الرئيسية > تقارير
الاغتيالات في تعز .. لُغز يؤرق الجميع والفاعل مجهول .. (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 29 أبريل, 2018 - 09:23 مساءً ]
تتصاعد وتيرة الاغتيالات بتعز يوما بعد آخر، لتطال العشرات من قادة وأفراد الجيش الوطني، وحتى مواطنين.
كان آخر عمليات الاغتيال تلك، استهداف علاء محمد بجاش، والمحامي وليد بجاش شقيق أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح حبيب بجاش، أسفر عنها مقتل الأول وإصابة الآخر.
وتؤرق تلك الظاهرة أبناء تعز، خاصة بعد أن تجاوز عدد القتلى أكثر من 200 قتيلا خلال العامين الأخيرين، في ظل جهود أمنية تُوصف بـ"المتواضعة" كونها لم تُخفف من حدة تلك العمليات.
تنوعت أدوات الاغتيالات التي كانت تتم غالبا عبر الكلاشنكوف أو المسدسات كاتمة الصوت، والعبوات الناسفة التي أصبحت وسيلة جديدة تكرر استخدامها مؤخرا.
ولا يستبعد مراقبون أن يتكرر بتعز سيناريو العاصمة المؤقتة عدن، وذلك لإفساح المجال لعمل أدوات الإمارات العربية المتحدة فيها، ممثلة بكتائب أبو العباس التي يقودها العقيد عادل عبده فارع.
وفي تصريحات صحفية لقائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان، أشار إلى وجود جماعات مسلحة -لم يسمها- تدير خلية الاغتيالات بتعز، تريد أن تغرق المدينة بالفوضى، وتفشل مهام الشرطة العسكرية بالانتشار.
أسباب تفاقم الظاهرة
ومع استمرار الاغتيالات بتعز التي تتوسع دائرتها، دون أن يتم معرفة -على وجه التحديد- من يقف وراءها، يذكر الإعلامي توفيق الشرعبي أن القاتل المجهول بالمدينة أصبح يربك الشرعية والسلطة المحلية فيها.
وقال لـ"المهرة بوست" إن أغلب تلك الاغتيالات تحمل طابع التصفية العسكرية لمنتسبي الأجهزة الأمنية في المحافظة، وأخرى تحمل الطابع السياسي، نُفذت عبر مسدسات كاتمة للصوت.
وبحسب الشرعبي فإنه يمكن إرجاع السبب في ذلك إلى وجود أخطاء رافقت عملية دمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني، إضافة إلى وجود حالة كبيرة من الانفلات الأمني في المحافظة التي تعيش حالة حصار منذ أكثر من ? سنوات.
ويعتقد أن حالة الحصار تلك، أوجدت بيئة خصبة ومناسبة لبعض الجماعات المتطرفة التي تمارس تلك الاغتيالات.
ويؤكد أن من السهولة القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة، في حال استطاعت السلطة المحلية استعادة جميع المقرات الحكومية في المدينة، ورفد الأجهزة الأمنية بالقوة البشرية والمعدات اللازمة.
جهود غير كافية
وإزاء استفحال تلك الظاهرة، يتزايد غضب المدنيين بتعز الذين يخرجون مظاهرات منددة بالانفلات الأمني.
في وقت سابق، وجهت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، الوحدات العسكرية بضبط أفرادها وعدم التهاون مع أية مخالفات، ومنع مرور الدراجات النارية التي تحمل ملثمين، والتعامل معها بكل حزم واستهدافها بشكل مباشر؛ في محاولة للتخفيف من عمليات الاغتيالات بتعز.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ الحكومية، أن اللجنة برئاسة المحافظ الدكتور أمين محمود، ناقشت في اجتماعها المستجدات الأمنية والإجراءات الخاصة بتفعيل الخطة الأمنية، وتفعيل أقسام الشرطة، وما تم تحقيقه في ضبط مرتكبي الجرائم و والوقاية منها.
عقب ذلك أيضا، نفذت الأجهزة الأمنية بتعز، حملة جاءت بناء على توجيهات محافظ المحافظة، بعودة القوات قيادة المحور الشرطة العسكرية، وإدارة الأمن إلى مقراتها الرسمية في المربع الأمني شرقي تعز، وتأمين المنطقة، وتفعيل مؤسسات الدولة.
إلا أن تلك الحملة لم تحقق هدفها بعد، نتيجة لرفض القوى المتمركزة فيها تسليم مؤسسات الدولة، وهو ما نتج عنه اشتباكات عنيفة. كما شابها الكثير من الغموض، بعد التوجيه بإيقافها.
أجندة مختلفة
وتتهم العديد من الأطراف دولة الإمارات بالوقوف وراء الفوضى بالمناطق المحررة وإعاقة تطبيع الحياة، وتحديدا بالعاصمة المؤقتة عدن، وتعز، وذلك من أجل تحقيق أجندتها، وفرض تواجدها في تلك المدن.
وعملت الإمارات على إنشاء سلطة موازية للدولة، وذلك بتشكيلها لقوات جاءت تحت مسمى "الحزام الأمني"، و "النخبة الحضرمية والشبوانية".
ويُعد العقيد السلفي المتشدد عادل عبده فارع، الذي يقود كتائب أبوالعباس المكونة من أكثر من ألفين مقاتل والمسلحة، ذراع الإمارات بتعز، ويحظى بدعم من اليساريين بالمدينة.
ويعتقد بعض المحللين أن الإمارات بوقوفها وراء الفوضى بتعز عبر أذرعها، تهدف إلى تشكيل حزام أمني بالمدينة، التي يرفض أبناؤها تكرار سيناريو عدن بعد تقديمهم لنموذج سيء الصيت.
وتعيش تعز منذ بدء الحرب فيها فوضى أمنية مُلفتة، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الشرعية وسط المدينة.
مشاركة الخبر: