قطع كابل الألياف يعزل حضرموت وشبوة عن خدمات الإنترنت     تقرير أممي: تسجيل أكثر من 63 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة والدفتيريا خلال العام الماضي باليمن     مقتل ثلاثة جنود من قوات الانتقالي في هجوم للحوثيين بالضالع     "تايكواندو المهرة" يجري قرعة البطولة التنشيطية وينظم الاستعدادات الأولية     البنك المركزي بعدن يحذر من التعامل مع أي عملة قد تصدر من صنعاء     الحرب على غزة.. ارتفاع عدد الشهداء والاحتلال يعلن مقتل مزيد من جنوده     السلطة المحلية بالحديدة تشكل خلية لمجابهة "سوء التغذية"     مرصد حقوقي: بتر قدم مزارع نتيجة انفجار جسم حربي جنوب الحديدة     أسطول روسي يعلن عبور عدة سفن حربية تابعة له مضيق باب المندب     بالصور.. وكالة تكشف تفاصيل جديدة عن بناء الإمارات مهبط طائرات في سقطرى     هولندا تنشر فرقاطة لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات الحوثية     واشنطن تعلن تدمير أربع مُسيّرات حوثية كانت تستهدف إحدى سفنها الحربية في البحر الأحمر     موسكو تبحث مع غروندبرغ سبل حل أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وضباب أو شبورة مائي     صحة غزة تعلن ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 32 ألفا و490 منذ أكتوبر    
الرئيسية > أخبار اليمن

باب الخروج يضيق.. لماذا قررت السعودية التصعيد الآن ضد الحوثيين في اليمن؟ (تحليل)


قوات سعودية في اليمن

المهرة بوست - عربي بوست
[ الخميس, 02 يوليو, 2020 - 09:27 مساءً ]

بعد شهر من انتهاء "هدنة كورونا" وأسبوع من هجوم صاروخي أطلقه الحوثيون باتجاه العاصمة الرياض، شنّ التحالف الذي تقوده السعودية غاراتٍ جوية مكثفة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى يسيطر عليها الحوثي، فهل يعني ذلك أن السعودية قد قرّرت مواصلة الحرب والتخلي عن محاولات الخروج من اليمن؟

غارات مكثفة وتصعيد يثير التساؤلات
أمس الأربعاء، ذكر التلفزيون الرسمي السعودي أن "تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده الرياض بدأ عملية عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، رداً على تصعيد الحركة في الآونة الأخيرة هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود.

بينما ذكر تلفزيون المسيرة، الذي يديره الحوثيون، أن غارات جوية استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف والبيضاء وحجة وصعدة، استمرت طوال نهار أمس وحتى الليل، ووصف سكان في صنعاء الغارات الجوية بالعنيفة، وفي وقت متأخر من مساء أمس، قال تلفزيون المسيرة إن عدداً من الأشخاص أُصيبوا في الغارات.

واليوم الخميس، 2 يوليو/تموز، قال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي: "بدأنا عملية نوعية للردّ على إطلاق ميليشيا الحوثي صواريخ وطائرات مسيرة (بدون طيار) تجاه المملكة"، لكنه لم يذكر تفاصيل، مضيفاً: "سنقطع الأيدي التي تحاول استهداف مناطق في السعودية (…) وسنتخذ إجراءات صارمة ضد ميليشيا الحوثي، إذا حاولت استهداف مناطق مدنية بالمملكة".

توجيه الاتهامات لإيران
وكما هو معتاد في مؤتمرات المالكي الصحفية، وجّه المتحدث باسم التحالف الاتهامات لإيران، قائلاً: "النظام الإيراني يتعمَّد إعطاء الميليشيات صواريخ نوعية لتقويض الأمن الإقليمي (…)، إيران والميليشيات الحوثية تخرق القرار الأممي بحظر توريد السلاح إلى اليمن".

وعن الهدنة التي استمرت 6 أسابيع وانتهت آخر مايو/ أيار الماضي، لمواجهة تفشي فيروس كورونا، أشار المالكي إلى رصد 4 آلاف و276 انتهاكاً حوثياً خلال 45 يوماً، قائلاً: "الجيش اليمني التزم ضبط النفس مدة 45 يوماً، ولم تلتزم خلالها الميليشيات"، وأضاف: "118 صاروخاً بالستياً أطلقتها ميليشيا الحوثي، واعترضتها الدفاعات السعودية (…)، الحوثيون يتعمَّدون وجود ورش تصنيع الصواريخ والألغام في مناطق سكنية".

واليوم أيضاً، أعلنت جماعة الحوثي سقوط قتيلين وأربعة جرحى، في الغارات الجوية على محافظة صعدة (شمال)، متوعّدة بالرد بـ"أقسى العمليات"، وذكر موقع "أنصار الله" الإلكتروني، تابع لجماعة الحوثي، أن التحالف نفَّذ الأربعاء 57 غارةً جديدة على مناطق متفرقة من اليمن، منها 21 غارة على العاصمة صنعاء، بحسب وكالة الأناضول التركية.

ماذا يعني هذا التصعيد؟
الغارات الجوية السعودية المكثفة هي المرة الأولى من جانب المملكة منذ ما قبل التوصل لهدنة كورونا، منتصف مارس/آذار، وصحيح أنها جاءت بعد إطلاق الحوثيين صواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة باتجاه أهداف داخل العاصمة الرياض، لكن ذلك كان منذ عشرة أيام كاملة.

الهجمات الحوثية التي استهدفت وزارة الدفاع وقاعدة الملك سلمان وأهدافاً أخرى وقعت مساء الإثنين 22 يونيو/حزيران، وأدانتها كثير من الدول ومنها مصر والجزائر، معتبرة إياها "أعمالاً إرهابية تستهدف المدنيين"، فلماذا تأخر الرد السعودي إذن؟

يرى كثير من المراقبين أن السعودية لا تسعى من خلال الغارات الجوية المكثفة التي شنتها، أمس الأربعاء، إلى التصعيد العسكري، أو أن ذلك يعني تراجعها عن محاولة إيجاد مخرج من الحرب التي دخلت عامها السادس، دون أن تحقق الرياض أياً من أهدافها، بل أصبحت في موقف أكثر سوءاً وضعفاً مما كانت عليه قبل دخول الحرب، في مارس/آذار 2015، بقرار من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

السعودية دخلت الحرب على رأس تحالف دعم الشرعية، بهدف القضاء على الانقلاب الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه هادي منصور، وانضمت إليها الإمارات ليصبحا القوتين الأبرز في التحالف، وكان ولي العهد يتوقع انتصاراً سريعاً عندما قرّر تشكيل التحالف في 2015 لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، في إطار سياسة خارجية تضع السعودية كقوة إقليمية نافذة في المنطقة.

لكن الحرب كشفت عن حدود قدرات السعودية العسكرية، إذ عجزت الرياض حتى الآن عن اقتلاع المتمردين من مراكز قوتهم في شمال البلاد، وسعت دون جدوى إلى وقف الاقتتال الداخلي المميت بين حلفائها في الجنوب، بحسب تقرير ليورو نيوز.

والآن أصبحت السعودية وحيدة إلى حد كبير بعدما قامت الإمارات في 2019 بخفض تواجدها العسكري في اليمن، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى الحد من خسائرها، لكن اتضح لاحقاً أن أبوظبي دخلت الحرب من الأساس بأهداف استراتيجية مختلفة تماماً عن الأهداف السعودية، وهذا ما حققه لها وجود المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لانفصال جنوب اليمن.

لنتفاوض بحثاً عن خروج  يحفظ ماء الوجه
كان مسؤول غربي مطلع على سياسة الرياض في اليمن قد قال لموقع يورو نيوز، أواخر مارس/آذار الماضي: "على غرار الإمارات، يرغب السعوديون في أن يقولوا هذه الحرب انتهت بالنسبة لنا". وأضاف: "لكن الوضع على الأرض صعب للغاية".

لكن يبدو أنه ليس أمام السعودية طريق سهلة للخروج من هناك، فالحديث عن وجود مفاوضات بالفعل مع الحوثيين، للتوصل لاتفاق يسمح بإنهاء الحرب يرجع إلى العام الماضي، وقد أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى، ديفيد شينكر، خلال زيارة للسعودية، في سبتمبر/أيلول الماضي، أنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين، بهدف إيجاد حل "مقبول من الطرفين" للنزاع اليمني.

هجوم حوثي على السعودية
وفي ضوء تلك المعطيات، يبدو أن الغارات الجوية المكثفة تهدف على الأرجح لتحسين وضع الرياض في التفاوض للتوصل لاتفاق ينهي الحرب، وفي الوقت نفسه من الصعب استبعاد التوتر المتجدد بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وإيران من جهة أخرى، من المشهد عند محاولة استقراء ما تسعى الرياض لتحقيقه من وراء الغارات الجوية الأخيرة.

وكان مسؤولون سعوديون كبار قد عبروا عن إحباطهم من الاقتتال الداخلي بين حكومة هادي التي تدعمها الرياض، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تدعمها أبوظبي، ما يُعرقل ما كان يفترض أن تكون حملة مشتركة ضد الحوثيين، الذين يسيطرون على مساحات واسعة في اليمن. ونقل موقع يورونيوز عن مسؤول غربي قوله إنه "تم عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، والتوترات تتصاعد مرة أخرى في الجنوب، بالتزامن مع تصاعد القتال في الشمال".

وبحسب المسؤول ذاته، يبدو وكأن السعودية "تواجه السلام مثل الحرب، عبر المبالغة في تقدير قدراتهم والتقليل من قدرة الجانب الآخر على الانخراط في هجوم مضاد"، لكنّ محللين يرون أن المملكة لا تزال تملك مفاتيح حل الصراع الشائك في اليمن.

وتقول إيلانا ديلوجر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لـ"فرانس برس": "السعوديون في أفضل وضع للقيام بذلك، لأنهم يملكون علاقات مع كل الأطراف الأساسية في اليمن". ولكنها حذّرت من أن "قدرة السعودية على المناورة لإنهاء الحرب بشروط يمكنها القبول بها، قد تتقلص".

الخلاصة تشير إلى أن الغارات السعودية على صنعاء وصعدة، على الأرجح تهدف للضغط على المجتمع الدولي، لبذل مزيد من الضغوط على الحوثيين ومِن خلفهم إيران، للقبول باتفاق يُنهي الحرب، ويسمح للسعودية بالخروج ولو بضمان عدم تعرضها لصواريخ ومسيرات الحوثيين.





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات