الرئيسية > عربي و دولي
سجن في عهد صدام واغتيل بكاتم صوت.. من هشام الهاشمي؟
المهرة بوست - الجزيرة نت
[ الاربعاء, 08 يوليو, 2020 - 02:41 مساءً ]
قبل ساعات من اغتياله، ظهر الخبير الأمني والباحث السياسي هشام الهاشمي في مقابلة متلفزة عبر محطة محلية، وانتقد فيها ما أسماها "خلايا الكاتيوشا"، التي تطلق الصواريخ وتهاجم البعثات الدبلوماسية في العراق، وأبرزها مبنى السفارة الأميركية (وسط بغداد).
أنهى الهاشمي مقابلته المتلفزة، وعاد إلى منزله في منطقة زيونة (شرقي العاصمة بغداد)، حيث كان بانتظاره مسلحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين، فأطلقوا النار بأسلحة كاتمة للصوت فور وصوله أمام المنزل.
حياة مثيرة
وبدأت حياته المثيرة منذ سنوات اعتقاله والحكم عليه بالسجن إبان نظام الرئيس الراحل صدام حسين، بتهمة الانتماء إلى تنظيم معارض، حتى خرج من السجن عام 2002، قبل الغزو الأميركي للبلاد بعام واحد.
ويقول مقربون من الهاشمي إنه كان لغزا محيرا حتى للمقربين منه، فقد يصرح بشيء وينفيه بعد أيام، أو يتطرق إلى مواضيع وقضايا سياسية أو غيرها بمعلومات متناقضة.
وكان وثيق الصلة بالساسة والنشطاء ومسؤولي الجماعات المسلحة، وكان محللا إستراتيجيا وأمنيا متميزا، ويقدم دراسات أمنية وتحليلات للمؤسسات الأمنية العراقية والاستخبارية ومراكز البحوث الإستراتيجية، خاصة في ما يتعلق بالجماعات المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية.
واستطاع تفكيك هيكلية تنظيم الدولة، والكشف عن معلومات عن أبرز قادة التنظيم، لا سيما الذين احتجزوا في سجن بوكا، مثل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية السابق أبو بكر البغدادي، وسمير الخليفاوي المعروف باسم (حجي بكر) المخطط الإستراتيجي في التنظيم، وأبو عبد الرحمن البيلاوي، الذي يعد من أهم مؤسسي التنظيم، وأبو مهند السويداوي، وهو قيادي يوصف بالمتشدد ومن مؤسسي التنظيم، وأبو أحمد العلواني الذي يعد أهم قائد أمني لدى التنظيم، وأبو مسلم التركماني، كبير مساعدي البغدادي، وإسماعيل علوان العيثاوي المعروف باسم أبو زيد العراقي، وأبو يحيى العراقي مساعد البغدادي، وعبد الناصر قرداش نائب البغدادي.
ونتيجة لغزارة المعلومات عن الشخصيات والأسماء القيادية التي شكلت نواة تنظيم الدولة، فإن الهاشمي يُعدُّ أول من أماط اللثام عن قيادات التنظيم في كل من العراق وسوريا، حيث أفصح عن أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عملهم.
مؤلفات
لدى الهاشمي مؤلفات عديدة، منها "عالم داعش"، و"نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق"، و"تنظيم داعش من الداخل". كما لديه أكثر من 500 مقال وبحث منشور في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية، وجميع هذه الكتب تتحدّث عن الجماعات المتطرفة وعوالمها السرية.
خبرات كبيرة
برز الهاشمي بقوة في سنوات قتال القوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وبدأ آنذاك بشغل مناصب عدّة، منها مدير برنامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في مركز أكد للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، ومستشار أمني لمرصد الحريات الصحفية العراقي، ومستشار في المرصد العراقي لحقوق الإنسان بين عامي 2016 و2018، وعضو اللجنة العلمية لمؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب، ومحاضر لمادة مكافحة الإرهاب في الأكاديميات الأمنية، وباحث زائر في مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية، وتعاون في إعداد أبحاث مع مركزي كارنيغي (Carnegie Middle East Center ) ومعهد "تشاتام هاوس" (Chatham House) الدوليين، وعمل أيضا باحثا متعاونا مع مجموعة الأزمات، وكان مصدرا أساسيا لتقارير منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتش ووتش.
وظهر الهاشمي في صورة منشورة حديثا في اجتماع لقيادات الحشد الشعبي، وهو يتخذ مقعدا قرب أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد، الذي قتل في غارة أميركية مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، على طريق مطار بغداد مطلع العام الجاري.
اكتسب الهاشمي شهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي إبان قتال القوت الأمنية العراقية لعناصر التنظيم، وظهر كذلك على شاشات التلفاز ضيفا شبه دائم بصفته خبيرا أمنيا وعارفا بشؤون الجماعات المسلحة. فصّل الهاشمي آنذاك مناطق سيطرة التنظيم، واستعرض معلومات تخص قيادات التنظيم وبداياتهم وقواطع عملياتهم وأسماءهم الحركية وكناهم.
وبعد إعلان العراق النصر على تنظيم الدولة، عُرف الهاشمي بمعلوماته الغزيرة عن الفصائل الشيعية المسلحة.
وقبل أيام من اغتياله، نشر الهاشمي بحثا مفصلا عن الهيكل التنظيمي للحشد الشعبي، وعدد الفصائل والألوية المسلحة داخله، وتطرق من خلاله إلى التقاطعات بين ما تعرف بفصائل المقاومة والمتطوعين الذي شكلوا الحشد الشعبي بعد قتالهم ضمن الفصائل الكبرى في العراق، ودوافع ألوية العتبات الدينية للانفكاك عن الحشد الشعبي والانضمام إلى وزارة الدفاع، وهو الأمر الذي تعارضه بعض الفصائل الشيعية وأجنحتها السياسية.
مشاركة الخبر: