الرئيسية > أخبار اليمن
مدير منظمة «أنقذوا الأطفال» : العالم نسي أبناء اليمن أوقاتًا طويلة
المهرة بوست - متابعات خاصة
[ الأحد, 29 أبريل, 2018 - 05:34 مساءً ]
لم يكن الضرر الذي ألحقته طائرات التحالف السعودي بعدن ماديًا فحسب؛ فالاقتصاد في حالة يرثى لها، وما زالت العائلات اليمنية تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية. كما يشهد الريال اليمني تراجعًا مخيفًا، ولا يستطيع السكان إلا تحمّل القليل؛ بينا زاد تدفق نزوح اللاجئين من الخطوط الأمامية.
كما أثّر الصراع على حياة الأطفال بدرجة أكبر من غيرهم؛ فقتلوا وشوهوا، وأُخذت أرواح أسرهم وأصدقائهم، وترك الملايين منهم جائعين ودون رعاية طبية، كما حرموا من مستقبلهم.
هذا ما رصده مدير منظمة أنقذوا الأطفال «جورج جراهام»، في مقاله بصحيفة «ميدل إيست آي» وترجمته «شبكة رصد»، بعد زيارته لمدارس يمنية في عدن ووفد مرافق له، وأضاف أنّ المدارس في جميع أنحاء اليمن تعرضت للقصف، ودُمّرت معظم الهياكل الرئيسة، وهدّدت حياة هؤلاء المحتمين بها من وحشية الحرب؛ فأكثر من 1800 مدرسة تأثرت بشكل مباشر بالحرب، ودمّرت نحو 1500 مدرسة بالكامل، واحتلت الجماعات المسلحة 21 مدرسة أخرى، وهي فقط مجرد بداية.
ونظام التعليم بأكلمه قُضي عليه، وتواجه هذه المدارس نقصًا حادًا في المعلمين، ولم يُوظف أيّ شخص منذ بدء الحرب؛ ما ترك مدارس معتمدة فقط على المتطوعين. ويثير النقص في المدرسين والمدرسات قلقًا خاصًا؛ ما حدا بكثير من الآباء إلى سحب بناتهم من المدارس، التي تواجه أيضًا نقصًا حادًا في الكتب المدرسية.
المدارس دمرت
ولاحظ الكاتب في جولته مناطق لا تعتمد أصلًا على المدارس في التعليم، ويُلقّن الطلاب دروسهم في الهواء الطلق، وغالبًا في ظروف جوية غير محتملة؛ وكانت مدرسة عبارة عن مجموعة من الخيام البيضاء التي أقيمت بجوار بقايا مدرسة قصفها التحالف السعودي بعد احتلالها من الحوثيين.
واليمن أصلًا دولة فقيرة للغاية، والصراع لا يتوقف؛ بل يتطور، على الرغم من أنّ الطرفين لا يحققان أي نتائج أو مكاسب ملموسة. ويعمل معظم الأطفال من أجل إعالة أسرهم؛ ما جعلهم متعبين وعاجزين عن استكمال تعليمهم، وتكتظ الفصول التي ما زالت قائمة بالأطفال رغم أنهم يدرسون على مناوبات.
وفي مدرسة، وجدنا نحو مائة طفل في فصل واحد؛ رأيت أربع فتيات يتشاركن في مقعد واحد فقط، وعندما التقينا بهم كانت الفتيات مليئات بالأمل والتفاؤل؛ لكنّ مدير المدرسة أخبرنا أنهم كانوا مرعوبين صباح ذلك اليوم، وسادت حالة من الهرج والمرج بعد أن سمعوا صوت قذيفة على مقربة منهم، موضحًا أنّ المدرسة شهدت في بداية هذا الشهر قصفًا أصاب فناءها.
وبالرغم مما يواجهه هؤلاء الأطفال من مصاعب في التعليم والحصول على المساعدات؛ فإنهم أكثر حظًا من أقرانهم الذين قتلوا أو أجبروا على التسرب من التعليم لإعالة أسرهم.
وبالرغم مما يحيط بهم من مخاوف وما يسيطر عليهم من قلق، فالأطفال جميعهم مليؤون بالحيوية والفرح، وحكوا للكاتب عن أمنياتهم في أن يصبحوا أطباء أو مدرسين أو متخصصين اجتماعيين.
لكن، وفقًا لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، فالوضع كليًا مخيف؛ إذ يُجنّد أطفال للقتال لدى الجماعات المسلحة، ما يستتبع وقف حياتهم التعليمية والحد من اكتسابهم قدرات مستقبلية لإعادة بناء بلدهم وإرساء السلام. وظروف هؤلاء الأطفال مقلقة للغاية، ووجدت صعوبة في الشعور بقدرتهم على بناء ما حطمه آباؤهم.
نقص التمويل
تنفّذ منظمات، مثل «أنقذوا الأطفال»، برامج تعليمية مختلفة؛ كفصول دراسية خارجية لتعليم الطلاب، في محاولة للحد من التسرب من التعليم. لكن، للأسف، التمويل محدود لدعم الأطفال المحتاجين.
وفي نهاية الزيارة، كان من الواضح تمامًا أنّ العالم نسي هؤلاء الأطفال تمامًا؛ مطالبًا المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد لحماية أطفال اليمن، ومطالبًا أيضًا بالضغط على أطراف النزاع للسماح بوصول الإمدادات المنقذة لحياة الأطفال، واحترام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحروب وحقوق الإنسان، وضرورة العمل على الوصول إلى حل سلمي؛ فالحرب لن تنتهي إلا بحل سياسي سلمي ودائم.
رصد
مشاركة الخبر: