الرئيسية > أخبار اليمن
تستضيفهم السعودية وتشن ضدهم الحملات.. ما وراء مهاجمة قيادات الشرعية اليمنية ولماذا الآن؟
المهرة بوست - الجزيرة نت
[ الإثنين, 03 أغسطس, 2020 - 08:17 مساءً ]
لم يمض الكثير من الوقت عن إعلان السعودية آلية جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي (تدعمه الإمارات) حتى شن كتاب ونشطاء سعوديون حملة تشويه واسعة تنال هذه المرة من رموز وقيادات الشرعية التي تستضيفهم المملكة منذ نحو ستة أعوام.
واستنكر متابعون من الجرأة التي دفعت كتابا ونشطاء ومحللين سعوديين لوصف علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية اليمنية بالإرهاب والعمالة -وهو رجل النفوذ الواسع والعلاقات الوثيقة مع المملكة منذ عقود طويلة- إن لم يكن هناك ضوء أخضر وإيعاز غير مباشر لهم من دوائر النظام السعودي نفسه.
تشويه متعمد
وتزامنت هذه الحملة مع تحريض مماثل قادته وسائل إعلام وقنوات يمنية تمولها أبو ظبي، حيث استضافت محللين سعوديين وشخصيات من الرياض أساءت للأحمر، ومن بينهم حسن الشهري الذي اتهم الرجل بدعم القاعدة والإرهاب والعمالة لتركيا.
وبحسب المستشار الرئاسي عبد العزيز جباري فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإساءة لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ونائبه وبقية القيادات، ولن تكون الأخيرة، وقد كانت أبرزها تصريحات للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر تحدث فيها عن طريقة تهريب نائب الرئيس اليمني بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2015 من خلال التمويه بأنها عائلته.
وطالب المستشار جباري الرئيس هادي بالعودة إلى البلاد، وخاطبه قائلا "من خرج من داره قل مقداره، يا فخامة الرئيس عودوا تعد كل القيادات اليمنية".
وإزاء هذه القضية تحدثت الجزيرة نت مع وكيل وزارة الإعلام اليمنية محمد قيزان، وأفاد بأنهم بعثوا خطابا رسميا لوزارة الإعلام السعودية للاحتجاج على تلك الحملات التي يقودها الكتاب والناشطون أو تلك التي كانت تشنها بعض الصحف السعودية مثل صحيفة عكاظ.
وبحسب قيزان فقد ردت السلطات السعودية بأنها لا تقبل أي إساءة لقيادات الحكومة الشرعية والرئاسة لأنهم -حسب وصفها- في ضيافة الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت إنها ستتخذ الإجراءات المناسبة بحق الأشخاص والجهات التي شاركت بالحملة.
اعلان
وفي ذات الاتجاه أكد مصدران برئاسة الجمهورية اليمنية ومكتب الأحمر قيامهما بإرسال خطابات متفرقة إلى الجهات المعنية بالحكومة السعودية مطالبين بتوضيح موقفها الرسمي، وبحسب المصادر فقد تم إبلاغهم بأن المملكة ترفض الإساءة لرموز الشرعية اليمنية، وأنه ستتم محاسبة الأسماء والجهات المشاركة في حملات التشويه.
لماذا الآن؟
وعن سبب اختيار هذا التوقيت لمهاجمة رموز الشرعية في اليمن، قال قيزان إن هناك مطابخ إماراتية وبعض النشطاء السعوديين المقربين منها يشنون هذه الحملات من أجل إفشال اتفاق الرياض، وخلط الأوراق من خلال عمليات التشويه المستمر لهادي والأحمر وبعض الوزراء لغرض الابتزاز السياسي.
بل يعتبر الصحفي اليمني محمد الأحمدي الحملة الأخيرة جزءا من سياسات الرياض في إضعاف الشرعية ورموزها، وصولاً إلى الإجهاز الوشيك عليها، وإحلال كيانات غير شرعية مكانها.
ويضيف الأحمدي للجزيرة نت "تشهد السعودية واقعاً قمعياً رهيباً، ولا تسمح بأي صوت خارج الرواية الرسمية لسياساتها أو للأحداث والمواقف، وبالتالي لا يمكن السماح بأصوات كهذه ما لم تكن بضوء أخضر من القيادة السعودية".
وبحسب المتحدث نفسه فإنه بات هناك لدى الرياض وأبو ظبي مطامع في اليمن لم تعد خافية، ولذلك تسعيان لوضع قيادات الدولة اليمنية تحت سياط الترهيب، خشية أي معارضة محتملة لمشاريعهما التدميرية، في أعقاب ما سمي بآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
إزاحة الأحمر
في المقابل، يقول الباحث والناشط السياسي عدنان هاشم إن التحالف السعودي الإماراتي لديه رغبة بتغيير نائب الرئيس اليمني، وهذه الحملة من أجل تبرير كل ذلك، على حد قوله.
ويفيد هاشم -في حديثه للجزيرة نت- بأن الوضع بين القيادة السعودية والأحمر ليس على ما يرام منذ سنوات بفعل تقارير المخابرات الإماراتية التي ظلت تعتمد عليها القيادة السعودية منذ بدء الحرب، حيث تعتقد أبو ظبي أن الرجل حجر عثرة أمام خططها جنوب اليمن وتمكين "الانتقالي" من تنفيذ خططه السياسية بالحكومة الجديدة.
ويتابع "الحكومة الشرعية أمام مرحلة سيئة حيث تتعرض لاستهداف الحلفاء، كما أن إزاحة الأحمر تصب في مصلحة الحوثيين الذين يعتبرون الرجل عدوهم اللدود وسيجهض استمرار دعم القبائل للحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين، ومن هذا المنطلق يعتقد مسؤولون سعوديون أن إزاحة الرجل ستدعم التوافق مع الحوثيين".
مشاركة الخبر: