الرئيسية > عربي و دولي
نجل الداعية السعودي "سلمان العودة" يروي تفاصيل اعتقال وتعذيب والده
المهرة بوست - وكالات
[ الأحد, 17 مايو, 2020 - 01:17 صباحاً ]
كشف "عبدالله"، نجل الداعية السعودي المعتقل "سلمان العودة"، تفاصيل مثيرة عن ظروف اعتقال وتعذيب والده في سجون المملكة.
جاء ذلك في حلقة بعنوان "الشيخ" ضمن بودكاست "السعودية العظمى"، الذي تدعمه منظمة "العفو" الحقوقية الدولية.
وحول ملابسات الاعتقال، قال "عبدالله" إن شخصا مجهولا هاتف والده في 9 سبتمبر/أيلول2017، وبدأ يتحدث عن المطعم الذي كان فيه يومها والمسجد، وكأنه يوصل له رساله بأنه مُراقب.
وأضاف أن المتصل استطرد في أحاديث لا فائدة منها، وكأن هدفه تعطيل الوالد حتى تصل قوات الأمن التي طرقت الباب أثناء المكالمة التي قرر المتصل إنهائها فجأة بعد أن تحقق مراده.
وتابع "عبدالله": "حين فتح والدي الباب كانت هناك مجموعة كبيرة بلباس مدني عرفوا أنفسهم بأنهم أمن دولة. أمسكوا بالوالد على عجل، وطلبوا منه الذهاب معهم، دون أن يخبروه بالسبب أو أن يبرزوا هوياتهم"، مؤكدين أن الأمر لن يتعدى ساعات قليلة.
وتابع بالقول: "مضت 5 أشهر، لا تواصل ولا اتصال، الأمر مخيف والإشاعات مخيفة أكثر، فجأة يتواصل معي مباشرة شخص من مستشفى السجن ويقول لي: رأيت والدك بنفسي ووضعه الصحي سيء جدا، لقد كان في العناية المركزة. نقلت هذا التسريب والتخوف، وطالبت بالإفصاح عن مكان والدي ووضعه الصحي. زادت الإشاعات أكثر".
"عبدالله" لفت إلى أنه بعد السماح بزيارة والده "علمنا أنه مر بظروف سيئة جدا، من تقييد اليدين والرجلين داخل الزنزانة، وتغميض العينين، والحرمان من الأكل والشرب أثناء التحقيق، والتحقيق معه لأيام متواصلة دون نوم، لدرجة أن يتناوب عليه المحققون".
وأضاف مفصلا ما تعرض له والده من تعذيب: "كانوا يقذفون له الأكل وهو مقيد اليدين فيفتحها في فمه حتى تجرحت أسنانه، والأسوأ كانت طريقة نقله من مكان لآخر حينما يقذفون به في مؤخرة السيارة ويسرعون بها حتى يضرب السقف ثم يرتطم بأرضيتها، كل ذلك وهو الشيخ الستيني حتى ارتفع ضغطه وتردت حالته وأوصله هذا بالفعل للمستشفى".
واستطرد: "كان المحققون يسألون عن كتاباته وعن تغريداته وعن مشاركاته المرئية والمسموعة لأنها هي التهم في نظرهم، وكانوا يقولون له إن حيادك في الأزمة القطرية وعدم انخراطك في الحملة الإعلامية تعتبر خيانة".
واعتبر "عبدالله" أن "فصلا أكثر رعبا بدأ بمحاكمة غامضة في ظروف سرية وبمحكمة اعتقل نصف قضاتها قبلها بفترة وجيزة".
وقال: "في يوم 4 سبتمبر/أيلول 2018 بدأت الجلسة، وطالبت النيابة بما سمته القتل تعزيرا بناء على 37 تهمة، منها الإفساد في الأرض بتأليب المجتمع ودعوته للتغيير في الحكومة السعودية والانضمام لجمعيات واتحادات عالمية وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة".
وأضاف: "شملت التهم أيضا حيازة كتب محظورة، واستقبال رسالة في الجوال مناهضة للتوجه الحكومي، والسخرية من إنجازات الحكومة، ووصف الحكومة السعودية بالاستبداد".
واستطرد: "خلال محاكمة الوالد السرية تغير القضاة عدة مرات. في كل الجلسات، رفض القضاة حضور أي طرف مستقل من المنظمات الدولية أو المؤسسات الحقوقية المستقلة. تخيل الوالد نفسه لم يحضر بعض جلسات هذه المحاكمة، وطريقة النقل من السجن للمستشفى بحد ذاتها تصنف دوليا بأنها تعذيب وإهانة متعمدة وكسر للإرادة".
ولفت "عبدالله" إلى أنه "بعد فضيحة قتل الشهيد جمال خاشقجي، تأجلت المحاكمات عدة مرات، وتعجلت مرات أخرى، في قرارات متسرعة ومتناقضة".
وأشار إلى إلى والده، حتى اليوم، لا يزال والده في "الحبس الانفرادي" بقصة بدأت بدعاء "اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، في إشارة إلى تغريدة سبقت اعتقال الشيخ "سلمان العودة".
بث البودكاست جاء بعد نشر حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر" مقطع فيديو عبارة عن مكالمة للشيخ "سلمان العودة" من داخل السجن مع والدته وإحدى بناتها، قال خلالها: "مبسوط مرة (جدا) ولله الحمد".
مشاركة الخبر: