الرئيسية >
المهرة ,, كنموذج للكفاح السلمي ضد الاحتلال في زمن الحرب .
المهرة بوست - سالم بن سعيد
[ الاربعاء, 18 مارس, 2020 - 06:56 مساءً ]
يعد خيار الحراك السلمي عبر آلية الاعتصام ليس فقط نموذج حضاري يعكس وعي وأدراك وايمان قبائل وأبناء محافظة المهرة بعدالة قضيتهم العادلة ضد الاحتلال السعودي، بل يراه المهاتما غاندي أعظم قوة في يد البشرية، فبواسطة اللاعنف والخيار السلمي استطاع غاندي أن يقهر بريطانيا وهي في أعتى قوتها كإمبراطورية لم تكن تغب عنها الشمس، وبذات الخيار أستطاع أن ينتزع الحقوق من محتل غاضب، ويجبر بريطانيا على الرحيل دون أن تطلق رصاصة واحدة ويحقق الاستقلال لبلاده . وأن كان خيار قبائل وأبناء المهرة السلمي قد أثار انتباه العالم أجمع لنموذج حضاري تجسده قبائل المهرية التي تمتلك السلاح ايضاً وفي بلد لأصوت يعلو فيه فوق صوت العنف، فان تمسك أحرار المهرة بالخيار السلمي يضع المراقبين السياسيين أمام نموذج جديد من الكفاح السلمي تفوده قبائل يمنية أصيلة مسلحة في شرق البلاد. على مدى العامين الماضين أثبت الحراك السلمي الرافض للاحتلال والمقاوم لكافة الأجندة والتدخلات الخارجية في المهرة، أن قوة الحق أقوى وأعظم من حق القوة التي يستخدمه المحتل السعودي متوهما أن أجندته الاستعمارية ومطامعه في المهرة ستتحقق كلما زاد من تواجده العسكري في المحافظة وعزز ذلك التواجد بإنشاء المزيد من المعسكرات وأسس المزيد من المليشيات المحلية كغطاء أمام العالم ، بعد أن تمكنت قبائل وأبناء المهرة من اسدال الستار عن الغطاء الإنساني وإعادة الأعمار المزعوم الذي اتخذته السعودية قبل عامين كوسيلة للتدخل العسكري في المهرة. ولعل المحاولات السعودية المستميتة لجر هذا الحراك السلمي النموذجي لقبائل وأبناء المهرة، يعكس مدى فاعليته في تقويض مخطط الاحتلال السعودي في المحافظة ، فمنذ أن تصاعد الرفض الشعبي التواجد العسكري السعودي الذي تجسد بآلية الاعتصام السلمي في محافظة المهرة قبل عامين ، حاول المحتل وزبانيته جر قبائل وأبناء المهرة إلى خيار العنف، ولايزال يحاول ويتمنى إنحراف الخيار السلمي وخروجه عن مساره لكي يواجه العنف بالعنف ويجهض مشروعية تلك مطالب السلمية ، ولكن محاولات المحتل في حرف مسار المهرة السلمي الرافض للاحتلال بكافة أشكاله وأنواعه في المحافظة الأمنة والتي لم تشهد أي اضطرابات على مدى عقود ، افشلها وعي قبائل وأبناء المهرة وزادهم تمسكهم بهذا الخيار الذي أقلق المحتل وفاق قوته واضعف حجته .
الاسبوع الماضي، وقعت عدد كبير من وسائل الإعلام في فخ خبر مظلل يعتقد بوقوف المحتل السعودي ومليشيات في المهرة ورائه، زعم صانعوه بأن " الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق، قال إن الحراك السلمي الذي تشهده محافظة المهرة منذُ عامين انتقل إلى مرحلة الصراع المسلح مع السعودية بعد الغارات التي شنتها مروحيات الأباتشي السعودية في الـ 17 من الشهر الماضي " ، ولوحظ من خلال رصد وتتبع الخبر بأن أسلوب وطريقة النشر ونطاق الترويج للخبر لم تكن عفوية رغم التفاعل الكبير من قبل مختلف وسائل الإعلام مع قضية المهرة وابناءها وقبائلها العادلة ، وقد خدعت الكثير من وسائل الإعلام بتلك المحاولة التي تقف ورائها السعودية في إطار محاولاتها لجر قبائل وأبناء المهرة إلى الاتجاه نحو العنف للتعبير عن مطالبهم المشروعة بخروج كافة القوات المحتلة من المحافظة ، أو إيجاد غطاء لضرب الاعتصام السلمي وهو المستحيل بذاتة . فالشيخ علي سالم الحريزي سارع بالرد على ما تناقلته قنوات فضائية ومواقع إلكترونية إعلانه الكفاح المسلح ضد الاحتلال العسكري السعودي في محافظة المهرة بالنفي والتوضيح وبعث أكثر من رسالة للمحتل السعودي أكد فيها أن قرار الحراك السلمي ليس قراراً فردياً وانما جماعياً ومخطط ، وأشار إلى أن الخيار السلمي وكان سيبقى القوة التي تتفوق على السلاح في تنفيذ المطالب واجهاض مطامع الاحتلال السعودي ، ودعا كافة وسائل الإعلام إلى توخي الحيطة والحذر فيما تنشره عنه من مواقف وبيانات وتصريحات وعدم تقويله مالم يقله، لافتاً أن القول مسئولية ونحن ممن التزم بالمسئولية ومضى فيها رافضا كل القرارات الفردية والتصرفات العبثية التي تضر بأبناء المهرة وتنهي أي أثر للمؤسسات الدولة. وأوضخ الشيح الحريزي في بيان صادر عنه الاسبوع الماضي أن "موقفه ضد الاحتلال السعودي للمهرة لن يكون قرارا شخصي ، ولن يتخذ بمعزل عن بقية المكونات الرسمية والشعبية لأبناء المهرة كون مقاومة المحتل حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والدساتير والقوانين والمعاهدات المحلية والدولية "، وأشار إلى أن " ما تعيشه المهرة منذ عامين من حراك سلمي مقاوم للتواجد السعودي وتواجد إي مليشيا خارج إطار المؤسسات الشرعية والدستورية هو كفاحنا وموقفنا المستمر والعلني منذ عامين رغم إجبارنا مرارا وفي كثير من المواقف إلى اتخاذ موقف الدفاع المسلح عن أنفسنا كما حصل أكثر من مرة في اغلب مديريات محافظة المهرة وهذا ما يحدث اليوم في مديرية شحن ، نحن في موقف الدفاع عن انفسنا وارضنا ". وأكد تمسكه بالخيار السلمي إلى جانب كل أحرار المهرة منذ عامين، وقال في بيانه " نسير في نفس الهدف وعلى ذات الإطار كحراك سلمي مقاوم للتواجد السعودي رافعين مطالبنا القانونية في وجه الترسانة العسكرية السعودية ملتزمين الموقف الرسمي العام فيما يتخذ من قرارات وتوجهات تصب في خدمة محافظة المهرة وأبنائها واليمن بشكل عام "، من خلال ما سبق يتضح أن المحتل السعودي الذي يحاول جر الحراك السلمي المهري إلى العنف، أصبح اليوم يواجهه تماسك قبائل وأبناء المهرة بالخيار السلمي الرافض للاحتلال وكذلك تمسك أبناء المهرة بمطالبهم المشروعة والتي لن تتوقف إلإ بخروج كافة القوات السعودية المحتلة من المحافظة.
مشاركة الخبر: