الرئيسية > رياضة
بدلاً من لوسيل الأكبر.. لماذا اختارت قطر استاد البيت لافتتاح مونديال 2022؟
المهرة بوست - الدوحة
[ الجمعة, 17 يوليو, 2020 - 03:50 مساءً ]
كعادتها منذ لحظة فوزها بحق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في ديسمبر 2010، تواصل دولة قطر صنع المفاجآت في طريقها نحو تنظيم أول نسخة مونديالية في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
جديد الدولة الخليجية تمثل بإعلانها جدول مباريات النسخة المونديالية الـ22، في إشارة واضحة إلى انتقالها من مرحلة الحديث عن البنية التحتية والمنشآت والمرافق، والذي كان سائداً في السنوات الماضية، إلى الخطط التشغيلية والأمور التنظيمية والفنية، في تأكيد لبدء العد التنازلي لانطلاق صافرة البداية لـ"أكبر محفل كروي في العالم".
لكن الدوحة رفضت أن يمر الحدث مرور الكرم، دون أن تترك بصمتها الخاصة؛ إذ كشفت عن استضافة استاد البيت بمدينة الخور، المباراة الافتتاحية لكأس العالم، عكس ما كان معلناً سابقاً، حيث كان يدور الحديث حول استاد لوسيل، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 80 ألف متفرج، لاحتضان موقعتي الافتتاح والختام.
تفاصيل جديدة
اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022 في قطر أعلنت في بيان رسمي، صدر في 15 يوليو 2020، عن جدول المباريات والتفاصيل الكاملة الخاصة بها، في خطوة جديدة نحو تحقيق حلم عربي طال انتظاره، باستضافة دولة عربية للمونديال العالمي.
وتضمن الإعلان استضافة استاد البيت مباراة افتتاح بطولة "قطر 2022"، المقررة انطلاقتها في 21 نوفمبر 2022، على أن يحتضن استاد خليفة الدولي، المباراة الترتيبية لتحديد صاحَبي المركزين الثالث والرابع في 17 ديسمبر من العام ذاته، قبل يوم واحد من استضافة استاد لوسيل الموقعة الختامية للعرس الكروي الكبير؛ تزامناً مع احتفال دولة قطر بيومها الوطني.
كما ستقام لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم، التي انطلقت عام 1930 في الأوروغواي، 4 مباريات في يوم واحد، وهو ما يتيح لجماهير "الساحرة المستديرة"، إمكانية مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد، وهذا ينسحب أيضاً على مشاهدة المباريات تلفزيونياً خلال 11 ساعة في دور المجموعات.
أما بشأن توقيت المباريات، فإنها تبدأ في حدود الساعة الـ13:00 بتوقيت الدوحة (10:00 بتوقيت غرينتش)، في حين تنطلق ثاني المباريات في الساعة الـ16:00، والثالثة في الساعة الـ19:00، ويُختتم اليوم الطويل بالمباراة الرابعة في تمام الساعة الـ22:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).
الذاكرة العربية
الصحفي الرياضي محمود النصيري يقول إن اختيار قطر استاد البيت لافتتاح المونديال يُمثل "الذاكرة العربية والخليجية بصفة عامة، وذلك من خلال التصميم، إضافة إلى شهرته المنبثقة من الطبيعة الصحراوية والتراثية والثقافية لمنطقة الخليج".
وخلال حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يوضح "النصيري"، أنه من خلال زيارته للاستاد في أكثر من مناسبة، يتضح حجم العمل الكبير فيه، مشيراً إلى أن "جاهزيته كانت ستتم في عام 2019، لكن إصرار المنظمين على إبطاء وتأجيل افتتاحه إلى نهاية هذا العام، يعود إلى "اللمسات الأخيرة التي تعطي رونقاً كبيراً للاستاد".
ووصف المحلل والناقد الرياضي استاد البيت بأنه "أكبر مشروع رياضي على مساحة مليون متر مربع"، و"من أفضل تصاميم الملاعب في العالم"، على حد قوله، كما يمتلك ثاني أكبر حديقة بعد حديقة أسباير، فضلاً عن ملاعب إضافية لعديد من الرياضات، ومجمعات ومرافق مجتمعية أخرى.
وحول اختياره ليكون وجهة العالم بأَسره يوم الافتتاح، يرى "النصيري" أن ذلك "لم يأتِ من فراغ، وهذا دليل على تمسُّك الدولة المضيفة بتاريخها وإرثها وحضارتها"، كما أن "الاستاد مزوَّد بالتكنولوجيا في أبهى معانيها"، على غرار تقنية التبريد المبتكرة.
وفي معرض حديثه عن مميزات الاستاد المونديالي، يقول الصحفي المطَّلع على استعدادات قطر المونديالية، إن عشب الملعب المستخدم قادر على التكيف مع الظروف المناخية الموجودة في الخليج، علاوة على قابلية سقف الاستاد للإغلاق بالكامل، وهو ما يحدُّ كثيراً من تأثير العوامل الجوية الخارجية من حرارة ورطوبة وأمطار.
وعن جدول المباريات المزدحم، يعتقد "النصيري" أنه "لا يمكن الحديث عن مستحيل قطري"، مؤكداً أنه "لن يشكل أي ضغط عليها، في ظل توفر قطر على كفاءات محلية، إلى جانب المقيمين والمتطوعين".
وبيّن أن الملاعب الثمانية متقاربة المسافات، ويمكن الوصول إليها في أقل من ساعة، وهذا يمكّن من حضور الجمهور أكثر من مباراة في يوم واحد، وهو أمر غير مسبوق بتاريخ المونديال، في ظل توافر المواصلات ووسائل النقل الخفيف.
وأكد قدرات قطر التنظيمية، مبدياً ثقته بقدرتها على كسب التحدي، مستشهداً بنجاحها في تنظيم بطولة العالم للأندية، فنياً وأمنياً وجماهيرياً، كما استحضر في الوقت عينه ما قالته الصحافة العالمية عن تنظيم الدوحة لتلك البطولة العالمية، خاصةً المباراة النهائية التي كسبها ليفربول وتُوِّج على أثرها باللقب.
الأجمل بلا منازع
وكان الإعلامي القطري الشهير في قنوات "بي إن سبورت"، محمد سعدون الكواري، قد وصف "استاد البيت" في مدينة الخور بأنه أجمل ملاعب مونديال قطر على الإطلاق.
وأكد "الكواري"، خلال حديث سابق لـ"الخليج أونلاين"، صعوبة مشاهدة مثل هذا التصميم في أي دولة بالعالم، مبيناً أن فكرة تصميم الملعب جريئة وجميلة في الآن نفسه.
وأعرب عن قناعته بأن "استاد البيت" سيبقى طويلاً في أذهان الناس والمشجعين، كاشفاً أن بلاده أرادت من خلال تصاميم ملاعب المونديال "إيصال رسالة غير مباشرة، مفادها أن تلك التصاميم عوامل مشتركة لمنطقة الخليج، وليست لقَطر وحدها".
وأشار إلى أن "استاد الجنوب على شكل سفينة مقلوبة كانت عنصراً رئيساً في حضارة ونهضة المنطقة، حيث كانت مصدر دخل عبر صيد اللؤلؤ والأسماك، كما أن استاد البيت مستوحى من الخيمة، التي تعد عنصراً مشتركاً لسكان المنطقة بأَسرها".
تحفة معمارية
ويقع "استاد البيت" في مدينة الخور شمالي قطر، ويستوحي تصميمه من الخيمة التي سكنها أهل البادية في قطر والخليج، ومن المقرر افتتاحه رسمياً نهاية هذا العام.
ويعتبر الملعب أيقونة معمارية تعكس أصالة التراث القطري وعراقته، بحسب مراقبين، كما أنَّ سقفه قابل للطي، ويُمكن إغلاقه بسهولة في 20 دقيقة.
وتبلغ طاقة "استاد البيت" الاستعابية 60 ألفاً، كما سيحتضن مباريات مونديال قطر حتى الدور نصف النهائي، وستنخفض سعته إلى النصف (30 ألفاً) بعد نهاية النسخة المونديالية المقبلة، حيث ستُمنَح تلك المقاعد للدول النامية بهدف مساعدتها رياضياً.
ونالت قطر، في 2 ديسمبر 2010، حق استضافة مونديال 2022، وتعهدت منذ تلك اللحظة بتنظيم أفضل نسخة في تاريخ دورات كأس العالم، كما تسلّم أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في منتصف يوليو 2018، رسمياً، راية استضافة بلاده النسخة المونديالية المقبلة.
ويُترقَّب على نطاق واسع أن يكون مونديال 2022 "حديث العالم"، في ظل ما تُنفّذه الدوحة من مشاريع مختلفة تطول البنية التحتية؛ من فنادق، ومطارات، وموانئ، وملاعب، ومستشفيات، وشبكات طرق سريعة، ومواصلات، وسكك حديدية.
وهذه الاستعدادات تأتي في إطار استقبال ما يزيد على مليون ونصف مليون من المشجعين والجماهير الذين سيتوافدون على البلاد لمتابعة كأس العالم، وفق تقديرات اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
يشار إلى أن قطر أعلنت جاهزية ثلاثة ملاعب مونديالية هي: استاد خليفة الدولي، والجنوب، والمدينة التعليمية، ومن المقرر افتتاح ملعبين آخرين أحدهما استاد الريان، على أن يكتمل العمل بجميع الملاعب في العام المقبل، بافتتاح ثلاثة ملاعب إضافية، وهنا يدور الحديث حول "لوسيل، والثمامة، وراس أبو عبود".
المصدر | الخليج أونلاين
مشاركة الخبر: