراين إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي "يشكل انجازا كبيرا، وتطلب شجاعة كبيرة من القادة، وهناك أمل بالبناء على ما تم تحقيقه".
وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن تكون السعودية الدولة التالية في عقد اتفاق مع إسرائيل، قال أوبراين إن ذلك ممكن وإنه يأمل أن "يرى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان هذا الإنجاز، وأن يدركا أن ذلك سيكون عظيما للسعودية وللعرب والمسلمين".
وأضاف المسؤول الأميركي أن الخروج من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 كان هو الأساس لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
عباس يحذر
في تلك الأثناء، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس -في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- أنه ليس من حق الإمارات أو أي دولة أخرى أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني.
وأضاف أنه إذا أقدمت أي دولة عربية أخرى على خطوة مماثلة، فسيتم اتخاذ الموقف ذاته الذي اتخذ تجاه الإمارات، مؤكدا أنه لن يقبل أن تُستخدم القضية الفلسطينية ذريعة للتطبيع.
وأشار عباس إلى أن نتنياهو أكد صراحة أن خطة الضم لا تزال على الطاولة، وأن ما جرى هو تعليق مؤقت.
من جانبه، أوضح ماكرون أن بلاده رحّبت بالاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي، لأنه سيسهم في دفع عملية السلام إلى الأمام في المنطقة بحسب رأيه، وجدد التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي وفق رؤية الدولتين والقانون الدولي.
وأكدت مراسلة الجزيرة أن السفير الفلسطيني لدى الإمارات عصام مصالحة، وصل ظهر اليوم إلى رام الله بعد استدعائه، احتجاجا على التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب.
وكان أمين سر حركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب، قد أكد في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر أن السلطة سحبت السفير من دولة الإمارات، وأنه لن يعود.
وفي سياق ردود الفعل الفلسطينية، قال السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد عقل -في حديث للجزيرة نت- إنه "رغم علمنا بالعلاقات بين الإمارات وإسرائيل منذ 2015، إلا أن المفاجأة هي الطريقة التي أعلنت بها الإمارات اتفاقيتها بعد فشل ترامب بصفقة القرن".
وأضاف عقل أن الاتفاقية التي اعتبرها كل من ترامب ونتنياهو اتفاقية تاريخية للسلام، تمت عبر اتصال هاتفي، "وهذا يعطي ملامح بأن حظوظ ترامب الانتخابية متدنية مما دفعه لهذا بهدف تحقيق تقدم في علاقته الدولية الخارجية".
وأكد أن جميع بنود الاتفاقية لا تصبّ في مصلحة الإمارات، وليست لها علاقة بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن وقف خطة الضم الإسرائيلية تم قبل إعلان تلك الاتفاقية.
توتر إماراتي إيراني
في غضون ذلك، اشتد التوتر بين الإمارات وإيران في أعقاب إعلان التطبيع مع إسرائيل، حيث قالت وكالة الأنباء الإماراتية اليوم إن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بأبو ظبي، لإبلاغه احتجاجا على خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ونقلت الوكالة أن القائم بالأعمال الإيراني تسلم "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة" بسبب "هذا الخطاب غير المقبول والتحريضي الذي يحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي".
وقال روحاني في خطابه أمس السبت إن الإمارات ارتكبت "خطأ كبيرا" بالاتفاق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، منددا بشدة بما وصفه بأنه "خيانة للمسلمين وللشعب الفلسطيني وللقدس".
وحذر رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري اليوم من أن تعامل إيران مع دولة الإمارات سيتغير بشكل جذري بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وكذلك قال وزير الدفاع الإيراني اللواء أمير حاتمي إن اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تعد خيانة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
مشاركة الخبر: