الرئيسية > تقارير
ضحايا الاعصار "لبان" في "المهرة" بين وجع النزوح وتجاهل الجهات الحكومية
المهرة بوست - تقرير خاص
[ السبت, 01 فبراير, 2020 - 09:46 مساءً ]
تجلس الطفلة ملاك البالغة من العمر 7 سنوات كل صباح بجوار خيمة عائلتها وتبدو عليها ملامح الحزن والغضب بعد ان طال نزوحها ولم تعد أسرتها إلى المنزل.
ملاك والعشرات من الأطفال يعانون قسوة النزوح بمحافظة المهرة رغم بعد بلادهم عن الحرب التي تطحن عدد من محافظات اليمن.
نزوح المئات من الأسر في "المهرة" ليس من الحرب بل من الإعصار "لبان" الذي ضرب المحافظة في 14 أكتوبر من العام 2018.
تقول الطفلة ملاك لـ "المهرة بوست" إنها ملت حياة النزوح والبرد ولسعات البعوض وأصبحت تحلم بأن يعود منزلهم من جديد وأن تعيش بداخله وتنسى قساوة التشرد والمعاناة.
وتسبب الاعصار حينها في نزوح حوالي 3750 أسرة وفقا للتقديرات الأممية والرسمية، وجاءت الغيضة وقشن وحصوين، ومنعر، والمسيلة في مقدمة المديريات الأكثر تضررا.
وتواجه الأسر النازحة في مخيمات النزوح الموزعة على عدد من المديريات في المحافظة معاناة كبيرة للعام الثاني على التوالي وسط تجاهل السلطات الرسمية لمشاكلهم وتقديم الحلول المناسبة لها وفقا لسكان محليون.
مراسل "المهرة بوست" زار مخيمات النازحين في مديرية المسيلة غربي المهرة ونقل لنا صورة مصغرة عن المعاناة التي يواجهها أكثر من 100 نازح في مخيمات لا تحميهم من حرارة الشمس أو قسوة البرد كما يقوا.
ونقل المراسل عن أحد النازحين قوله: إنهم يواجهون ظروف صعبة ولم تقم السلطة المحلية بواجبها تجاه معاناتهم.
وأضاف أن برد الشتاء القارس أتعبهم وخاصة الأطفال الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا توجد لديهم بطانيات كافية وسط غياب شبه تام للمنظمات الاغاثية.
مبادرة منزل
مبادرة منزل التي أطلقها عدد من أبناء المحافظة في 25 أكتوبر من العام 2018 كانت ناجحة كما يقول أحد أعضائها لولا العراقيل والتجاهل الذي أبدته الجهات الرسمية اتجاهها.
وانطلقت الحملة بعد مرور عشرة أيام على كارثة الاعصار "لبان" واستطاعت أن تدفع بالتجار ورجال الأعمال والقبائل وغيرهم للتفاعل معها والتبرع لصالحها.
ووفقا للمصدر: تمكن منظمو الحملة بقيادة الشاعر صدام سعد كد? من إنجاح الحملة وتم شراء منازل جاهزة من الصين بلغ عددها حوالي 80 منزل.
وأشار المصدر إلى أنه عقب وصول تلك المنازل إلى مديرية المسيلة تدخلت السلطة المحلية وقالت حينها إنها ستتكفل بتوفير كل المتطلبات والخدمات التي يحتاجها المشروع حتى يكون جاهزا للسكن.
مواعيد عرقوب
وقال المصدر إن المحافظ راجح باكريت نزل إلى مخيمات النازحين في 16 مارس من العام 2019 برفقة وكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس سالم العبود لتفقد سير العمل.
ولفت إلى أن وجه حينها بالإسراع في التنفيذ وقال كلمته الشهيرة، "ستكون بيوتكم جاهزة وتسكنون فيها خلال شهر رمضان المبارك لكن ذلك لم يحصل.
مصدر آخر مقرب من السلطة المحلية أكد في تصريح لـ "المهرة بوست" أن وعود المحافظة لم تكن سوى دغدغه لمشاعر الأسر النازحة.
وأضاف أن تدخل السلطة المحلية في المشروع عرقل الجهود التي كان يقوم بها أعضاء الحملة، داعيا في الوقت ذاته الفريق إلى اكمال المشروع والبحث عن تمويل من رجال الأعمال وشيوخ القبائل لإكمال المشروع وإنقاذ الأسر النازحة من كابوس المخيمات وفوضى الرياح والأتربة وعدم الاعتماد على وعود السلطة المحلية.
ولفت إلى أن مخيمات المسيلة يعيش فيها حوالي 100 أسرة وكلهم يواجهون ظروف صعبة لكنهم كما يقول لازالوا متمسكون بمنازلهم الجاهزة الموعودين بها منذُ أكثر من عام.
الأسر النازحة في قائمة النسيان
وتقول أحد الناشطات في المجال الاجتماعي بمديرية الغيضة إن الاعصار "لبان" ضرب محافظة "المهرة" بقوة وقد تضررت عدد من مديريات المحافظة إزاء ذلك.
وأوضحت في تصريح لـ "المهرة بوست" مفضلة عدم ذكر اسمها، أن مدينة الغيضة عاصمة المحافظة كانت أكثر المناطق المنكوبة من الاعصار.
وأشار إلى أن منطقة "العبري" لحقت بها أضرار كبيرة من تهدم للمنازل وجرف المزارع والمواشي ولم يحصل المواطنين إلى الآن على أي تعويض من قبل الحكومة والسلطنة المحلية في المحافظة.
وأضافت أنهم تلقوا بعض الدعم البسيط من المجلس العام لابناء المهرة وسقطرى ومن المجلس الانتقالي أيضا حصلوا على مبالغ رمزية.
وأكدت أن المنظمات الدولية دعمت النازحين ببعض المواد الغذائية ولكن للأسف كان معظمها منتهي الصلاحية، كما قامت تلك المنظمات بحسب الناشطة الاجتماعية بدعم المزارعين ببعض مكائن الزراعة لكنها لم تكم كافية لان المزارع متضرر بشكل كبير.
ولفتت إلى أن هناك لجان اغاثية تشكلت بعد إعصار "لبان" بجهود شخصية يقوم بها عدد من النشطاء بجمع التبرعات المالية والعينية وتوزيعها للمتضررين.
وأكدت أن اللجان الاغاثية والشبابية تنفذ أيضا حملات إغاثة بالشراكة مع المنظمات الدولية وتوزيعها على المتضررين إلا انها كما تقول لا يجري توزيعها بشكل منظم والكثير من النازحين والمستحقين لا تصلهم المساعدات نظرا لعدم وجود جهة مسؤولة تنظم عمل تلك اللجان.
مشاركة الخبر: