الرئيسية > أخبار اليمن
لهذه الأسباب.. اليمن قد يتحول إلى بؤرة لفيروس كورونا بالمنطقة (تقرير)
المهرة بوست - عربي بوست
[ الإثنين, 22 يونيو, 2020 - 03:19 مساءً ]
اليمن قد يتحول إلى بؤرة لفيروس كورونا دون أن يدري العالم عنه شيئاً أو دون أن يدرك حتى سكانه حجم المأساة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن فيروس كورونا قد ينتشر بشكل أسرع وأوسع في اليمن، ويمكن أن يسقط عدداً أكبر من الوفيات مقارنة مع العديد من الدول الأخرى.
وأصبح مدى تفشي وباء كورونا في اليمن لغزاً مثيراً للرعب، فقد يكون هذا البلد العربي المنكوب بؤرة مجهولة للمرض.
ففي شمال اليمن، يزداد عدد الأشخاص الذين يمرضون ويموتون بعد صعوبة في التنفس، لكن جماعة الحوثيين، الجماعة المدعومة من إيران التي تسيطر على المنطقة، اعترفت فقط ببعض الوفيات من جراء فيروس كورونا.
وفي عدن، التي كانت بمثابة المقر المؤقت للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حتى استولت عليها جماعة انفصالية جنوبية، أظهرت بيانات الدفن أن 950 شخصاً لقوا حتفهم في المدينة في أول 17 يوماً من شهر مايو/أيار 2020، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المسجل البالغ 306 طوال شهر مايو/أيار 2019، وفقاً لتحليل أجراه عبدالله بن غوث، أستاذ علم الأوبئة في جامعة حضرموت، الذي يقدم المشورة لوزير الصحة في عدن.
يشير الارتفاع الكبير في عدد الوفيات إلى أن العدد الرسمي للوفيات بالفيروس أقل بكثير من الحقيقة.
لهذه الأسباب.. اليمن قد يتحول إلى بؤرة لفيروس كورونا
1- لا حكومة تواجه الوباء
منذ عام 2015، تسبب الصراع الدائر في تدمير اليمن وحرم الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.
وثمة قيود على توفير الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية جرّاء الحصار الجزئي المفروض من جانب التحالف بقيادة السعودية. كما أعاق المتمردون الحوثيون عمليات لتوزيع المساعدات.
ومع غياب حكومة مركزية تتولى المسؤولية عن عموم البلاد، يصعب احتواء فيروس كورونا.
2- الظروف تجعل السكان معرضين أكثر لخطر انتشار الأمراض المعدية
اليمن يعاني بالفعل من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقبل نحو ثلاث سنوات من ظهور فيروس كورونا، أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن هو أكثر الأماكن حاجة للمساعدة على الأرض.
ويعتمد نحو 24 مليون شخص -نحو 80% من السكان- على المساعدات كي يبقوا على قيد الحياة، فيما يقف الملايين عند شفا المجاعة.
ويعاني نحو مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، وكانت البلاد تعاني في مواجهة أمراض مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا قبل تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وتعني المناعة الضعيفة أن هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة قد يلتقطون فيروس كورونا بسهولة أكبر.
3- منظومة صحية منهارة
دمرت الحرب المنظومة الصحية في البلاد، وهو ما يجعلها عاجزة عن التصدي للوباء العالمي.
وكان يوجد في اليمن حوالي 3500 منشأة طبية، دمر العديد منها جراء الغارات الجوية. ويعمل نصفها فقط بشكل كامل.
وتفيد التقارير بأن العيادات مزدحمة وبأن الأدوية والمعدات الأساسية غير متوفرة.
وتوجد مئات قليلة من أجهزة التنفس التي تستخدم لمساعدة المرضى على التنفس في الحالات التي يؤدي فيها فيروس كورونا إلى فشل رئوي.
4- عدد الإصابات غير معروف
من دون أن نعرف بدقة أكبر مَن أصيب بفيروس كورونا، يصعب تجنب انتشاره أو التخطيط للتعامل مع الإصابات المحتملة. ويضع ذلك ضغوطاً إضافية على النظام الصحي الهش.
ومنذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً في أبريل/نيسان 2020، توجد صعوبات في تحديد النطاق الحقيقي لانتشار الوباء.
وأعلنت الحكومة أكثر من 900 إصابة، فيما يقول الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة وعلى مناطق أخرى ذات كثافة سكانية كبيرة إنهم رصدوا فقط أربع حالات في مناطق سيطرتهم.
وقالت الأمم المتحدة إنه مع النقص في أدوات الاختبار وعدم شفافية بيانات الحوثيين والحكومة على حد سواء، من المؤكد أن العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير.
5- أطباء معرضون للخطر
إلى جانب نقص الأدوية، يفتقر الطاقم الطبي في اليمن إلى معدات الوقاية الشخصية، مثل أقنعة الوجه والقفازات.
وقال تقرير غير مؤكد على موقع "المصدر" الخاص، إن عشرات الأطباء لقوا حتفهم كنتيجة لفيروس كورونا في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والحكومة على حد سواء.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توفي ياسين عبدالوارث، أحد أبرز خبراء الأمراض المعدية في اليمن، بسبب فيروس كورونا، في ما وصف بأنه ضربة كبيرة للقطاع الصحي في اليمن.
6- لا أموال من النازحين
إضافة إلى كل المشكلات السابقة فإن التمويل في اليمن لم يرق إلى مستوى الحاجة. وعلق المانحون الدوليون أو قطعوا جزءاً كبيراً من تمويلهم قبل تفشي الوباء بسبب مخاوف من منع الحوثيين وصول المساعدات إلى الأماكن التي بحاجة إليها. وقالت ليز غراندي، أكبر مسؤول للأمم المتحدة في البلاد، إن الحوثيين وافقوا منذ ذلك الحين على تقديم تنازلات تأمل هي أن تساهم في حدوث انفراجة في الوضع الصحي في اليمن.
مشاركة الخبر: