الرئيسية > تقارير
"بن سلمان" في سلطنة عمان .. هل تبحث السعودية عن مخرج من حرب اليمن ؟
المهرة بوست - تقدير موقف
[ الثلاثاء, 12 نوفمبر, 2019 - 01:56 صباحاً ]
وصل نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على رأس وفد عسكري رفيع إلى العاصمة العمانية مسقط في زيارة مفاجئة، التقى فيها السلطان قابوس وأجرى خلالها مباحثات مع وزير شؤون الدفاع بسلطنة عمان، وزير المكتب السلطاني العماني، وسط تحركات سياسية تدفع نحو اتفاق سياسي ينهي الحرب في اليمن.
وبحث الأمير السعودي الذي يدير ملف اليمن مؤخرا، في مقر وزارة الدفاع العمانية، العلاقات الثنائية والجهود المشتركة لحماية أمن المنطقة، مع بـدر بـن سـعود بـن حـارب البوسعيدي الوزير المسؤول عـن شـؤون الدفاع العماني، حسب ما ذكرت وكالة واس السعودية.
وفي وقت سابق الاثنين، أكدت السعودية وصول نائب وزير الدفاع إلى العاصمة العمانية، برفقة رئيس هيئة أركان الجيش السعودي، الـفريق الأول الـركن فياض بـن حـامـد الـرويلي، وكان في استقباله بمطار الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بسلطنة عمان ورئيس أركان قوات السلطان الفريق ركن أحمد بن حارث النبهاني، وقائد الجيش السلطاني العماني اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي.
حراك سياسي
ولم يعلن عن تفاصيل أخرى للقاء وهدف الزيارة المفاجئة للمسؤول السعودي، غير أن مسقط تعد أبرز وسطاء الملف اليمني، وتربطها علاقة مع الحوثيين حيث يقيم فيها وفدهم التفاوضي، وعلى مدى السنوات الماضية احتفظت عمان بعلاقات وطيدة أيضا مع الحكومة اليمنية المعترف بها، ولعبت من خلال علاقات غير رسمية مع حكومة الحوثيين غير المعترف بها، دوراً في الإفراج عن معتقلين أجانب لدى الجماعة، إضافة إلى رعايتها مشاورات سرية جمعت الحوثيين ومسؤولين أمريكيين كبار خلال العام 2016م.
وتأتي هذه التحركات السياسية في ظل تهدئة غير معلنة بين الحوثيين والسعودية، وأنباء عن مفاوضات سرية تجريها الرياض مع الحوثيين عبر وسطاء، ولا تنفي السعودية ولا الحوثيين تلك التسريبات، كما أن الزيارة تأتي في أعقاب توقيع اتفاق الرياض الذي هندسه الأمير خالد بن سلمان، المسؤول الحالي عن ملف اليمن في الحكومة السعودية.
لكن الوكالة السعودية اكتفت بالحديث عن أن هذه اللقاءات "ناقشت العـلاقـات الثنائية التي تربط المملكة بسلطنة عمان فـي المجالات كافة، والمصالح المشتركـة للبلديـن الـشقيقين، وبـحث عـدد مـن الـموضـوعـات ذات الا?تمام المشترك، وسبل تعزيـز الج?ود المشتركـة لـ محاربة التطرف والإرهاب، وسـبل تـدعـيم مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".
اعتراف بالحوثي
وفي وقت سابق الأحد، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، إن المليشيات الحوثية ألحقت الدمار في البلاد، لكنّها جزء من المجتمع اليمني وسيكون لها دور في مستقبلها، ودعا قرقاش في كلمة ضمن مؤتمر سياسي في أبوظبي، إلى البناء على حالة الزخم الحالية للتوصل إلى حل سياسي، وعبر عن أمله في أن يتحول "اتفاق الرياض" بين الحكومة والانفصاليين الجنوبيين إلى نقطة انطلاق لحل شامل، مشددا أنّ "هذا الاتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لجميع شرائح المجتمع اليمني، وبما في ذلك الحوثيين".
هذه التصريحات الإماراتية سبقتها مواقف سعودية قديمة لوزير الخارجية عادل الجبير، حين أكد في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية خلال العام 2016م، أن الأولوية في اليمن لم تعد محاربة الحوثيين بل محاربة تنظيم القاعدة وداعش، أما الحوثيون فهم يمنيون وجيران المملكة، ويمكن التفاوض معه.
وكشف مسؤول سعودي، الأربعاء الماضي عن "قناة مفتوحة" بين المملكة والحوثيين، منذ 2016 لدعم إحلال السلام في اليمن، لكن هذه المواقف السعودية الإماراتية تأتي بعد أن أوقعت الحرب في اليمن أكثر من 70 ألف قتيل ومصاب، وأصبحت اليمن تعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم، بمبرر محاربة النفوذ الإيراني في اليمن.
البحث عن مخرج!
ويرى مراقبون أن الرياض بدأت تبحث عن مخرج لها من حرب اليمن عبر الوساطة العمانية؛ فبعد خمس سنوات من الحرب المدمرة على اليمن بمبرر القضاء على نفوذ إيران، أقرت السعودية والإمارات بضرورة أن يكون لجماعة الحوثي المسلحة دور في مستقبل اليمن، وهو موقف تزامن مع انسحاب القوات الإماراتية، وتصريحات سعودية عن امكانية التوصل لاتفاق مع الحوثيين بعد أن فشلت الرياض في حماية مصالحها من هجمات الجماعة.
وكانت وسائل إعلام عمانية كشفت الشهر الماضي أن نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان، أسعد بن طارق آل سعيد، تلقى رسالة خطية من الأمير محمــد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، كما تلق رسالة أخرى من محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
مشاركة الخبر: