الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
كيف أفشل اعتصام أبناء المهرة المخططات السعودية الاحتلالية ؟ .. ( تقرير )
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 12 مايو, 2020 - 10:10 مساءً ]
لم يكن الموقع الجغرافي الذي تتميز به محافظة المهرة في منأى عن الأطماع والتحركات السعودية في اليمن منذ إعلان الحرب على اليمن في (مارس 2015 ).
ففي الوقت الذي تجنبت فيه المهرة الحرب التي طالت عدد من المدن والمحافظات إلى أنها وبسبب وقعوها على بعد أكثر من ( 1300 كم ) عن العاصمة اليمنية صنعاء كانت السعودية تخطط منذ اليوم الأول على استثمار المحافظة اليمنية لصالح تمرير أجندتها في المهرة .
كان العامل الإنساني من أهم الجوانب التي جعلت أرض المحافظة ملجأً للكثير من اللاجئين والهاربين من ويلات الحرب ، لما يتميز به المجتمع المهري من آلفة وتقبل لكافة أبناء اليمن.
الحريزي يكشف مخططات السعودية
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن المخططات السعودية كانت أبعد من ذلك خاصة مع دخول القوات السعودية والإماراتية إلى محافظة المهرة في (يونيو 2015) أي بعد دخولها إلى العاصمة المؤقتة عدن ضمن تحالف ما يسمى بـ"دعم الشرعية في اليمن".
أدرك أبناء المهرة مبكراً خطورة الدور الذي تقوم به السعودية والإمارات على أراضيهم، ففشلت الدولتين في تشكيل ما يسمى بـ"النخبة المهرية" من أبناء المهرة واتضح ذلك الفشل في أساليب التحشييد ضد أبناء المحافظة نفسها خلال الأعوام اللاحقة.
يكشف الشيخ علي سالم الحريزي - وكيل محافظة المهرة السابق- وأحد قيادات اعتصام المهرة الرافض للتواجد السعودي خلال حديثه لوسائل الإعلام في (10 مايو 2020) ما حدث قائلاً : " أن السعودية كانت لديها خطتين لإستمرارها على الأرض."
يشير الحريزي إلى الخطة السعودية بقوله : "الخطة (أ) كانت تستهدف السيطرة على الميناء والمنافذ والموانئ داخل محافظة المهرة." وهو ما حدث فعلياً خلال السنوات الأولى للحرب، مضيفاً أن السعودية استحدثت نقاط من الدمغ إلى صرفيت، ومنها استحدثوا نقاط في مناطق " عتاب ، الفتك ، دمقوت ، وحوف" .
يستطرد الحريزي في حديثه بقوله إن "الخطة (ب) فكان الهدف منها هو البدء في احتلال الصحراء من حات إلى شحن ومن شحن إلى رماة."
يؤكد الشيخ الحريزي أن أبناء المهرة أفشلوا المخططات السعودية منذ الإعلان عن الاعتصامات المناهضة للتواجد السعودي والتي انطلقت في ( 23 يونيو 2018 ) من عاصمة المهرة الغيضة والتي طالبت بخروج القوات السعودية والحفاظ على السيادة الوطنية، وتسليم المنافذ البرية في شحن وصرفيت للقوات اليمنية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
هل تصمت السعودية ؟
تحاول السعودية بين الحين والأخر إلصاق تهمة تهريب الأسلحة في اليمن بأنها قادمة من محافظة المهرة، لما تمتلكه المحافظة من شريط حدودي كبير مع سلطنة عمان وشريط بحري يعتبر الأكبر بين المحافظات اليمنية والذي يمتد على مسافة تقارب ( 400 كم) .
واستمرت السعودية في بروباجندا دعائية موجهة ضد أبناء المهرة بإلصاق تهم التهريب من خلال أدواتها الإعلامية على الرغم من فشل السعودية من أثبات إي من ادعاءاتها عن وجود تهريب من المهرة، على الرغم من مطالبة لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة في تقرير أصدره مطلع العام ( 2020) يوضح رفض السعودية تقديم أي دلائل عن عمليات التهريب .
قيادات إعتصام المهرة ردت منذ إعلانها في اليوم الأول وطالبت بتجنيد قوات في البحرية وإعطاء أولوية لأبناء المحافظة في بناء مؤسسة شرطة محلية بناء وطنيا للقيام بواجبتها ضمن المؤسسات الحكومية والرسمية، الأمر الذي لم يحدث إلى يومنا هذا.
يقول مراقبون للأوضاع في المهرة أن الحراك الشعبي كان له الدور الأبرز في افشال المخططات السعودية على الرغم من إشراف السعودية على المنافذ واستمرار تواجدها في مطار الغيضة الدولي والذي يعد أكبر مطارات اليمن.
ويعزوا المراقبون أسباب الفشل السعودي إلى أحقية المطالب التي يقدمها أبناء المهرة من خلال اعتصاماتهم، مضيفين أن الحالة الاجتماعية التي تتميز بها قبائل المهرة من ترابط وتكاتف ومؤزرة لعبت الدور الأبرز في ذلك الفشل، إلى جانب فشل السعودية في إثبات أي من ادعاءاتها .
مشاركة الخبر: