عدن.. ملاك محلات مواد البناء يطالبون بوقف الجبايات غير القانونية     إصابتان نتيجة حريق اندلع بمنزل أسرة نازحة في مارب     أضرار في سفينة حاويات بعد انفجار قرب المخا     "الأوقاف اليمنية" تُحذّر وكالات الحجّ من تفويج غير حاملي التأشيرات الرسمية     وقفات في 3 جامعات يمنية تضامنا مع حراك الطلبة بأمريكا لدعم لغزة     مقتل وإصابة 17 جنديا من قوات الانتقالي في أبين     استهداف سفينة حاويات بثلاثة صواريخ شمال غربي المخا     صحة مارب تدشن حملة تحصين طارئة ضد مرض الدفتريا     العليمي يصل مارب في أول زيارة للمحافظة     ثلاثة جرحى في انفجار عبوة ناسفة بدورية لتشكيلات دفاع شبوة     بلينكن: الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تؤثر على الاقتصاد العالمي     أمبري: استهداف سفينة بثلاثة صواريخ شمال غربي المخا باليمن     هيئة بحرية بريطانية: تلقينا بلاغا عن واقعة شمال غربي المخا في اليمن     السلطان "آل عفرار" يؤكد وقوفه ودعمه للأجهزة الأمنية في المهرة     يونيسف: وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بسبب الإصابة بأمراض يمكن علاجها والوقاية منها    
الرئيسية > أخبار اليمن

شطحة فضائية "المريخ إماراتي".. هكذا تبيع أبوظبي الوهم إلى العالم لتسوق نفسها


مسبار الأمل الذي زعمت الإمارات تنفيذه هو ياباني الصنع والإطلاق ومن صناعة شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة

المهرة بوست - صحيفة الاستقلال
[ الاربعاء, 29 يوليو, 2020 - 11:35 مساءً ]

ما زالت الإمارات مصرة على إستراتيجيتها في فن التدليس وسياستها في تسويق الوهم للآخرين، فبين فينة وأخرى تطالعنا أبوظبي بمنجزات وتحدث حولها ضجة إعلامية واسعة، يتضح فيما بعد أنها كانت فقعات وأن الإمارات مارست الكذب في نشر وإذاعة تلك الأخبار.

في 20 يوليو/تموز 2020، أعلنت الإمارات أنها أطلقت مسبارا محليا بنسبة 100% لاستكشاف المريخ، وأن المشروع إماراتي التخطيط والتنفيذ، وكتبت صفحاتها "المريخ إماراتي".

اتضح بعد ذلك أن المسبار ياباني الصنع والإطلاق، وحسبما كشف موقع ميتسوبيشي فإن المسبار من صناعة شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، تم تطويره في مركز محمد بن راشد بدبي من غير أن يحدد نوعية وكيفية التطوير.

الغريب والطريف أيضا في الأمر أن الصين كانت قد أطلقت في 23 يوليو/تموز 2020 أول مسبار فضائي لها إلى المريخ، غير أن الإمارات سجلت أنها سبقت الصين بهذا المنجز.

مسبار الأمل

وكالة الإمارات للفضاء كتبت على موقعها الإلكتروني: "دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء".

وأضافت: "بدأ العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم مسبار الأمل. لتكون بذلك الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب".

وأضافت الوكالة الإماراتية: "ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها".

تطوير المسبار هو الآخر لم يكن إماراتيا بنسبة 100%، كما تروج لذلك أبوظبي بكل أجهزتها الإعلامية والدعائية، حيث أشرف على تطوير المسبار 200 مهندس وعالم أميركي، من جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، الأميركية بالإضافة إلى 200 مهندس إماراتي.

علاوة على ذلك فإن المسبار الياباني الصناعة، الذي بلغت تكلفته 200 مليون دولار، أطلق بواسطة صاروخ (H-IIA F42)  وهو ياباني الصناعة كذلك، من صناعة شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة أيضا.

وحسب موقع ساينس أليرت الأسترالي، فإن المسبار لا يحمل على متنه بشرا، وصنعته شركة ميتسوبيشي اليابانية، وانطلق من محطة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي في جنوب اليابان.
 

"الأرض كروية!"

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسوق فيها أبوظبي لنفسها وتبيع الوهم للعالم،  ففي نهاية سبتمبر/أيلول 2019، ملأت الدنيا ضجيجا عن رحلة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.

غير أن هذا الخبر الذي تم تسويقه وانطلى على كثيرين، سرعان ما كشف تقرير لصحيفة نيويورك الأميركية حقيقته، قائلة: إن المواطن الإماراتي هزاع  المنصوري (35 عاما)  لم يكن رائد فضاء، وأن الإمارات اشترت مقعدا لأحد طياريها لقاء مبلغ ضخم، لم تحدده.

وأوضح كينيث تشانغ معد التقرير أن "الإمارات دفعت مبلغا ضخما لموسكو مقابل إتاحة الفرصة أمام الطيار الإماراتي هزاع المنصوري للذهاب إلى الفضاء، كغيره من الراغبين".

وأضاف التقرير أن مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي اشترى المقعد من وكالة الفضاء الروسية، على متن المركبة الفضائية "سيوز"، وهي الطريقة ذاتها التي يشتري بها سائحو الفضاء الأثرياء المقاعد على الرحلات الفضائية المتوجهة لمحطات الفضاء الدولية.

وحسب وكالة ناسا، فإن التوصيف المعتمد لتسمية هذا النوع من المشاركين، هو مشارك في رحلات الفضاء، وليس رائد فضاء.

هزاع المنصوري الذي عاش دور رائد الفضاء وصدق الكذبة التي اخترعتها الإمارات كتب على تويتر: "من هنا بدأ كل شيء، من كثبان ليوا في الربع الخالي. نظرت للغيوم وحلمت بأن أصبح طيارا، ونظرت للنجوم وحلمت بأن أصبح رائد فضاء".

وأضاف المنصوري: "واليوم أنظر إليك يا وطني من الطرف الآخر وأحلم أن أعود إليك لأقبل ترابك الطاهر بعد أن شارفت المهمة على الانتهاء. حلم بدأ من الصحراء أعانق به الآن الفضاء".

وفي أول تصريح له بعد عودته من المحطة الدولية قال المنصوري: "الأرض كروية وهذا ما رأيته بنفسي"، ما أثار سخرية الكثيرين على مواقع التواصل.

عقدة نقص

هذه الشطحة الفضائية أتت بعد عدد من الشطحات الأرضية، التي بدت كنتاج لأزمة هوية وعقدة نقص تسعى الإمارات كدولة ناشئة لملئه، وتعزيز فكرة أن لها ثقلا، وأنها أصبحت قادرة على منافسة الدول الكبرى.

اعتمدت الإمارات، التي أسست في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 على تلفيق الأخبار ومحاولة تزوير التاريخ، وصنع حضارة، وشراء أمجاد وأوهام زائفة.

في مسلسل وثائقي أنتجته الإمارات بعنوان "تاريخ الإمارات"، قالت: إنها تعود لـ 125 ألف سنة، أي أنها متفوقة بذلك على حضارة بلاد الرافدين، أقدم حضارة عرفتها البشرية قبل نحو 6 آلاف سنة قبل الميلاد، ومتفوقة على الحضارة الفرعونية التي عاشت قبل 3 آلاف عام قبل الميلاد.

لؤي الشريف، وهو مواطن سعودي مقيم في الإمارات، يعرف نفسه بكونه باحثا في الحضارات واللغات القديمة ويعمل لصالح مبادرة "دبي قبل الميلاد" الذي تموله الحكومة الإماراتية كان صاحب إحدى هذه الشطحات.

في مقابلة له مع قناة العربية، قال الشريف: "دبي كانت مركزا تجاريا في العصر البرونزي قبل نحو 3 آلاف عام قبل الميلاد، وفي الوقت الذي يظن البعض أن دبي عبارة عن مدينة للمولات والأبراج يكشف الإرث التاريخي لدبي أنها كانت تضاهي الحضارة الفرعونية".

مقطع مصور انتشر مؤخرا يتحدث فيه مواطنون إماراتيون عن اكتشاف مقابر يعود عمرها لخمسة آلاف سنة، في دبي، وأن هذه المقابر تخضع لإشراف هيئة الآثار في بلدية دبي.

الغريب أنه لا يوجد تأصيل تاريخي لهذه المقابر التي تظهر كأحجار حديثة بنيت على شكل قبة، كما لم تدرج في منظمة اليونسكو للتراث العالمي.

هذا المقطع أثار مئات من الردود الساخرة، حيث قال القيادي اليمني عادل الحسني في تغريدة على تويتر: "عقدة النقص.. أرثي لحال هذا الشخص، يتكلم بفخر عن هذه الغرفة الحجرية الصغيرة، وكأنها قصور مشيدة، ولا يعرف بأن هذه عندنا في البلاد تبيض فيها الدجاج، ولكنها ببساطة عقدة النقص التي تلاحق الإخوة الإماراتيين، مع أن الجميع يعلم أنهم جزء من ساحل عُمان ولا يوجد لهم تاريخ مستقل!".

وكتب مدون يغرد على تويتر باسم "الرجل الحكيم" قائلا: "هذه المقابر في اليمن، شبوة، حضرموت، مأرب تعود لما قبل 5000 سنة و4000 سنة قبل الميلاد (وذكرت) في كتاب "فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ" لمديحة رشاد، وماري-لويز إينزان، لهذا أخذ (الإماراتيون) الفكرة ووضعوها عندهم".

أزمة مقومات

وبالبحث عن أسباب تسويق ذلك الوهم يقول الكاتب والصحفي فهد سلطان، في حديث للاستقلال: "هناك أزمة عميقة لدى الإماراتيين يشعر بها الشعب وتدركها الحكومة. لقد حصلوا على مال وفير ونفوذ واسع ودعم خارجي، مثلت لهم فرصا تاريخية، لكن الشعور بالعزلة من جانب، والشعور بالغربة عن الجذور من جانب آخر، أنتجت لديهم تلك الأزمة، وخلقت لديهم هوة حاولوا ملأها بتلك الأخبار".

يضيف الكاتب اليمني: "دولة اقتصادها من زجاج، وفي مهب الريح، وهي أمام ذلك تحاول أن تقدم نفسها كدولة محورية وحاملة نهضة، لكنها تواجه مشكلة افتقارها للمقومات الحقيقية، وأبرزها التاريخ، فتعود إلى التغطية بهذه الفرقعات الإعلامية، وهي بقدر ما تعكس أزمة عميقة لدى الإماراتيين تعكس مستويات عليا من الفشل الإداري في الاستفادة من هذه الإمكانات المالية وتوجيهها في المسار الصحيح".





مشاركة الخبر:

تعليقات