الرئيسية > أخبار اليمن
الجبواني: التحالف يعمل على تقسيم اليمن وحصار وابتزاز واستنزاف الحكومة الشرعية
المهرة بوست - متابعة خاصة
[ الخميس, 02 يناير, 2020 - 01:09 مساءً ]
قال وزير النقل في الحكومة اليمنية، صالح الجبواني، إن الإمارات تفرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على مرافق الوزارة، عبر المليشيات التابعة لها، وترفض تسليم الموانئ لخفر السواحل، وشنّت حرباً على الحكومة في يناير 2018 بعد المطالبة بتسليم المرافق.
وأضاف الجبواني في حوار مع جريدة القدس العربي، إن وزارته حاولت التكيف مع الوضع نظراً لظروف الحرب، وبدأت بترميم مطار عدن، وتوسعة مطار سيئون، وأعادت تشغيل موانئ عتق في شبوة والغيظة في المهرة وإصدار قرار لتأسيس وإنشاء ميناء على البحر العربي.
وأشار إلى أن الوزارة عملت بالإمكانيات المحدودة على جميع الأصعدة، لكن ازدواجية العمل في قطاع النقل الجوي تحديداً بين المركز الرئيس لشركة طيران اليمنية في صنعاء، تحت سيطرة الحوثيين، والمركز الفرعي لها في مدينة عدن، كما أن الوزارة ليس لديها أي إشراف على موانئ محافظة الحديدة، وهي تشرف إدارياً وفنياً فقط على الموانئ الأخرى، لكن السيطرة الأمنية والعسكرية تفرضها الإمارات وتسببت في الكثير من المشاكل.
إجراءات أشبه بالحصار
وأوضح أن إجراءات التحالف المتمثلة في تفتيش السفن في جدة، التي تبقى لـ3-4 أشهر قبل إعادة شحنها إلى ميناء عدن، تسبب ضرراً كبيراً للتجار، وعند وصولها إلى ميناء عدن تمنعها القوات الإماراتية من الدخول إلا بعد فترة طويلة، وهذا يسبب ضرراً كبيراً للبضائع المنقولة، ويفرض تكاليف باهظة وخسائر كبيرة للتجار، يتحمل نتائجه في الأخير المستهلك اليمني الذي يعيش ظروفاً معيشية قاهرة.
وأكد الجبواني، أن قطاع النقل يعاني كثيراً من "القبضة الحديدة الشديدة" للتحالف، حيث لا تستطيع أي طائرة دخول الأجواء اليمنية إلا بترخيص، ولا تستطيع أي شاحنة الدخول عبر المنافذ البرية إلى الأراضي اليمنية إلا بترخيص.
وكشف عن حديثه إلى الإمارات والسعودية في يوليو الماضي، أن إجراءاتهم هي "شبه حصار"، وهذه الآلية تضرر منها الشعب اليمني المطحون والمغلوب على أمره، ورغم وعودهم بمراجعتها إلا أنه لم يفوا بشيء من ذلك على أرض الواقع.
ونوّه وزير النقل إلى أن الشحنات التي تصل إلى مناطق سيطرة الحوثيين عبر ميناء الحديدة، يتم تفتيشها في ميناء جيبوتي من قبل آليات الأمم المتحدة، والتي لا تبقى هناك أكثر من 24 ساعة، حيث إجراءات الأمم المتحدة سريعة ومرنة وسهلة، وبمجرد وصول البضائع إلى ميناء الحديدة يتم شحنها على الفور بواسطة الشاحنات إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، فيما مناطق الشرعية تعاني من حصار التحالف أكثر من معاناة مناطق الحوثيين، بسبب الإجراءات المعقدة والآليات البطيئة من قبل التحالف في ميناء جدة وبعدها توقيف السفن في البحر قبل وصولها إلى ميناء عدن، ويبدو أن العملية مقصودة.
تقسيم اليمن
وتابع: التحالف سعى من هذه الحرب إلى خلق واقع جديد في المحافظات المحررة في عدن، والمحافظات الجنوبية، واستمرار هذا الواقع لإضعاف الحكومة الشرعية وضرب الجيش الوطني، وترك الحوثي يرتب وضعه في المحافظات الجبلية بالشمال، ويبدو أن التحالف، وفقاً للمعطيات على أرض الواقع، يعمل على استمرار واستدامة هذه الأوضاع غير السوية.
هناك تصميم إماراتي على تفتيت المحافظات الجنوبية وتقسيم اليمن، وهناك سكوت وصمت سعودي على ذلك، وهذا الوضع خلق كياناً سياسياً موازياً للحكومة الشرعية، الذي هو "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وخلق ميليشيات موازية، التي هي الأحزمة الأمنية في عدن وما جاورها وقوات النخب في شبوه وحضرموت، وهذه خلقت للحكومة الشرعية معوقاً كبيراً"
وأضاف : للإمارات هدف واضح لا لبس فيه، وهو تجزئة وتقسيم اليمن إلى عدة مناطق، ولكن حتى في الجنوب الذي كان قبل الحرب يمكن أن يؤيد إلى حد كبير التوجه نحو الانفصال، بات أهله اليوم يكرهون هذا التوجه لأن التحالف سلم البلد لميليشيات مناطقية، عصبوية، ولو تم استفتاء الجنوب حالياً بشكل شفاف لرفض الناس الانفصال ولصوّتوا لصالح بقاء اليمن موحداً.
الدور الإماراتي المشبوه
وأكد الجبواني أن الإمارات بالفعل تعطّل الموانئ اليمنية، وهذا التعطيل قائم أمام أعين الجميع،..الإمارات تخرّب، الإمارات تنشئ جيوشاً ضد اليمن الواحد، الإمارات تشعل المناطقية داخل الجنوب نفسه، الإمارات تتصرف بشكل لا عقلاني في محافظة سقطرى، ما هي أهدافها في هذا الصدد، هذا ما ستكشفه الفترة القادمة.
ومضى قائلاً: أعتقد أن هناك استراتيجية موحدة لدول التحالف، وليس للإمارات فحسب، وهي تفتيت اليمن إلى كيانات أصغر وإبقاؤها ضعيفة، وهذه يتم استدامتها حتى يتكيف الناس معها وهم يبقون مسيطرين، ولكن هذا الوضع لن يستمر على الإطلاق، فاليمن أكبر من أن يبتلعه أي أحد أو يفرض عليه خيارات أو أشكالاً لا تتناسب مع ما يطمح إليه اليمنيون في استعادة دولتهم وبنائها وبقاء وطنهم موحداً
وقال الجبواني إن السعودية لديها مشكلة كبيرة في موقف الحياد الذي اتخذته سلطنة عمان من الحرب اليمنية، وهناك وساطة عمانية من أجل إنهاء الحرب في اليمن، والعمانيون نزهاء، لكن السعودية تظن أنها تقف إلى جانب الحوثيين، وعلى هذا الأساس لجأت السعودية إلى نشر قوات لها في محافظة المهرة الواقعة على حدود سلطنة عمان في شرق اليمن.
دور الحكومة
وأبدى الوزير أسفه لما آل إليه الوضع في عدن، مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية ابتليت بشخصيات ليست على مستوى المرحلة ولا على مستوى الهدف، فمثلاً رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء موجودون حالياً في عدن، على الرغم من أن المجلس الانتقالي يرفض تنفيذ اتفاق الرياض، ولم يعد رئيس الحكومة يأتمر بأمر القيادة الشرعية لليمن، بل أصبح ينفذ أجندات بعض أطراف دول التحالف وبالذات دولة الإمارات.
وأضاف : وضع الحكومة في مرحلة ضبابية ومرتبكة، والأخ رئيس الوزراء إما أن يكون مع الرئيس هادي ومع الشرعية ويعود إلى الرياض وإما أن يكون مع الانتقالي ويستمر في عدن، لأنه لم ينفذ اتفاق الرياض..وتساءل: هل رئيسه عبد ربه منصور هادي أو رئيسه السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر؟
وعلّق الجبواني على "اتفاق الرياض" بأنه سيئ بكل المقاييس، ويستهدف عناصر قوة الحكومة الشرعية، لإفراغ الحكومة الشرعية من عناصر قوتها، وإحلال عناصر بديلة ترضى عنهم الإمارات، ومن ثم إعادة السيطرة على المحافظات الجنوبية عن طريق هذا الاتفاق، لكن برغم سوئه وتوقيع الحكومة عليه يرفض ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذه حتى الآن، يخافون من تسليم السلاح، لأنهم لو سلموا السلاح انتهوا، لأن المنظمات العصبوية التي تستند إلى المناطقية والطائفية عندما تنزع سلاحها تنتهي، لأنها لا تمتلك مشروعية، لا أخلاقية ولا سياسية ولا حاضنة جماهيرية على الإطلاق، وهذا حال المجلس الانتقالي كما هو حال ميليشيات الحوثي، حيث لا يستطيعون التعايش مع الآخرين في أجواء طبيعية وفي وضع طبيعي حتى يكونوا طرفاً سياسياً مثل بقية الأحزاب السياسية يشاركون في بناء البلاد وفي إدارة الدولة.
وتابع : الوضع الراهن يكشف أن التحالف يسير باتجاه حصار وابتزاز واستنزاف الحكومة الشرعية عبر مختلف الوسائل ومن ضمنها اتفاق الرياض، حيث قد يستمر الوضع على ما هو عليه الآن من فشل تنفيذ هذا الاتفاق وقد يعقبه اتفاقات أخرى مثل الرياض اثنين والرياض ثلاثة وأربعة وفي الأخير تثبيت الوضع القائم.
وأكد الجبواني على أن الحل الأنسب هو الدخول في حوار سلام، وقال : نحن لا نريد أي دماء تسفك، ولا نريد أي تدمير يضاف إلى الدمار الهائل الذي تعرضت له بلادنا خلال السنوات الماضية، لدينا رغبة جامحة في الدخول في حوار سلام مبني على المرجعيات الثلاث، تعترف الأطراف الميلشياوية بهذه المرجعيات الثلاث، التي هي المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات الحوار الوطني، بالإضافة إلى التأكيد على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها النظام الجمهوري والنظام الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة والدولة الاتحادية، ومن ثم نشرع في حوار جاد يؤسس لسلام مستدام ولن نختلف على التفاصيل إذا وافقت الميليشيات على هذه المبادئ والمنطلقات التي اتفق عليها الجميع.
مشاركة الخبر: