الرئيسية > تقارير
الشرعية وتنكرها للمهرة.. تسليم للسعودية أم خذلان متعمد؟
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الخميس, 20 فبراير, 2020 - 11:44 مساءً ]
في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الانتقالي وغيرها مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي لمهاجمة الحكومة الشرعية وتقويض حضورها والسيطرة على مؤسساتها في محافظات الجنوب أبرزها العاصمة المؤقتة عدن، كانت محافظة المهرة وأبنائها ترفع علم الجمهورية اليمنية عاليا إلى جانب صور رأسها عبدربه منصور هادي.
مرارا وتكرارا أكد المعتصمون ورجال قبائل المهرة دعمهم لشرعية عبدربه منصور هادي ورفض كافة المشاريع التآميرة الهادفة لنسف الشرعية وتمكين قوى لا تمثل الشارع الجنوبي من السيطرة وإدارة شؤون المحافظات الجنوبية.
رفض المعتصمون رفضا للتواجد العسكري السعودي، للعام الثاني على التوالي وخلفهم القبائل في المهرة انتهاج سلوك العنف لمواجهة السعودية واحترمت قرارات الرئاسة اليمنية رغم فداحتها وغبائها وتمكينها للقوات السعودية من الأرض اليمنية في المهرة.
مواقف متذبذبة متناقضة بدت بها الحكومة الشرعية ورئاستها المقيمة قسرا في الرياض، بدء من عجزها عن إقالة محافظ محافظة المهرة راجح باكريت رغم إتهامها له رسميا باالتورط في قضايا نهب وفساد ورفضه ربط فرع البنك المركزي في المهرة بالبنك في عدن، وانتهاء بتوصيفها للقبائل الواقفة في صفها ضد باكريت وميليشياته المدعومة سعوديا بـ "المخربين".
مؤخرا شهدت المحافظة تصعيدا هو الأعنف خلال العامين الماضيين تمثل في دفع السعودية بقوات ومليشيات للمحافظ تعمل خارج المؤسسة العسكرية للسيطرة على منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان، وهو الأمر الذي حاولت مرارا إنجازه فأفشلتها القبائل، حتى تورطت الحكومة الشرعية هذه المرة وأتاحت لها الفرصة لاحتلال المنفذ.
انقسمت الحكومة إلى قسمين، فأصدر وزير الداخلية غير المقيم في الرياض توجيهات للقوات الأمنية بعدم إخراج أي حملة إلى المنفذ لمساندة القوات السعودية، فما هي إلا ساعات حتى جاءت توجيهات من الرئاسة اليمنية المحتجزة في الرياض بتسهيل وصول المليشيات السعودية إلى المنفذ.
ليس أول موقف
سبق أن تنكرت الحكومة الشرعية لمواقف أبناء المهرة الداعمة والمساندة لها، ولدى أبناء المهرة مواقف كثيرة أظهرت الشرعية ضعيفة هزيلة فاقدة القدرة على اتخاذ قرار مستقل.
أبرز هذه المواقف تمثلت في رفض رئيس الوزراء معين عبدالملك فور تعيينه لقاء قبائل المهرة واللجنة المنظمة للاعتصامات المناهضة للسعودية واحتلالها للمرافق والموانئ والمنشآت الحكومية في المحافظة.
إضافة إلى إشراف السفير السعودي محمد آل جابر على زيارة قام بها الرئيس هادي إلى المهرة خلال العام 2019 م واستقباله كرئيس للرئيس في محافظة يمنية.
أيضا إقالات طالت عددا من الوكلاء المحليين في المهرة على خلفية مواقف وتصريحات رافضة للمارسات والانتهاكات السعودية في المحافظة اليمنية الاستراتيجية.
مواقف جعلت الكثير من المتابعين والمراقبين يذهبون إلى حد التشكيك في الحكومة الشرعية ونواياها وتآمرها مع التحالف السعودي الإماراتي ضد نفسها وشعبها.
مواقف غير مسؤولة..
في حديث له حول الموقف الأخير للحكومة اليمنية، رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، أن موقف الشرعية الأخير تحديدا، "غير مسؤول وأظهرها غير جديرة بممارسة استحقاق السيادة على أراضي الدولة اليمنية".
التميمي قال لـ "المهرة بوست" إن مواقف الشرعية "غير متسقة مع أولوياتها حيث تخوض مواجهة ضعيفة مع الامارات والانتقالي في عدن لاسترداد نفوذها في العاصمة السياسية المؤقتة عدن وتفرط بالسيادة الكاملة التي تمارسها في محافظة المهرة".
وأضاف في تصريحه أن الحكومة الشرعية بهذه "التغطية المفضوحة لسلوك الاستحواذ الذي تظهره السعودية؛ تفرط بآخر ما تبقى من مظاهر السيادة في محافظة المهرة".
الحكومة تشرعن للاحتلال
يقول الشيخ عبود بن هبود نائب رئيس اعتصام أبناء المهرة إن القوات السعودية احتلت منفذ شحن الحدودي سعيا لاستكمال احتلالها لمحافظة المهرة.
ونقل موقع "الجزيرة نت" عن الشيخ القبلي قوله: أن لا خيار أمام رجال القبائل وأبناء المهرة سوى المقاومة والدفاع عن بلادهم، "ومعهم مشروعية الحق في كل ما يقومون به وجميع الناس في حالة استنفار".
ووجّه الشيخ عبود رسالة لاذعة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قائلا "لقد بعت نفسك بثمن رخيص للسعودية وسفيرها لدى اليمن محمد آل جابر، فلا تبع الشعب اليمني والبلاد بأكملها".
كما خاطب الشيخ عبود، علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني والذي أصدر توجيهات بعدم اعتراض القوات السعودية، بقوله "لقد أظهرتك تلك القرارات على حقيقتك وأصبح موقفك الآن واضحا من الجميع، ولن ننتظر منك فائدة بعد اليوم".
وطالب الشيخ عبود أبناء الشعب اليمني بالدفاع عن بلادهم لمواجهة الوجود السعودي، "بعد أن تبين للجميع أنه لم يعد هناك من حكومة تساندهم وإنما أصبحت هناك حكومة في الرياض تشرعن لاحتلال بلادهم".
مشاركة الخبر: