الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة الشدة على عدد من المحافظات ويحذر من الصواعق     مباحثات "أمريكية عمانية" بشأن التصعيد في البحر الأحمر     كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغراقة في غزة     سفينة حربية يونانية تعترض طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر     حجة.. إصابة مدني جراء انفجار لغم في ميدي     القوات الأمريكية تعلن التصدي لصاروخ باليستي وأربع مُسيّرات حوثية     وزير الدفاع يبحث مع السفير الصيني جهود تحقيق السلام في اليمن     تراجع كبير في حركة السفن بقناة السويس جراء الهجمات الحوثية في البحر الأحمر     وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره اليوناني التعاون الدفاعى وجهود حماية التجارة فى البحر الأحمر     انتشال جثث 14 مهاجرا قبالة سواحل تونس     إصابة شاب مدني بانفجار لغم بدراجة نارية في حجة     جماعة الحوثي تعلن تنفيذ ثلاثة عمليات هجومية ضد سفن أمريكية وإسرائيلية     تعز.. تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق مدان بالقتل     وفاة وإصابة 14 شخصا بحوادث مرورية في عدة محافظات     منتخب المهرة للشطرنج يحل بالمركز  الثاني عربياً في البطولة المُقامة بروسيا    
الرئيسية > تقارير

المهرة : ماليزيا اليمن المنسية

المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 17 مارس, 2020 - 11:30 مساءً ]

 تمتلك محافظة المهرة من المقومات ما يجعلها حاضرة اليمن جيلا بعد أخر فغير الطبيعية الجيوسياسية للمهرة وموقعها الجغرافي وثرواتها المعدنية وتنوعها ووقوعها حارسة للبوابة الشرقية لليمن وعوضا عن ذلك كله الأمن الذي لا تكدره طلقة رصاص طائشة لكن غياب أي دور حقيقي للدولة في تنمية المهرة جعلها محطة صراع دولي وإقليمي لم يتوقف لحظة من الزمن.

موروث حضاري في أعماق  التاريخ

تختزل المهرة بين جنباتها من الماء إلى الصحراء موروث حضاري ضارب جذوره في أعماق التاريخ فالمهرة هي المحافظة اليمنية والعربية والوحيدة التي تمتلك لغتها الخاصة الممتدة في عمق اللغة العربية والجغرافيا والتاريخ وهي لغة قوم عاد ومشتقّه أساسًا من اللغة الحميرية، وهي لغةٍ بمعنى الكلمة، أي إنها تحمل جميع أساسيات اللغة من قواعد واستقلال الكلمات والأسامي أيضاً وتتكون من الأصوات العربية إضافةً إلى ثلاثة أصوات لا توجد في أي لغة أخرى.

غابت الدولة وحضر الصراع

وحين غابت عنها الدولة حضرت فيه أطراف الصراع الدولي والإقليمي فالجارة الكبرى (السعودية) تصر على أن تكون المهرة ممرا لأنبوب نفطها نحو البحر العربي دون أي اعتبارات لاستقلالية الشعب اليمن في المهرة، بل انها سعت إلى فرض احتلالا عسكريا على المهرة منذ العام 2018 وحتى اليوم بعد أن استمالت  إلى صفها من اغرتهم بالمال والمصالح الشخصية ولأن عيناها على المهرة دوما بحثا عن نافذة إلى بحر العرب فقد اهتم النظام التوسعي السعودي دائما بقضية من يحكم اليمن في هذا الإطار بحث عن مخرج من مضيق هرمز وهو طموح توسعي غير شرعي يقوم على فكرة الاستحواذ لا فكرة تبادل المنافع والعيش المشترك بين بلدين تربطهما علاقة الجوار والدين واللغة.

مستقبل الاقتصاد اليمني

يمكن للمهرة التي تتربع على شريط ساحلي كبير 560 كيلو مترا  أن تصير حاضرة الاقتصاد اليمني بلا منافس فهذا الشريط الساحلي المفتوح على بحر العرب إضافة إلى امتلاك المهرة منفذين بريين دوليين مع سلطنة عمان يتيح إنشاء مناطق حرة وموانئ عالمية ومدن صناعية وحينها فقط سينصرف الكل نحو البناء والتعمير وحينها فقط يمكن للمهرة أن تتحول إلى ماليزيا اليمن غير أن المهرة ظلت ومازلت محرومة حتى من بنوك التمويل الأصغر ومحرومة من استثمارات رجال المال والأعمال واليمنيين  ومحرومة إلا من رحلتي طيران في الأسبوع الواحد إلى مطارها الذي يعد الأكبر مساحة بين نظرائه من مطارات الجمهورية اليمنية قبل أن ينتهي كل شيء وتحيل قوات الاحتلال السعودي المطار إلى ثكنة عسكرية ومعتقل للقوى الوطنية المناهضة للاحتلال.

إن أية صادرت دولية يجب أن يتوفر لها الاستمرار والديمومة والأمن فبوجود الأمن يمكن توقيع العقود طويلة الأجل مع المستوردين والمصدرين وبوجود الثروات المعدنية والقاعدة الصناعية والمنافذ البرية والبحرية التي لا يوجد ما يعرضها للتهديد يمكن أن تنطلق المهرة في رحاب أخر يدر مليارات الدولارات سنويا على الاقتصاد اليمني ككل.

كما تعد أرض المهرة واعدة بالخير في باطنها فالدراسات المسحية التي أجرتها شركات أمريكية في البر والبحر المهري كان أخرها في العام 1992 والعام 1995أكدت وجود النفط والغاز في العديد من مناطق المحافظة وفي بحرها ولم يتم استغلالها حتى اليوم.

المهرة المنسية

ظلت المهرة مهمشه من قبل الانظمة المتعاقبة منذ الاستقلال 1967 التي تركت المهرة طوال عقود دون برامج تنموية حقيقية تضع في الاعتبار مكانتها وإمكانيتها ما تسبب بدرجة كبيرة بتحويل المهرة إلى منطقة صراع إقليمي ويبدو جليا اليوم أن ذلك ما كانت تخطط له المملكة السعودية حتى يسهل عليها احتلال المهرة والسيطرة على ثرواتها وتاريخها وموقعها وهذا ما نجده جليا في محاولات المملكة السعودية الادعاء والترويج أن اللغة المهرية لغة جزء كبير من سكان المملكة.

 

 





مشاركة الخبر:

تعليقات