الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
رحيل قابوس: المهرة تنعي سلطان الإنسانية وجدناه في "العسر واليسر- السراء والضراء"
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 11 يناير, 2020 - 10:40 مساءً ]
نعت اليمن بشكل عام ومحافظتي المهرة وسقطرى بشكل خاص رحيل السلطان "قابوس بن سعيد" الذي غادر إلى ربه في وقت مبكر السبت بعد أن زرع السلام والحب في أوساط الجميع.
ومنذُ توليه عرش السلطنة لم ينسى محافظة المهرة الحدودية مع بلاده من المشاريع الخيرية ومدها بالغذاء والدواء والحفاظ على الروابط الاجتماعية والعادات التي تربط مديريات السلطنة بالمهرة.
واتسمت سياسته طوال سنوات حكمة التي ناهزت خمسة عقود، على اتباع سياسة الحياد إزاء الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، وطبع بلاده الواقعة في منطقة تعج بالصراعات والتوترات بهذا الطابع الحيادي.
وارتبط بعلاقات صداقة مع العديد من الدول في العالم العربي والعالم. وعرف بتركيزه على شؤون عُمان الداخلية وتجنب التدخل في شؤون الدول المجاورة، إذ تحد بلاده كل من السعودية واليمن والإمارات وتمتلك موقعا استراتيجيا يتحكم بحركة الملاحة في مضيق هرمز.
اليمن لن تنسى مواقف "قابوس"
وعقب اعلان وفاته بعث الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، برقية عزاء ومواساة إلى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان والشعب العماني بأكمله بوفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد.
وأشاد هادى بمواقف السلطان قابوس بن سعيد الحميدة وتعضيده لليمن قيادة وحكومة وشعب في مختلف المراحل والظروف ومنها هذه المرحلة الاستثنائية الراهنة التي يمر بها اليمن.
وثمن دعمه الأخوي لليمن وشعبه وقيادته الشرعية في مختلف المحافل الدولية ودعمه الدائم واللامحدود لأمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة اراضيه ايماناً منه بالروابط الاخوية المشتركة بين اليمن والسلطنة الضاربة جذورها في اعماق التاريخ والمبنية على التعاون وحسن الجوار والمصالح الاخوية المشتركة.
وأكد هادى أن العالم والأسرة الخليجية والأمتين العربية والاسلامية فقدت برحيل السلطان قابوس بن سعيد أحد رجالاته العظام الذي كان له إسهامات كبيرة في ترسيخ العلاقات العربية المشتركة وكذا العلاقات العربية الدولية مع مختلف دول العالم، مشيراً الى ان السلطان قابوس كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه وقضايا الامتين العربية والاسلامية، لافتاً الى ان مواقف السلطان قابوس مميزة وملهمه وستظل محل تقدير الجميع دون استثناء.
واشار إلى اسهامات السلطنة الفاعلة بقيادة السلطان قابوس وتقديم كافة اوجه الدعم والتسهيلات لليمنيين واستقبالها للجرحى والنازحين اليمنيين، مؤكداً أن أبناء الشعب اليمني لن ينسوا مثل هذه المواقف الأخوية الصادقة.
من جانبه قال رئيس الوزراء اليمني "معين عبدالملك" إن الأمة خسرت برحيل السلطان قابوس قائدا عربيا فريد، وعقلا حكيما وقلبا مخلصا وكريم.
وأضاف قلوبنا مع إخوتنا في عمان في رحيل صانع نهضتها وعزائنا الصادق لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد وقادة عمان الأجلاء وشعبها الكريم.
بصمات رجل الخير في المهرة
وكان رحيل السلطان فاجعة كبرى لمحافظة المهرة التي لطالما وصل إليها خير الرجل وانسانيته، فكان لها النصيب الأكبر من الفاجعة والألم.
يقول مراسل "المهرة بوست" إن المحافظة بكامل مدنها وأريافها توقفت حركة الحياة فيها وشهدت مساجدها دعوات وترحم واسعة للسلطان قابوس وتمنو الخير للسلطنة وشعبها وقائدها الجديد.
ونقل عن سكان محليون قولهم إن السلطان قابوس خير من أحسن للمهرة ومن حفظ حق الجار مؤكدين أن بصماته ستظل خالده في ذاكرة كل مواطن من ابناء محافظة المهرة.
وفي سياق متصل أشاد المئات من النشطاء في اليمن بالمواقف التاريخية للسلطان قابوس تجاه بلادهم قبل الحرب وبعدها، مؤكدين/ لم تشتكي أي دولة عربية من سلطنة عمان وسلطانها.
ووفقا للنشطاء: لم يفكر السلطان قابوس بأي نوايا تخريبية أو ان يطمع في المهرة كونها أقرب المحافظات اليمنية إليه بل حفظ حدودها ورعاها ومد أهلها بالخير والغذاء والدواء.
وذهب النشطاء إلى أنه في المقابل من دخل اليمن بحجة إنقاذها من الحوثي في الشمال لكن ذلك لم يكن سوى ذريعة والهدف من تدخلهم التوسع في المهرة واحتلال سقطرى واثارة الفوضى في عدن وتقسيم اليمن إلى جماعات مسلحة وميليشيات متناحرة.
وكان الديوان الملكي قد أعلن وفاة السلطان قابوس في ساعة مبكرة فجر السبت، وقد اُقيمت مراسم الصلاة على جنازته في مسجد السلطان قابوس الكبير في العاصمة مسقط، بحضور خلفه السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، والمسؤولين في السلطنة، كما أعلنت حالة الحداد في عموم البلاد وتعطيل الدوام الرسمي لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام 40 يوما.
مشاركة الخبر: