الرئيسية > أخبار اليمن
فورين أفيرز: كورونا أنهى طموحات بن سلمان.. وعليه التخلي عن حرب اليمن
المهرة بوست - متابعات خاصة
[ الاربعاء, 05 أغسطس, 2020 - 06:31 مساءً ]
قال موقع "فورين أفيروز" إن الوباء العالمي (كوفيد – 19) كان كارثة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأنهى طموحاته.
وأضاف الموقع في مقال للكاتب للأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية بمدرسة بوش للحكم والسياسات العامة بجامعة تكساس إي& أم، أف غريغوري غوس الثالث، بعنوان "نهاية الطموحات السعودية"، إن فيروس كورونا كان بالنسبة لمصدري النفط في الشرق الأوسط مصيبة من ثلاثة أبعاد.
ودعا الكاتب محمد بن سلمان إلى التخلي عن حرب اليمن ومشروع "نيوم"، لافتا إلى أن انهيار أسعار الوقود بشكل ضاعف آلام الإغلاق العالمي العام وانتشار الفيروس القاتل. وبحسب صندوق النقد الدولي فإن الأزمة هي الأسوأ التي واجهها الشرق الأوسط في التاريخ الحديث.
ووفقا للمقال فإن الوباء كان بالنسبة لولي العهد السعودي البالغ من العمر 34 عاما والذي جعلته طموحاته معروفا للملايين حول العالم بحروفه الأولى بالإنكليزية “م ب س” كارثة بكل المعنى. ففي نيسان/إبريل 2016 كشف محمد بن سلمان عما أطلق عليها “رؤية 2030”، وهي إستراتيجية لتنويع الاقتصاد السعودي على مدى 14 عاما قادمة. وأعلن محمد بن سلمان عن عام 2020 بأنه العام الذي ستكون فيه السعودية قادرة على العيش بدون نفط.
وذكر أن الحكومة السعودية قدمت الخطة على مدى أشهر من إعلانها وبتفاصيلها بحيث سيكون 2020 هو العام الذي ستقضي فيه المملكة على العجز بالميزانية وتزيد من حصة القطاع غير النفطي إلى 160 مليار دولار وتكون جاهزة لاستقبال 18.5 مليون حاج ومعتمر في مكة والمدينة.
وقال إن الوباء فكك الخطة حيث زادت حالات الإصابة بالمملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية وتجاوزت الآن 280.000 حالة، متفوقة على دولة عربية أخرى. وتم تخفيض مستوى المشاركة بالحج هذا العام إلى 10.000 حاج ممن يعيشون داخل المملكة. كما وزاد العجز بالميزانية وتضررت الأعمال. فيما غادر الملك سلمان المستشفى في 30 تموز/يوليو بعد تعافيه من عملية بالمرارة. ويقترب موعد نقل السلطة إلى الأمير محمد بن سلمان لكن المعنويات متدنية بالمملكة.
وتابع: إن أي قائد طموح لا يضيع أزمة، ولكن محمد بن سلمان ليس ذلك القائد وليس طموحا. ففي الأيام الأولى من انتشار الفيروس زاد من ضريبة القيمة المضافة من 5% – 15% وأقرت الحكومة حوافز مالية بمليار دولار لدعم الأعمال السعودية التي تواجه تراجع الاقتصاد. وأمر محمد بن سلمان هيئة الاستثمار العام البحث عن صفقات في السوق المالي العالمي. بل ودخل في مواجهة مع الرئيس فلاديمير بوتين بحرب أسعار النفط، عندما رفضت روسيا احترام اتفاق تخفيض معدلات إنتاج النفط الموقع عام 2017. وهو ما دفع السعودية لفتح صنبور النفط بشكل قاد لانخفاض أسعار النفط، ودخل لفترة مؤقتة مرحلة السالب.
يقول الكاتب إنه حتى مع عودة أسعار النفط إلى 40 دولارا للبرميل فالسعودية تحصل على نصف الموارد التي تريدها لتعديل ميزانيتها. ويستطيع محمد بن سلمان التغلب على العجز بالميزانية ولكن على حساب التخلي أو تخفيض مشروعين مهمين له. فعندما شنت السعودية الحرب على اليمن عام 2015 كان محمد بن سلمان وزيرا للدفاع وكان وجه العملية. إلا أن الحملة تحولت سريعا إلى قتال سنوات وليس أشهرا أو أسابيع كما حاول محمد بن سلمان وغيره إخبار الرأي العام. ويستمر القتال بدون أي فرصة للسعوديين لهزيمة الحوثيين، حلفاء إيران الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومعظم شمال اليمن. ويعتبر الإنفاق العسكري للمملكة الذي تدفعه الحرب باليمن الأعلى على مستوى العالم.
وقدر المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم أن السعودية تنفق 9% من الميزانية على السلاح. ومحاولة تقليل الخسائر لن تكون سهلة كما تعلم الأمريكيون من حرب فيتنام وأفغانستان. وقدم السعوديون العديد من الإشارات عن رغبتهم بالتوصل إلى تسوية لكن هذه الإشارات قرأها الحوثيون وداعموهم الإيرانيون بأنها انتصار أو مظهر انتصار يلوح بالأفق. ويرى الكاتب أن هزيمة باليمن ستكون برشامة مرة يصعب على محمد بن سلمان ابتلاعها، ولكن الحرب تظل مصدرا للمشاكل على المدى البعيد أكثر من أزمة الميزانية التي يواجهها في الداخل. وفي النهاية سيجد الحوثيون ورعاتهم في إيران صعوبة في إدارة اليمن ويمكن للسعودية إعادة بعض التأثير فيه على المدى البعيد. إلا أن اليمن ليس المشروع الوحيد الذي أجبر محمد بن سلمان للتخلي عنه. فكجزء من رؤية 2030 خطط لبناء مدينة المستقبل باسم نيوم أو مدينة “المستقبل الجديدة” على منطقة في شمال- غرب البلاد غير مأهولة بشكل كبير. إلا أن المشروع يحتاج لمليارات الدولارات بدون أي ضمان لعائد مالي لأن معظم الوظائف ستذهب إلى الروبوتات لا البشر.
وبدأت السعودية بتجريب بناء المدن الصناعية في السبعينات من القرن الماضي، خاصة البتروكيماويات. وكانت ناجحة بشكل كبير، إلا أن المحاولات اللاحقة لتكرار التجربة لم تلتفت إلى الهدف ونيوم ستكون المشروع الأكثر مخاطرة بينها والتخلي عنه سيوفر على المملكة ثمنا باهظا، في وقت يظهر بن سلمان فيه للسعوديين أنه يشد الحزام كما يطالبهم بشد الأحزمة.
ويرى الكاتب أن انهيار سعر النفط بسبب كوفيد- 19 قد أرجع خطط 2030 لكنه فتح فرصة أيضا. فقد غادر أكثر من مليون عامل المملكة في الأعوام الأخيرة، مع أعداد يتوقع مغادرتها نتيجة للأزمة الحالية. وبعضهم لم يعد قادرا على دفع الضرائب التي جلبتها رؤية 2030، وهناك آخرون جاءوا إلى السعودية للعمل كسائقين ولم يعد أمامهم عمل بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة. وهناك آخرون غادروا بسبب التراجع الاقتصادي والمخاطر الصحية التي رافقت الوباء. وأدت خسارة المستهلكين والعمال إلى الركود الاقتصادي على المدى القصير.
ويشير الكاتب إلى أنه بناء على أحكامه السابقة مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي، فإن بن سلمان يحتاج للغوص عميقا والتفكير حتى يعثر على فضيلة التراجع.
ويرى الكاتب أن تقليل الخسائر في اليمن وتخفيض النفقات على المشاريع الكبرى مثل نيوم كان أسهل من خلال النظام القديم. فهيئة من كبار الأمراء قبل صعود الملك سلمان إلى العرش عام 2015 كانت تستطيع إقناع أي أمير قوي لتخفيف طموحاته. ولكن الأمر الآن أصبح بيد محمد بن سلمان ووالده اللذين يتصرفان بدون القيود القديمة.
وبحسب الكاتب فإن القيود وإعادة النظر في المشاريع التي استثمر فيها لن تأتي إلا من الأمير نفسه. وبناء على أحكامه السابقة مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي، فهو يحتاج للغوص عميقا والتفكير حتى يعثر على فضيلة التراجع. وعلى ولي العهد التفكير بأمر أخير في قائمة ما عليه فعله بسبب كوفيد-19 وهو الحفاظ على علاقة بلاده مع الولايات المتحدة. فقد أقام ولي العهد علاقة قوية مع الرئيس دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر، حيث دعمت إدارة ترامب مناوراته من أجل إجبار ابن عمه الأمير محمد بن نايف المفضل أمريكيا التخلي عن ولاية العهد. كما وحمى ترامب محمد بن سلمان من تداعيات مقتل خاشقجي.
ووفقا للكاتب فإن العلاقة القوية بين عائلة ترامب وولي العهد أدخلت العلاقات الأمريكية- السعودية إلى الحروب الحزبية في الولايات المتحدة. ويشك الديمقراطيون في نوايا ترامب ويتذكرون الطريقة العدوانية التي عامل فيها السعوديون باراك أوباما. وككتلة يعارض الديمقراطيون صفقات السلاح مع السعودية وينتقدون حربها في اليمن.
ويختم الكاتب بالقول إن السعوديين لم يحظوا أبدا بشعبية بين الرأي العام الأمريكي، إلا أن الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين عملوا على تمتين العلاقة على المستوى النخبوي. لكن القبول بالسعودية على المستوى الحزبي في خطر الآن. وعلى السعوديين إرسال إشارات قوية عن ابتعادهم عن إدارة ترامب إن أرادوا بناء جسور ما يمكن أن تكون إدارة ديمقراطية في 2021.
مشاركة الخبر: