الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
المهرة اليمنية: سيناريوهات التصعيد ودلالات التوقيت
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الاربعاء, 26 فبراير, 2020 - 10:11 مساءً ]
فرضت الأحداث التي شهدتها محافظة المهرة خلال الساعات الماضية معطيات جديدة على المحافظة الاستراتيجية المطلة على بحر العرب والحدودية مع سلطنة عمان.
تلك المعطيات والسيناريوهات ظهرت من خلال التصعيد الذي شهدته المهرة بعد تعيين محافظ جديد وظهور بيانات من جهات تمولها الامارات تندد بإقالة المحافظ "الأول" راجح باكريت.
وتعرضت أمس قوة سعودية ويمنية كانت في طريقها لمنفذ شحن لهجوم بصاروخ حراري، أدى إلى مقتل ضابط وأربعة أفراد من كتيبة المهام الخاصة وجرح آخر، وفق بيان للسلطة المحلية بالمحافظة.
ونفت اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي بالمهرة في بيان لها صدر أمس علاقها بالحادثة، معبرة عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث من انفلات أمنى سيتجه بالمحافظة الى مربع الفوضى.
وعقب الحادثة أشار شيوخ قبليون ونشطاء بأصابع الاتهام إلى الإمارات وأدواتها في المجلس الانتقالي الجنوبي بالوقوف خلف الحادثة التي استهدف الجيش وخلفت في أوساطهم قتلى وجرحى.
لكن الباحث والمحلل العسكري اليمني "علي الذهب" وضع الحادثة في اثنين من السيناريوهات مستندا فيها على المعطيات الواقعة داخل المحافظة منذُ حوالي عامين.
وأوضح الذهب في تصريح لـ "المهرة بوست" أن السيناريو الأول الهدف منه توسيع رقعة الصراع وإضعاف السلطة الشرعية في المناطق الخاضعة لها.
وأضاف أن تلك الخطوة ستعمل على تهاوي السلطة بشكل أكبر تنفيذ اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي والحكومة ووضع الاحداث في مسارات جديدة تفرض رؤية أخرى للحل بالنسبة للازمة بشكل عام.
ولفت "الذهب" إلى أن هذا الاتجاه يتبناه المجلس الانتقالي وجماعة الحوثي بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة لاسيما وأن المبعوث الأممي يتحدث عن رؤية جديدة للسلام بعيدا عن القرارات الأممية.
وتابع: كذلك السفير البريطاني تحدث قبل حوالي شهر في الشرق الأوسط عن رؤية جديدة للحل مشيرا إلى أن تلك الرؤية سيعلن منها اتفاق بين الحكومة والانتقالي، بما يعني انه وضعهم أمام اتجاه آخر للحل.
وقال الخبير العسكري: من خلال المعطيات السابقة لا نستبعد أن يكون وراء الحادثة التي استهدفت القوات السعودية واليمنية في الطريق المؤدي إلى منفذ شحن (أطراف) موالية أو تعمل بالأجر لمصلحة الحوثيين والمجلس الانتقالي، وقد ثبت أن المجلس الانتقالي والحوثيون يعملون بشكل متناغم وبينهما اتصالات كشف عنها الكثيرون بالإضافة إلى خلايا الانتقالي الموجودة في المهرة.
وأكد "الذهب" أن السيناريو الثاني يتعلق بالطرف السعودي، مشيرا إلى أن الرياض تريد خلق مبررات أقوى من حجة مكافحة التهريب.
وأضاف أن السعودية في هذه المسألة قد تعتمد على ذريعة الإرهاب وفي حالة جاءت تصريحات من تنظيم القاعدة أو غيرها من الجماعات الإرهابية تتبنى العملية فإن هذا سيكون مبرر أقوى للسعودية من أجل البقاء في المهرة لتحقيق أهداف جيوسياسية تمتد من الصحراء إلى الساحل.
وذهب المحلل العسكري علي الذهب إلى أنه من خلال المعطيات السابقة يمكن تفسير الأول الهدف بأن الهدف منه إضعاف الشرعية وتوسيع الصراع وما يترتب عليه من رؤى جديدة لحل الأزمة على مستوى اليمن بأكملها.
وأفاد أن الموضوع الاخر وضع مبررات أقوى لدى السعودية وأيضا الامارات للوجود في هذه المناطق وعلى وجه الخصوص السعودية لأن لديها أهداف جيوسياسية تتعلق بإمدادات النفط والهروب من الهيمنة الإيرانية في مضيق هرمز.
محاولة لخلط الأوراق
وفي تصريحات سابقة قال نائب رئيس لجنة اعتصام المهرة السلمي، الشيخ عبود بن هبود، إن الكمين العسكري الذي حدث الثلاثاء، محاولة لخلط الأوراق عقب إقالة راجح باكريت من قيادة المحافظة.
وشدد "بن هبود" ، أن أبناء المهرة لم ولن يوجهوا سلاحهم ضد اليمنيين، وعدونا الاحتلال السعودي الذي جاء إلى المهرة تحت مبررات التهريب من المنافذ والتي كانت خاضعة للقوات الأمنية والجيش، ضمن المخطط الاستعماري للقوات السعودية.
واستنكر الزعيم القبلي الهجوم ووصفه بالإجرامي، وقدم العزاء والمواساة لليمنيين الذين قتلوا في الهجوم. وأضاف "بن هبود" أن المليشيات والقوات التي أسسها باكريت، ليست تابعة للجهات الأمنية والعسكرية، وهم من نفذوا عملية الغدر ويريدون أن توجه أعمال الصراع ضد أبناء المهرة، حسب وصفه.
وأشار إلى أن القوات السعودية تركت الجثث تتفحم رغم تواجد مدرعات ومعدات سعودية، لكنها رفضت إطفاء الحريق بعد ضرب الطقم العسكري الذي قتل فيه خمسة جنود يمنيين.
وأوضح أن المحافظ الجديد محمد علي ياسر، شخصية مقبولة ولا يحمل صفات باكريت ويتوقع أبناء المهرة، أن يعمل على ملف الأمن ويزيل المليشيات من المحافظة.
مشاركة الخبر: