الرئيسية > أخبار اليمن
تفاصيل مثيرة.. لماذا حاول محمد بن سلمان قتل وتقطيع سعد الجبري؟
المهرة بوست - وكالات
[ الجمعة, 07 أغسطس, 2020 - 02:04 صباحاً ]
نشرت صحف كندية، تفاصيل جديدة حول الدعوى التي أقامها ضابط الاستخبارات السعودي السابق "سعد الجبري"، ضد ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ومسؤولين آخرين، أمام محكمة واشنطن الجزائية.
وتكشف التفاصيل الجديدة، والتي حوتها الدعوى، طبيعة ومهمة فريق الاغتيال السعودي، والمعوف بـ"النمر"، والذين أرسلهم "بن سلمان" إلى كندا لمحاولة اغتيال "الجبري"، بنفس طريقة القتل البشعة للكاتب "جمال خاشقجي"، لكن السلطات الكندية منعت دخولهم، بعد الاشتباه بهم.
وتشير التفاصيل أيضا إلى جانب جديد من الصراع بين "بن سلمان"، وولي العهد الأسبق "محمد بن نايف"، والذي يحتجزه الأول حاليا، وعلاقة ذلك الصراع بجناحين داخل الولايات المتحدة، هما الاستخبارات الأمريكية التي كانت تريد "بن نايف" ملكا على السعودية، بعد "سلمان"، والبيت الأبيض، وبالتحديد مستشار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب وصهره "جاريد كوشنر"، الذي دفع باتجاه تنصيب "بن سلمان" ملكا.
وكشف مصدر مقرب من "الجبري" أيضا، أن الملك "سلمان" كان يتقاضى راتبا شهريا يبلغ 31 مليون ريال سعودي (8.2 مليون دولار)، من صندوق "محمد بن نايف" لمكافحة الارهاب، الذي خصصه الملك الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز" من عائدات وزارة الداخلية، حتى بعد 6 اشهر من توليه الحكم.
وعن فريق الاغتيال "النمر"، قال "الجبري"، خلال الدعوى، إنه ضم "مشعل فهد السيد"، الذي كان سيقوم بنفس دور "صلاح الطبيقي" في اغتيال "خاشقجي"، حيث كان من المفترض أن يباشر "مشعل" عملية إخفاء جثة "الجبري" بعد قتله، وتنظيف مسرح الجريمة.
كما ضم فريق الاغتيال، كل من "خالد ابراهيم عبدالعزيز القاسم"، و"سعود عبدالعزيز الصالح"، و"بندر سعيد الحقباني"، و"إبراهيم حمد الحميد".
وأضاف أن فريق الاغتيال تم إيقافه في مطار تورنتو بكندا، وبعد تواصلهم مع الرياض طلب منهم العودة سريعا، قبل تفاقم الأمور، خاصة أن تحذيرات بدأت تصل إلى كندا من أجهزة استخبارات غربية ومحققين خصوصيين عن الأمر.
وكشف "الجبري" أن بعض أفراد فريق الاغتيال سافروا إلى الولايات المتحدة أيضا، وحاول بعضهم دخول غرفة عائلته في فندق ماندرين في بوسطن.
واتهم "الجبري"، خلال الدعوى، "بجاد الحربي"، وهو رئيس مجلس إدارة شركة "تحكم" للتقنية، بالمشاركة في جهود تحديد مقر إقامته، واتهمه بالسفر إلى تورنتو، في محاولة لاقناع "الجبري" بالسفر الى تركيا، زاعما أنه بذلك سيتواصل مع "بن سلمان" بسهولة أكبر.
وأكد "الجبري" أن "محمد بن سلمان" عرض إرسال طائرة خاصة إلى تركيا، لنقله إلى السعودية.
وبشكل عام، حدد "الجبري"، خلال الدعوى، الشبكة التي قامت على تحديد مكان إقامته وتصفيته، برئاسة "سعود القحطاني" و "أحمد عسيري".
وأرفق "الجبري" أيضا في دعواه نص محادثة على "واتسآب" بينه وبين ولي العهد السعودي، جاءت على النحو التالي:
- "بن سلمان": أريدك ان تأتي غدا يا د. (٦:١٠ مساء)
- "بن سلمان": أخبرني ما تريده وجها لوجه (١١:٢٩ مساء)
- "بن سلمان": هذه الامور في غاية الحساسية، وأنا أحتاجك هنا بشخصك حتي تحل. (١١:٣٦ مساء)
- "بن سلمان": ٢٤ ساعة (١١:٣٦ مساء)
وقال "الجبري" إن "بن سلمان" كان شديد الإصرار على عودته للسعودية، قبل انقلابه على "محمد بن نايف" وعزله من ولاية العهد في 20 يونيو/حزيران 2017، لكن لهجة "بن سلمان" تحولت إلى التهديد، عقب عزل "بن نايف".
وقال "الجبري" إنه يعتقد أن نمو نفوذه في الولايات المتحدة وتعاونه مع مسؤولين كبار بالاستخبارات الأمريكية كان سببا في ملاحقة "بن سلمان" له، حيث نظر الأخير لـ"الجبري" على أنه سبب مهم لتقويض نفوذ "بن سلمان" داخل الديوان الملكي السعودي وفي الولايات المتحدة.
وكشف "الجبري" أن "بن سلمان" استشاط غضبا بعدما علم بأنه (الجبري) أبلغ المدير السابق للاستخبارات الأمريكية "جون برينان" بفحوى اتصال بين "بن سلمان" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وخلال ذلك الاتصال منح "بن سلمان"، "بوتين" الضوء الأخضر للتدخل في سوريا.
وأضاف أنه بعد لقائين بينه وبين "برينان"، تمت الإطاحة به من منصبه، ووصلته رسالة مكتوبة من الملك "سلمان" أنه تمت إقالته بسبب اللقائين غير المصرح بهما مع "برينان".
وأوضح "الجبري"، خلال الدعوى، أن "بن سلمان" كان قلقا من دعم الاستخبارات الأمريكية لـ"بن نايف"، وبدأ يتواصل مع "جاريد كوشنر" ويسأله عن نفوذ البيت الأبيض في مواجهة الخارجية الأمريكية والاستخبارات حول مسألة نقل السلطة في السعودية بعد الملك "سلمان".
وأضاف "الجبري" أن تسليم وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" درعا أمريكيا رفيعا لـ"بن نايف" كان علامة على دعمه، وهو الأمر الذي رد عليه البيت الأبيض باستضافة "بن سلمان" في وليمة غداء مع "ترامب".
وقال ضابط الاستخبارات السعودي السابق إن "بن سلمان" لجأ لاعتقال بعض أقاربه في السعودية للضغط عليه للعودة، وأن أحد أقربائه الذي كان يعيش في الإمارات، اعتقلته السلطات هناك وسلمته للرياض.
ويمكنكم الاطلاع على كامل نص الدعوى القضائية لـ"الجبري"، من هنــــــــــــــا.
و"الجبري" كان لسنوات واحدًا من كبار ضباط المخابرات السعودية ومستشارا لوزير الداخلية ولي العهد السابق "محمد بن نايف" الذي يعتقله "بن سلمان" حاليا، ويستعد لتوجيه اتهامات له بالفساد واختلاس 15 مليار دولار، بحسب ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
كما كان "الجبري" لسنوات خبيرًا في الذكاء الاصطناعي، الذي لعب أدوارًا رئيسية في معركة المملكة ضد "القاعدة" وفي تنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.
وحسب وسائل إعلام غربية، يمتلك "الجبري"، بحكم عمله في جهاز الاستخبارات السعودي، مستندات مهمة وشديدة الحساسية والسرية عن طريق "بن نايف"، قد تمس سمعة العاهل السعودي، الملك "سلمان"، ونجله ولي العهد، بالإضافة إلى امتلاكه مستندات أخرى عن أرصدة "بن نايف" خارج المملكة، ومنها أرصدة سرية يريد "بن سلمان" الوصول إليها، واستغلال بعض تلك المستندات ضد ابن عمه المعتقل.
وكان "الجبري" قد أعفي من منصبه في 10 سبتمبر/أيلول 2015، بناء على رغبة "بن سلمان"، ووشاية من ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" بأنه على علاقة بجماعة "الإخوان" ورموز "الصحوة الإسلامية" بالمملكة، لكنه بقي لمدة عامين مستشارا لولي العهد "محمد بن نايف".
مشاركة الخبر: