الرئيسية > أخبار اليمن
من قتل الصماد ؟
المهرة بوست - تحليل
[ الثلاثاء, 24 أبريل, 2018 - 10:41 صباحاً ]
مثل مقتل رئيس المجلس السياسي التابع لجماعة الحوثي والذي يسيطر على مناطق شمال اليمن اقسى هزيمة تتلقاها جماعة الحوثي منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في اليمن .
ومنذ مقتل الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" في صنعاء في الـ 2 من ديسمبر 2017 بات صالح الصماد هو احد ابرز الوجوه السياسية التي حاولت تقديم نفسها كقوة سياسية تدير الوضع في صنعاء .
وقدم الرجل نفسه باعتباره الرئيس الذي يديرالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بشمال اليمن .
والى حد كبير نجح الرجل في السيطرة على زمام الامور في صنعاء ودشن حالات تقارب سياسية مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام عقب مقتل الرئيس السابق علي صالح .
واظهرت تسجيلات مرئية الصماد وهو يترأس جلسات عدة كما عقد لقاءات سياسية مع المبعوث الاممي الى اليمن مارتن جريفث الذي زار العاصمة اليمنية صنعاء قبل اسابيع .
ورغم ان الحركة الحوثية حركة مسلحة وعقائدية الا ان الصماد كان يمثل احد ابرز الوجوه السياسية التي استطاعت تقديم الحركة بشكل افضل من غيره.
زار الصماد جبهات كثيرة وظهر في مقاطع كثيرة وهو يشرف على جبهات قتال عدة في صعدة وصنعاء والساحل الغربي .
لسنوات طويلة ولايزال ظل "عبدالملك الحوثي" هو الرجل الاول في جماعة الحوثي الا انه ومع ظهور الصماد قبل سنوات تحولت الانظار اكثر من مرة الى الصماد الذي شكل الثنائي في تحالفه مع حزب المؤتمر الشعبي العام قبل اكثر من عام .
خسارة عسكرية ام سياسية؟
تمثل واقعة مقتل صالح الصماد واحدة من اكبر الخسائر السياسية والعسكرية التي منيت بها جماعة الحوثي .
فبعد ساعات قليلة من مقتل الصماد اختارت الجماعة مهدي المشاط خلفا لصالح الصماد.
وبالنظر الى ثقلي الرجلين على الساحة السياسية فالمشاط لايزال صغير السن وخبرته السياسية اذا قورنت بالصماد فلا تكاد تذكر.
وبالنظر الى سجل المشاط فانه لايكاد يذكر الا قيادته لهجوم مسلح شنته ميليشيا الحوثي على تجمع للسلفيين بمنطقة دماج في العام 2013.
وسيمثل بروز المشاط وتغطيته للفراغ الذي تركه الصماد امر بالغ الصعوبة خصوصا مع الخسائر التي باتت تلاحق جماعة الحوثي مؤخرا .
نصر نادر للتحالف العربي
مثلت الغارة الجوية التي نفذها طيران التحالف العربي نصر نادر وغريب فبعد الالاف من الغارات الجوية الخاطئة التي اودت بحياة المدنيين تمكن التحالف العربي من قتل احد ابرز قيادات الجماعة .
ورغم ان التحالف العربي لم يعلن رسميا مقتل الصماد ولم يعلن حتى انه قام باستهدافه الا ان اعلان جماعة الحوثي ذلك ربما يكون خلطا للاوراق.
ظهر الصماد عشرات المرات خلال عروض عسكرية لجماعة الحوثي بمشاركة الالاف وكانت فرصة للتحالف لكي يستهدفه لكن شيء من هذا لم يحدث.
عامة سيحسب هذا النصر لصالح التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يقول انه يشن غارات جوية لتعقب عناصر وقيادات جماعة الحوثي .
هل صفت جماعة الحوثي صالح الصماد؟
يظل واحد من الاحتمالات الكبيرة هي تصفية الجماعة الحوثي لصالح الصماد وادعائه ان الرجل قتل بضربة جوية لطيران التحالف .
ولد صالح الصماد عام 1979 في منطقة بني معاذ ،مديرية سحار ،محافظة صعدة شمالي اليمن ، تخرج من جامعة صنعاء وعمل مدرسا في مدرسة عبدالله بن مسعود في صعدة ، شارك في حروب جماعته ضد الحكومة اليمنية ابتداء من الحرب الثالثة ، تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي للجماعة بعد العام 2011 ، تم تعيينه مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية في 24 سبتمبر 2014 بعد ثلاثة أيام من دخول الحوثيين صنعاء.
أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى في 6 أغسطس 2016 وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب في 14 أغسطس 2016.
خلال الاشهر الماضية شاعت انباء كثيرة ان الصماد كان على خلاف مع قيادات جماعة الحوثي وفي كل مرة كانت الجماعة تنفي هذه المزاعم وتقول انها ملفقة .
ويؤكد الكثير من المتابعين للشان السياسي اليمني ان الجماعة ربما لجأت الى تصفية الصماد خصوصا مع تراجع الجبهات التي تسيطر عليها الجماعة في عموم المناطق .
هل حان الوقت لانهيار جماعة الحوثي؟
سيطرت جماعة الحوثي في نهاية العام 2014 على العاصمة اليمنية صنعاء قبل ان تسقط مناطق الشمال كافة بيدها.
ومنذ ذلك الحين واصلت الجماعة تقدمها حتى وصلت الى مناطق جنوب اليمن وتحديدا عدن.
في مارس من العام 2015 كانت جماعة الحوثي في اوجه قوتها على الاطلاق لكنها بعد 3 سنوات من هذا التاريخ تبدو في اضعف حالاتها.
خسرت الجماعة 80% من المناطق التي بسطت سيطرتها عليها خلال 3 سنوات وباتت غير قادرة على التقدم في ايا من الجبهات.
ومع خسارة جانبها السياسي ستتعاظم الاشكاليات التي ستواجهها لاحقا خلال الاشهر القادمة .
ومن شأن هذه المصاعب ان تمنح الحكومة الشرعية والتحالف العربي فرصة النيل من الجماعة والتقدم صوب صنعاء وممارسة ضغط اكبر.
طارق صالح يحرك مياه راكدة .
مثل تقدم قوات طارق محمد صالح خلال الايام القليلة الماضية بمناطق بتعز والحديدة ضغا اضافيا على الجماعة المتمردة ربما تكون قد افضت الى تصفية صالح الصماد من قبل جماعة الحوثي نفسها.
تؤكد مصادر سياسية في صنعاء ان الصماد كان من المعارضين بقوة لتصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح .
ومع تصفية صالح ربما يكون الصماد بات يستشعر غباء خطوة مقتل صالح وانكشاف الظهر السياسي لجماعة الحوثي والذي كان يغطيه صالح وقياداته.
ومع استشعار الصماد بفداحة الخطأ الذي ارتكبه الحوثيون بدأت مظاهر الخلاف بين الطرفين تطفو الى السطح.
وعلى مايبدو ان جماعة الحوثي لم تجد بدا من تصفية "الصماد" وقتله .
ويرى الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي من جانبه أن خسارة الحوثيين كبيرة بمقتل رئيس المجلس السياسي صالح الصماد، الذي كان الوجه الجميل لحركتهم، مشيرا إلى أنه لم يعد لديهم سوى الوجوه السلالية القبيحة.
وأضاف البخيتي في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، أن الحوثيين فقدوا من له القدرة على التواصل مع القبائل اليمنية ومع المؤتمر وما بقي من مكونات سياسية ومجتمعية هشة، "كما أنه كان ملجأ للكثير من أهالي المعتقلين في سجون الجماعة"، في إشارة منه للقيادي القتيل صالح الصماد.
ولفت إلى أن الصماد كان قريبا جدا من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكذا من حزب المؤتمر لدرجة أنه كان يُتهم من قبل بعض قيادات الحركة بأنه "عفاشي"؛ فقط لأنه وفِي لما يلتزم به.
وأشار إلى أن الصماد تعرض للإحراج كثيرا من قبل القادة السلاليين الذين كانوا ينقضون الاتفاقات التي كان يبرمها والتعهدات التي كان يقدمها، حتى يظهر صغيرا أمام الآخرين؛ مضيفا: "ومع ذلك كان له دور ايجابي في حل كثير من القضايا".
وقال البخيتي، إن الحوثيين تركوا صالح الصماد مكشوفا أمنيا، ما سهل رصد تحركاته حتى تمكن التحالف منه، مؤكدا أن هذا ديدنهم مع القيادات الغير سلالية؛ لا يعيرونهم الاهتمام الكافي ليستثمرونهم بعد وفاتهم كما استثمروهم في حياتهم.
وأوضح بأن الصماد كان بسيطا في أغلب المواقف وذو أخلاق وشيمة، إلا أنه كان واجهة ديكورية فقط.
* عــدن الــغــد
ومنذ مقتل الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" في صنعاء في الـ 2 من ديسمبر 2017 بات صالح الصماد هو احد ابرز الوجوه السياسية التي حاولت تقديم نفسها كقوة سياسية تدير الوضع في صنعاء .
وقدم الرجل نفسه باعتباره الرئيس الذي يديرالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بشمال اليمن .
والى حد كبير نجح الرجل في السيطرة على زمام الامور في صنعاء ودشن حالات تقارب سياسية مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام عقب مقتل الرئيس السابق علي صالح .
واظهرت تسجيلات مرئية الصماد وهو يترأس جلسات عدة كما عقد لقاءات سياسية مع المبعوث الاممي الى اليمن مارتن جريفث الذي زار العاصمة اليمنية صنعاء قبل اسابيع .
ورغم ان الحركة الحوثية حركة مسلحة وعقائدية الا ان الصماد كان يمثل احد ابرز الوجوه السياسية التي استطاعت تقديم الحركة بشكل افضل من غيره.
زار الصماد جبهات كثيرة وظهر في مقاطع كثيرة وهو يشرف على جبهات قتال عدة في صعدة وصنعاء والساحل الغربي .
لسنوات طويلة ولايزال ظل "عبدالملك الحوثي" هو الرجل الاول في جماعة الحوثي الا انه ومع ظهور الصماد قبل سنوات تحولت الانظار اكثر من مرة الى الصماد الذي شكل الثنائي في تحالفه مع حزب المؤتمر الشعبي العام قبل اكثر من عام .
خسارة عسكرية ام سياسية؟
تمثل واقعة مقتل صالح الصماد واحدة من اكبر الخسائر السياسية والعسكرية التي منيت بها جماعة الحوثي .
فبعد ساعات قليلة من مقتل الصماد اختارت الجماعة مهدي المشاط خلفا لصالح الصماد.
وبالنظر الى ثقلي الرجلين على الساحة السياسية فالمشاط لايزال صغير السن وخبرته السياسية اذا قورنت بالصماد فلا تكاد تذكر.
وبالنظر الى سجل المشاط فانه لايكاد يذكر الا قيادته لهجوم مسلح شنته ميليشيا الحوثي على تجمع للسلفيين بمنطقة دماج في العام 2013.
وسيمثل بروز المشاط وتغطيته للفراغ الذي تركه الصماد امر بالغ الصعوبة خصوصا مع الخسائر التي باتت تلاحق جماعة الحوثي مؤخرا .
نصر نادر للتحالف العربي
مثلت الغارة الجوية التي نفذها طيران التحالف العربي نصر نادر وغريب فبعد الالاف من الغارات الجوية الخاطئة التي اودت بحياة المدنيين تمكن التحالف العربي من قتل احد ابرز قيادات الجماعة .
ورغم ان التحالف العربي لم يعلن رسميا مقتل الصماد ولم يعلن حتى انه قام باستهدافه الا ان اعلان جماعة الحوثي ذلك ربما يكون خلطا للاوراق.
ظهر الصماد عشرات المرات خلال عروض عسكرية لجماعة الحوثي بمشاركة الالاف وكانت فرصة للتحالف لكي يستهدفه لكن شيء من هذا لم يحدث.
عامة سيحسب هذا النصر لصالح التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يقول انه يشن غارات جوية لتعقب عناصر وقيادات جماعة الحوثي .
هل صفت جماعة الحوثي صالح الصماد؟
يظل واحد من الاحتمالات الكبيرة هي تصفية الجماعة الحوثي لصالح الصماد وادعائه ان الرجل قتل بضربة جوية لطيران التحالف .
ولد صالح الصماد عام 1979 في منطقة بني معاذ ،مديرية سحار ،محافظة صعدة شمالي اليمن ، تخرج من جامعة صنعاء وعمل مدرسا في مدرسة عبدالله بن مسعود في صعدة ، شارك في حروب جماعته ضد الحكومة اليمنية ابتداء من الحرب الثالثة ، تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي للجماعة بعد العام 2011 ، تم تعيينه مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية في 24 سبتمبر 2014 بعد ثلاثة أيام من دخول الحوثيين صنعاء.
أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى في 6 أغسطس 2016 وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب في 14 أغسطس 2016.
خلال الاشهر الماضية شاعت انباء كثيرة ان الصماد كان على خلاف مع قيادات جماعة الحوثي وفي كل مرة كانت الجماعة تنفي هذه المزاعم وتقول انها ملفقة .
ويؤكد الكثير من المتابعين للشان السياسي اليمني ان الجماعة ربما لجأت الى تصفية الصماد خصوصا مع تراجع الجبهات التي تسيطر عليها الجماعة في عموم المناطق .
هل حان الوقت لانهيار جماعة الحوثي؟
سيطرت جماعة الحوثي في نهاية العام 2014 على العاصمة اليمنية صنعاء قبل ان تسقط مناطق الشمال كافة بيدها.
ومنذ ذلك الحين واصلت الجماعة تقدمها حتى وصلت الى مناطق جنوب اليمن وتحديدا عدن.
في مارس من العام 2015 كانت جماعة الحوثي في اوجه قوتها على الاطلاق لكنها بعد 3 سنوات من هذا التاريخ تبدو في اضعف حالاتها.
خسرت الجماعة 80% من المناطق التي بسطت سيطرتها عليها خلال 3 سنوات وباتت غير قادرة على التقدم في ايا من الجبهات.
ومع خسارة جانبها السياسي ستتعاظم الاشكاليات التي ستواجهها لاحقا خلال الاشهر القادمة .
ومن شأن هذه المصاعب ان تمنح الحكومة الشرعية والتحالف العربي فرصة النيل من الجماعة والتقدم صوب صنعاء وممارسة ضغط اكبر.
طارق صالح يحرك مياه راكدة .
مثل تقدم قوات طارق محمد صالح خلال الايام القليلة الماضية بمناطق بتعز والحديدة ضغا اضافيا على الجماعة المتمردة ربما تكون قد افضت الى تصفية صالح الصماد من قبل جماعة الحوثي نفسها.
تؤكد مصادر سياسية في صنعاء ان الصماد كان من المعارضين بقوة لتصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح .
ومع تصفية صالح ربما يكون الصماد بات يستشعر غباء خطوة مقتل صالح وانكشاف الظهر السياسي لجماعة الحوثي والذي كان يغطيه صالح وقياداته.
ومع استشعار الصماد بفداحة الخطأ الذي ارتكبه الحوثيون بدأت مظاهر الخلاف بين الطرفين تطفو الى السطح.
وعلى مايبدو ان جماعة الحوثي لم تجد بدا من تصفية "الصماد" وقتله .
ويرى الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي من جانبه أن خسارة الحوثيين كبيرة بمقتل رئيس المجلس السياسي صالح الصماد، الذي كان الوجه الجميل لحركتهم، مشيرا إلى أنه لم يعد لديهم سوى الوجوه السلالية القبيحة.
وأضاف البخيتي في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، أن الحوثيين فقدوا من له القدرة على التواصل مع القبائل اليمنية ومع المؤتمر وما بقي من مكونات سياسية ومجتمعية هشة، "كما أنه كان ملجأ للكثير من أهالي المعتقلين في سجون الجماعة"، في إشارة منه للقيادي القتيل صالح الصماد.
ولفت إلى أن الصماد كان قريبا جدا من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكذا من حزب المؤتمر لدرجة أنه كان يُتهم من قبل بعض قيادات الحركة بأنه "عفاشي"؛ فقط لأنه وفِي لما يلتزم به.
وأشار إلى أن الصماد تعرض للإحراج كثيرا من قبل القادة السلاليين الذين كانوا ينقضون الاتفاقات التي كان يبرمها والتعهدات التي كان يقدمها، حتى يظهر صغيرا أمام الآخرين؛ مضيفا: "ومع ذلك كان له دور ايجابي في حل كثير من القضايا".
وقال البخيتي، إن الحوثيين تركوا صالح الصماد مكشوفا أمنيا، ما سهل رصد تحركاته حتى تمكن التحالف منه، مؤكدا أن هذا ديدنهم مع القيادات الغير سلالية؛ لا يعيرونهم الاهتمام الكافي ليستثمرونهم بعد وفاتهم كما استثمروهم في حياتهم.
وأوضح بأن الصماد كان بسيطا في أغلب المواقف وذو أخلاق وشيمة، إلا أنه كان واجهة ديكورية فقط.
* عــدن الــغــد
مشاركة الخبر: