الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
"حوف".. معقل الغابات وعروسة المحميات المنسية من أبسط الخدمات
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الاربعاء, 25 ديسمبر, 2019 - 12:21 صباحاً ]
محمية "حوف" لوحة فنية نادرة جمعت بين البحار والجبال والغابات والوديان والضباب والكائنات الحية النادرة، تدهش الزائر إليها وتترك في نفسه أثرا جميلا لن ينساه ولو بعد حين.
وفي أقصى الشرق اليمني على الحدود مع سلطنة عمان تقع محمية حوف التابعة لمحافظة المهرة، وتشغل مساحة قدرها 30000 هكتار كأكبر الغابات المطرية في شبه الجزيرة العربية، وتعد موطناً للعديد من الأشجار والشجيرات النادرة والسلاحف والطيور والحيوانات ومنها الغزلان البرية والنمر العربي.
وتعتبر محمية حوف من أكبر الغابات في شبه الجزيرة العربية كما تشير بذلك الجغرافيا، حيث تسودها نباتات استوائية منذ مئات السنين، وذلك الانتشار الكثيف والواسع لنباتاتها ما هو إلا انعكاس طبيعي لما تتمتع به من مناخ معتدل الحرارة ورطب في بعض الأشهر من السنة ، حيث يلفها الضباب من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر، وتهطل عليها الأمطار الموسمية بمعدل 300ـ700 ملم، كما يسودها مناخ جاف شديد الحرارة في بقية أشهر السنة.
يتواجد سكان حوف في ثلاثة تجمعات حضرية وهي (رهن وجاذب وحوف)، ويعتمدون في كسب عيشهم على الزراعة ورعي الأغنام والإبل والصيد والسياحة، إذ يأتي إليهم سنوياً آلاف السياح من الداخل والخارج للاستمتاع بالأجواء النقية وهدوء الطبيعة بعيداً عن ضوضاء المدينة.
وتعد المحمية موطنا مهمة لأكثر من 65 نوعا من الطيور البرية والبحرية المستوطنة والمهاجرة وموطن مهما لتكاثرها كما تعد غابات حوف موطنا لكثير من الثدييات البرية مثل النمر العربي والضبع والقنفذ والذئب العربي والثعلب الأحمر والغزال.
اهمال رسمي وحصار سعودي
وتعاني محمية حوف من إهمال الدولة لها وانعدام الخدمات السياحية كالفنادق والمطاعم والطرق، وكان للوجود السعودية في المحافظة للعام الثالث على التوالي تأثير كبير عليها إذ تسبب ذلك في تراجع عدد السياح الذي يقصدونها من داخل اليمن وخارجها.
يقول أحد السكان في تصريح لـ "المهرة بوست"، إن الحصار الذي تفرضه القوات السعودية على منفذي صرفيت وشحن الحدوديان مع سلطنة عمان ساهم في تراجع مستوى السياحة في المحمية بسبب الإجراءات الاستفزازية للقوات السعودية وانتشار ميليشيات في المنافذ وداخل المحافظة.
وأفاد أن محمية "حوف" بشكل خاص والمهرة بشكل عام لم تكن في يوما من الأيام مكان للمعسكرات والمخلفات خلال السلطات المتعاقبة في البلاد فما بالك أن تأتي دولة يصفوها بالمحتل لتجعل منها ثكنة عسكرية لصالح أهوائها وأحلامها في بسط النفوذ على أجمل المناطق السياحية في اليمن.
وتقول منظمات دولية مختصة في حماية البيئة، إن تلمحميات الطبيعية تُعد إحدى الوسائل الهامة للحفاظ على التوازن البيئى وصيانة البيئة، بما تحتويه من نباتات وحيوانات سواء على اليابسة أو في البحار، ومنع استنزاف وتدهور الموارد الطبيعية بما يضمن بقاء وحفظ التنوع البيولوجي اللازم لاستمرار الحياة.
وأشارت الدراسة إلى أن المحميات الطبيعية ترتكز على فكرة حجز أجزاء من البيئات البرية (الأرضية) والمائية (البحرية) المختلفة لتكون بمثابة مواقع طبيعية خاصة يحظر فيها نشاط الإنسان الذى يؤدي إلى استنزاف مواردها من الكائنات الحية أو تدميرها أو تلويثها.
وتعرف المحمية الطبيعية، سواء كانت برية أو مائية، بأنها وحدة بيئية محمية تعمل على صيانة الأحياء الفطرية النباتية والحيوانية، وفق إطار متناسق، من خلال إجراء الدراسات والبحوث الميدانية والتعليم والتدريب للمسؤولين والسكان المحليين ليتحملوا المسؤولية تجاه بيئتهم الحيوية، ومن ثم فهي تعد مدرسة تعليمية تدريبية تأهيلية لتحقيق الأهداف التي أقيمت من أجلها المحمية الطبيعية.
ويحذر أبناء المهرة في بياناتهم من اقتراب القوات السعودية وميليشياتها من محمية حوف التي لا تحب سوى الطبيعة وجمالها وخضرتها وتكره رؤية الأسلحة المدمرة والميليشيات.
ولم تكن محمية "حوف" المتضرر الوحيد من الوجود السعودي، وانما محافظة المهرة بأكملها، فالحصار الجائر الذي تفرضه على منافذها بحجة مكافحة التهريب أحدث حالة من اليأس المتزايد في صفوق سكان المهرة ولاسيما الغيضة عاصمة المحافظة.
تقول صحيفة "ديلي تلغراف "البريطانية في تقريرها إنه بالرغم أن ابتعاد الغيضة ومعظم مناطق المحافظة نسبيا عن الحرب، لكن السكان المحليين أكدوا في شهادتهم للصحيفة أنهم يعانون من حصار متزايد وخانق تفرضه السعودية.
وأوضح السكان أن الحصار السعودي يكبد المحلات التجارية خسائر فادحة، ويتسبب في نقص حاد في المواد الطبية بالنسبة للمستشفيات، فضلا عن منعها الصيادين بالمنطقة من مغادرة الشواطئ، وكسب قوت يومهم.
وبينما يزعم السعوديون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، يقول السكان المحليون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تقوم بقتل المهرة تدريجيا، وكل هذا باسم مكافحة التهريب.
ومنذ وصول القوات السعودية إلى المهرة، نهاية 2017، وهي تمنع حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون، كما حوّلت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
مشاركة الخبر: