الرئيسية > تقارير
"اتفاق الرياض"..كيف تمضي السعودية والإمارات نحو تدمير اليمن؟!
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 05 نوفمبر, 2019 - 12:46 مساءً ]
يترقب اليمنيون اليوم، التوقيع الرسمي على "اتفاق الرياض"، الذي تدعمه السعودية ودعت ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، إلى حضور مراسم التوقيع عليه، رغم حالة الاستهجان لدى الشارع اليمني، حيث دعم بن زايد انقلاباً مسلحاً في عدن قادته مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، على الحكومة الشرعية في أغسطس الماضي، وصولاً إلى قصف طيران الإمارات لقوات الجيش اليمني، ما خلّف مئات القتلى والجرحى.
وأعلن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، أن التوقيع الرسمي على "اتفاق الرياض"، سيجري اليوم الثلاثاء، فيما قال سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، إن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد سيحضران التوقيع.
وعمل وليي العهد في السعودية والإمارات، خلال أكثر قرابة 5 سنوات من الحرب التي يقودانها في اليمن، على إضعاف سلطة الحكومة الشرعية، ابتداءً بمنع عودتها إلى اليمن، وعدم تمكينها من إعادة التنمية والحياة إلى المحافظات المحررة، وصولاً إلى إنشاء مليشيات مسلحة خارج سلطة الدولة في عدن وسقطرى وشبوة وحضرموت والمهرة، والساحل الغربي في تعز والحديدة.
تدمير اقتصاد اليمن
ولم تكتفِ حكومتا الرياض وأبوظبي بذلك، بل عمدت إلى تعطيل استخراج النفط وتصديره، عبر بسط نفوذهما ونشر مليشيات مسلحة تتحكم بمنافذ التصدير، وتهاجم أنابيب النفط، فيما حوّلت أبوظبي منشآت نفطية عملاقة إلى ثكنات عسكرية، كمنشأة بلحاف النفطية، وتسعى الرياض إلى احتلال محافظة المهرة الغنية بالثروات والموانئ النفطية، والموقع الجغرافي بالغ الأهمية.
وكشف تقرير اقتصادي، نشرته صحيفة العربي الجديد هذا الأسبوع، أن اليمن خسر 5 مليارات دولار، جراء سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على موانئ وحقول النفط اليمنية.
وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن اليمن خسر ما يزيد عن خمسة مليارات دولار مباشرة، كان من الممكن أن تضخ إلى خزينة الدولة خلال السنوات الخمس الماضية جراء توقف تصدير النفط والغاز، حيث تحتل أبوظبي تسعة مواقع اقتصادية في المخا، وباب المندب، ومدينة عدن، وميناء العاصمة المؤقتة، ومطار عدن، ومطار الريان في المكلا، وسقطرى، وجزيرة ميون، وميناء بلحاف في محافظة شبوة جنوب اليمن.
استهداف الجيش اليمني
وإلى جانب تلك الأطماع التي تكشّفت، عملت الرياض وأبوظبي على تعطيل المؤسسات اليمنية الإيرادية، وتعمّدت تدمير المؤسسة العسكرية، من خلال استهداف الكثير من القادة والقوات العسكرية، عبر غارات "خاطئة"، كما لم تدعم الجيش اليمني بمعدات تمكنه من استعادة بسط السيطرة على عدة مناطق، في الوقت الذي دعمت فيه السعودية والإمارات مليشيات خارج إطار الدولة بكميات هائلة من السلاح والمال.
في يوليو الماضي، أُقيل رئيس دائرة التوجيه المعنوي، في الجيش اليمني، اللواء محسن خصروف، بعد أن شنّ هجوماً لاذعاً على التحالف السعودي الإماراتي، واتهمه بعدم الجدية في دعم الجيش لاستعادة مؤسسات الدولة.
وقال خصروف، في مداخلة هاتفية مع قناة "اليمن" الفضائية التي تبث من الرياض، إن مسألة إعادة الدولة مرتبطة بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والدور الإقليمي. وتساءل خصروف، قائلاً: ليغضب من غضب، ماذا الذي قدمه التحالف للجيش اليمني؟!
وتابع : التحالف لم يأتمنا على مدفع ثقيل، ولا على دبابة ولا على قاعدة صاروخية، وليس لدينا شيء، جنود الجيش اليمني يقاتلون بالأسلحة الخفيفة والعيارات المتوسطة، ليس أكثر من هذا، مضيفاً: التحالف عليه خطوط عريضة، فهو منع التقدم في جبهات عدة منها نهم، ونحن مرتهنون؛ وليس لدينا إمكانيات نقاتل بها بما يساوي قدراتنا في كل الجبهات.
ونهاية أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أن الغارات الجوية الإماراتية على القوات العسكرية في عدن وزنجبار أوقعت 300 بين قتيل وجريح، حيث كانت أبوظبي تقدم غطاءً جوياً لمليشيات "الانتقالي" التي انقلب على الحكومة الشرعية في عدن وأبين.
رفض الاتفاق
في أكتوبر الماضي، دعا وزير الداخلية في الحكومة اليمنية، أحمد الميسري، إلى منع أي تجاوز لتحالف السعودية والإمارات، بعد أيام من دعوته الرئيس هادي إلى التمسك بالثوابت الوطنية، وعدم مكافأة الانقلابيين والمتمردين، في إشارة إلى "اتفاق الرياض".
وخلال كلمته في اجتماع مع مسؤولي السلطة المحلية، بمحافظة شبوة، الاثنين، قال الميسري إنه يجب الوقوف أمام أي تجاوز لتحالف السعودية والإمارات، سواء أكان ضمن الحكومة اليمنية المقبلة، أو من منصات العمل السياسي.
وأعلن المرجعية العليا لمجلس الإنقاذ الجنوبي، الشيخ علي سالم الحريزي، رفض اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا.
وفي لقاء تلفزيوني في برنامج للقصة بقية على شبكة الجزيرة، وأكد الشيخ الحريزي، وكيل محافظة المهرة السابق، رفض أي اتفاق لا ينهي الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن، ودعا الرئيس هادي إلى الإصغاء للأصوات الرافضة لاتفاق الرياض.
وطالب الحريزي الشرعية بعدم التوقيع على الاتفاق وحذر من حرب أهلية جنوبية بسبب الاتفاق، واعتبر إحلال السعودية مكان الإمارات بأنها مؤامرة وخاطب الرئيس هادي بإدراك حجم المؤامرة، وشدد على ضرورة إفشال الاتفاق لأنه غير مقبول، وأوضح أن المجلس الانتقالي انقلب بأمر الإمارات والسعودية انقلبت على الشرعية.
من جانبه رفض الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار، رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، حضور مراسم توقيع اتفاق الرياض، نتيجة عدم إعطاء أبناء محافظتي المهرة وسقطرى التمثيل الكامل أسوة بالمحافظات والمكونات الجنوبية الأخرى، وشدد أن أي مخرجات لا تلبي تطلعات أبناء المحافظتين، وفي مقدمتها إقليم المهرة وسقطرى، فإنها لا تعنيهم وغير ملزمين بها.
ورفضت عدة مكونات منها جنوبية، كمجلس أبناء عدن، "اتفاق الرياض"، واعتبر كثيرون أن الاتفاق يؤسس لمستقبل قاتم لليمن، ومرحلة من الحروب، ويضفي الشرعية على التمرد ضد الدولة، ولن يمثل الاتفاق حلاً جذرياً للأزمة اليمنية.
وهاجم صحافيون الاتفاق، حيث أشار الصحافي، سمير النمري، أن "التجربة الديمقراطية والسياسية في اليمن، ستدفن اليوم، وستنتهي الأحزاب السياسية لتحل محلها القبائل والمناطق لقيادة الدولة، وسيكون للاتفاق تبعات كارثية على اليمن ومستقبلها السياسي، وسيؤسس لحروب أهلية جديدة.
النمري أضاف في حسابه على "تويتر"، أن اتفاق الرياض طعنة غادرة في جمهورية اليمن ووحدتها، وسيكون له عواقب وخيمة على ما تبقى من أواصر مجتمعية داخل البلد، واصفاً الاتفاق بـ"وعد بلفور في نسخته اليمنية"، حيث ستعلن المملكة تقسيم اليمن مناصفة بين الشمال والجنوب، وبين جنوبه الغربي وجنوبه الشرقي.
مشاركة الخبر: