الرئيسية > تقارير
ما هي أهداف السعودية من إعلان "مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن؟!
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 07 يناير, 2020 - 10:44 مساءً ]
أعلنت الرياض، الاثنين، التوقيع على ميثاق "مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن"، بحضور وزراء خارجية السعودية واليمن، الأردن، مصر، السودان، وإريتريا، جيبوتي، الصومال.
كانت الأهداف التي أعلنها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بعد التوقيع هي "التنسيق والتشاور حول الممر المائي، والتعاون في الاستفادة من الفرص المتوفرة في منطقة البحر الأحمر".
بالنظر إلى موعد إعلان تشكيل المجلس، فإنه يأتي متزامناً مع أحداث تعصف بالمنطقة، وتوتر بين العلاقات الأمريكية الإيرانية، وعقب أيام من مناورات بحرية ثلاثية جمعت إيران وروسيا والصين في منطقة خليج عُمان والمحيط الهادي، وأشهر من الإعلان عن حوادث استهداف سفن نفطية.
وبالتمعن في مكان إشهار المجلس، وقائمة الدول المشاركة، تتضح زاوية من محاولة السعودية للهيمنة على منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل استمرار تواجدها العسكري في سواحل اليمن وجزره الممتدة على البحر.
لم تشارك في المجلس دولة توازي السعودية، حتى يتلاشى مفهوم "التبعية"، وبالتالي فإن قائمة الدول المشاركة هي في الغالب إما ضحية لحرب وأزمات تقودها الرياض كاليمن والسودان بالدرجة الأولى، أو دول تسعى السعودية بكل جهد أن تسلبها قرارها السياسي، وتستخدمها لإعطاء تحركاتها التوسعية في المنطقة صفة عمومية.
نفي الوزير السعودي ما كانت ستتشكل قوة عسكرية مشتركة لهذا المجلس، لكنه أشار إلى أن المنطقة تمر "بمرحلة حساسة جداً"، ودعا إلى التعاون وحماية أمن الخليج والبحر الأحمر، كما أن ديباجة الأهداف المعلنة تضمنت "مواجهة المخاطر المشتركة، وحماية حركة التجارة والملاحة، وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية".
تمارس السعودية إجراءات وصفها وزير النقل في الحكومة اليمنية، صالح الجبواني، بأنها أشبه بحصار حيث تفرض إجراءات تفتيش، للسفن القادمة لمناطق سيطرة الشرعية في ميناء، جدة لأكثر من 3 أشهر قبل أن تواجه تأخيراً مبالغاً فيه بميناء عدن.
وتتحكم الرياض إلى جانب أبوظبي بالحركة التجارية في باب المندب والكثير من الموانئ اليمنية، وترفض تسلمها للسلطة الشرعية، وتصادر القرار السيادي للحكومة اليمنية فيما يتعلق بهذا الشأن.
لم تشارك الإمارات في المجلس، حيث تبتعد جغرافياً عن منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، لكنها تتواجد في أكثر من نقطة على الجانب اليمني عبر ميليشيات تدعمها عسكرياً أو قواعد بدأت تتوسع فيها، خاصة بعد أن بدأت تفقد تواجدها على الضفة الإفريقية.
ولأن الإمارات دائماً ما تتشارك مشاريع الهيمنة مع السعودية، فقد رحبت بتأسيس المجلس، و"ثمنت جهود المملكة العربية السعودية الدبلوماسية، ودورها المحوري في الوصول إلى تأسيس هذا الكيان، مشيرة إلى أنه يمثل بعداً مؤسسياً ضروريا للتنسيق بين جميع هذه الدول والتعاون فيما بينها؛ بما يعود بالفائدة عليها وعلى شعوب المنطقة"، حسب وكالة الأنباء الإماراتية.
في الـ15 من ديسمبر 2015، أعلن ولي العهد السعودي، تشكيل "تحالف إسلامي عسكري"، برعاية السعودية، بمشاركة 34 دولة حينها، فيما تناقص العدد بعد انسحاب بعض الدول.
قالت الرياض حينها، إن التحالف يهدف لحماية "الأمة من الشرور"، وقد كان الإعلان عن ذلك التحالف عقب أشهر من بدء السعودية عملية عسكرية في اليمن قيل حينها إنها جاءت لإعادة الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثيين، وأثبتت الأيام أن اليمن عانت إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم نتيجة ذلك التدخل العسكري، الذي تحوّل إلى احتلال لمعظم مناطق تركز الثروات في اليمن.
وعلى مدى أربع سنوات لم يكن لهذا التحالف العسكري من دور "يخدم الأمة"، وفشلت الرياض في حشد تأييد إقليمي لأطماعها في المنطقة، مثلما فقد ثقة الكثير من الدول التي حاولت حشدها للحرب على اليمن، بعد أن ظهرت الأهداف الحقيقية لتلك الحرب.
مشاركة الخبر: