الرئيسية > عربي و دولي
العمانيون يرسخون ثقافة التطوع في مواجهة كورونا
المهرة بوست - متابعات
[ الإثنين, 04 مايو, 2020 - 09:44 مساءً ]
يقال عند الشدائد تظهر ثقافة المجتمعات، ويبدو أن جائحة كورونا عكست واقع وحقيقة الكثير من المجتمعات حول العالم، ويَحّق لنا في عمان أن نفتخر بأصالة وثقافة المجتمع العماني، الذي عوّدنا على التكاتف والتعاون والثبات في أوقات الشِدّة منذ القدم،
ولعلنا قد شاهدنا وتابعنا العديد من النماذج التطوعية العمانية الإيجابية، التي بادر بها أبناء عمان، دون تمييزٍ بين المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة، وذلك للتخفيف من الآثار المترتبة عن انتشار فيروس كورونا المستجّد.
وما تخصيص الخامس من ديسمبر من كل عام، للاحتفال بيوم التطوع العماني، إلا دليلٌ واضحٌ على النهج القابوسي في ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي، باعتبارها جزءا مُهّماً من ثقافة المجتمع العماني الأصيل.
ومن يعرف المجتمع العماني، سيجد فعلاً أن عمل الخير ليس غريباً على أبناء عمان، بل هو متأصل فيهم منذ القدم، ويظهر ذلك جليّاً في المبادرات التطوعية المتنوعة التي يقدمها العمانيين في مختلف الجوانب،
ولتأتي جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي وتؤكد على حرص اهتمام الحكومة العمانية بالعمل التطوعي، والعمل على تكريم وتشجيع المبادرات التطوعية في عمان.
وفي الوقت الذي كانت فيه جائحة كورونا تعبر الحدود والقارات، وتعصف بالدول والمجتمعات، كان المجتمع العماني على الموعد دائماً، حيث تضافرت الجهود وتلاقت الخطوط، من أجل مواجهة هذه جائحة، فقامت الحكومة من جانبها، باتخاذ إجراءات وقائيةٍ للحد من انتشار الجائحة، بينما شمّر المواطنون عن سواعدهم من أجل حماية وطنهم، والوقوف إلى جانبه بكل إخلاص واقتدار، لنجدهم يتسابقون في حب عمان بين ملتزمٍ ومستعّد ومتطّوع.
إن نهضة العمانيين لأعمال الخير والتطوع من أجل أرضهم ومجتمعهم وإنسانيتهم، لم تكن وليدة كورونا، بل هي موروث عماني أصيل، توارثته الأجيال جيل بعد جيل، عبر أزمانٍ ومراحل متعاقبة.
وما رأيناه من تضامنٍ شعبي ورسميّ ومجتمعيّ، مع مختلف الفئات على أرض عمان، من مواطنين ومقيمين، ليُشعرنا بالفخر والبهجة والفرح، وما لمسناه من تقديرٍ وتعاطفٍ مع الطواقم الطبية والعسكرية والتطوعية، ليمنحنا الأمل، بغدٍ مبهج ومستقبلٍ مشرق.
وإننّا اليوم إذ نرى الشباب العماني يجوبَ المُدن والقُرى، ويتفقّد الحارات والبيوت، ويتحسّس ظروف المجتمع، ويستنهض الهِمم من أجل مواجهة هذه الجائحة، فإننا ندعو ونذّكر بالتي هي أحسن أنفسنا وأصحاب الأموال والثروات في عمان، أن يهبّوا هبة العماني الأصيل، لدعم أبنائهم ودولتهم ومجتمعهم ومؤسساتهم الخيرية، للتخفيف من آثار وتبعات كورونا، وذلك امتثالا لقول النبي عليه الصلاة والسلام “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
وإننّا على ثقةٍ دائمة أن الإنسان العماني مهما كان مستواه الاجتماعي، إلا أنه بفطرته يحب الخير، وقد تربّى في كنف هذا الوطن الغالي الذي يدعو للخير دائماً، فها هو هيثم عمان قد تطوع وبادر وحثّنا جميعاً على المضي خلفه من أجل عمان.
فالسابقون السابقون في حب أوطانهم هذه الأيام، وإنها للحظات تاريخيةٌ سيسجلها لكم التاريخ في خدمة وطنكم الغالي عمان، فمن تطوع فهو خير له، وما نقص مال من صدقة، فتطوعوا من أجل أوطانكم وصِلوا أرحامكم ومعارفكم وأقاربكم، فالصدقة لا تقتصر على المال، فالكلمة طيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وسؤالك عن أخيك بإذن الله صدقة، وتعاونك لحفظ الأمن صدقة، وتطوعك لخدمة وطنك صدقة، فلا تحقّرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلِق.فهنيئاً لكل الذين وقفوا مع الوطن، في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وهنيئاً للمبادرين وأصحاب الخير والمتطوعين، وشكراً جزيلاً نقولها من أعماقنا لجنودنا المجهولين، وجيوشنا البيضاء والحمراء والخضراء، للعماني أينما كان في أرض عمان، لكل الذين يعملون بحبٍ وإخلاص من أجل هذا الوطن، من يظهر منهم على الشاشة ومن يعمل بصمتٍ خلف الشاشات، نعم شكراً نقولها لكل أبناء عمان المخلصين.
نقلاً عن موقع أثير ( لقراءة التقرير من الموقع اضغط هنا )
مشاركة الخبر: