الرئيسية > أخبار اليمن
فورين بوليسي: فشل النهج الامريكي نقل الحوثيين من جماعة صغيرة الى قوة مهابة في المنطقة
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ السبت, 08 أغسطس, 2020 - 05:18 مساءً ]
تعالت مؤخراً بشكل لافت موجة الإنتقادات بشأن السياسات التي تنتهجها الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع حلفائها وأعدائها في الشرق الأوسط ومنها اليمن، والهادفة لتحقيق التوازن بين أهداف واشنطن الأمنية الواسعة والموارد المحدودة المتاحة لذلك.
وفي تقرير حديث لها ، انتقدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذائعة الصيت، ما أسمته "النهج الفاشل" في محاربة التنظيمات الاسلامية المعارضة لها في الشرق الأوسط .
وذكر التقرير بأن لدى الإدارة الأمريكية فرصة مثالية لإعادة تشكيل تحالفاتها وتعزيز الإستقرار الدائم في المنطقة ولكن فقط، إذا قررت التخلي عن النهج الفاشل الذي تنتهجه حالياً من خلال ادارة الحروب بالوكالة كما يحدث في سوريا واليمن والعراق وليبيا.
مضيفاً أن الحرب بالوكالة فشلت ولم تحقق الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها فعلت العكس أحياناً، وقد حان الوقت لتغيير ذلك النهج والتركيز على استراتيجية جديدة تركز على الإستثمارات الكبرى في التنمية والدبلوماسية، الأمر الذي سيساعد في ضمان عدم بدء الحروب مرة أخرى وإعادة واشنطن الى مكانتها ودورها الرائد الذي يحتفظ لها بنفوذها .
الحروب التي تديرها واشنطن بالوكالة فشلت وحان الوقت للتركيز على استراتيجية جديدة
وأشار التقرير إلى أن هذا النهج الفاشل دفع الولايات المتحدة للإنجراف إلى عدة صراعات، وكان لذلك أثار سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة جعلت النزاعات تدوم لفترة أطول واجتذبت شركاء الأمن الأمريكيين الى صراعات جعلتهم أقل أماناً.
وبحسب ال "فورين بوليسي" ، كان للدعم اللوجيستي العسكري الذي وفرته واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنعكاسات سلبية خطيرة ،حيث انتقل الحوثيون من جماعة متمردة صغيرة إلى إلقاء صواريخ باليستية على الرياض.
مضيفة ، وفي الوقت نفسه ، وفر هذا الصراع أرضًا خصبة قوية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. في الواقع، ورد أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أبرم صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة، في حين أن الأسلحة الأمريكية المباعة للسعودية والإمارات انتهى بها الأمر في أيدي هؤلاء المقاتلين.
واشارت المجلة في تقريرها، إلى أن هذا لا يبدأ في تفسير التداعيات الإنسانية لتلك الصراعات، والتي سيكون لها عواقب طويلة الأمد وغير متوقعة، لا تستطيع الولايات المتحدة تحصين نفسها من المشاكل الناتجة عن عدم الاستقرار والإرهاب ومستوى الاستقطاب المجتمعي الذي قد يتجاوز نقطة اللاعودة ؛ كما لا يمكنها أن تأمل في احتواء هذه الصراعات داخل الدول الفاشلة دون آثار غير مباشرة.
وأكد التقرير ضرورة توجيه المساعدات الاقتصادية للمنطقة نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة ، فضلاً عن التنمية الاقتصادية طويلة الأجل التي تخلق الفرص وتفتح مسارات الازدهار لشعوب المنطقة.
مشيراً الى إن سياسة الشرق الأوسط المبنية على تعزيز رفاهية الإنسان بدلاً من أهداف أمنية محددة بدقة ستكون حاسمة لضمان إنهاء الحروب بالوكالة إلى الأبد.
وتُظهر الأبحاث أن احتمال الصراع الأهلي هو الأكثر احتمالًا في الدول التي عانت مؤخرًا من الفقر وسوء الإدارة وعدم الاستقرار السياسي والضعف المؤسسي ، وهي عوامل غالبًا ما تكون هي نفسها آثار الحروب. بمعنى أن الصراع يولد الصراع، وإذا فشل المجتمع الدولي في تنفيذ تدابير لمنع تكرار الصراع، فستستمر الحروب الأهلية في توفير فرص للتدخلات بالوكالة.
مشاركة الخبر: