الرئيسية > أخبار اليمن
فيروس كورونا : قصص درامية ليمنيين تغلبوا على المرض القاتل
المهرة بوست - بلقيس
[ السبت, 01 أغسطس, 2020 - 09:24 مساءً ]
بات فيروس كورونا آخر اهتمامات كثير من اليمنيين، برغم أنه ما زال حديث العديد من الشعوب التي لا زالت في مواجهة شرسة معه، برغم مرور أكثر من سبعة أشهر منذ تفشيه في دول أخرى غير الصين.
اختفت كثير من المظاهر وبعض السلوكيات التي أصبحت –لفترة- جزءا من حياة بعض اليمنيين خوفا من إصابتهم بفيروس كورونا، كالحرص على التعقيم والتباعد الاجتماعي، لكن مجموعة أخرى من المواطنين لم تتمكن من تجاهل الجائحة ففي ذاكرتها محفورة آثار تجربة مؤلمة للغاية.
وأصبح اليوم كثير من اليمنيين يتعاملون مع الفيروس كما لو أنه انتهي، ولم يعد محل اهتمامهم في مواقع التواصل الاجتماعي كالسابق، برغم إعلان اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا الجمعة (24 يوليو/تموز) عن تسجيل 20 إصابة جديدة بالفيروس، و8 حالات وفاة في مناطق سيطرة القوات الحكومية.
في مواجهة الموت
ربما انتهى هلع الناس بسبب كورونا، لكن الذين أصيبوا به ما زالت بقايا ذلك المرض تتغذى على أجسادهم، ولا يمكنهم نسيان خطره أو تجاهله، بسبب التجربة التي مروا بها.
برغم إصابة آلاء محمد ياسين وبعض أفراد أسرتها بالفيروس قبل نحو شهرين، إلا أنهم لم يستعيدوا صحتهم كاملة بعد، وما زالوا يشعرون بالتعب والإرهاق وبضعف أجسادهم.
تقول في حوارا لقناة "بلقيس": انتقلت لنا العدوى عن طريق عمي الذي جاء لزيارتنا، ولم يكن يعلم أنه مصاب بكورونا، وظهرت أعراض المرض علينا لكننا تجاوزناها، ما عدا أمي التي كانت مصابة بتضخم في الغدة الدرقية وتعاني من مرض السكر أيضا.
"واجهت أمي الموت بالفعل، وكانت نفسيتها تسوء يوما بعد ولم نستطع مساعدتها، وارتفع السكر لديها بشكل مخيف، وقمنا بشراء أكسجين لها إلى المنزل، خوفا من نقلها إلى المستشفيات المتخصصة، لرفضها ذلك، خاصة مع سماعها عن ما يسمى بـ"إبر الرحمة"، وفق آلاء.
تضيف": أمي لم تكن تصدق أن هناك كورونا في اليمن، إلى أن أصيبت به، وعانت بشدة، وكنا على وشك أن نفقدها"، موضحة أنهم استخدموا كثير من الأدوية التي كان يكتبها لها أحد أطباء الباطنية، إضافة إلى أعشاب ومشروبات كانوا يحضرونها في المنزل ويستخدمونها جميعا كالعسل والليمون أو الحبة السوداء، والزنجبيل، حتى تماثلت للشفاء –الآن- نوعا ما.
وبسبب تلك التجربة الصعبة التي عانت خلالها آلاء وأهلها من حرارة شديدة وآلام في مختلف الجسم وصداع، أصبحت اليوم تلك الأسرة، حريصة على عدم دخول الأماكن المزدحمة، والاستمرار بالتعقيم وبشكل خاص فيما يتعلق بالطعام والشراب وغسل اليدين جيدا.
وخلال الفترة الأولى من انتشار كورونا في اليمن في أبريل/نيسان الماضي، انتشرت كثير من الشائعات –وبخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين- التي تتحدث عن استخدام إبر قاتلة للمصابين بالفيروس، وأن من يذهب إلى مراكز العزل لا يخرج إلا ميتا، وهو الأمر الذي حاول بعض الأطباء لاحقا نفيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
تجربة مريرة
على عكس "آلاء"، فسميح المعلمي، إعلامي رياضي، لا يعلم كيف التقط الفيروس، برغم التزامه بالتباعد الاجتماعي ومختلف طرق الوقاية الأخرى.
يذكر المعلمي أنه ما إن شعر بالأعراض وقبل عمل الفحص للتأكد من إصابته، قام بعزل نفسه تماما عن الآخرين وكان أحد أصدقائه يعطيه وجبات الطعام إلى عند باب غرفته ويغادر، وخلال انتظاره أربعة أيام للنتيجة، كان مرضه قد وصل الذروة، ويشعر بخمول شديد، وآلام في جسمه، وارتفاع درجة الحرارة، وفقدان حاستي الشم والطعم.
خلال تلك الفترة كان يحرص على شرب السوائل المختلفة الدافئة، كالماء، والحليب مع العسل والحبة السوداء "حبة البركة"، لتقوية المناعة، إضافة إلى تنظيمه الوجبات اليومية، وأخذه مكملات غذائية كالمغنسيوم والزنك وغيرها من الفيتامينات، التي ساعدته على تجاوز المرحلة، وبدء التعافي، بحسب المعلمي الذي تحدث لـ"بلقيس".
نظرا لتأثير الحالة النفسية على وضع المصاب بكورونا بشكل كبير، حاول المعلمي التحكم بنفسه حتى لا تتأثر مناعته سلبيا ويعجز عن مقاومة الفيروس، وأخبر أهله الذين يعيشون بعيدا عنه بمرضه، وأنه سيكتب منشورا في صفحته بالفيسبوك ليعلم أصدقاءه بما يمر به وليتعاملوا بحذر مع الأمر، وحتى لا يخالطوه، ثم ابتعد بشكل شبه تام عن مواقع التواصل الاجتماعي –وتحديدا الفيسبوك- حتى يكون بعيدا عن أخبار الوباء الجائحة، وقضى كثيرا من وقته بالقيام بأمور إيجابية كمشاهدة أفلام وثائقية، والقراءة بعيدا عن الجانب الطبي، ولعب البلاستيشن من وقت لآخر.
وما يخفف عنه حين يتذكر ما مر به، أنه لم ينقل العدوى لأي شخص آخر، لقيامه بعزل نفسه في المنزل، وتمكنه من كسر دائرة الصمت وعدم الإفصاح عن الإصابة بكورونا، مثلما يفعل كثير من الناس الذي يشعرون بالحرج وكأنهم ارتكبوا جريمة.
مجرد زكام
ومؤخرا بدأت كثير من الجهات برفع الحظر عن كثير من الأماكن، منها الحدائق وقاعات الأعراس. وفي الوقت الذي لم يعد اليمنيون فيه مهتمين بكورونا، أطلق كتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، تحذيراته من سرعة تفشي الفيروس في البلاد وموت العديد من الأشخاص بأعراضه، في ظل تحديات نقص المساعدات الإنسانية.
وبيَّن أن الناس يتأخرون في الحصول على علاج حتى تصبح حالتهم حرجة، بسبب الخوف من الوصم، فضلا عن الصعوبات التي تتعلق بالوصول إلى مراكز العلاج ومخاطر التماس الرعاية.
وبرغم سماعه كثيرا من تجارب الآخرين الذين أصيبوا بالفيروس، يصر عبدالعزيز المقرمي على ترديد عبارة "هو إلا زكام"، وأنا لا يهمني، حتى أني لم ألتزم بأية إجراءات احترازية طوال الفترة الماضية، لا أنا ولا أسرتي، كما يفيد لـ"بلقيس".
وتابع: أصيب كثير من الذين أعرفهم بالفيروس، لكنهم لم يهتموا وتعاملوا معه كالزكام تماما، ولم يصادف أن كان أحدهم مصابا بأمراض مزمنة، وحصل بعضهم أيضا على مشروب من أعشاب كان متداولا، لا أعلم مصدره لكنه ساعدهم على الشفاء بسرعة.
وصفات شعبية
لاحظ مراسل قناة "بلقيس" خلال استطلاعه لعدد من المرضى الذين أصيبوا بكورونا، أنهم ركزوا على استخدام الوصفات الشعبية، كشرب الزنجبيل والكركم وعصير الليمون والبرتقال، إضافة إلى تناول أوراق شجرة "الحلص" (المعروفة محليا) والحمضيات بشكل عام، وكثير منهم لم يقوموا بالفحص بسبب عدم توفره في محافظاتهم.
إضافة إلى ذلك، استخدم بعض المصابين، خلال مرضهم، حبوب لتهدئة أعصابهم لمساعدتهم على التخلص من القلق الذي كاد أن يسيطر على بعضهم، ولجأ القليل منهم لممارسة الرياضة، لتحسين وضعهم النفسي بسبب بقائهم فترة طويلة في المنزل.
وتتحدث بعض الدراسات أن الذين انتقلت لهم عدوى كورونا قد لا يصابون بالفيروس مجددا خلال فترة قصيرة، لكنَّ عددا من المرضى تكرر حدوث ذلك معهم، لكن الخوف لم يعد كبيرا في أوساط اليمنيين –تحديدا- بعد أن عرفوا كيفية التعامل معه.
مشاركة الخبر: